وزارة العمل تشيد بملف «الوطن» عن مشروع «مهني 2030»
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
أشادت وزارة العمل، بتغطية جريدة «الوطن»، لملف تطوير منظومة لتدريب المهني وإطلاق مشروع «مهني 2030»، الذي يوضح جهود وإنجازات الدولة المصرية في التدريب المهني، ومواجهة البطالة رغم التحديات العالمية.
مهني 2030.. عودة الريادة للعامل المصريونشرت «الوطن» في عددها الصادر اليوم، ملفاً تحت عنوان «مهني 2030.. عودة الريادة للعامل المصري»، يتناول توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإسراع فى تنفيذ مشروع تدريبي يُعيد للعامل المصري هيبته وريادته في سوق العمل المحلية والعالمية.
اشتمل الملف على أكثر من موضوع، تناول تدريب مليون عامل وتقنين مراكز التأهيل الخاصة غير المرخصة، وحوار مع الدكتور شادي شلبي استشاري مشروع «مهني 2030» بوزارة العمل، مدير تطوير المشروعات بمؤسسة طفرة للتنمية، الشريك التنفيذي لوزارة العمل، حول توجيهات الرئيس السيسي، وترسيخ ثقافة العمل الحر، فضلاً عن رؤية اتحاد عمال مصر لمشروع وزارة العمل «مهني 2030».
تناول الملف موضوعاً شاملاً عن رأي أعضاء لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، الذين أكدوا أن المشروع هدفه تدريب وتأهيل الشباب وتنمية مهاراتهم، وله أهمية كبيرة، إذ يهدف إلى التدريب المهني وتأهيل الشباب وتنمية مهاراتهم ويعزز من إيجاد فرص عمل تتناسب مع خبرات المتدربين.
لمطالعة ملف «الوطن» من هنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة العمل مشروع مهني الشباب العمل مهنی 2030
إقرأ أيضاً:
حين يكون الإخلاص هو سر النجاح الوطني
خالد بن حمد الرواحي
خلال زيارةٍ دراسيةٍ قمتُ بها إلى اليابان، التقيتُ بأحد كبار السن من الخبراء في العلاقات العُمانية اليابانية. وبدافع الفضول، طرحتُ عليه سؤالًا بسيطًا: "ما الأمر الذي يمكن أن تتبعه بلادي، سلطنة عُمان، لتصل إلى ما وصلت إليه اليابان من تقدُّم ونهضة؟" أجابني بهدوء وعمق: "أنتم بحاجة إلى الإخلاص في العمل."
كانت إجابته مُوجزة، لكن وقعها كان عميقًا. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أتأمل هذه القيمة التي نُرددها كثيرًا، لكننا لا نقف عند حقيقتها بما يكفي. فالإخلاص، في جوهره، ليس مجرد انضباطٍ وظيفي أو تنفيذ أوامر، بل هو تلك الروح التي تدفع الإنسان إلى أن يُتقن ما يصنع، وأن يعمل بضميرٍ حي، لأنه يُدرك أنَّ ما يؤديه أمانةٌ في عنقه، وأن أثر الإخلاص يبقى حين يغيب كل شيء.
وقد لا يختلف اثنان على أن المجتمعات لا تنهض إلا حين يُصبح الإخلاص ثقافةً سائدة لا استثناء نادرًا. ووفقًا لمبادرة الأخلاقيات والامتثال (ECI)، فإنَّ الإخلاص في العمل يُعرَّف بأنه الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية، والتصرُّف بنزاهةٍ وثبات، حتى دون رقابةٍ مباشرة. إنه ليس فقط فضيلة شخصية، بل أساس في البناء المؤسسي والمجتمعي، حيث يتراكم الجهد الفردي ليصنع فارقًا حقيقيًّا على مستوى الوطن.
ولا يحتاج الأمر إلى تنظير كثير. فحيثما وُجد الإخلاص، وُجد الأداء الحقيقي. جودة الخدمات ترتفع، الإجراءات تتسارع، والنتائج تُنجز بأقل تكلفةٍ وأعلى فاعلية. الموظف الذي يُراقب نفسه لا يُرهق مؤسسته بأنظمة مراقبة، لأنه ببساطة يعمل كما لو أن الوطن كله يراقبه. وهنا، يتجلّى الإخلاص كأداة صامتة تصنع الفارق دون ضجيج.
ولأن كل منظومة بشرية معرّضة للاختلال، فإن الإخلاص يمثّل الخط الأول لمواجهة الفساد الإداري والممارسات غير الأخلاقية. فحين يتقدَّم الصدق على المصلحة، وتُغلَّب النزاهة على المجاملة، تتغيّر قواعد اللعبة. تصبح بيئة العمل أكثر شفافيةً وعدالة، وتبدأ العوائق الإدارية بالتآكل.
لكن دعونا نُقرب الصورة أكثر... وقد لا نحتاج إلى البحث بعيدًا لنفهم معنى الإخلاص؛ ففي كل دائرةٍ حكومية، هناك موظفٌ بسيط، لا يعرفه الإعلام، ولا يتصدّر الاجتماعات، لكنه يفتح أبواب الأمل كل صباح بابتسامةٍ صادقة، ويسعى لتيسير أمور المراجعين، لا لأنه مُجبر، بل لأنه يرى في خدمته للناس وجهًا من وجوه العبادة. هؤلاء هم من يستحقون أن يُكتب عنهم، لأنهم يُمارسون الإخلاص في صمت، ويمنحون الوطن ما لا تقيسه تقارير الأداء.
مع ذلك، لا يمكن الحديث عن الإخلاص دون الإشارة إلى البيئة التي يُزهر فيها. فالإخلاص لا يُزرع في أرضٍ جافة، بل يحتاج إلى بيئةٍ عادلة، تُقدّر المجتهد، وتحفظ للموظف كرامته ومكانته. العدالة في التقييم، وتكافؤ الفرص، والاعتراف الحقيقي بالجهود، كلّها ليست مكافآت، بل هي أدوات لتكريس الإخلاص كجزء من ثقافة العمل.
وهنا، يبرز دور الرؤية الوطنية لعُمان؛ إذ تؤكد رؤية "عُمان 2040"، على ضرورة بناء جهاز إداري مرن، مُنتج، ونزيه، قادر على مواكبة التحديات، وتحقيق الطموحات. هذه الرؤية لن تتحقق بمجرّد التوجيهات، بل تحتاج إلى موظف مخلص في الميدان، يُدير الملفات بروح الشراكة لا انتظار التعليمات، ويؤمن أن نجاح المؤسسة هو جزء من نجاح الوطن.
وقد بيّنت دراساتٌ ميدانية، في عددٍ من المؤسسات العُمانية، أن مستوى التمكين والتقدير يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع مؤشرات الولاء والإنتاجية. وعندما يشعر الموظف أن عمله يُحدِث فرقًا، وأن جهده ليس غائبًا عن عين التقدير، فإن الإخلاص يتحوَّل من سلوكٍ فردي إلى ثقافةٍ مؤسسية.
هكذا، نكتشف أن الإخلاص ليس مثالية حالمة، بل استراتيجية واقعية. هو لا يُدوَّن في اللوائح، بل يُمارَس في الحياة اليومية. وقد لا يكتب التاريخ أسماء كل من أخلصوا في أعمالهم، لكن المؤسسات التي حققت النجاح والاستدامة، غالبًا ما كانت قائمة على أكتافهم.
وفي نهاية المطاف، قد تُنسى الأرقام، وتُنسى العناوين، لكن أثر المخلصين يظل... لا يُمحى.