الرئيس الشرع يعلن انطلاقة مرحلة سوريا الجديدة بعد رفع العقوبات
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب متلفز مساء الأربعاء، انطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار في سوريا، وذلك عقب قرار الإدارة الأميركية رفع العقوبات عن البلاد، معتبرًا الخطوة "نقطة تحول تاريخية" نحو استعادة الاستقرار والنهوض بالاقتصاد الوطني.
وأكد الشرع أن هذه المرحلة تأتي نتيجة تلاحم السوريين في الداخل والخارج، والدعم العربي والدولي المتزايد للقيادة الجديدة.
وفي خطابه، وصف الشرع الحقبة الماضية بأنها "مرحلة مأساوية في تاريخ سوريا الحديث"، عاش خلالها السوريون القتل والتهجير والاعتقال، وفقدت الدولة مكانتها الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن "نظامًا ساقطًا حوّل البلاد إلى كيان منبوذ ونهب مقدراتها"، مؤكداً أن هذه الحقبة قد طُويت.
وقال الرئيس السوري إن بداية الأمل انطلقت من إدلب، حيث بزغ فجر "الثورة السورية المباركة"، مشيرًا إلى أن تحرر البلاد جاء بفضل إرادة السوريين وتضحياتهم. وأضاف: "من إدلب بُنيت ملامح سوريا الجديدة، ومن هناك بدأ الحلم بالتحقق".
استعرض الرئيس الشرع أبرز الخطوات التي قامت بها الحكومة الانتقالية خلال الأشهر الستة الماضية، من تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية، إلى الإعلان الدستوري، وعقد المؤتمر الوطني، وتحرير السوق، وإلغاء القوانين الجائرة. كما أشار إلى جهود إعادة هيكلة المؤسسات ومعالجة مواطن الخلل الإداري.
وشدد على أن هذه التحركات تزامنت مع تحرك دبلوماسي واسع لتعريف المجتمع الدولي بـ"سوريا الجديدة"، أسفر عن إعادة رفع العلم السوري في الأمم المتحدة، وفتح قنوات للتعاون مع العالم العربي والغرب.
وأشاد الشرع بالدور العربي في دعم سوريا، مشيرًا إلى لقاءاته مع قادة السعودية وتركيا وقطر والإمارات والبحرين والأردن ومصر، وقال إن هذه اللقاءات "كانت صادقة وتعكس حرصًا حقيقيًا على وحدة سوريا وعودتها إلى محيطها الطبيعي".
وخصّ بالشكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، على مواقفهم الداعمة.
كما وجّه الشرع تحية للجاليات السورية في الخارج، مشيدًا بدورها في التأثير على الرأي العالمي ومساندة قضيتها الوطنية. واعتبر قرار رفع العقوبات الأميركية "تاريخيًا وشجاعًا"، صادرًا عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويعكس إدراكًا عالميًا لحاجة سوريا إلى التعافي والاستقرار.
واختتم الرئيس السوري خطابه بالتأكيد على التزام الحكومة بتطوير البيئة الاستثمارية، وتحسين التشريعات الاقتصادية، وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب. ودعا جميع أبناء سوريا والأشقاء في المنطقة للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وقال الشرع: "سوريا لن تكون ساحة لصراعات الآخرين، ولن نسمح بإعادة إنتاج سرديات النظام السابق. سوريا الجديدة ستكون لكل أبنائها، ووفية لكل من وقف معها في أوقات الشدة".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
ترامب يلتقي الرئيس السوري الشرع في الرياض.. وأردوغان يشارك عن بعد
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، بعد يوم واحد فقط من إعلان رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق.
أفاد بذلك البيت الأبيض، دون أن يرشح على الفور أي تفاصيل أخرى بشأن اللقاء.
وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عبر تقنية الفيديو في اجتماع ضم زعماء الولايات المتحدة والسعودية وسوريا بالرياض.
وأفادت مصادر دبلوماسية للأناضول بأن الرئيس أردوغان شارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في اجتماع ضم نظيريه الأمريكي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وجاء اللقاء خلال زيارة ترامب إلى السعودية، وسط تغطية إعلامية واسعة لحدث وُصف بأنه بداية لتحول جذري في العلاقات بين واشنطن ودمشق.
وقال ترامب الثلاثاء إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاورات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق... حان وقت تألقها. سنوقف جميع العقوبات. حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية".
ويمهد رفع العقوبات الأمريكية التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي الطريق أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، مما يسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد.
وجاء هذا القرار المفاجئ على الرغم من الشكوك الإسرائيلية العميقة في إدارة الشرع، وهي مخاوف كانت في البداية لدى بعض المسؤولين الأمريكيين أيضا.
وقال ترامب إنه سيرفع جميع العقوبات على سوريا، مشيرا إلى أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لرويترز إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.
وأضاف أن سوريا مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
وقال إن ترامب ربما يحقق سلاما تاريخا وانتصارا للمصالح الأمريكية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل.
وأشاد الرئيس اللبناني جوزاف عون بما وصفه "بالقرار الشجاع" من ترامب، وعبر عن أمله في أن يكون ذلك "خطوة أخرى على طريق استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها بما ينعكس خيرا على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها".
وقالت السناتور الأمريكية جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لصحفيين إن الولايات المتحدة لديها فرصة لدعم سوريا ولبنان. وقالت "من المهم لنا أن نوفر الفرصة لإبقاء تلك الدول تتحرك بطريقة تبقي إيران وروسيا بعيدتين".
وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام في بيان إنه "يميل بشدة" لدعم تخفيف العقوبات في ظل الظروف المناسبة.
وأضاف "قد تكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها حديثا في سوريا استثمارا جيدا، وقد تمهد الطريق لتوحيد سوريا، وجعلها جزءا مستقرا بالمنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير يجب معرفته قبل اتخاذ هذا القرار".
ورحبت الأمم المتحدة، التي دأبت على حث الدول على رفع العقوبات عن سوريا، بهذه الخطوة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "كان من المهم لنا أن نرى تخفيفا للعقوبات على سوريا للمساعدة في إعادة إعمارها، ولمساعدة الشعب السوري على التعافي من صراع ونقص تمويل لأكثر من عقد".