كشفت تقديرات استخباراتية أمريكية بأن ما حققه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ضد حركة "حماس" لا يرقى، حتى الآن، إلى هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الحركة الفلسطينية، وتظهر قدرة "حماس" على الصمود بعد أشهر من الحرب التي تلقت خلالها تل أبيب مساعدات عسكرية ضخمة ومستمرة من الولايات المتحدة ودول غربية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتقول التقديرات الاستخباراتية الأمريكية إن جيش الاحتلال لم ينجح في قتل سوى 20 أو 30% من مقاتلي "حماس"، معتبرا أنها حصيلة ضعيفة، لكن التقديرات أشارت إلى أن "حماس" تتكيف ببراعة مع مستجدات الحرب ومتغيراتها.

اقرأ أيضاً

هآرتس: حماس بدأت عملية كبيرة لإعادة تأهيل كتائبها في شمالي غزة.. وقلق إسرائيلي

القدرة على مواصلة ضرب إسرائيل

كما وجد التقدير الأمريكي لخسائر الحركة أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفي من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل والقوات الإسرائيلية في غزة لعدة أشهر، وأن الجماعة تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها في أجزاء من مدينة غزة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

وقال محللون عسكريون إن تكتيكات مقاتلي "حماس" التي أرهقت جيش الاحتلال تتمثل في العمل في مجموعات أصغر والاختباء بين الكمائن التي تنصب للقوات الإسرائيلية.

تقديرات عدد مقاتلي "حماس"

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تقدر أن "حماس"، كان لديها ما بين 25 ألف إلى 30 ألف مقاتل قبل الحرب بالإضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة والقوات الأخرى.

كما قدرت إسرائيل أن عدد مقاتلي الجماعة يبلغ 30 ألفًا أو أكثر.

اقرأ أيضاً

قناة إسرائيلية تنشر وثائق جديدة لاقتحام حماس شواطيء زيكيم يوم 7 أكتوبر

التقدير الأمريكي، الذي تم تضمينه في تقرير سري في وقت سابق من هذا الشهر، تم استخلاصه من الاتصالات التي تم اعتراضها، وتحليل الآثار في غزة، ومراقبة الطائرات بدون طيار للمنطقة، والمعلومات الاستخبارية التي قدمها الإسرائيليون.

ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أن ما يصل إلى 16 ألف من مقاتلي حماس قد أصيبوا بجروح، وأن حوالي نصف هؤلاء لن يعودوا إلى ساحة المعركة، وفقًا لمسؤول عسكري إسرائيلي كبير.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على التقييم إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن ما بين 10500 و11700 مقاتل أصيبوا، وأن العديد من هؤلاء قد يعودون في النهاية إلى ساحة المعركة.

وتنقل "وول ستريت جورنال" عن الجنرال المتقاعد بالجيش جوزيف فوتيل، الذي قاد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط قوله إن "حماس" أظهرت أنها لا تزال قادرة على القتال، رغم تلك الخسائر.

وأضاف: "قد يتعين على شخص واحد الآن القيام بوظيفتين أو ثلاث وظائف".

شمالي غزة

وقالت الصحيفة إنه في علامة أخرى على مرونة "حماس"، تحاول الحركة إعادة تأكيد سلطتها من خلال نشر مجموعات صغيرة من الشرطة وخدمات الطوارئ للقيام بدوريات في شوارع شمالي قطاع غزة، والذي تم تدمير جزء كبير منه.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلقت "حماس" وابلا من الصواريخ على إسرائيل من منطقة في وسط غزة حيث كانت القوات الإسرائيلية تعمل في اليوم السابق، مما يسلط الضوء على مخاوف البعض في إسرائيل من أن "حماس" ستعيد تأكيد وجودها ببساطة في أي مناطق لا تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: أنفاق حماس أذهلت أمريكا وإسرائيل وتعطيلها يحتاج لسنوات 

وقال ضابط عسكري إسرائيلي إن سلطات "حماس" المرتبطة بوزارة الداخلية في غزة عادت إلى مدينة غزة، بما في ذلك المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في السابق، والذي أكمل انسحابا كبيرا لقواته في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال مايكل ميلشتين، الرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: "إنها مسألة وقت فقط إذا لم تنشر إسرائيل قوات على الأرض في هذه الأماكن، فستستطيع حماس إعادة بناء وأن تعيد أيضًا جناحها العسكري".

