عواصم «وكالات»: أظهر أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا نشر صباح اليوم أن القوات الروسية التي تسيطر على محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية وضعوا مجددا ألغاما حول المحطة.

وقال التقرير إن العبوات الناسفة موجودة بين السياجين الداخلي والخارجي حول محطة الطاقة النووية.

وكان قد تم إزالة ألغام من المنطقة في نوفمبر الماضي.

وانتقد رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية وضع تلك الألغام قائلا: إنها «تتناقض» مع معايير السلامة.

كما حذر من أن الإدارة الروسية لمحطة الطاقة النووية لن تقوم على الأرجح بالصيانة الشاملة للمحطة في العام الجاري.

وقد تم تقديم خطة عمل للمراقبين الدائمين من الوكالة في المحطة الأسبوع الماضي، إلا أن الوكالة تعتقد أنها بها أوجه قصور. وقال جروسي: «يجب القيام بهذه الصيانة من أجل ضمان السلامة النووية».

أوروبا تسرّع إنتاج الذخيرة

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي أنّه سيزيد إنتاج الذخيرة بشكل كبير هذه السنة استجابة لمطالب أوكرانيا المتزايدة بدعمها في حربها ضدّ روسيا، التي استدعت بدورها السفير الفرنسي للاحتجاج على «التورّط المتنامي» لبلاده في النزاع.

وفي الوقت ذاته، دعت أوكرانيا الدول الغربية إلى منع روسيا من الحصول على المكونات الرئيسية لإنتاج الأسلحة الخاصّة بها للحرب، التي ستحلّ الذكرى الثانية لبدئها قريبًا، وخلّفت عشرات الآلاف من القتلى.

وأكد مفوّض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون خلال زيارة لإستونيا، أنّ الاتحاد سيكون قادرًا على إنتاج ما لا يقل عن 1.3 مليون طلقة كذخيرة بحلول نهاية هذا العام.

وقال للصحافيين: «نحن في لحظة حاسمة بالنسبة إلى أمننا الجماعي في أوروبا. وفي الحرب العدوانية التي تقودها روسيا في أوكرانيا، يتعيّن على أوروبا أن تدعم وتستمر في دعم أوكرانيا بكلّ وسائلها».

وأشار بريتون إلى أنّه بحلول مارس أو أبريل 2024، ستصل الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي إلى هدف الطاقة الإنتاجية المتمثل في مليون قذيفة كذخيرة كلّ عام.

وأضاف: «سنواصل تعزيز طاقتنا الإنتاجية، بنحو 1.3 إلى 1.4 مليون... في نهاية هذه السنة ونواصل الزيادة بشكل كبير خلال السنة المقبلة».

وتابع: «نحن بحاجة للتأكد من أنّ الجزء الأكبر من هذه الخطوة سيكون لمصلحة أوكرانيا كأولوية؛ لأنّ هذا هو المكان الذي توجد فيه حاجة ملحّة».

وفي وقت سابق من يوم الخميس الماضي، أعلنت أوكرانيا أنّها واجهت حاجة «ملحّة» للذخيرة، كما دعا وزير الخارجية دميترو كوليبا أمس إلى بذل جهود أكبر لمنع روسيا من الحصول على قطع أسلحة لهجومها.

وقال كوليبا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ «الغرب يجب أن يتعامل بجدّية مع شلّ قدرة روسيا على إنتاج الأسلحة».

وأشار إلى أنّه «وفقا لبعض البيانات، فإنّ ما يصل إلى 95 في المائة من المكوّنات الحيوية المنتجة في الخارج والتي وُجدت في الأسلحة الروسية المدمّرة في أوكرانيا تأتي من دول غربية».

ولم يقدّم كوليبا دليلاً على تصريحاته، ولكن كييف تقوم بانتظام بتفكيك الصواريخ والمسيّرات الروسية التي تسقط على أراضيها لتحليل مكوّناتها.

