أعلنت الإمارات العربية المتحدة، اليوم، تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أميركي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دعمًا للاستجابة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، وذلك خلال مؤتمر التعهدات للمفوضية السامية لإطلاق النداء الإنساني العالمي لعام 2026.

ويأتي هذا الدعم في إطار التزام دولة الإمارات المستمر بمساندة المجتمعات المتضررة من النزاعات وحالات عدم الاستقرار.

وأكد جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، التزام دولة الإمارات الراسخ بمساندة اللاجئين والنازحين داخليًا حول العالم.

وأشار إلى أن العالم يشهد مستويات غير مسبوقة من النزوح نتيجة الصراعات، والاضطهاد، والتحديات المرتبطة بتغيّر المناخ، مؤكدًا على أهمية تعزيز العمل الجماعي القائم على التضامن والمسؤولية المشتركة.

وسلّط سعادته الضوء على الأزمات الإنسانية الحادة والمتواصلة في كل من جنوب السودان والسودان ومنطقة الساحل وميانمار وأوكرانيا، والتي لا تزال تدفع أعدادًا كبيرة من العائلات إلى النزوح داخل بلدانها وعبر الحدود.

كما أشار إلى استمرار تفاقم النزوح الداخلي في مناطق مثل إقليم البحيرات العظمى والقرن الأفريقي، حيث تؤدي الضغوط المناخية وأعمال العنف إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية.

وشدد على هشاشة أوضاع النساء والأطفال والفئات الأكثر عرضة للمخاطر الذين يواجهون تحديات حماية متزايدة تتطلب تدخلاً موجّهاً.

أخبار ذات صلة افتتاح متحف زايد الوطني يمنح احتفالات عيد الاتحاد الـ 54 بُعدًا استثنائيًا "أن أم سي للرعاية الصحية" تحقق اعتماد المؤسسة من اللجنة الدولية المشتركة للسلامة العالية للمرضى والتميّز عبر جميع منشآتها في الإمارات

وأكد سعادته التزام دولة الإمارات بتقديم مساعدات إنسانية قائمة على المبادئ، من خلال وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وبالتنسيق الوثيق مع المفوضية وشركائها، بما يسهم في دعم المجتمعات المضيفة وضمان وصول النازحين واللاجئين إلى الخدمات الأساسية. وقال: "اللاجئون والنازحون هم أفراد يتمتعون بالكرامة ولهم الحق في العيش بأمان وأمل".

كما شدّد على أن التمويل التنبؤي وتقاسم الأعباء بشكل عادل أمران أساسيان لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المستحقين بطريقة آمنة ومستدامة ودون عوائق.

ومن خلال تعهّد دولة الإمارات بمبلغ 15 مليون دولار أميركي، تهدف الدولة إلى تعزيز برامج الحماية والمساعدة للمتضررين من الأزمة في السودان والدول المجاورة، والمساهمة في تعزيز الاستقرار، والقدرة على الصمود على المدى الطويل .

كما تأتي هذه المساعدات في إطار التزام دولة الإمارات الثابت والدائم بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وخاصة مع شركائها في أفريقيا، لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة للشعب السوداني الشقيق، والتي تؤكد قيم التضامن الإنساني الراسخة لدى دولة الإمارات قيادة وشعبا.

وتستمر دولة الإمارات في جهودها الإنسانية دعماً للأشقاء السودانيين حيث وصلت المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى 784 مليون دولار أميركي منذ اندلاع النزاع في 2023، إذ تعد الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في تقديم المساعدات إلى السودان منذ بدء النزاع، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وقد تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة من الدولة للشعب السوداني بين عامي 2015-2025 الــ4.24 مليار دولار أميركي.

ويُعد مؤتمر التعهدات الخاص بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فعالية سنوية تُعقد في قصر الأمم بجنيف، يجتمع فيها ممثلو الدول للإعلان عن مساهماتهم الطوعية لدعم استجابة المفوضية الإنسانية حول العالم للعام المقبل.
 

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اللاجئين الإمارات السودان التزام دولة الإمارات دولار أمیرکی ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: عمليات القتل تتسع في السودان وتمنع وصول المساعدات للمدنيين

لا تزال عمليات قتل المدنيين متواصلة في عدد من مدن السودان التي تحاصرها قوات الدعم السريع ولا تسمح بوصول المساعدات لها، بحسب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون.

