جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@14:25:13 GMT

رحيل الأحباب يدمي القلوب

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

رحيل الأحباب يدمي القلوب

 

حمد الحضرمي **

الموت حق على كل إنسان في الحياة، يقول تعالى "كل نفسٍ ذائقة الموت" (الأنبياء: 35) إلّا أن موت الأحباب ورحيلهم عن الدنيا يدمي القلوب، ويؤلم الأرواح، ويدمع العيون، ويضعف النفوس، فما لذة الحياة إلا مع من نحب ومن نرتاح لهم، أولئك الذين نسعد إذا حضروا، ونشتاق إذا غابوا أو رحلوا، ونتألم عند ذكراهم، ونتمنى أن نلقاهم، ونجلس معهم ونسمع كلامهم وننظر إليهم ولو للحظات، فما أصعب الحياة بعد فراق الأحباب، ولكن تبقى الذكريات التي جمعتنا بهم، وإن كان ذكراهم تؤلم القلب وتحزنه، لأنهم لن يعودوا إلينا، ولن نراهم بأعيننا مرة أخرى.

من منا في هذه الحياة لم يفقد عزيزًا عليه، أب أو أم، ابن أو بنت، أخ أو أخت، زوج أو زوجة، قريب أو صديق، الكل منا بلا شك فقد عزيزًا عليه، وإلى اليوم وهو يتألم لهذا الفراق، وعندما يتذكره يعتصر قلبه حزنًا عليه، ويرجو أن يعود إليه لأن فراقه صعب عليه، ولكنها سنن الله في الكون، فالميت لا يعود إلى الحياة، إلا يوم القيامة، وصدق القائل :

الموت بابًا وكل الناس يدخله // ياليت شعري بعد الباب ما الدار

فجائه الرد:

الدار جنة عدنٍ إن عملت بما // يرضى الإله وإن خالفت فالنار

هما محلان ما للناس غيرهما // فانظر لنفسك أي الدار تختارُ

فكيف لا يتذكر الإنسان أحبابه الذين فارقوا الحياة ورحلوا عنه وتركوه، وهو عاش معهم سنوات لا تنسى من الذاكرة والوجدان، فالجد والجدة كانوا عليه حنونين أكثر من والديه، والأب والأم كانوا بالنسبة له كعينيه، والزوج أو الزوجة جمع فيما بينهما المودة والرحمة، والأخ والأخت السند والمحبة، والابن والبنت الروح وروح الحياة، والقريب والصديق كانوا وقت الشدة أقرب الناس، هؤلاء وغيرهم من الأهل والأحباب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى ذكراهم ولحظات وأوقات جميلة جمعتنا بهم، وكلما اشتقنا لهم وتذكرناهم وهم تحت التراب، رفعنا أيدينا إلى رب السماء ودعونا لهم بالرحمة والغفران، وأن يجمعنا الله بهم في جنات النعيم.

ويتخيل الإنسان أحيانًا في خلولاته بأن أباه أو أمه أو عزيزًا عليه يجلسون بقربه وهم أحياء، يسلم عليهم ويقبل أيديهم، ويتحدث إليهم ويتحاور معهم، ويمازحهم ويضحك معهم، ويسمع نصائحهم وتوجيهاتهم إليه، ويوفر لهم طلباتهم، وهو في قمة السعادة والسرور، وفجاءة يلتفت على يمينه ثم على يساره، فلا يجد أباه أو أمه أو الشخص العزيز الذي كان يجلس بقربه ويتحدث إليه، فيتذكر بأنهم قد رحلوا  عن الدنيا وفارقوا الحياة، وكل ما حدث كان ذكريات جميلة تمر على روحه وقلبه ونفسه فيعتقد بأنهم ما زالوا أحياء.

نعم بعض الآباء والأمهات والأحباب عنا قد رحلوا بأجسادهم ، ولكن هم باقون في قلوبنا ووجدننا، وتبقى ذكرياتهم لا تنسى للأبد، فهم عندنا أحياء يعيشون بيننا، لما بذلوله من العطاء والوفاء والكرم والسخاء، فالأب هو الحب والحنان والسعادة والأمان، غرس في أبنائه القيم والأخلاق، والأم أجمل وأرق وأطيب قلب في الدنيا، فراقها صعب لا يطاق وألم وحزن يتجدد كل يوم، فبالله عليكم كيف ننسى من ضحى بحياته لنعيش في أمن وأمان وسلام، وقدمنا لنا الحنان والعطف والمحبة والوئام لنحيا بعزة وكرامة، وسيظل هؤلاء الأحباب ذكراهم في قلوبنا، نتذكركم بالليل والنهار، وندعو لكم بالرحمة والمغفرة والرضوان.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: القلوب القاسية قد تنفجر منها ينابيع الرحمة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان قلوب البشر ليست واحدة، فقد يكون القلب غليظًا قاسيًا ، وقد يكون رقيقًا لينًا، قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان الحجارة شأنها الصلادة والصلابة, فهناك أناس قلوبهم كالحجارة، تُذكِّرهم بالله فكأن في آذانهم وقر.

لكن هل يمكن أن يأذن الله لتلك القلوب القاسية أن تتفجر منها منابع الخير؟ نعم، الله يفعل ما يشاء! ربما يهدي الله ذلك القلب القاسي، فيتحول إلى ينبوع من الخير، وهذا يوصلنا إلى أمر مهم؛ أننا لا نحتقر أحدًا من الناس ولا نحتقر عاصيًا , وإنما نكره فعله. نحن لا نحب القتل, ولا نحب السرقة, ولا نحب الكذب وشهادة الزور, والحقد والحسد.

فأنا أكره الفعل السيء, لكن لا أكره الإنسان حتي ولو ارتكب هذا الفعل.

أنكر عليه وأنكر فعله، وربما أعاقبه عقابًا شديدًا, ولكن لا أكرهه ؛ لأنني إذا كرهته لن أستطيع دعوته وإرشاده إلى الخير. فيجب علينا ألا نحقر أحدًا من البشر، ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم, مع تمني الخير لهم والسعادة.

ونقول: إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار, فنفتح له بذلك باب الرحمة وباب الخير، ولا نيأس من رحمة الله.

طباعة شارك القلوب القاسية علي جمعة غليظ القلب

مقالات مشابهة

  • عاجل| الأونروا: مليونا شخص في غزة يمنعون من الوصول لحقهم فيما يبقيهم أحياء
  • علي جمعة: القلوب القاسية قد تنفجر منها ينابيع الرحمة
  • إعلامية: لو مكنتش بوسى شلبى زوجة محمود عبدالعزيز كانوا عايشين فى غرفة واحدة إزاى؟
  • الحوثيون يقصفون أحياء سكنية ويفجرون منازل المدنيين في تعز جنوب غربي اليمن
  • أجداد الأوروبيين كانوا من ذوي البشرة السمراء قبل 3000 سنة
  • تعرف على أغلى أحياء إسطنبول: أسعار المنازل تلامس 70 مليون ليرة!
  • الموت يغيب نجم الكرة العراقية گلوي
  • جندي إسرائيلي: فلسطينيون دخلوا معتقل سدي تيمان أحياء وخرجوا في أكياس
  • بغرامات تصل إلى 512 ألف جنيه.. حملات رقابية مكثفة لضبط الأسعار  على أحياء الإسكندرية
  • مسؤول أمريكي: هناك عمل دبلوماسي يتعين لإجبار الحوثيين على وقف مهاجمة إسرائيل ونسعى لتوسيع الاتفاق معهم