أدوية قريبة انتهاء الصلاحية تغزو اليمن
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
تغرق الأسواق في مختلف مدن اليمن بعشرات الأصناف الدوائية قريبة انتهاء الصلاحية، وسط سخط متنام من قبل المستهلكين من غياب الرقابة الحكومية لضبط العشوائية والفوضى التي تجتاح مختلف القطاعات في البلاد.
ويرجع خبراء ومتعاملون في سوق الدواء أهم أسباب ذلك إلى الاستيراد العشوائي وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتراجع القوة الشرائية والإغراق الذي تتعرض له الأسواق التي تتكدس فيها عشرات الأصناف المستوردة بطريقة عشوائية غير مدروسة، إضافة إلى تعقيدات الاستيراد والشحن التي طرأت بسبب مستجدات الأوضاع في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي عل غزة وتصاعد الأحداث في باب المندب والبحر الأحمر.
الخبير في قطاع الدواء نصر المعلمي، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك توسعا للاختلالات والعشوائية التي يعاني منها سوق الدواء في اليمن في ظل الاستغلال الحاصل بسبب غياب الرقابة العامة مع انخفاض السيولة التي تكاد تكون منعدمة وتأثير ذلك على تراجع القدرات الشرائية، الأمر الذي أدى إلى اتباع كثير من التجار سياسة جديدة تتمثل بالدفع بكل الأصناف المكدسة في مخازنهم والتي تم استيرادها بصورة عشوائية غير منظمة لا ترتبط باحتياجات السوق.
ويعتمد اليمن بنسبة كبيرة على الاستيراد في توفير احتياجاته من الأدوية التي تغزو الأسواق المحلية بصورة عشوائية غير منظمة في ظل بروز التهريب والغش والتقليد، في حين يلاحظ خلال الفترة الماضية انتشار عشرات الأصناف من الأدوية قريبة انتهاء الصلاحية رغم خطط وتوجهات حكومية لتوطين صناعة الدواء.
ويستمر التفاعل الشعبي الواسع في اليمن مع حملات المقاطعة لمنتجات وسلع الدول الداعمة لإسرائيل مع وصول الأمر إلى سوق الأدوية بالرغم من الوضعية المتردية التي يعاني منها القطاع.
وكان تجار قد أكدوا لـ"العربي الجديد"، أن هناك تكدسا للأصناف الدوائية المستوردة من بعض الدول الداعمة لإسرائيل خصوصاً أميركا وأيضاً ألمانيا التي أغرقت الأسواق المحلية اليمنية خلال الفترة الماضية بعشرات الأصناف من الفيتامينات وغيرها من الأدوية.
من جانبه، يشير تاجر الأدوية فهمي الرعدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى معاناة القطاع التجاري من الوضع الراهن لليمن والانقسام الحاصل في مؤسسات الدولة والصعوبات والتحديات التي يصفها بالجسيمة في عملية الاستيراد، لافتاً إلى الصعوبات والتعقيدات في الاستيراد وصعوبات شحن الأدوية وتأخيرها لفترات طويلة في المنافذ الجمركية.
في السياق، تدرس السلطة المحلية والجهات والمؤسسات الحكومية في عدن تنفيذ الآلية الرسمية لاستيراد الأدوية، والإجراءات اللازمة لمنع استيراد الأدوية بطرق مخالفة وغير قانونية، وأيضاً الأدوية المخالفة للمواصفات العالمية التي تعرض حياة المواطنين للخطر.
وتشدد الجهات والمؤسسات الحكومية على ضرورة الالتزام بالآلية والإجراءات الرسمية لاستيراد الأدوية المطابقة للمواصفات العالمية وعبر حاويات مبردة مستوفية كافة الشروط والتراخيص الرسمية المطلوبة.
بالمقابل، تسعى غرفة أمانة العاصمة صنعاء التجارية والصناعية لتطوير قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية وتذليل العقبات التي يواجهها في سبيل تعزيز الإمداد الدوائي والمستلزمات الطبية اللازمة للسوق.
المحلل الاقتصادي فكري عبد الله، ينتقد في حديثه لـ"العربي الجديد"، ما فرضته التعقيدات الحاصلة في التوريد والشحن التجاري إلى اليمن، والاستغلال والتركيز على التربح وتحقيق المكاسب من تجارة الدواء الضخمة في اليمن.