ميدانيا، شنّت أوكرانيا هجوما تسبّب في نشوب حريق هائل في مخزن للنفط في غرب روسيا، حسبما أفاد مصدر أمني أوكراني لوكالة فرانس برس.

واستهدف الهجوم مخزنا في كلينتسي، على بعد حوالى 70 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا.

وهذا الهجوم الثاني على مخزن للنفط خلال يومين، بعدما أعلنت كييف أنّها استهدفت منشأة لتخزين النفط في منطقة لينينغراد الشمالية الخميس.

واستهدفت كييف البنية الأساسية الروسية للنفط والغاز طوال فترة الصراع المستمر منذ عامين تقريبًا، في هجمات تقول أوكرانيا إنّها انتقام عادل من الضربات التي تطال أراضيها.

في هذه الأثناء، كثّفت روسيا الضغوط الدبلوماسية، حيث استدعت السفير الفرنسي في موسكو لتقديم شكوى رسمية بشأن «التورّط المتنامي» لبلاده في النزاع. من جانبها، أعلنت موسكو هذا الأسبوع، من دون تقديم أدلّة، أنّها قتلت مجموعة من الفرنسيين في ضربة استهدفت بلدة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: إنّ السفير بيار ليفي «تلقّى أدلّة على تورّط باريس المتزايد في الصراع في أوكرانيا».

وأفادت موسكو بأنّ عشرات المقاتلين قُتلوا في الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة ليل الثلاثاء الماضي في خاركيف التي تقصفها القوات الروسية منذ فبراير 2022.

ونفت وزارة الخارجية الفرنسية التصريحات الروسية بشأن المرتزقة، واصفة إياها بأنّها «تلاعب روسي أخرق آخر».

وتعدّ فرنسا حليفا رئيسيا لأوكرانيا منذ بدء التدخل الروسي. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع أنّ باريس سترسل عشرات الصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا.

وحثّ ماكرون أمس مصنّعي الأسلحة على تسريع الإنتاج لزيادة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.

وقال في خطاب أمام القوات المسلّحة الفرنسية بمناسبة رأس السنة: «علينا توسيع التحوّل الذي بدأناه» للاستجابة بسرعة أكبر لاحتياجات أوكرانيا.

وأضاف ماكرون: «لا يمكننا أن ندع روسيا تظنّ أنّ بإمكانها الفوز»، محذّرًا من أنّ «انتصارا روسيًّا سيعني انتهاء الأمن الأوروبي».

كييف تحتاج إلى مزيد من الأسلحة

وفي السياق ذاته، دعا مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودوك الحلفاء إلى تقديم المزيد من الأسلحة لبلاده للمساعدة في حملتها الدفاعية في البلاد ضد التدخل الروسي، في ضوء الوضع الحالي للقتال.

وقال بودوك لصحيفة «بيلد» الألمانية: إن «المشكلة في تلك المرحلة من الحرب هي أن عدد الأسلحة والطائرات بدون طيار والقنابل اليدوية ونيران المدفعية، لا يتم توزيعه بالتساوي. هذا يحتاج إلى مساواة».

وأضاف أن سيناريو واحدا فقط ممكن، وهو تعزيز أوكرانيا بأسلحة عالية التقنية بأقصى حد.

ودعا إلى الاستثمار في الإنتاج العسكري، مشيرا إلى «صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار وقنابل يدوية أو نيران مدفعية. يتعين أن يكون عدد الأسلحة كبيرا».

وأشار بودولياك، الذي يقدم المشورة إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إلى الجبهة الطويلة، حيث تسعى بلاده إلى صد القوات الروسية، في عدة اتجاهات بهجمات في العديد من الاتجاهات. ووصف الوضع العسكري الحالي بأنه صعب، مشيرا إلى استمرار القتال بلا هوادة، رغم العوامل المناخية.