فعمليات القتل الوحشية التي وقعت ضد المدنيين بمدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع عليها في أكتوبر/تشرين الماضي، تتكرر الآن في بابنوسة وكادوقلي بإقليم كردفان، حسب ما أكدته براون في مقابلة مع الجزيرة.

ويواصل عشرات آلاف المدنيين الفرار من العنف والقتل الجماعي، بينما لا توجد إمكانية لمساعدتهم في مواجهة هذه العمليات التي وصفتها المسؤولة الأممية بـ"الممنهجة".

ففي الفاشر وكردفان، يفر الناس بثيابهم فقط، وقد أكدت براون أنها التقت أشخاصا قطعوا مسافة 20 كيلومترا من المدينة بأحذية متهالكة وفي ظروف شديدة الصعوبة.

كما تحدثت براون عن 10 ملايين فارّ من القتل يحتاجون للغذاء والمياه والمساكن وخدمات الأطفال والدواء والرعاية والمرافق التي دمرت بالكامل، بينما لا تزال الأمم المتحدة بعيدة جدا عن توفير هذه الخدمات لأنها لا تمتلك التمويل اللازم.

وحصلت المنظمة الدولية على 32% فقط من الدعم الذي طلبته مطلع العام الجاري، في حين فرَض ما وقع بالفاشر ومدن أخرى مزيدا من الضغوط التي أكدت المسؤولة الأممية أنها تتطلب تمويلا إضافيا.

مفاوضات مع الدعم السريع

وفيما يتعلق بمحاولات دخول الفاشر، قالت براون إن دور الأمم المتحدة يقتصر على الحديث مع طرفي النزاع، وهو ما يجري حاليا مع الدعم السريع، وفق المبادئ الدولية حتى لا تتعرض الفرق لهجمات من مليشيات مسلحة.

وتفرض هذه المبادئ -حسب براون- الدخول دون مرافقة مليشيات مسلحة، وأن تصل للسجناء وتجلي المصابين، ومن ثم فإن الأمم المتحدة "واضحة جدا بشأن ما يجب توفيره من أجل دخول كافة المنظمات للفاشر وغيرها من المناطق بأمان".

إعلان

وتأمل براون أن تتمكن فرقة أممية صغيرة من دخول الفاشر قريبا لتقييم الوضع، لكنها أكدت أن هذا الأمر يتطلب حذرا شديدا لأنها "ساحة قتل".

وعن الأوضاع الإنسانية، قالت براون إن هناك الكثير من الأولويات المطلوبة في السودان حاليا لأن ملايين الأفراد الفارين يحتاجون مساعدة عاجلة، فضلا عن الحاجة الماسة لوقف هذا العنف لأنه أصبح صعبا جدا.

ويتعارض حديث براون مع الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الأسبوع الماضي، والتي قال إنها ستمتد لمدة 3 أشهر، وتشمل وقف الأعمال العدائية.

كما أعلن عن "إنشاء آلية مراقبة ميدانية للهدنة تشرف عليها دول الرباعية والاتحاد الأفريقي والإيغاد لضمان تنفيذها ووصول المساعدات بأمان إلى المحتاجين".

وجاء إعلان حميدتي عن الهدنة غداة إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة.

وتشهد مناطق شمال دارفور وغرب كردفان موجات نزوح جديدة مع اتساع العمليات العسكرية. ففي مدينة طويلة وحدها بولاية شمال دارفور، ارتفع عدد النازحين إلى أكثر من 600 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، فضلا عن بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي تقع في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.

مقالات مشابهة

  • الإمارات ترسل فرق البحث والإنقاذ ومساعدات إغاثية تتجاوز 20 طناً لإغاثة المتضررين من فيضانات سريلانكا
  • الإمارات تخصص 15 مليون دولار لدعم استجابة مفوضية اللاجئين لأزمة السودان
  • الإمارات تخصص 15 مليون دولار لدعم السودان
  • الأمم المتحدة تواصل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لسكان غزة وتدعو إلى فتح المعابر
  • "شؤون اللاجئين" تحصد تعهدات تمويل بأكثر من 1،5 مليار دولار لعام 2026
  • مسؤولة أممية: عمليات القتل تتسع في السودان وتمنع وصول المساعدات للمدنيين
  • انعقاد الجلسة الافتتاحية لحوار المساعدات الإستراتيجي الثالث حول التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية بين المملكة وبريطانيا
  • الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية بغزة مستمرة لعرقلة وصول المساعدات
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»: الإمارات تقدم تجربة متفردة في الوحدة والتميز