صحيفة البلاد:
2025-05-15@08:59:38 GMT

حتى لاننسى

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

حتى لاننسى

في عام 2003م إجتاحت العالم جائحة سارز، وفي عام 2009م إنتشر فيروس اتش ون إن ون، وفي عام 2012م إنتشر فيروس ميرس، وفي نهاية عام 2019م قضت كورونا على البشر والأخضر واليابس في جميع أنحاء العالم.
وفي بدايات عام 2024م، عادت تطل علينا كورونا بوجهها المتحوِّر الجديد، وبدأت تحذيرات منظمة الصحة العالمية تطلق صفارات الإنذار والتطمين والتشجيع على أخذ التطعيمات المطوَّرة، وهذا يعني أن كوفيد الجديد لن يكون الأخير على سطح كوكب الأرض، فكل التوقعات والمؤشرات والحقائق العلمية تجزم بأن هناك جائحة أخرى ستصيب سكان الأرض في المستقبل القريب أو البعيد وعلمها عند الله.


وإنطلاقا من هذه الحقائق والوقائع، يجب على دول العالم ومنظمات الصحية، وضع الإستراتيجيات والأهداف والخطط إستعداداً لمواجهة تلك التحدّيات الصحية غير المتوقعة، تماماً مثل ما نفعل ونستعد لمواجهة الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وإنفجارات البراكين،وكما نخطط لحماية حدود الأوطان وتعديل مسارات الإقتصاد.

ومن هذه الإستراتيجيات ، تصميم ووضع نظم إستشرافية وتحذيرية تتابع إنتشار الأوبئة والفيروسات، وأن تكون سريعة الإستجابة لحماية البشر، وأيضا من الغزو الخارجي للفيروسات، الناتج عن تطور وسائط المواصلات بأنواعها وحدود العالم المفتوحة والرغبة الإنسانية في التنقل حول العالم، وهذا بالتبعية يتطلب وضع نظم إقتصادية للتقليل من تاثيرها المباشر على مقدرات وأحوال البشر المادية.

كما يجب أن لا يغيب عن وعينا أهمية الجهود الفردية الملقاة على عاتقنا لحماية أنفسنا من عدوى الأمراض والأوبئة وذلك بإتباع طرق ووسائل الحماية الشخصية. تجدر الإشارة الى الجوانب المضيئة والمكاسب التقنية والعلمية والسلوكية التي حققتها البشرية من إنتشار جائحة كوفيد 19، حيث ساعدت على تسّريع إنتاج التطعيمات والتطوير التقني للتعلم والعمل عن بعد، وإنتاج أجهزة طبية ملبوسة لمراقبة الوظائف الحيوية للإنسان أثناء مرضه،والأهم من كل ذلك تعزيز النظم الصحية العالمية نظرا لتأثيرها على الإقتصاد العالمي والمتمثلة في التحدّيات الناتجة عن إنتشار الأمراض وفرض حالات الطوارئ لفترات طويلة.

وأخيراً، الإستعداد هو حالة ذهنية ونفسية وثقافية لا يمكن تحقيقها في الحياة العصرية إلا بتعلُّم مهارات الإعداد والجاهزية لمتطلبات الطوارئ بمختلف أنواعها وهذا يتطلب تضمين المناهج الدراسية تلك المفاهيم والمهارات بغرض تعلمها وتطبيقها.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أمومة على طريقة البشر.. الشمبانزي يكشف جذور التعلق العاطفي

في قلب غابات كوت ديفوار، وتحديدا في حديقة "تاي الوطنية"، راقب باحثون سلوك صغار الشمبانزي على مدى 4 سنوات. كان هدف هذه المراقبة هو فهم طبيعة العلاقة بين الأم وصغيرها، وإذا ما كانت تشبه الروابط التي تنشأ بين الإنسان وأمه في الطفولة.

وتوصلت الدراسة -التي نشرت يوم 12 مايو/أيار في مجلة نيتشر هيومان بيهيفيور- إلى نتائج مفاجئة، إذ أظهرت أن الشمبانزي، مثل البشر، يطور أنماطا من الارتباط بالأم، لكن بشكل مختلف حين يتعلق الأمر بعنصر اضطراب العلاقة.

اعتمد الباحثون على نحو 3800 ساعة من المراقبة في حديقة تاي الوطنية بكوت ديفوار، ووجدوا أن الصغار يلجؤون لأمهاتهم عند الشعور بالتهديد، ويكفون عن البكاء عند اقتراب الأم، مما يعكس سلوكيات تعلق منظمة.