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس كتائب القسام غزة حرب غزة مقاتلي حماس شمال غزة طوفان الاقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل المكالمة بين ترامب ونتنياهو.. ضغوط أمريكية بشأن غزة وتحذيرات بخصوص سوريا

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تناولت ملفات حساسة تتعلق بالحرب في غزة، وملف العفو عن نتنياهو، والتوترات المرتبطة بالتدخل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.

ضغوط أمريكية على إسرائيل لتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق غزة

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فقد أثار ترامب خلال الاتصال عدة ملفات اعتبر أن إسرائيل لا تتعاون فيها بالشكل الكافي، وعلى رأسها السماح بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة. وأوضح المسؤولون أن واشنطن تضغط منذ أسابيع لإتمام اتفاق مع حركة حماس بشأن تسليم مقاتلي نفق رفح مقابل العفو ومنحهم "ممرًا آمنًا" نحو منطقة تابعة لحماس أو دولة ثالثة.

وترى إدارة ترامب أن هذه الصيغة قد تشكل نموذجًا لنزع سلاح حماس، بينما لا تبدي إسرائيل حماسًا للتجاوب معها.

الخلاف حول مقاتلي الأنفاق في رفح

وخلال المكالمة، سأل ترامب نتنياهو مباشرة:
"لماذا تقتلون عناصر حماس المحاصرين في الأنفاق بدلًا من السماح لهم بالخروج والاستسلام؟"

فأجابه نتنياهو بأنهم "مسلحون وخطرون"، وأن القضاء عليهم يأتي ضمن اعتبارات أمنية.

ملف العفو عن نتنياهو في قلب المحادثة

وأكد مسؤولون أمريكيون أن ترامب أبلغ نتنياهو بأنه يعتقد أن قضية العفو عنه من تهم الفساد سيتم حلها، لكنه لم يقدم التزامًا واضحًا باتخاذ خطوات إضافية لدعم هذا المسار.

وكان نتنياهو قد تقدّم رسميًا بطلب عفو إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ومن المتوقع النظر فيه خلال الأسابيع المقبلة، وسط تقديرات بأن موقف ترامب قد يؤثر على القرار النهائي.

وكان الرئيس الأمريكي قد تدخل سابقًا في الملف القانوني لنتنياهو، وأرسل الشهر الماضي رسالة رسمية للرئيس هرتسوغ يطالبه فيها بمنحه العفو، معتبرًا التهم الموجهة لرئيس الوزراء "حربًا سياسية باستخدام الوسائل القانونية".

ملف سوريا.. تحذير أمريكي من التصعيد

كما تناول الاتصال الملف السوري، حيث شدد ترامب على رفضه استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا. وترى إدارته أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب وتعرقل الجهود للتوصل إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسوريا.

وقال ترامب لنتنياهو خلال المحادثة:
"اهدأ في سوريا. لا تقم بأعمال استفزازية. القيادة الجديدة في سوريا تسعى لجعل البلاد مكانًا أفضل، وعلينا مساعدتها في ذلك".

نتنياهو يغير نبرته بعد المكالمة

وفي أعقاب الحديث مع ترامب، خفف نتنياهو من لهجته تجاه الملف السوري، وأشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني جديد مع سوريا، كما لم يستبعد احتمال انسحاب إسرائيل من بعض المناطق التي احتلتها داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مقابل ترتيبات أمنية تضمن نزع السلاح في الجنوب السوري.

مقالات مشابهة

  • فيديو منسوب لـخروج مقاتلي حماس من أنفاق رفح.. ما حقيقته؟
  • إسرائيل: الجثث التي سلمتها حماس أمس لا تعود إلى الأسرى
  • تفاصيل المكالمة بين ترامب ونتنياهو.. ضغوط أمريكية بشأن غزة وتحذيرات بخصوص سوريا
  • تقديرات استخباراتية تؤكد توجهًا صينيا للسيطرة عسكريا على تايوان بحلول 2027
  • ماذا بعد الانقلاب العسكري في غينيا بيساو؟
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: قوات الجيش تقتل منفذ عملية الدهس التي وقعت قرب الخليل وأدت إلى إصابة مجندة
  • إسرائيل تدرس توسيع العمليات البرية في غزة ولبنان وسط غياب خطط أمريكية لنزع سلاح حماس
  • شرط ملزم.. ماذا تريد المعارضة الإسرائيلية مقابل العفو عن نتنياهو؟
  • حماس: الاحتلال لن يحظى بصورة استسلام من مقاتلي رفح
  • المعارضة الإسرائيلية تطالب هرتسوغ بعدم العفو عن نتنياهو