مصادرة ممتلكات من ينشر «معلومات كاذبة»

وفي الشأن الروسي، قال رئيس مجلس النواب الروسي اليوم: إن النواب أعدوا مشروع قانون يسمح بمصادرة أموال وممتلكات الأشخاص الذين ينشرون «معلومات كاذبة عمدا» عن القوات المسلحة الروسية.

وقال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب (الدوما): إن الإجراء سيُتخذ أيضا بحق أولئك الذين تثبت إدانتهم بما وصفها بأشكال أخرى من الخيانة. ومن بين هذه الأشكال «تشويه سمعة» القوات المسلحة والدعوة إلى فرض عقوبات على روسيا أو التحريض على أعمال تطرف.

وكتب فولودين على تطبيق تيليجرام «كل من يحاول تدمير روسيا ومن يخونها يجب أن يواجه العقاب المستحق وأن يتحمل تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالبلاد من ممتلكاته الخاصة». وأضاف أن مشروع القانون سيُعرض على مجلس الدوما يوم الاثنين.

ومنذ إرسال القوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022، كثفت روسيا حملة الإجراءات الصارمة المستمرة منذ فترة طويلة على جميع أشكال المعارضة السياسية.

وبموجب قوانين تم إقرارها في مارس من ذلك العام، فإن تشويه سمعة القوات المسلحة أو نشر معلومات كاذبة عنها يعاقب بالفعل بالسجن لفترات طويلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟

موسكو: تستعد روسيا -غدا الجمعة- للاحتفال بمرور 80 عاما على انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تعهدها سابقا الاحتفالات بهذه المناسبة التي توصف بـ"أم الأعياد" وتقام تقليديا بالساحة الحمراء في موسكو.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تخضع فيها العاصمة الروسية لإجراءات أمنية في غاية الدقة بسبب الحرب مع أوكرانيا، لكن منسوب الاحتياطات الأمنية الاحترازية الجديدة جاء على خلفية تهديدات من كييف بتعطيل الاحتفال، وفقا لتقييمات مراقبين روس لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده "لن تكون مسؤولة عن سلامة الزعماء الأجانب الذين يخططون لحضور موكب النصر في موسكو".

ويشير خبراء روس إلى أن كييف تحاول بهذه الطريقة أن تعكر صفو الاحتفالات، وهو ما ترافق -حسب رأيهم- مع محاولات القوات الأوكرانية اقتحام مقاطعة كورسك مرة أخرى.

رفض أوكراني

تأتي هذه التطورات رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفا كاملا للأعمال "العدائية" قصير الأمد، وذلك اعتبارا من منتصف ليل 7-8 مايو/أيار الحالي حتى منتصف ليل 10-11 من الشهر ذاته، لكن المبادرة قُبلت برفض أوكراني قاطع، في مؤشر على أن فجوة كبيرة لا تزال قائمة بين الجانبين المتحاربين.

إعلان

ولم يتوقف الرفض الأوكراني عند ذلك، بل أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير 105 طائرات مسيّرة فوق أراضيها ليلة 6 مايو/أيار الجاري وتعرض 11 منطقة -بما في ذلك العاصمة موسكو- لعدد من الهجمات الأوكرانية.

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات ستشكل عائقا أمام وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن القوات الروسية ستلتزم بالقرار لكنها سترد بشكل فوري ومناسب إذا استمرت كييف في محاولة توجيه ضربات.

ومن جانبه، رأى الخبير العسكري فكتور ليتوفكين في موقف القيادة الأوكرانية مؤشرا على أن كييف ليست ميالة إلى تسوية سلمية للصراع، موضحا بأنه بمجرد تقديم الكرملين "المبادرة السلمية" قامت القوات الأوكرانية على الفور بزيادة كثافة الهجمات على الأهداف المدنية من أجل إثارة التصعيد على الجبهة.

طابع سياسي

وفي تعليق للجزيرة نت، اعتبر الخبير ليتوفكين أن هدف الرئيس زيلينسكي من الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة شهر هو أن يتسنى له إعادة تجميع قواته وشن هجوم مضاد، متابعا أن هذا هو بالضبط ما فعلته كييف بداية الحرب عندما وافقت موسكو على وقف إطلاق النار خلال المفاوضات عام 2022.

