مفوض الأونروا يزور دولا خليجية في محاولة لفك الحصار المالي عن الوكالة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يقوم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، بجولة خليجية يزور خلالها ثلاث هذا الأسبوع، سعيا لحشد الدعم بعد أن أوقف مانحون رئيسيون التمويل في أعقاب مزاعم إسرائيلية بأن بعض موظفي الوكالة متورطون في عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ضد مستوطنات في الأراضي المحتلة.
وعلق نحو 15 من أهم المانحين للوكالة، من بينهم الولايات المتحدة، التمويل بسبب المزاعم الإسرائيلية بشأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا، مما جعل الوكالة تحذر الأسبوع الماضي من أنها قد تضطر إلى الإغلاق بحلول نهاية شباط/ فبراير .
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق إن تسعة من المشتبه في تورطهم تم إنهاء خدمتهم، وتوفي أحدهم، ويجري الآن التحقق بشأن هوية الاثنين الآخرين.
وقال لازاريني على منصة إكس إنه اجتمع مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم لمناقشة عمل أونروا في "الحفاظ على الاستقرار في المنطقة" وتقديم المساعدات إلى مليوني شخص في غزة.
وقالت جولييت توما المتحدثة باسم أونروا لرويترز إن لازاريني سيزور بعد ذلك قطر والكويت في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وأضافت "نأمل أن يعيد الذين أوقفوا التمويل النظر في الأمر وأن يتقدم آخرون أيضا".
وتحتل الكويت وقطر المركزين 19 و20 في قائمة كبار مانحي أونروا العشرين، مع تقديم قطر 12 مليون دولار والكويت 10.5 مليون دولار في 2022. والإمارات خارج هذه القائمة.
وتوفر أونروا التي تأسست في 1949 بعد الحرب التي أعقبت قيام إسرائيل، خدمات التعليم والصحة والمساعدات الحيوية لملايين الفلسطينيين في أنحاء غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وفي غزة، توفر المأوى لنحو مليون شخص نزحوا حديثا بسبب الحرب على القطاع.
وسارعت دول مثل إسبانيا ومانحين من القطاع الخاص إلى مساعدة الوكالة منذ بدء الأزمة المالية الشهر الماضي، لكن توما قالت إن ذلك لم يكن كافيا لتعويض الفجوة البالغة نحو 440 مليون دولار.
الأربعاء الماضي، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتعين إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين .
وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه قال أمام وفد من الأمم المتحدة "حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا".
وأضاف "تسعى إلى الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين. لا بد أن نستبدل وكالات أخرى بالأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى بالأونروا إذا أردنا حل مشكلة غزة مثلما نخطط أن نفعل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأونروا غزة الاحتلال نتنياهو احتلال غزة نتنياهو أونروا طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب بين وعود إنهاء الحروب الخارجية والتصعيد نحو مواجهة عسكرية مع فنزويلا
يتجه المشهد السياسي والعسكري بين الولايات المتحدة وفنزويلا نحو مرحلة غير مسبوقة من التوتر، بعدما كشفت استطلاعات للرأي ومعطيات ميدانية عن فجوة واسعة بين خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتعهداته السابقة بعدم إدخال بلاده في "حروب جديدة"، وبين تحركاته العسكرية المتسارعة التي توحي باقتراب صدام محتمل مع كاراكاس.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن الشارع الأمريكي لا يرغب بأي مواجهة عسكرية خارجية جديدة، ما يضع واشنطن أمام مفارقة عميقة بين إرادة المجتمع ومسار القيادة السياسية.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" بالتعاون مع مؤسسة يوغوف أن 70 في المئة من الأمريكيين يعارضون شن أي عملية عسكرية ضد فنزويلا، فيما يرى 39 في المئة أن كاراكاس لا تشكل أي تهديد على الإطلاق للولايات المتحدة، بينما يعتبر 48 في المئة أنها تمثل تهديدا "طفيفا"، مقابل 13 في المئة فقط يرونها تهديدا "خطيرا".
وتكشف هذه الأرقام عن مزاج داخلي يرفض المغامرات العسكرية الخارجية، خصوصًا بعد عقدين من حروب الشرق الأوسط التي أثقلت كاهل الرأي العام الأميركي وأجهزته العسكرية.
غير أن هذا المزاج الشعبي لا يبدو حاضرا في قرارات الإدارة الأمريكية اليوم. فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة أن ترامب منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) تفويضا بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، تشمل التحضير لضربات محتملة ضد أهداف تعتبرها واشنطن مرتبطة بـ"كارتل دي لوس سوليس" الذي تصنفه الإدارة الأمريكية كمنظمة إرهابية.
وأعلن بالتوازي عن إرسال سفن حربية وغواصات إلى قبالة السواحل الفنزويلية، فيما صرح وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث أن الجيش الأمريكي "جاهز للعمليات، بما فيها تغيير النظام في فنزويلا".
وفي خطوة أثارت ردود فعل دولية، أعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن "المجال الجوي فوق فنزويلا وما حولها مغلق بالكامل أمام جميع الطائرات وشركات الطيران"، محذرا الطيارين والمتاجرين بالبشر وتجار المخدرات من الاقتراب من المنطقة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وعلى الفور ردت الحكومة الفنزويلية بتأكيد سيادتها على مجالها الجوي "بشكل غير مشروط"، فيما أصدر الرئيس نيكولاس مادورو تعليمات للقوات الجوية بالجاهزية القصوى لأي هجوم محتمل، معلنا حشد 4.5 ملايين شخص ضمن قوات الدفاع الشعبي.
