اليوم بالذات أشعر أننا بدأنا حرب جديدة في السودان، بنسخة خطيرة، فبعد أن كان السودان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع، وبعد أن كنا على بعد خطوات بسيطة من الاستقرار وعودة المواطنين إلى منازلهم وعودة الحياة

تتحول الحرب إلى حرب مسيرات أكبر بكثير من امكانات الدعم السريع، التي انتهت قوتها الصلبة في الخرطوم وخرجت هاربة مذعورة إلى حواضنها في دارفور.

الحرب في السودان إلى مربع جديد، أطرافه ليست الدعم السريع وجهات تدعمها، بل دخلت الجهات الداعمة طرفا أصيلا في الحرب، وأظن انه على الجيش السوداني أن يبحث عن حليف استراتيجي لمواجهة هذه التطورات، لكن خطورة هذا السيناريو هو تحول الحرب إلى حرب إقليمية مدمرة ستكون تبعاتها خطيرة جدا على المنطقة الهشة بطبيعة الحال.

ارفعوا ايديكم عن السودان، فالضغط للجلوس إلى التفاوض ليس بهذا الدمار والخراب للمنطقة بأكملها.

Sabah Mousa

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان

الخرطوم - تعرضت مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان وجنوبه لضربات جديدة بالطائرات المسيّرة الخميس 8مايو2025، لليوم الخامس على التوالي، حسبما أعلن الجيش، ما أدى إلى فرار عدد كبير من المدنيين من مدينة بورتسودان التي اتخذتها الحكومة مقرا موقتا لها.

وطالت الهجمات القاعدة البحرية الرئيسية قرب بورتسودان (شرق)، إضافة الى مستودعات وقود في مدينة كوستي (جنوب)، بحسب ما أفاد مصدران في الجيش وكالة فرانس برس.

وفي إشارة إلى قوات الدعم السريع، قال مصدر عسكري طالبا عدم كشف هويته إنّ "المسيرات تعاود الهجوم على قاعدة فلامينغو البحرية شمال بورتسودان".

وسُمع دوي الانفجارات في المنطقة بعد هذه الضربات.

وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيرات مواقع استراتيجية في بورتسودان التي بقيت الى حد كبير في منأى عن الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وتتعرض المدينة التي تعدّ مركزا للمساعدات الإنسانية وتضمّ وكالات الأمم المتحدة وآلاف النازحين، لضربات ينسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع، ويقول إنّها تستخدم "أسلحة استراتيجية ومتطوّرة" قدّمتها لها الإمارات العربية المتحدة، التي تنفي هذه الاتهامات.

وكانت قاعدة فلامينغو استُهدفت الأربعاء بهجوم مماثل.

وعلى بعد حوالى 1100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي، في كوستي بولاية النيل الأبيض (جنوب)، أفاد المصدر العسكري بأنّ قوات الدعم السريع أصابت "بثلاث مسيرات مستودعات الوقود التي تزوّد الولاية"، ما أدى الى "اشتعال النيران فيها".

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

- لا خيار سوى المغادرة -

وألحقت ضربات الثلاثاء أضرارا في البنى التحتية الاستراتيجية في بورتسودان، بما في ذلك المطار المدني الأخير العامل في البلاد، وفي قاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود والميناء الرئيسي في البلاد.

وأوضح مصدر عسكري أن "الدفاعات الجوية أسقطت مساء أمس وصباح اليوم 15 طائرة مسيرة كانت تستهدف مواقع مختلفة في مدينة بورتسودان".

وفي محطة الحافلات الرئيسية المزدحمة في بورتسودان، كان مدنيون يتدافعون للمغادرة.

وقال الموظف بشركة الحافلات محمود حسين "لا يمكنك الآن الحصول على تذكرة دون الحجز قبل أكثر من يوم، فجميع الحافلات محجوزة".

ومن بين الفارين حيدر إبراهيم الذي كان يستعد للتوجه جنوبا مع عائلته.

وقال لوكالة فرانس برس إن "الدخان في كل مكان وزوجتي تعاني من الربو" مضيفا "ليس لدينا خيار سوى المغادرة".

ونزح العديد ممن هربوا إلى بورتسودان عدة مرات من قبل، وكانوا يفرون مع اقتراب المواجهات.

وارتفعت تكاليف النقل بمقدار الضعف تقريبا نتيجة لنقص الوقود الناجم عن الهجمات.

وقال سائق التوك توك عبد المجيد بابكر "الآن، علينا شراء الوقود من السوق السوداء".

ومساء الأربعاء، أفاد شهود عن تحليق مسيّرات وإطلاق نيران مضادة للطائرات في أجواء مناطق يسيطر عليها الجيش في مدينة كسلا بشمال السودان.

واعتبرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، المكونة من ثماني دول في شرق إفريقيا، الهجمات على البنى التحتية المدنية في بورتسودان "غير مقبولة" وطالبت وقفها فورا".

وقال السكرتير التنفيذي لإيغاد وركنه غبيهيو في بيان "إن أي هجوم على هذا المركز الحيوي من شأنه أن يزيد من معاناة الناس ويعرقل إيصال المساعدات المطلوبة بشكل عاجل".

وتثير هذه الهجمات مخاوف من احتمال انقطاع المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث تمّ إعلان المجاعة في بعض المناطق، وحيث يعاني حوالى 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الخطير.

ومنذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان صراعا داميا بين قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.

وتتهم الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش دولة الامارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.

وأعلنت الخرطوم الثلاثاء أن الامارات "دولة عدوان" وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها. وأكدت الامارات الأربعاء أنها "لا تعترف" بهذا القرار.

ومنذ خسارة الدعم السريع مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان، زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى. وهي تستخدم مسيّرات بدائية الصنع وأخرى متطورة، يتهم الجيش الإمارات بتزويدها إيّاها.

وقد قسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش وأخرى في الجنوب بقبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على منطقة دارفور (الغرب) بالكامل تقريبا.

 

مقالات مشابهة

  • في عملية نوعية للجيش السوداني.. مقتل 76 ضابطاً من مليشيا الدعم السريع داخل فندق بمدينة نيالا وحملة اعتقالات واسعة طالت أفراداً بالمليشيا بتهمة الخيانة والتخابر
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • حكم بالإعدام على متعاون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية يكشف لـ”سبوتنيك” عن المساعي الحالية لوقف الحرب وعودة التفاوض
  • الحكم بالإعدام على متعاون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • أمنستي: الإمارات قدمت أسلحة صينية متطورة لقوات الدعم السريع
  • هجوم مسيّرات الدعم السريع على موانئ ومطارات شرق السودان.. سيناريوهات مختلفة لمستقبل الحرب
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • بالفيديو.. وسط فرحة واعتراف منسوبيها.. شاهد لحظة أطلاق مليشيا الدعم السريع لسراح “السجناء” من سجن النهود