ووفقا له، فإن الغاية من وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا هو اختبار مدى استعداد أوكرانيا لإيجاد سبل لتحقيق سلام مستدام وطويل الأمد واتخاذ إجراءات "حسن نوايا" لجهة تهدئة الصراع -على الأقل- خلال الاحتفالات بعيد النصر.

وأوضح أن وقف إطلاق النار قصير الأمد ليس في صالح أوكرانيا، على عكس طويل الأمد دون شروط مسبقة "فخلال هذه الفترة، سيتمكنون من مداواة جراحهم وتعزيز قدرات جيشهم القتالية من خلال استدعاء متطوعين جدد ولو بالقوة".

ومن جهته، يرى الباحث في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن رفض زيلينسكي مقترح الهدنة الروسية ذو طابع سياسي أكثر مما هو عسكري. ويضيف للجزيرة نت أنه من وجهة النظر العسكرية، يمكن توقع انخفاض في العمليات العسكرية والهجمات من جانب كييف.

إعلان رسالة مشفرة

وبرأي الباحث نفسه، لم يتم شكليا قبول اقتراح الكرملين، لكن أوكرانيا قد تحاول التجاوب معه بطريقة غير مباشرة. واعتبر أن رفض زيلينسكي للمقترح الروسي رسالة "مشفرة" موجهة في المقام الأول إلى الزعماء الأوروبيين، حتى لا يأتي أي منهم إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر ويعطل مظهر الوحدة الأوروبية بشأن قضية العلاقات مع روسيا.

وبتصريحاته، يهدد زيلينسكي ليس فقط سكان موسكو والمواطنين والقيادة الروسية، بل أيضا شخصيات دولية من بلدان غير متورطة في الصراع، وفق الباحث كوزمين.

ويتساءل "لماذا يرغب زيلينسكي في الذهاب إلى حد استخدام التهديدات للتأثير على الاختيار الحر لرؤساء دول أجنبية للسفر إلى موسكو لحضور حدث ذي أهمية دولية وتاريخية؟". ويرى أن ما يجب الاتفاق عليه قبل وقف إطلاق النار المؤقت هو إطار عمل لوقف طويل الأمد.

ويشير إلى نقطة جوهرية بالنسبة لموسكو، تتلخص في أنه لم يتضح بعد من المحادثات الأميركية الأوكرانية الأخيرة ما إذا كانت كييف قد تخلت نهائيا عن رغبتها في قوة حفظ سلام أوروبية. ويؤكد أن على أوكرانيا التخلي عن هذه الفكرة نهائيا، لأن روسيا ستعتبر ذلك بمثابة عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمسمى آخر، وإذا حاول الأوكرانيون والأوروبيون إعادة طرحه لاحقا، فستستأنف موسكو الحرب.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تبدي استعدادها لهدنة غير مشروطة مع روسيا.. والكرملين يدرس المقترح
  • الدفاع الروسية: مقتل 780 عسكريا أوكرانيا خلال الـ24 ساعة الماضية
  • زعماء أوروبيون يوجهون دعوة إلى روسيا بشأن أوكرانيا
  • الدفاع الروسية: مقتل 780 عسكريا أوكرانيا
  • تايمز: بريطانيا ترسل فخاخا إلى أوكرانيا لإرباك القوات الروسية
  • روسيا تشترط وقف تسليح أوكرانيا قبل أي هدنة
  • باحث: الهدنة الروسية الأوكرانية تشهد هدوءًا محدودًا ولكن لا تُحَل المشكلة
  • الفارسة الأوكرانية فاسيليفا تغير جنسيتها لتمثيل روسيا
  • ‏وزارة الدفاع الروسية: أوكرانيا انتهكت وقف إطلاق النار 488 مرة
  • لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