صغار الشمبانزي التي تطور أنماط ارتباط مضطربة في البرية ربما لا تتمكن من النجاة (ليران ساموني) الطفل الواثق.. والطفل المتجنب

توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة إلينور رولان -وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد العلوم المعرفية التابع للمركز الوطني للبحث العلمي، في برون بفرنسا- في تصريحات للجزيرة نت أن الدراسة أظهرت أن بعض صغار الشمبانزي تطور ارتباطا آمنا بأمهاتها، فتشعر بالثقة لاستكشاف العالم من حولها، وتعلم أن الأم ستكون إلى جانبها عند الحاجة.

وأضافت الباحثة أن "صغارا آخرين تبدي سلوكا يعرف بالارتباط التجنبي غير الآمن، حيث يميل الصغير إلى الاستقلالية وعدم اللجوء للأم كثيرا عند التوتر".

لكن المثير للدهشة هو غياب نمط ثالث يعرف عند البشر بـ"الارتباط غير المنظم"، الذي يظهر عادة عند الأطفال الذين تعرضوا لسوء معاملة أو صدمات نفسية. هذا النمط تحديدا ارتبط في دراسات كثيرة باضطرابات عاطفية ومشكلات نفسية لدى الأطفال لاحقا.

إعلان

وتوضح رولان: "في الحياة البرية، لم نعثر على أي دليل على وجود أنماط ارتباط غير منظم. هذا يعزز فرضية أن هذا النوع من الارتباط لا يخدم إستراتيجية البقاء في بيئة طبيعية قاسية"

وتوضح بعبارة أخرى أن صغار الشمبانزي التي تطور أنماط ارتباط مضطربة في البرية ربما لا تتمكن من النجاة، إذ إن البقاء في بيئة مليئة بالمخاطر يتطلب استقرارا عاطفيا، ومعرفة واضحة بمن يلجأ إليه الفرد وقت الحاجة.

ولهذا، بحسب الدراسة، فإن صغار الشمبانزي التي تنشأ في أحضان أمهاتها تطور أنماطا متزنة تساعدها على النجاة والتفاعل الاجتماعي.

صغار الشمبانزي التي تنشأ في أحضان أمهاتها تطور أنماطا متزنة تساعدها على النجاة والتفاعل الاجتماعي (ليران ساموني) تشابه يفوق ما نعتقد

تعتقد المؤلفة الرئيسية للدراسة أن هذه النتائج يمكن أن تفتح بابا واسعا للأسئلة حول أساليب التربية البشرية الحديثة. فبينما يتأثر كثير من الأطفال اليوم بظروف اجتماعية متغيرة، أو غياب الأمان العاطفي، تظهر لنا الحياة البرية أن الاستقرار والرعاية المستمرة هما أساس تكوين علاقة صحية بين الطفل وأمه.

وتقول رولان إن "نتائجنا تعمق فهمنا لتطور الشمبانزي الاجتماعي، لكنها تجعلنا نتساءل أيضا: هل ابتعدت بعض ممارسات الرعاية البشرية الحديثة عن الأسس المثلى لنمو الطفل؟".

كما أوضحت الباحثة أن التعرف على أنماط الارتباط عند الشمبانزي يسهم في فهم جذور السلوك الاجتماعي البشري، وتشير أيضا إلى أن الاختلاف بين الشمبانزي البري والموجود في الأسر يعكس أهمية بيئة التنشئة في تشكيل شخصية الطفل، سواء كان من البشر أو الشمبانزي.

وبعيدا عن المختبرات، ترى رولان أن هذه الدراسة تقدم درسا تربويا من الطبيعة نفسها، إذ يحتاج الطفل إلى علاقة مستقرة وداعمة مع مقدم الرعاية الأول، ليطور شعورا بالأمان والثقة. في المقابل، فإن البيئة غير المستقرة، سواء كانت في الأسر أو في المجتمعات البشرية المعاصرة، قد تدفع الطفل إلى أنماط اضطراب نفسي لاحق.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أمومة على طريقة البشر.. الشمبانزي يكشف جذور التعلق العاطفي
  • مزيج من البشر والحيوانات| اكتشاف مخلوق غامض يثير حيرة العلماء.. ما هو؟
  • دراسة علمية: أجساد البشر تصدر ضوءا خافتا يتلاشى عند الموت
  • عندما يتحدث البشر.. هل يفهم الذكاء الاصطناعي ما بين السطور ؟!
  • تتعلم وتتعاون وتغش مثل البشر.. أسطورة ذاكرة السمك تتحطم
  • تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها
  • هل الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر تشابهًا مع البشر؟ اكتشاف مفاجئ يغير كل شيء!
  • التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي
  • الصفدي: سوريا الآن أمام فرصة تاريخية لأن تكون آمنة مستقرة يعيش فيها السوريون بأمان بعد سنوات من المعاناة، وهذا يستدعي أن يقف العالم كله معها بمواجهة ما يهددها
  • مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد