قطاع غزة لم يعد «صالحاً للعيش».. 150 إمرأة وطفلاً يُقتَلون يومياً
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
27 ألف ضحية ودمار هائل و118 يوما من الحرب على قطاع غزة، وما زالت جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة جديدة تسابق آلة القتل الإسرائيلية علها تتمكن من وقف «المجزرة» كما وصفها رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى الأراضي الفلسطينية ليو كان، الذي أعرب عن أسفه لمشكلات «الأمن والوصول والإمداد» التي تصطدم بها المنظمات الإنسانية في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة ««حماس» في القطاع «ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 27019 والجرحى إلى 661391».
وقالت الوزارة أمس، إن قوات الاحتلال ارتكبت 15 مجزرة، راح ضحيتها 118 شهيدا و190 مصابا خلال 24 ساعة، وقتل 3 موظفين في «أطباء بلا حدود» في قطاع غزة إثر غارات إسرائيلية، كما قتلت ابنة أحد موظفي المنظمة غير الحكومية عند إصابة مبنى تابع لها بصاروخ.
وقال كان لوكالة الأنباء الفرنسية: «شاهدت غالبية من النساء والأطفال بين المرضى في المستشفيات. إنها أول مرة نرى ذلك، وقد عملنا مع زملائي في أوضاع حرب أخرى، في أفغانستان وسورية وجنوب السودان.. إنه بنظرنا دليل واضح على أن القصف عشوائي».
وأضاف: «ما يجري حاليا مجزرة». وتابع: «ليس من الممكن اليوم في حرب لا يحق فيها للناس بالخروج، وحيث السكان محاصرون ولا مكان لهم يذهبون إليه، أن نقبل بقتل 150 امرأة وطفلا في اليوم»، مضيفا: «المطلب الأول إذا هو وقف إطلاق نار فوري وشامل». وقال إن ثمة الكثير من القتلى «غير المرئيين»، لأنهم لا ينسبون حكما إلى عمليات القصف، لكنهم أشخاص يموتون لعدم حصولهم على العناية الأساسية، إنها مأساة.
وحذر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أنه بعد نحو 4 أشهر من الحرب، سكان قطاع غزة «يموتون من الجوع» و«يدفعون إلى حافة الهاوية».
وأكد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير أن قطاع غزة بات «غير صالح للعيش»، مشيرا إلى تضرر نصف المباني فيه.
تطويق «خان يونس»
وأفاد شهود عن ضربات إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية أنه يطوق المدينة. وتشتبه إسرائيل بأن قادة حماس يختبئون في المنطقة. وقد أقر الجيش الإسرائيلي في بيان بإصابة 5 ضباط وجنود في المواجهات في غزة، خلال 24 ساعة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك قصفا باتجاه مستشفى ناصر «الذي يحاصره الاحتلال»، وإن الجيش الإسرائيلي ينفذ «اقتحامات» لمستشفى الأمل في المنطقة.
وتحدث شهود عن قصف من زوارق حربية إسرائيلية على ساحل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث نزح أكثر من مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن قواته «قضت على العشرات» ممن وصفتهم بـ «الإرهابيين»، ودمرت منصة إطلاق صواريخ طويلة المدى في خان يونس.
وبموازاة عداد القتلى الذي لا يتوقف، تكثفت الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار. وتترقب المنطقة عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «في الأيام المقبلة»، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.
ورقة تفاهم
تزامنا مع ذلك، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى مصر أمس، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر.
وذكر مسؤولون في حماس أن الحركة تدرس اقتراحا يتألف من 3 مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها 6 أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في تصريح صحافي وزعه مكتبه أمس «لا تزال حماس تدرس الورقة المقدمة ولدينا ملاحظات جوهرية عليها».
وتابع البيان: «سنبحث عن ضمانات لالتزام العدو»، مضيفا: «ندرس مع مختلف قوى المقاومة ورقة التفاهم لبلورة رد موحد سنقدمه للوسطاء».
وتحت ضغوط عائلات المحتجزين من أجل تحرير ذويهم ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين مشاركين بمفاوضات تبادل الأسرى أن تصريحات رئيس الوزراء مضرة، قائلين إنه «ربما يسعى لإفشال الصفقة».
وفي الإطار ذاته، نقلت صحيفة معاريف عن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أنه قال «لا أريد تضليل عائلات الرهائن، وفي تقديري لن يكون هناك اتفاق».
انقسام داخلي
وفي مؤشر على التوترات والانقسامات الداخلية، نقلت قناة الجزيرة عن هيئة البث الإسرائيلية أن ديوان نتنياهو أبلغ مكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بإلغاء لقاء كان مقررا بينهما أمس.
وعلى هامش الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة وقطر ومصر، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي يؤيد علنا القضية الفلسطينية ويتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» حاليا في غزة، تشكيل «لجنة سلام مؤلفة من عدة دول» لضمان إطلاق سراح الرهائن ووضع حد للحرب.
كما قال رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار إنه سيطرح على قادة الاتحاد الأوروبي العمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودخول المساعدات وإطلاق سراح الرهائن.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
في مفاجأة لم يتوقعها العالم جراء التصعيد المتبادل بين الطرفين، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد حرب دامت لـ 12 يومًا.
لكن ما أثار حفيظة العديد من المراقبين، أنه على الرغم من تأكيد ترامب انتهاء الحرب بين الإيرانيين والاحتلال، فإنه لم يشر من بعيد أو قريب للمجازر التي ترتكب في غزة ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، التي قاربت على نهاية عامها الثاني.
ووسط إصرار إيران وإسرائيل أن أحدهما حقق النصر على الآخر، ليس هناك من ينظر إلى الشعب الفلسطيني، الذي يأمل لوقف معاناته المتواصلة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة داخل القطاع، فضلا عن سقوط ما يقرب من 180 ألف شهيد ومصاب أغلبيتهم من النساء والأطفال.
وجدد الاتفاق الإيراني الإسرائيلي آمال الشعب الفلسطيني لوقف المعاناة التي يتعرض لها يوميًا جراء الغارات الجوية والاستهداف المباشر للمدنيين من قبل قوات الاحتلال، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة، وسط استهداف مباشر للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والوقود، إلى جانب ممارسة سياسة الحصار الخانق عن طريق منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، ما أدى إلى انتشار الأوبئة وسوء التغذية.
لا يزال مصير الحرب في غزة بين حماس وتل أبيب مجهولًا عقب دخول الحرب الشهر الـ 20 على التوالي، والتي أدت إلى تدمير شبه كامل للقطاع، وبحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن مصادر مقربة من حركة حماس، قالت إن هناك جهودا جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت المصادر، إن حماس منفتحة على مناقشة أي عرض يؤدي إلى إنهاء الحرب، مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس ويرفضها الاحتلال.
وفي بيان صادر لها اليوم الثلاثاء، طالبت حركة حماس بوقف فوري وشامل لحرب الإبادة على أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في غزة، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف المجازر في القطاع.
وأكدت حماس أن نقاط توزيع المساعدات فب غزة مصائد للموت، مشددة على أنها تُستخدم لإدارة التجويع.
من جانبها أفادت صحيفة «ذا تايمز»، البريطانية، بأن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد نساها البعض، لكنها لا تزال قائمة دون نهائية واضحة، وسط أهداف عسكرية متغيرة باستمرار، مشيرة إلى أن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، طالب أصوات داخل إسرائيل باغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: «الآن غزة.. حان الوقت لإنهاء الصراع هناك أيضًا.. أعيدوا الرهائن، وأنهوا الحرب».
كما طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة، وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين: «نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب».
وأضاف البيان: «تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران، الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما».
وفي أعقاب الأزمة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح الشعب الفلسطيني، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 56.077 شهيدا و131.848 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت وزارة الصحة في بيان صادر اليوم الثلاثاء، إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت نحو 79 شهيدا بينهم «5 شهداء انتُشلت جثامينهم»، و289 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5.759 شهيدا، و19.807 إصابات.
وفي خدعة جديدة، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة واستهداف أكبر عدد منهم، تترقب القوات الإسرائيلية لحظة تجمع المواطنين منتظري المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، المسؤولة عن نظام توزيع المواد الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة، حيث تفتح الآليات العسكرية نيرانها تجاه المواقع المكتظة بالمدنيين الآملين في الحصول على الطعام، حيث تُعد جريمة جديدة تُضاف في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح: «لم يحدث في تاريخ الحروب أن يتحول الألم والجوع إلى أداة للقتل الجماعي، وأن تُستخدم المساعدات كطُعم للموت، وتُحول مراكز توزيع الغذاء إلى ميادين للإعدام الجماعي».
وأضاف «فتوح»، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، تمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال، بعدما استهدفت قواته الفلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأوضح أن الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم لم يكونوا يحملون سوى وجعهم وجوع أطفالهم، ووقفوا ينتظرون قافلة غذائية، لكن الاحتلال استقبلهم بقصف وحشي حوّل المساعدات إلى أشلاء، والمكان إلى ساحة موت مفتوحة، مشيرًا إلى أن المساعدات تحولت إلى فخاخ مميتة مقصودة ومدروسة.
ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، من أن غزة تواجه جفافًا، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، جيمس إلدر: «سيبدأ الأطفال بالموت عطشا.. 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل»، مشيرًا إلى أن المستويات حاليا أقل بكثير من معايير الطوارئ فيما يتعلق بمياه الشرب لسكان غزة.
اقرأ أيضاًإصابة جنود من جيش الاحتلال في كمين مسلح بقطاع غزة
المجلس الوطني الفلسطيني: الاحتلال حول المساعدات لفخاخ موت جماعي في غزة
ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة إلى 37