ظاهرة مُخيفة ومثيرة للاستغراب، قام خلالها مجموعة من البشر في دول أوروبا بعرض أنفسهم للتبني على مواقع تبني الحيوانات الأليفة مقابل الحصول على مبالغ مالية ضخمة قد تصل إلى 70 ألف دولار شهريا، والتي عُرفت فيما بعد باسم ظاهرة الكلاب البشرية، الذين فضلوا أن يعيشوا حياة الكلاب ويرتدون أزياء تُشبه جلودها، باعتبار حياة الكلاب مريحة وخالية من الضغوطات والمشاكل، بحسب تصريحات عدد منهم لصحيفة «جارديان البريطانية».

 

انتشار محلات بيع مستلزمات الكلاب البشرية

في تسعينات القرن الماضي، بدأ ظهور الكلاب البشرية في شوارع بريطانيا، إذ شهدت الطرقات سير مجموعة من الناس  يصطحبون بشر مثلهم ولكن على هيئة كلاب يسيرون على أربع مثل الحيوانات ويقومون بالنباح والجري، وربما تلتف سلسلة حديدية حول عنقهم صُممت للكلاب.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «جارديان البريطانية»، بلغ عدد الأفراد الذين يمارسون هذه الظاهرة 10 آلاف شخص في بريطانيا وحدها، بينما وصل عددهم إلى عشرات الآلاف في دول الاتحاد الأوربي.  

بعد انتشار ظاهرة الكلاب البشرية، اعتبرتها عدد من دول أوروبا، كبريطانيا وكندا واستراليا وأمريكا أمر واقع، حتى بدأ تاسيس محلات غريبة من نوعها لبيع مستلزمات الكلاب البشرية، التي تمثلت في أزياء الكلاب «ملابس تشبه جلد الكلاب مزودة بأجهزة لتحريك الأذنين والأقفاص والعظام الصناعية».

تفسير ظاهرة الكلاب البشرية 

ولتفسير تلك الظاهرة الغريبة، أكدت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، أخصائي نفسي، أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان كرمه وأعطاه حياة مستقلة وتفكير منطقي، وتلك الظاهرة المثيرة للاشمئزاز، حسب تعبيرها، تنافي القيم الاجتماعية والأخلاقية، وللأسف الظاهرة زادت في أوروبا خلال الفترة الأخيرة ووصل المبلغ اللي بياخده ممارس دور الكلب لـ 70 ألف دولار شهريا».  

عدة دوافع قد تؤدي بالشخص إلى عيش حياة الكلب، أولها تعرض هذا الشخص إلى التنمر والاعتداء في الصغر، بالإضافة إلى سوء المعاملة من قبل الأهل وتعرضه للإهانة والضرب، ما يجعله راغًبا في الانتقام من نفسه والمجتمع من خلال عمل التصرفات غير المقبولة والمثيرة للانتباه كالتشبه بالكلاب عن طريق ارتداء ملابس الكلاب وعرض نفسه للتبني: «الشخص ده عنده انعدام ثقة في النفس وشعور بالدونية وعدم الاستحقاق والانطوائية علشان كدة بيلجأ للتصرفات دي للفت الانتباه».

المعاناة من اضطراب الشخصية التجنبية والمازوخية قد يكون سببًا في الانسياق وراء ظاهرة الكلاب البشرية، كما قالت عبد الرحمن لـ«الوطن»، إذ يعاني الشخص التجنبي من الخوف والاحتكاك بالآخرين، والتعبير عن نفسه ما يجعله يلجأ للتخفي وراء ملابس الكلب والقيام بتصرفاته من خلال النباح كنوع من لفت الانتباه دون أن يتعرف عليه الآخرين، حيث يتصف الشخص المازوخي بالاستمتاع باحتقار الآخرين له ومعاملته معاملة سيئة لذا يقوم بلعب دور الكلب.

وفيما يخص التشريح النفسي للشخص الذي يقوم بتبني الكلب البشري، أكدت الإخصائية النفسية، أن هؤلاء الأشخاص مصابون باضطراب الشخصية السادية، كما تُعرف في علم النفس، ما يجعله سعيدًا عند ممارسة السادية على الآخرين وإخضاعهم وتعذيبهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكلاب اضطراب نفسي بريطانيا أمريكا

إقرأ أيضاً:

أستاذ طب نفسي يكشف مخاطر تطبيقات المراهنات الإلكترونية

أكد الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي، أنه لا بد أن يكون هناك انشطة يومية يقوم بها الفرد للحد من انجرافه نحو المراهنات الإلكترونية، مشيرا إلى أن وجود شبكة اجتماعية داعمة، ونشاط رياضي، يمكن أن يقلل من احتمالية الإدمان.

وقال هشام رامي، خلال لقاء له لبرنامج “كلمة أخيرة”، عبر فضائية “أون”، أن المراهنات الإلكترونية هو نوع من الإدمان السلوكي، مؤكدا أن سهولة الوصول لهذا النوع جعلت الإدمان على الألعاب والمراهنات سهل خاصة بين الشباب.

وتابع أستاذ الطب النفسي، أن التكرار المستمر للفوز الجزئي في المراهنات يحفز الدماغ على إنتاج الدوبامين، مما يعزز الأمل الكاذب لدى اللاعبين ويجعلهم يكررون اللعب بشكل مستمر.

طباعة شارك هشام رامي الطب النفسي المراهنات الإلكترونية شبكة اجتماعية الإدمان

مقالات مشابهة

  • أسباب تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة في مصر (فيديو)
  • أسباب تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة في مصر.. فيديو
  • وكيل الأطباء البيطريين يوضح أسباب تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة في مصر (فيديو)
  • خبير: أعداد الكلاب الضالة بمصر تصل لمستويات غير مسبوقة
  • خبير: أعداد الكلاب الضالة في مصر تصل إلى مستويات غير مسبوقة وسط غياب بيانات دقيقة
  • "الدراك ويب" كلمة السر.. محامي "طفل المنشار" يكشف تفاصيل جديدة عن الجريمة
  • خبير نفسي: تخويف الأطفال قبل سن الثالثة يسبب اضطرابات أكبر من الخطر نفسه
  • أستاذ طب نفسي يكشف مخاطر تطبيقات المراهنات الإلكترونية
  • خبير نفسي يوضح أساسيات بناء علاقة صحية بين الوالدين وأطفالهم منذ اللحظة الأولى
  • خبير نفسي: ربع المصريين يعانون اضطرابات نفسية وفق آخر التقديرات الرسمية