قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن ثمة ضغوط أوروبية متصاعدة على إسرائيل لدفعها على القبول بحل الدولتين، وهو الخيار الذي رفضه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا بشكل علني.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، من بروكسل الإثنين، والتي شدد فيها على ضرورة التمسك بحل الدولتين في الشرق الأوسط، مؤكدا أنه "لا يوجد حل بديل".

وجاءت تصريحات بويل قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تتصدر أجندتها حل الدولتين، وبعد يوم من كشف تقارير أن التكتل حث أعضائه على فرض عواقب أو تبعات على إسرائيل إذا استمر نتنياهو في معارضة مقترح لإقامة دولة فلسطينية، ضمن خطة سلام شاملة.

وإلي جانب وزراء الاتحاد الأوروبي يشارك نظرائهم من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والسعودية، الأردن والجامعة العربية.

وفي وقت سابق اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل الاجتماع لاحقا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي. كما أجرى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية بدورهم محادثات مع الوزراء الأوروبيين.

وقال بوريل إنه يعلم أن إسرائيل لديها "موقف مختلف” من خيار حل الدولتين، معقبا "ما هي الحلول الأخرى التي يفكّرون (الإسرائيليون)فيها؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم؟".

وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية التي أسفرت عن مقتل 25 ألف شخص في قطاع غزة لم يكن إسلوبا صحيحا لأنه زرع بذور الكراهية التي ستستمر لأجيال"

ولفت إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة "يزداد سوءا يوما بعد يوم"، وأنه "لا توجد كلمات تعبر عن مدى سوء الأوضاع".

 لكن أثناء حديثه، بدا أن إسرائيل تكثف عملياتها في الجزء الجنوبي المكتظ بالسكان من القطاع، بحسب الصحيفة.

ووسط القصف العنيف، أفادت العائلات بأنها اضطرت إلى الفرار من المناطق الجنوبية الغربية، بما في ذلك منطقة المواصي الساحلية، والتي صنفتها إسرائيل كمنطقة آمنة.

قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها فقدت الاتصال بشكل كامل مع فرقها في مدينة خانيونس جنوب البلاد، جراء “الاجتياح البري” الإسرائيلي.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، إن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى الخير غرب خان يونس، واعتقلت الطواقم الطبية. ووصف المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة الوضع الصحي في غزة بأنه “كارثي ولا يوصف”.

اقرأ أيضاً

فايننشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يسعى لمعاقبة إسرائيل لرفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية

والأحد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إنه فخور بجهوده التاريخية لمنع إقامة دولة فلسطينية، أن إقامة الدولة الفلسطينية يشكل "خطرا وجوديا" على إسرائيل، متعهدا بمواصلة معارضتها طالما بقي رئيسا للوزراء.

لكن في مقابل رفض نتنياهو، أدى إراقة الدماء في هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول والوتيرة المدمرة للضحايا المدنيين في الحرب الإسرائيلية التي تلت ذلك، إلى إعادة إحياء الحديث عن حل الدولتين.

وذكرت الصحيفة أن فكرة دولتين لشعبين تحظى بدعم واسع النطاق في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

قال بوريل الذي سيقدم خطة من 12 نقطة لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط بالقمة الأوروبية "أعتقد أنه يتعين علينا أن نتوقف عن الحديث عن عملية السلام والبدء في الحديث بشكل أكثر واقعية عن عملية حل الدولتين".

وذكرت الصحيفة الأمريكية مقترح بوريل يهدف إلى "إلى معالجة الصراع بين الإسرائيلي الفلسطيني الذي سبق حرب غزة، ويرى أنه إذا تركت جذور الصراع دون معالجة، فمن المتوقع أن تؤدي إلى مزيد من الحروب"،

وبحسب المقترح: “لا يوجد حل شامل وموثوق سوى دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، مع التطبيع الكامل والتنمية الجوهرية للتعاون الأمني ​​والاقتصادي بين إسرائيل وفلسطين والمنطقة”.

