إيكونوميست: هل يأتي السلام بعد الجحيم في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن الشرق الأوسط يعيش فترة مخيفة حاليا، ولكن بعد الموت والجحيم قد يأتي السلام، مضيفة أن هناك احتمالا متواضعا ولكنه متزايد لتحويل الكارثة إلى فرصة، إذ تعمل إدارة الرئيس جو بايدن جاهدة لتحقيق ذلك.
وأوضحت المجلة في تقرير طويل لها أن شخصيات أميركية بارزة تتنقل هذه الأيام بين واشنطن والعواصم الأوروبية والشرق أوسطية من أجل هدف مباشر، وهو تأمين توقف إنساني طويل في القتال في غزة، يستمر لمدة شهر أو شهرين، ويسمح بتبادل الرهائن، وهدف آخر أكثر طموحا وهو تحويل هذا التوقف إلى وقف دائم لإطلاق النار وتأمين اتفاق سلام إقليمي.
وستشمل حزمة الاتفاق الإقليمي، وفقا للتقرير، قبول إسرائيل لدولة فلسطينية، واعتراف سعودي بإسرائيل، وإصلاح فلسطيني، وإجراءات أميركية لـ"تحلية" الصفقة.
قبل رمضان وقبل الانتخابات الرئاسيةوأضاف التقرير أن واشنطن ترغب في تنفيذ الهدف الأول قبل حلول شهر رمضان المبارك في العاشر من مارس/آذار المقبل، وتحقيق الهدف الثاني قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ويحذر أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركية من "وقت مضطرب بشكل لا يصدق" في الشرق الأوسط، قائلا: "لم نشهد وضعا خطيرا مثل الوضع الذي نواجهه الآن في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1973 على الأقل".
وأشار التقرير إلى أن مسؤولين أميركيين كبار يزورون المنطقة بالتتابع. فقد كان بريت ماكغورك، مستشار بايدن في الشرق الأوسط، في المنطقة الأسبوع الماضي، وكان وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، في باريس في 28 يناير/كانون الثاني للتشاور مع شخصيات من إسرائيل ومصر وقطر وتنسيق صفقة الرهائن، ومن المتوقع أن يعود بلينكن إلى الشرق الأوسط مرة أخرى في الأيام المقبلة، ويعمل جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، على التواصل مع قادة سعوديين وقادة آخرين.
مربعات متداخلة ومفاتيحودعت إيكونوميست في تقريرها القراء إلى التفكير في المشكلة كمجموعة من المربعات المتداخلة: مفتاح إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو "حل الدولتين"، مع وجود دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل؛ ومفتاح حل الدولتين هو صفقة التطبيع السعودية؛ ومفتاح التطبيع السعودي هو إنهاء الحرب في غزة؛ ومفتاح إنهاء الحرب في غزة هو اتفاق الرهائن.
وقالت إن إدارة بايدن تتحدث الآن بشكل أكثر وضوحا عن الحاجة إلى التزام إسرائيلي "ذي مصداقية ولا رجعة فيه ومحدد زمنيا" بدولة فلسطينية. كما أنها تريد دفعة أولى مبكرة، وربما تريد انسحابا من بعض أراضي الضفة الغربية أو وقفا حقيقيا للمستوطنات.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا ستدرس الاعتراف بدولة فلسطينية مؤقتة قبل التوصل لاتفاق نهائي، ويقال إن بلينكن يفكر في مثل هذا الخيار.
إنشاء مجموعة اتصالوأضافت إيكونوميست أن أميركا تدرس إنشاء "مجموعة اتصال" للضغط من أجل إصلاح السلطة الفلسطينية تشمل مصر والأردن والسعودية والإمارات وربما تركيا وقطر.
ويقول مسؤولون عرب إن الأردن يمكن أن تشرف على تدريب القطاع الأمني، في حين يمكن لدول الخليج المساعدة في الإصلاحات الإدارية. والأمل في غزة هو أنه في نهاية المطاف يمكن إعادة تدريب ما يكفي من رجال الشرطة السابقين في غزة -الذين هم حاليا يحصلون على رواتب السلطة الفلسطينية– لتولي المسؤولية، لكن العملية ستستغرق عدة أشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن غزة
تناولت صحف عالمية قضايا محورية في الشرق الأوسط، أبرزها القرار المصيري الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين المضي في العملية العسكرية "عربات جدعون" أو قبول صفقة تبادل.
كما استعرضت ما وصفته بالتحول الدراماتيكي في السياسة الأميركية تجاه سوريا، فضلًا عن تحذيرات من مخاطر قانونية تواجه حلفاء إسرائيل بسبب عدم تحركهم لمنع "الإبادة الجماعية" في غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يواجه أحد أهم القرارات في مسيرته، فإما أن يمضي قُدما في المرحلة الأولى من خطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أو يذهب إلى صفقة شاملة.
وأضافت الصحيفة أن عددا من وزراء الحكومة يرون أنه يجب إتمام أي صفقة في أقرب وقت، حتى لو كانت تشمل نصف الأسرى فقط، على أن يناقَش لاحقا احتمال التوصل إلى صفقة شاملة تتضمن "استسلام" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنهاء الحرب.
وفي سياق متصل، رأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن عملية عربات جدعون التي بدأها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس في قطاع غزة لا تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى أو توفير الأمن لمواطني إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هدف العملية في أفضل الأحوال هو الحفاظ على ائتلاف نتنياهو "المتطرف" من خلال تأجيل نهاية الحرب.
إعلانوفي أسوأ الأحوال -وهو الأرجح في نظر الصحيفة- الهدف منها هو دفع الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جريمة حرب مروعة تتمثل في التطهير العرقي في القطاع بأسره أو في أجزاء منه.
ترامب والشرع
وتحت عنوان "حلفاء إسرائيل يواجهون خطر التواطؤ"، كتبت مراسلة صحيفة "لوموند" في لاهاي أن إحجام الدول الغربية عن اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل -على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية الذي يعترف بخطر الإبادة الجماعية في غزة- يعرّضها لملاحقة قضائية بسبب فشلها في الوفاء بالتزاماتها الدولية.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي تلقى إخطارا رسميا بسبب فشله في الوفاء بالتزاماته بالتحرك في مواجهة خطر الإبادة الجماعية المؤكد في غزة.
وفي السياق السوري، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مصافحة الرئيس دونالد ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع ووعده برفع العقوبات عن بلاده هذا الأسبوع كان دليلًا واضحًا على نجاح دبلوماسية الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط في تهميش إسرائيل.
ورغم ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستتخلى عن علاقاتها التاريخية بإسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها.
بدورها، قالت صحيفة "الأوبزرفر" إن سوريا تعمل على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الكلمات الدافئة من الرئيس ترامب للرئيس السوري الشرع.
وأضافت أن قرار ترامب المفاجئ لقاء الشرع في الرياض خلال رحلته إلى الشرق الأوسط حمل أكثر من مجرد رمزية من العيار الثقيل، وقد قلب إعلان ترامب الطاولة على سنوات من السياسة الأميركية التي حافظت على مجموعة واسعة من العقوبات التي استهدفت عائلة الأسد وداعميه لمدة طويلة.