تصاعد التوتر دفع وسائل إعلام أمريكية إلى التساؤل عن الدوافع الحقيقية خلف هذا المسار. ففي تقرير موسع لشبكة "فوكس نيوز"، أشارت القناة إلى أن واشنطن تعمل على تصعيد الملف الفنزويلي بشكل مواز لمحاولاتها تهدئة الحرب في أوكرانيا، معتبرة أن الإدارة الأمريكية تسعى لتصنيف كارتل "دي لوس سوليس" كمنظمة إرهابية، وهو ما يتيح قانونيًا توسيع نطاق التدخل العسكري.
وأشارت الشبكة إلى تحركات غير مسبوقة في منطقة البحر الكاريبي، بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد"، وسط معلومات ــ لم تثبت صحتها بعد ــ عن نقل موسكو قائدا عسكريا كبيرا إلى فنزويلا لقيادة قوة تدريبية روسية.
وفي الوقت الذي يحذر فيه محللون من أن هذا التوتر قد يتحول إلى أكبر مواجهة عسكرية في نصف الكرة الغربي منذ عقود، يعود جدل قديم إلى الواجهة: هل ترامب ملتزم فعلا بعقيدة "عدم خوض الحروب" التي روج لها مرارا، أم أنه يسير نحو حرب جديدة قد تبتلع الوعود التي بنى عليها شعبيته؟
منذ حملته الانتخابية الأولى، قدم ترامب نفسه بوصفه الرئيس الذي سينهي "الحروب العبثية". وفي عدة مقابلات مع شبكات أمريكية مثل "فوكس نيوز"، أكد أنه لن يدفع بجندي أمريكي إلى "صراعات بلا نهاية"، وأنه الرئيس الوحيد منذ عقود الذي لم يدخل بلاده في حرب جديدة.
وبعد خروجه من البيت الأبيض في ولايته الأولى، بنى جزءا كبيرا من حملته للعودة إلى السلطة على فكرة أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال "24 ساعة"، ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، مشددا على أن معركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تكن لتقع لو كان رئيسا.
وفي خطابات عدة خلال عامي 2024 و2025، تباهى ترامب بأنه أنهى "تسع حروب كبرى" منذ توليه السلطة، مؤكدا أنه يستحق "جائزة نوبل للسلام" بسبب قدرته على إحلال الاستقرار العالمي. بل اعتبر أن عدم منحه الجائزة يمثل "إهانة كبيرة للولايات المتحدة".
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع سلسلة تحركات خارجية أثارت تساؤلات حول مدى انسجامها مع هذه السردية، من تدخله في السياسة الداخلية لدول أميركا اللاتينية، إلى تهديد المكسيك بالضربات العسكرية، مرورا بمساندة الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو رغم إدانته بمحاولة انقلاب، وصولا إلى تدخله في الانتخابات الأرجنتينية لدعم حليفه اليميني خافيير ميلي عبر حزمة مالية قيمتها 40 مليار دولار.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ومع ذلك، فإن المسار الذي اتخذته الأزمة الفنزويلية يبدو الأكثر تناقضا مع خطاب ترامب. فقد حذرت الكاتبة ميشيل غولدبيرغ في مقال بـ"نيويورك تايمز" من أن الولايات المتحدة تتحرك "بصمت وبلا نقاش عام" نحو مواجهة عسكرية، معتبرة أن إدارة ترامب قد تكون وقعت في "فخ التهديدات"، بحيث بات التراجع عنها يبدو أصعب من الدخول في الحرب نفسها.
ورغم إيمانها بأن هناك فرصة لعقد صفقة بين ترامب ومادورو قد تنزع فتيل الأزمة، فإن محللين آخرين ــ كفيل غونسون من "مجموعة الأزمات الدولية" ــ يرون أن واشنطن "ذهبت بعيدا جدا" في تهديداتها لدرجة تجعل الانسحاب من المشهد دون استخدام القوة أمرا شبه مستحيل.
وفي الوقت الذي يوسع فيه ترامب دائرة التصعيد ضد فنزويلا بذريعة مكافحة المخدرات والإرهاب، يذكره منتقدوه بالنقطة الأكثر إثارة للسخرية في خطابه: أنه يهدد بالحرب ضد رئيس فنزويلي يتهمه بالإتجار بالمخدرات، بينما يستعد لإصدار عفو عن رئيس هندوراس السابق المحكوم في الولايات المتحدة بـ45 عاما بتهم تتعلق بالكوكايين.
هذا التناقض يعكس بحسب مراقبين أن ميزان قرارات ترامب الخارجية لا يتعلق بالقانون الدولي أو محاربة المخدرات، بل بـ"مدى رضا ترامب عن القادة الأجانب"، وبمصالحه السياسية المباشرة.
وفي ظل هذا المشهد المتشابك، تبدو الولايات المتحدة على مفترق طرق٬ إما أن تنجح في تجنب مواجهة عسكرية جديدة في محيطها الجيوسياسي المباشر، أو أن تتحول تصريحات ترامب إلى شرارة حرب جديدة ستقوض سردية "رئيس السلام" التي بنى عليها جزءا كبيرا من وعوده السياسية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)