سواليف:
2025-06-16@10:10:16 GMT

تعقيدات حرب السابع من أكتوبر

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

#تعقيدات #حرب_السابع #من_أكتوبر – #ماهر_أبوطير

برغم كل العمليات العسكرية التي يقوم بها المحور الايراني في سورية، العراق، لبنان، اليمن، تحت عنوان مناصرة الفلسطينيين إلا أن التشكيك يبدو سائدا في كل المنطقة بحق طهران.

هناك شكوك بين شعوب المنطقة حول دوافع الموقف الايراني، واذا ما كان حقا يرتبط بمناصرة الفلسطينيين، أم أن فلسطين مجرد مظلة يتم التغطي بها، واسباب ذلك متعددة، ابرزها ملف التدخل في سورية وما تعرض له الشعب السوري خلال سنوات ماضية من مذابح وحروب داخلية، وما تعرض له الشعب العراقي وتوسع ايران في البلدين، وصولا الى اليمن والصراع القائم حاليا، حيث تُحمّل شعوب المنطقة ايران مسؤولية هذا الخراب، مع كل التغذية السياسية – المذهبية الخطيرة التي تم حقن المنطقة بها على اساس صراع سني- شيعي، ولحق كل ذلك تدخل حزب الله المقاوم وفقا لتعريفاته الاصلية في جبهة سورية، وما يعنيه ذلك من تأثيرات تركت جرحاً عميقا حتى على اولئك الذين تشيعوا سياسيا لصالح حزب الله في المنطقة العربية.

هذه هي الارضية الاساسية التي تؤثر اليوم على مصداقية الموقف الايراني، إذ إن هناك إرثاً سلبيا ممتدا، يجعل اهل المنطقة يشككون في كل عمليات الأذرع الايرانية ضد الولايات المتحدة واسرائيل، خصوصا، بعد حرب السابع من أكتوبر، التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وسط مآخذ إضافية على ايران ومعسكراتها بسبب ما يعتبره اهل المنطقة تدرجا بطيئا في الرد على اسرائيل، فيما يتعرض الفلسطينيون الى مذابح يومية، لا تتساوى معها عمليات الرد اصلا، ولا ترتقي الى مفهوم “وحدة الساحات” الذي تم تبنيه واطلاقه في هذه المنطقة العربية.

مقالات ذات صلة إحياء الأحلام 2024/01/30

إيران ذاتها وفقا لمحللين سياسيين تدرك هذه الصورة، وتنفي من جهة ثانية ان تدخلات معسكراتها على صلة توجيهية مباشرة بها، وتعنون هذه التدخلات باعتبارها اجتهادات كل شعب، او بلد، او نظام، او فصيل حيثما هو، وليس بسبب توجيه ايران المباشر، لكن اهل المنطقة ايضا يعتبرون ان القصة في الاساس قصة صراع على النفوذ، والموارد والثروات والبحار والملاحة والنفط، وهي قصة صراع تلتبس بالمذهبية من جهة، والمشروع القومي والديني، وبإكراهات الاختيار لدى ابناء المنطقة، فإما تكون مع اسرائيل، وإما تكون مع ايران، وهذه مفارقة كبيرة في منطقة تحفل بالخيارات السيئة، والاكثر سوءا، وما من خيارات مقبولة.

الاخطر هنا النظرية السائدة التي تقول ان التدخل الايراني عبر جبهات عديدة يستهدف رفع الحرج عن معسكراتها في دول عديدة، امام ترقب اهل المنطقة لموقفها الفعلي بسبب جرائم اسرائيل، وتشير هذه النظرية الى ان ايران ذاتها لديها وكلاء في هذه الحرب، ولا تتورط بها مباشرة، وتريد تحقيق امرين عبر اشتباكات رفع الحرج، اولهما تجنب حرب مباشرة موجهة اليها عبر التذكير بكل مساحات امتدادها في الاقليم، من خلال كل هذه العمليات التي نراها، وقدراتها على اعادة خلط الاوراق، وثانيها تذكير الاميركيين بأهمية مبدأ “المفاضلة والاستبدال” من خلال الوصول الى تسوية مع الايرانيين لخفض التصعيد وحل اشكالات ملفات مثل النووي، والصواريخ البالستية، والنفوذ الايراني، في سياق استبدال كلفة الحرب الاقليمية المحتملة، بكلفة التسليم بالنفوذ الايراني ومتطلباته السابقة، بما فيها الاقرار بمساحات ايران.

هذه المطالعة لا تتقصد مهاجمة ايران، او التعرض لها بطريقة ساذجة، لكنها تشرح طبيعة الموقف الشعبي منها القائم اصلا على شكوك متراكمة، عززتها الادارة المتدرجة والبطيئة لرد الفعل ضد اسرائيل وحاضنتها الاميركية، وما يمكن قوله هنا استخلاصا ان كل هذه الشكوك والنظريات سوف تنهار فجأة لحظة تحول هذه الاشتباكات الحالية الى حرب اقليمية مفتوحة تحرق الاخضر واليابس، وكأن شهادة حسن السلوك التي ستمنحها شعوب المنطقة لإيران ترتبط فقط بدخول ايران المباشر في الحرب وهو امر تتجنبه ايران حتى الآن، ولا تريده واشنطن ولا سلسلة الحلفاء الذين على صلة بواشنطن لاعتبارات كثيرة، فيما تريدها اسرائيل فقط اذا استطاعت ذلك، لاعتباراتها القائمة على التخلص من كل الاعداء الثابتين، والمحتملين ايضا.