ودعا إلى إقامة "مؤتمر تحضيري للسلام" في "أقرب فرصة" لبحث الحل الدائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن دول الشرق الأوسط الممثلة في بروكسل تعمل أيضا الاثنين على خطط لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تربط السعودية صراحةً تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمسار ذي مصداقية لإقامة الدولة الفلسطينية.

وقبل اجتماعات قمة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بروكسل، رفع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس صورا للرهائن الإسرائيليين في غزة، قائلا إنه موجود في بروكسل لمناقشة عودتهم، وكذلك لحشد الدعم لجهود إسرائيل لتفكيك حماس.

تجاهل كاتس أسئلة الصحافيين المتعلقة بحل الدولتين مستقبلا، وقال إن إسرائيل تركز حاليا على إعادة الرهائن وضمان أمنها.

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. فايننشال تايمز تسلط الضوء عن معاناة نقص الغذاء في القطاع

 

المصدر | واشنطن بوست ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حل الدولتين الاتحاد الأوروبي حرب غزة قمة الاتحاد الأوروبي تطبيع السعودية مع إسرائيل الاتحاد الأوروبی دولة فلسطینیة بحل الدولتین وزراء خارجیة على إسرائیل حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي سيراجع اتفاقية الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي

الثورة نت/..
أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنه سيتم مراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي وسط الوضع “الكارثي” في غزة.

وقالت كالاس، في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، “لدينا غالبية قوية مؤيدة لمراجعة البند الثاني (حول احترام حقوق الإنسان) من اتفاق الشراكة مع “إسرائيل”. إذا سنباشر هذا الأمر”.

وأشارت إلى تأييد “أغلبية قوية” من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل مثل هذه المراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد والاحتلال الإسرائيلي في ضوء الأحداث في غزة.

وتابعت: “الوضع في غزة كارثي. المساعدات التي سمحت “إسرائيل” بدخولها قطرة في محيط. يجب أن تتدفق المساعدات على الفور، دون عوائق وعلى نطاق واسع، لأن هذا هو المطلوب”.

وقالت كالاس إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على المستوطنين كانت جاهزة، لكن دولة واحدة من الدول الأعضاء عرقلتها حتى الآن، دون أن تذكر اسمها.

ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال حديثه في البرلمان بقرار الاتحاد الأوروبي وقال إن 17 دولة عضوا من أصل 27 أيدت هذه الخطوة.

وكان قادة بريطانيا وفرنسا وكندا قد أكدوا أمس أنهم سيتخذون “خطوات ملموسة” إذا لم يوقف الاحتلال الإسرائيلي هجومه العسكري على قطاع غزة ويرفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.

وشدد قادة الدول الثلاث، في بيان مشترك، على معارضتهم بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مؤكدين أن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة غير محتمل.

كما أعلنت بريطانيا اليوم أنها فرضت عقوبات على مستوطنين وبؤر استيطانية ومنظمات تدعم العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع الاحتلال الإسرائيلي على خلفية توسيعه للعمليات العسكرية في غزة.

ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة أسفر عن استشهاد 53,573 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 121,688 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • لمدة عامين.. شرطة نيو أورلينز استخدمت تقنيات التعرف على الأوجه بشكل غير قانوني
  • نتنياهو: هجوم واشنطن دليل على التحريض العنيف ضد إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي سيراجع اتفاقية الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي
  • السويد تضغط باتجاه فرض عقوبات أوروبية على وزراء “إسرائيليين “
  • الاتحاد الأوروبي: قرار الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات لغزة قطرة في بحر
  • رفض دولي واسع لخطة إسرائيل بشأن مساعدات غزة ومطالب ‏بوقف فوري لإطلاق النار
  • كالاس: وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون إلغاء العقوبات عن سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يصادق اليوم الثلاثاء على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا
  • الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن سوريا
  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبحثون تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل