الإثارة في كرة القدم الأفريقية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أثناء مباريات كأس الأمم الأفريقية، لا صوت يعلو فوق صوت كرة القدم. كل الحوارات في البيت وفي العمل وفي الإذاعة والتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، تدور حول نتائج المباريات غير المتوقعة، وتَغَير خريطة القارة الأفريقية، وإصابة محمد صلاح.
أولًا: النتائج غير المتوقعة
شهدت هذه الدورة التي تنظمها كوت دي فوار (ساحل العاج)، مفاجآت غير متوقعة ونتائج لم يكن يتوقعها أي خبير رياضي.
ثانيًا: تغير خريطة القارة الأفريقية لصالح الدول الأفريقية أسفل الصحراء
تاريخيًا، فازت مصر بالكأس 7 مرات، ثم الكاميرون 5 مرات تليها غانا 4 مرات ثم كل من نيجيريا وكوت ديفوار 3 مرات. وفازت الجزائر والكونغو الديمقراطية مرتين. ثم مرة واحدة لكل من إثيوبيا- السودان-الكونغو برازافيل- المغرب - جنوب إفريقيا- تونس- زامبيا.
في هذه الدورة، لم تفز أي من الدول العربية (باستثناء فريق المغرب)، في أي من مباريات الدور الأول بعد انتهاء جولتين، من أصل ثلاث جولات في الدور الأول. اللافت للنظر أن الدول الأفريقية قد نجحت في تكوين فرق قوية، من لاعبين محترفين في أندية كبري في أوروبا، وفي وجود مدرب وطني. وعلينا إعادة التفكير في تكوين فريقنا القومي لكرة القدم، وفي المدرب الأجنبي الذي يثبت مرة تلو الأخري أنه ليس الأفضل من المدرب الوطني. كلنا نتذكر حسن شحاته ومحمود الجوهري، فلماذا لا نعيد إسناد مهمة التدريب لمدرب مصري.
ثالثًا: سوء حظ محمد صلاح في هذه الدورة
محمد صلاح هو أفضل لاعب مصري حتىي تاريخه. بعد أن بلغ محمد صلاح قمة أدائه مع فريق ليفربول الإنجليزي، وتصدر هدافي الدوري لهذا الموسم، وغادر ليفربول والتحق بالفريق القومي، إلا أن أداءه وأداء الفريق المصري بصفة عامة، خلال المباراة الأولي أمام موزمبيق كان باهتا. وحتي الشوط الأول الذي لعبه أمام فريق غانا كان دون المستوي، وخرج مصابًا مع نهاية الشوط الأول، والذي تقدم فيه فريق غانا بهدف، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي ٢-٢. ولكنه استمر مع الفريق كمشاهد للمباراة الثالثة والحاسمة والتي انتهت بالتعادل الإيجابي مع الرأس الاخضر والتأهل لدور الـ١٦. تفاعل البعض من الإعلاميين والجمهور مع محمد صلاح كان غير مبرر وغير موضوعي. غير مبرر أن ينقلب الجمهور على اللاعب الأفضل بسبب سوء حظ أو عدم توفيق أو إصابة، خاصةً في لعبة جماعية ترتبط بعدة عوامل، آخرها أداء اللاعب نفسه. الأداء الباهت للفريق في المبارتين الأولى والثانية، انعكس على أداء صلاح. في جميع الأحوال، هناك عوامل كثيرة تشمل الجهاز الإداري وتشكيل الفريق وانسجام اللاعبين وظروف كل مباراة، وأخيرا التوفيق، وهذه كلها عوامل لا دخل لصلاح بها.
حزنت كثيرا بسبب الهجوم غير المبرر على صلاح، ومن تحميل اللاعب أكثر من طاقته، ومن مقارنة أدائه في ليفربول (فريق النجوم العالميين) بأدائه مع الفريق القومي، وسط فرق أفريقية تتميز بالسرعة والقوة البدنية. وأعجبني موقف مدرب فريق ليفربول يورجن كلوب، وإدارة الفريق الإنجليزي، بالاهتمام بصلاح وطلب عودته للعلاج في ليفربول، علي أن يلحق بالفريق مرة أخري إذا وصلنا إلي الأدوار النهائية.
مع أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح لفريقنا القومي، ولمحمد صلاح بالعودة السريعة إلى الملاعب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد صلاح
إقرأ أيضاً:
شرخ داخل أسوار أنفيلد.. غضب صلاح يضع ليفربول أمام مفترق طرق
شهدت أروقة نادي ليفربول واحدة من أكثر اللحظات توترًا هذا الموسم، بعد أن وجد النجم المصري محمد صلاح نفسه مجددًا على مقاعد البدلاء أمام ليدز، في قرار فاجأ الجماهير وفتح الباب أمام أزمة صامتة خرجت إلى العلن لأول مرة بهذا الوضوح. ما كان يبدو مجرد اختيار فني من المدرب آرني سلوت، تحوّل إلى عاصفة حقيقية داخل أنفيلد، بعدما عبّر صلاح في تصريحات صريحة عن استيائه من وضعه، ملمحًا إلى أن العلاقة بينه وبين النادي تمر بمرحلة غير مسبوقة من التوتر.
صلاح، الذي اعتاد أن يكون العنصر الأهم في تشكيل الفريق خلال السنوات الماضية، تحدث بلهجة تحمل غضبًا مريرًا، مؤكدًا أنه يشعر بتجاهل غير مفهوم، وأنه قدّم ما يكفي ليستحق الثقة وليس التهميش. لم يكن التصريح العابر هو ما أثار الجدل، بل إحساسه بأن النادي "ألقاه تحت العجلات"، على حد وصفه، في مرحلة يرى فيها الجمهور والإعلام أن مستواه لا يستحق الإقصاء.
القرار الفني بوضعه على الدكة للمباراة الثالثة تواليًا منح المشهد بُعدًا أكبر، خاصة أنّ سلوت برّر الخطوة باعتبارات تكتيكية تتعلّق بطريقة لعب ليدز، لكن كلمات صلاح أظهرت أن الأمر يتجاوز الجانب الفني، ليصل إلى شعور بالخذلان وغياب الاستشارة أو التوضيح.
وما يزيد التعقيد أن صلاح يستعد لمغادرة الفريق في منتصف ديسمبر للانضمام إلى منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية، ما يعني أنّ لقاء برايتون ربما يكون ظهوره الأخير قبل سفره، وربما آخر مباراة له بقميص ليفربول إذا اتخذت الأزمة منحنى تصاعديًا خلال فترة الانتقالات المقبلة.
الجماهير بدورها تعيش حالة انقسام؛ فالبعض يطالب المدرب بإعادة النجم المصري إلى واجهة التشكيل احترامًا لما قدمه، بينما يرى آخرون أن التغيير أحيانًا ضروري، وأن سلوت يمتلك الحق التكتيكي في إدارة المجموعة من دون ضغوط.
ووسط هذا الجدل، يبقى الصمت هو لغة النادي الرسمية، بينما تقف الأنظار أمام موقف قد يصبح نقطة انتهاء حقبة تاريخية. صلاح ليس لاعبًا عاديًا في ليفربول؛ هو هداف حقق بطولات وحطم أرقامًا، وتحول إلى رمز للنجاح والهوية في أنفيلد. ورغم ذلك، فإن الأيام المقبلة وحدها ستحدد ما إذا كان ما يحدث مجرد خلاف عابر، أم نهاية العلاقة لأحد أهم نجوم النادي في العصر الحديث.