الموقف من ايران بعد حرب السابع من اكتوبر، يمثل تعقيدا من تعقيدات هذه الحرب، وهو تعقيد لا يمكن فك خفاياه في يوم وليلة، وبحاجة الى وقت كاف حتى تتتكشف كل الصورة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تعقيدات حرب السابع من أكتوبر اهل المنطقة حرب السابع

إقرأ أيضاً:

ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟

شنّ سلاح الجو لدى الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على إيران، وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة طوارئ في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.

مع استمرار المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، شنّت "إسرائيل" هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت الولايات المتحدة من أن أي صراع مع إيران سيكون "فوضويًا"، وقد يُعرّض المنطقة بأكملها لخطر الحرب.

وجاء في تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أنه "رغم إضعافها الشديد خلال العامين الماضيين بسبب العقوبات وتزايد عزلتها، لا تزال إيران قادرة على زعزعة استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي، إلا أن السؤال كيف سترد".


وأوضح التقرير أن السيناريو المتوقع أن إيران ترد بضربات صاروخية على قواعد أمريكية وإسرائيلية، إذ تمتلك آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك مواقع في العراق المجاور، وقاعدة العديد الجوية في قطر.

وذكر أنه "في عام 2020، هاجمت قواعد جوية في العراق تستضيف قوات أمريكية بعد اغتيال القائد العسكري قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة".

أكدت الصحيفة أنه "لم تقع وفيات أمريكية لأن القاعدة أُخليت في الوقت المناسب، بعد تحذير إيراني، يمكن لأي هجوم الآن أن يستهدف عدة قواعد في آنٍ واحد، وأن يشمل وكلاء إيران وحلفاءها في العراق واليمن، مما يُصعّب اعتراض الصواريخ الإيرانية".

وتحدثت الصحيفة عن احتمالية أن تهاجم إيران حقول النفط في المنطقة، إذ يُنتج الشرق الأوسط ما يقارب 30 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، ومعظمها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.

في عام 2019، أدى هجوم صاروخي وطائرات مُسيّرة على منشأة نفطية، قالت السعودية إنه برعاية إيران، إلى انخفاض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتًا. كما أدى إلى توقف 5 بالمئة من إمدادات العالم.


منذ ذلك الحين، تقرّبت إيران من السعودية ودول أخرى، لكنها لمّحت إلى أنها قد تستهدف حقول النفط الإقليمية إذا تعرّضت مواقعها النووية لهجوم. ويتمثّل التحدي الذي تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة في ضرب أكبر عدد ممكن من بطاريات الصواريخ في الموجة الأولى من أي هجوم، لتخفيف أثر الرد الإيراني.

وقالت الصحيفة إن هناك سيناريو آخر يتعلق بإغلاق إيران للملاحة في الخليج الفارسي، الذي يُعد بمثابة قناة رئيسية لشحنات النفط، حيث يمر ما يصل إلى 30 بالمئة من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، وقد يؤدي الصراع إلى توقف الشحن.

سبق أن نصحت وكالة الملاحة البحرية البريطانية، المعروفة باسم عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، السفن المُبحرة في المنطقة بتوخي الحذر. في الماضي، فجّرت إيران سفنًا في المنطقة للضغط على دول الخليج الأخرى والولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى سيناريو مهاجمة إيران لـ"إسرائيل"، إذ هددت طهران بمهاجمة الأراضي المحتلة مجددًا إذا هاجمت الأخيرة مواقعها النووية.

في تشرين الأول/ أكتوبر، ردًا على قصف "إسرائيل" لمنشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على الأراضي المحتلة.


وقالت الصحيفة إنه "تم اعتراض معظم هذه الصواريخ من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولكن العديد من الصواريخ نجحت في اختراق الدفاعات الجوية، وهبطت في مطار يستضيف أسطولًا من طائرات إف-35 على بُعد بضع مئات الأمتار فقط من مقر وكالة التجسس الموساد".

وختمت الصحيفة بالحديث عن سيناريو "انضمام الوكلاء"، موضحة أنه "لعقود، شكّل حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران، رادعًا لإسرائيل، ومع ذلك، فقد قُضي على الجماعة، وكذلك حماس في غزة، ولا يزال لإيران حلفاء حوثيون في اليمن، يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، وقوات بالوكالة في العراق، والتي هاجمت أيضًا إسرائيل وقواعد أمريكية في العراق وسوريا".

مقالات مشابهة

  • دردشه عما يجري بين اسرائيل و ايران
  • متخصص بالشأن الإيراني: اسرائيل نفذت ضربة استباقية لإيران لهذا الهدف
  • ايران تتهم اسرائيل بتوسيع نطاق الحرب وتؤكد أنه فعل متعمد وخطأ استراتيجي كبير
  • عراقجي يحذر من جر اسرائيل الصراع على الخليج: يمكن ان يشعل المنطقة والعالم
  • عاجل | الامن العام يوضح حقيقة سقوط صاروخ في منطقة الدوار السابع
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ولي العهد ورئيسة الوزراء الإيطالية يبحثان تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة
  • وزير الخارجية: لا حلول عسكرية للأزمات الإقليمية وهجمات اسرائيل انتهاك فاضح للقانون الدولي
  • مجلس الشورى: ندعم حق ايران في الرد المناسب على العدوان الصهيوني