وتقدر نسبة تغطية المنتجات الدوائية المصنعة محلياً بنحو 18% من احتياجات السوق الدوائية في اليمن، إذ ينتج القطاع الخاص 200 صنف من الأدوية إلى جانب إنتاج الأدوية المنقذة للحياة ذات الصلة بالأمراض المزمنة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أدوية صحة منتهية الصلاحية فساد العربی الجدید من الأدویة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون من أدوية قد تساعد على انتشار الفيروسات
كشفت دراسة جديدة عن أن عائلة من الأدوية المضادة للالتهاب قد تساعد على انتشار العدوى الفيروسية، الأمر الذي يسلط الضوء على الحاجة إلى دراسة متأنية عند إعطاء هذه الأدوية للمرضى الذين يعانون من عدوى فيروسية نشطة، لأنها قد تسهل بشكل غير مقصود انتشار الفيروس.
وأجرى الدراسة باحثون من قسم الطب السريري والجزيئي في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، ونشرت نتائجها في مجلة "إن إيه آر الطب الجزيئي" (NAR Molecular Medicine)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يقول دينيس كاينوف، الأستاذ في قسم الطب السريري والجزيئي في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا والباحث المشارك في الدراسة: "لقد اكتشفنا أثرا جانبيا مفاجئا وخطيرا محتملا لفئة من الأدوية المضادة للالتهابات. يمكنها أن تُساعد الفيروسات على الانتشار بسهولة أكبر في الجسم".
تُستخدم هذه الأدوية، التي قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية، على نطاق واسع. وتُعرف باسم مثبطات جانوس كيناز (Janus kinase inhibitors) وتشمل عددا من الأدوية.
يقول كاينوف: "من بين الفيروسات التي تؤثر على الجسم بسهولة أكبر بمساعدة هذه الأدوية: فيروس حمى الوادي المتصدع، والإنفلونزا أ، والفيروس الغدي، وفيروس سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19″.
إعلانهذه الفيروسات تسبب عدوى فيروسية خطيرة وشائعة، وقد تكون خطيرة للغاية دون مساعدة غير مقصودة من الأدوية.
إضعاف دفاعات الجسم
وصف كاينوف وزملاؤه كيف يُمكن لهذه الأدوية تعزيز العدوى الفيروسية. يقول إيرليند رافلو، الباحث في مرحلة الدكتوراه في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية والباحث المشارك في الدراسة: "غالبا ما تُوصف مثبطات جانوس كيناز لأمراض المناعة الذاتية والحالات الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي".
لكنها تُضعف أيضا دفاعات الجسم الطبيعية ضد الفيروسات. ويضيف رافلو: "على وجه الخصوص، تُثبط هذه الأدوية مسارا مهما للإشارات المناعية يُساعد على حماية الخلايا السليمة من الهجمات الفيروسية".
وجد الباحثون أن أدوية مثل باريسيتينيب (baricitinib) تُبطئ الجينات التي تستجيب للعدوى الفيروسية. وقال ألكسندر إيانيفسكي، الباحث في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية والمؤلف المشارك في الدراسة الجديدة: "تلعب هذه الجينات دورا حاسما في استجابة الجسم للعدوى الفيروسية".
ومن خلال إيقاف أو إبطاء مسار الإشارة هذا، تُزيل مثبطات جانوس كيناز الدرع المضاد للفيروسات في الجسم. ومن ثم، يُمكن للفيروسات أن تستقر وتنتشر بسهولة أكبر.
استخدم الباحثون تقنيات متقدمة في علم الفيروسات وتكنولوجيا الأعضاء وتحليل التعبير الجيني. وفحصوا خلايا من الرئتين والعينين والدماغ، بالإضافة إلى أعضاء صغيرة مُصنّعة في المختبر.
ويقول رافلو: "رغم فعالية مثبطات جانوس كيناز في علاج الالتهاب، فإن هذا يُظهر أنها قد تُشكل خطرا خفيا على المرضى المصابين بعدوى فيروسية كامنة أو نشطة".
تشير النتائج إلى ضرورة توخي العاملين في مجال الرعاية الصحية الحذر عند وصف مثبطات جانوس كيناز، خاصة أثناء تفشي الفيروسات.
ويأمل الباحثون زيادة الوعي بين الأطباء والباحثين حول آثار هذه الأدوية. ويقول إيانيفسكي: "نوصي بإجراء المزيد من الدراسات لفهم كيفية استخدام هذه الأدوية على النحو الأمثل، خاصة أثناء تفشي الفيروسات أو الأوبئة".
إعلان