15 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تحليل:
تظل مسألة اختيار رئيس الوزراء في العراق على الدوام، رهينة التوافقية، حيث الأكثرية البرلمانية لن تكون كافية لفرض مرشح بعينه.
وفي داخل البرلمان، وفي الاروقة السياسية، فان المحاصصة تحت عباءة التوافق هي الخيار الوحيد المتاح.
وتتجلى هذه التحركات في عدم قدرة أي مكون سياسي على فرض إرادته منفرداً، مما يعزز من حالة التوازن الهش بين الأطراف.
وتعيق فكرة الثلث المعطل، التي تمنح أي طرف قدرة على تعطيل العملية السياسية، إمكانية الحسم السريع في اختيار الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية، الوزراء، والبرلمان).
وتكمن المشكلة في أن هذا المبدأ، الذي صُمم لضمان الشراكة، تحول إلى أداة لتعزيز المصالح الفئوية حيث يؤدي هذا الوضع إلى تأخير تشكيل الحكومة وتعميق الأزمات السياسية، اذ يسعى كل طرف إلى تعظيم مكاسبه دون التنازل عن مطالبه.
وتشير التحليلات إلى أن هذا النمط بات سمة متكررة في العملية السياسية العراقية، مما يثير تساؤلات حول جدوى النظام الحالي.
وتبرز صعوبة أخرى في عدم رضى أي طرف سياسي بالبقاء خارج المنظومة الحاكمة.
ويدفع هذا الواقع الأطراف إلى التمسك بالتوافقية، لكن تحت ستار المحاصصة التي شوهت المفهوم الأصلي للتوافق.
وتحول التوافق من مبدأ يهدف إلى الشراكة الوطنية إلى أداة لتقاسم النفوذ والمغانم.
ويرى مراقبون أن هذا التشوه أضعف الثقة بالنظام السياسي، حيث ينظر المواطنون إلى العملية السياسية كمسرح لتوزيع المصالح بدلاً من بناء دولة قوية.
وتظهر هنا الحاجة إلى إصلاحات جذرية في النظام السياسي، تشمل إعادة النظر في آليات التوافق وتعزيز مبدأ الكفاءة والمساءلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تحول الانتحار الى وباء اجتماعي.. ضغوط نفسية واقتصادية تفتك بالمجتمع العراقي
28 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تسجل محافظة نينوى، مركز الصراعات التاريخية في العراق، ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الانتحار، حيث أفادت مصادر أمنية، يوم السبت 28 يونيو 2025، بانتحار امرأة في حي الإخاء بمدينة الموصل شنقاً داخل منزلها.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى دوافع نفسية واجتماعية دفعت المرأة، التي لم يُكشف عن هويتها، إلى إنهاء حياتها، فيما تستمر السلطات في التحقيق لكشف ملابسات الحادث.
ويأتي هذا الحدث كجزء من سلسلة متزايدة من حالات الانتحار التي تهز المجتمع العراقي، لا سيما في نينوى، التي عانت ويلات الحروب والإرهاب.
ويعزو مختصون اجتماعيون هذا التصاعد إلى تراكم الضغوط النفسية والاقتصادية، إذ أشارت دراسات حديثة إلى أن 43% من حالات الانتحار في العراق ترتبط باضطرابات نفسية، بينما تساهم الأزمات العائلية بنسبة 35% والمشاكل الاقتصادية بنسبة 15%.
وتبرز نينوى كإحدى المحافظات الأكثر تأثراً، حيث سجلت في مايو 2025 ما بين خمس إلى سبع حالات انتحار، وفقاً لدائرة صحة المحافظة، التي حذرت من تحول الظاهرة إلى “وباء اجتماعي” يتطلب تدخلاً عاجلاً.
وتلعب الوصمة الاجتماعية دوراً كبيراً في تفاقم الأزمة، إذ يتردد كثيرون في طلب العلاج النفسي خوفاً من نظرة المجتمع.
ويفتقر العراق إلى بنية تحتية كافية للصحة النفسية، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك ثلاثة أطباء نفسيين فقط لكل مليون مواطن، مقارنة بـ209 في دول مثل فرنسا. وتزيد الأوضاع الأمنية السابقة في الموصل، التي شهدت سيطرة تنظيم داعش بين 2014 و2017، من تعقيدات الوضع، حيث تركت تداعيات النزاع آثاراً نفسية عميقة على السكان.
وتشير تقارير إلى أن الفقر والبطالة، إلى جانب العنف الأسري والابتزاز الإلكتروني، تدفع الشباب والنساء على وجه الخصوص إلى حافة اليأس.
وتدعو الجهات المختصة إلى إنشاء مراكز علاج نفسي وتفعيل استراتيجيات وطنية للوقاية من الانتحار، فيما يطالب ناشطون بتحقيقات أعمق للكشف عن حالات قد تُسجل كانتحار لإخفاء جرائم قتل، خاصة ضد النساء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts