دروس قيمة تستفاد من سورة الواقعة في الحياة اليومية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
دروس قيمة تستفاد من سورة الواقعة في الحياة اليومية.. سورة الواقعة هي إحدى سور القرآن الكريم التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والفوائد، ودعونا نستعرض بعمق المواضع البارزة في هذه السورة العظيمة ونتناول فوائدها المتنوعة.
1- الواقعة: بداية المأمورية الروحيةدروس قيمة تستفاد من سورة الواقعة في الحياة اليوميةتبدأ السورة بتصوير اليوم الآخر، الواقعة الكبرى التي لا مفر منها، وتنقل القراء إلى مفهوم البعث والحساب، مما يجعلهم يتأملون في أعمالهم وتصرفاتهم في هذه الحياة.
تتحدث سورة الواقعة عن ثلاثة أنواع من الناس في الآخرة: الصابرين، وأهل اليمين، والثلاثة الذين هم في السعير. توضح هذه المواضع الأهمية البالغة لاتخاذ القرارات الصائبة واتباع الطريق الصحيح في حياة الدنيا.
3- الصفوف في الجنةتعرض سورة الواقعة وصفًا للصفوف في الجنة، وكيف يكون الله راضيًا عن أولئك الذين اجتنبوا الشر واتبعوا الخير في حياتهم، وهذا يشكل حافزًا قويًا لتحسين الأخلاق وتعزيز الفعل الصالح.
4- السدور واللوح المحفوظتشير السورة إلى سدور تحتوي على سجلات أعمال الناس، واللوح المحفوظ الذي يحتوي على تفاصيل حياتهم، وهذا يلقي الضوء على أهمية كتابة سجلات الأعمال والاعتناء بالسلوك اليومي.
5- فوائد روحية واجتماعيةسورة الواقعة لا تقدم فقط دروسًا روحية بل تسلط الضوء أيضًا على القيم الاجتماعية مثل التكافل والتواصل الإنساني، ويتعين على الناس أن يكونوا عونًا لبعضهم البعض ويعملوا على تحسين حياة الآخرين.
الدروس المستفادة من سورة الواقعةنرصد لكم في السطور التالية أبرز الدروس المستفادة من سورة الواقعة:-
"سورة الواقعة".. كنز من الفوائد الروحية والعقلية تعرف على.. فضائل سورة الواقعة وتأثيرها الإيجابي في الحياة اليومية "سورة الواقعة وتغيير الواقع".. كيف تطور حياتك بقراءتها؟1- الوقوف أمام حقيقة الآخرة: سورة الواقعة تذكرنا بأهمية التفكير في اليوم الآخر وتأمل ما سنواجهه في المستقبل، مما يحفزنا على اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتنا.
2- التحذير من العذاب والمكافأة: تسلط السورة الضوء على العواقب المحتملة لأعمالنا، حيث تحث على اتخاذ السلوك الصالح لتجنب العذاب والسعي نحو الجنة.
3- التوكل على الله: السورة تشدد على أهمية الاعتماد على الله والتوكل عليه في جميع جوانب الحياة، مما يمنحنا القوة والثقة في التعامل مع التحديات.
4- تحفيز العمل الصالح: تشجع السورة على أداء الأعمال الصالحة وتحقيق الفضائل الإنسانية، وذلك من خلال وصف الثواب الكبير المخصص لأولئك الذين يتبعون هذا النهج.
5- التضامن والإحسان: تقدم السورة صورة للمجتمع الذي يتسم بالتضامن وتقديم العون للفقراء والمحتاجين، مما يعزز قيم التعاون والرعاية المتبادلة.
6- تسليط الضوء على القدرة الإلهية: تذكرنا السورة بالقدرة الكاملة لله والحاكمية الكاملة له في كل جوانب الحياة، مما يعزز إيماننا ورضانا بقضاء الله وقدرته.
7- التفكير في الإرث الروحي: يُحث علينا القرآن من خلال هذه السورة على التأمل في إرثنا الروحي وترك أثر إيجابي يتركه للأجيال القادمة.
تعتبر سورة الواقعة مصدرًا غنيًا للتوجيهات والدروس التي يمكننا تطبيقها في حياتنا اليومية لتحقيق التقدم الروحي والاجتماعي.
إن سورة الواقعة تعد مصدرًا غنيًا بالدروس والفوائد، وتلقي الضوء على النواحي الروحية والاجتماعية للإنسان. يجب أن يكون تدبرها وفهمها جزءًا من حياة المسلم، حيث يستمد الإلهام والتوجيه للسير في طريق الخير والبركة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سورة الواقعة أهمية سورة الواقعة فضل سورة الواقعة فوائد سورة الواقعة فی الحیاة الیومیة من سورة الواقعة الضوء على
إقرأ أيضاً:
دروس من تضحيات "جنود الإعلام": بين ميادين غزة وتيخوانا
د. يوسف الشامسي **
بالأمس كانوا يطاردون الحقيقة حيث يحوّم الموت، كانوا صوت غزة النابض وسط الإبادة، وعينها التي لا تغفو إلا بعد بثّ الدموع لتخترم قلوب العالم، وهاهم اليوم يمضون إلى قدرهم في اغتيالٍ فاجر.. هكذا مجزرة للصحفيين وراء أخرى وأشلاء تختلط بالأشلاء ودماء تنزف.. ثم تزفّ لتوارى الثرى، تاركين صِبية ووصايا، وأحلاما وذكريات وثكالى.. بصمات هذه الإبادة باتت مرصودة بالصوت والصورة على قارعة كل سكة في غزة، لعلها توقظ ضمير المجتمع الدولي أو تحرّك نخوة الجوار إن لم تشفع وشيجة الإسلام والدين.
لكن ما الذي يدفع الصحفيّ لأن يقف على بعد أمتار من الخطر، حاملًا عدسته، وهو يدرك أن بزة الصحفي وخوذته الواقية لا تمنع رصاصة ولا تصد شظية؟ ما الذي يدفع المراسل للبقاء أيّامًا على قيد الجوع، في ليالٍ ليلاء لا صوت فيها إلا القصف، ليبث لنا صور المآسي والمجازر؟ لا بدّ أنها التضحية في أسمى تجلياتها.
إن الكلمة المفتاحية هنا لفهم تضحية الصحفيّ هي " العقيدة "؛ سواء كانت دينية أو سياسية؛ فالعقيدة تبقي جذوة الشغف متقدةً لدى الصحفي ليغوص في تقصّي ما تفرّق من أجزاء الحقيقة وسط هول الأحداث، ويعيد تركيب المشاهد في إطارها الصحيح وينتقل بين حدث وآخر غير عابئ بالخطر الداهم.
استمعت قبل فترة إلى حوار إذاعي عبر محطة "بي بي سي" مع صحفي مكسيكي، يروي تجربته في تغطية التحقيقات الصحفية في منطقة كانت -حتى ما قبل حرب غزة- تُعد الأخطر على الصحفيين في العالم، إنها مدينة تيخوانا. يذكر أنه كان يستيقظ -كعادته- على أرقام ضحايا الاغتيالات، ليتوجه بعدها إلى مسرح الجريمة لكتابة قصته الصحفية، التي قد تطال أحيانًا أحد معارفه أو أقربائه. ويصف كيف كان يتحقق من بقايا رفات في محرقة بالقرب من مدرسة أطفال، فيرسلها للتحقق من الفحص الجيني "DNA" لمعرفة ما إذا كان يتوافق مع إحدى النساء اللاتي قدمن بلاغًا بفقدان أولادهن أو أزواجهن. يروي أيضًا كيف اخترقت رصاصتان ساقيه في محاولة اغتيال، نجا منها بأعجوبة، ليعود بعد عامين من التعافي إلى الميدان، حاملًا الكاميرا نفسها، وبالإصرار ذاته.
ذلك الحديث جعلني أستحضر مفارقة ذلك الصحفي في عالمنا العربي الذي تصله الأخبار من خلف مكتبه، ثم يشتكي أنه مقيد دون أن يقدّم أي تضحية تذكر! ناهيك من أولئك الذين لا يعنيهم سوى العائد المادي من العمل الصحفي، والتملق لإرضاء كبير المسؤولين في الجهة الفلانية على حساب قضايا وطنهم ومجتمعهم الحقيقيّة.
الصحافة ليست مهنة للأنانية والتملق، بل تقوم في جوهرها على التضحية، فقد التصق بها منذ عقود وصف "مهنة المتاعب"؛ إذ شاع هذا الوصف في العالم العربي -لا سيما في مصر- خلال الأربعينيات والخمسينيات، حين كانت الصحافة الورقية تعيش على وقع صراع سياسي حاد، وملاحقات واعتقال للصحفيين. ففي كتاب "أسرار صحفية" يذكر شيخ الصحفيين حافظ محمود (ت 1996) أن الحبس كان قرينًا لمعظم الكتاب والصحفيين في بدايات القرن العشرين، ويضيف: "إننا لا نكاد نجد في تاريخ الصحافة خلال هذه الفترة صحفيًا مُتفرغًا ذا قلمٍ وعقيدة إلّا وعرف الحبس ولو مرة واحدة" (ص 176). هذا نموذج بسيط من متاعب الأمس واليوم والغد للصحفيين، فلا اختلاف الزمن ولا أشكال النظم السياسية في الشرق والغرب أعفت أو ستعفي الصحفيين من "المتاعب" المختلفة.
لكن حينما يصل الأمر إلى التضحية بالروح في ميدان القتال وعلى يد شُذَّاذ الآفاق وأعداء البشرية الذين لم يعهد التاريخ كفجورهم فجور، فنحن حقًا أمام بواسل تركوا المجد اللحظي والألقاب الدنيوية وراء ظهورهم، وتمترسوا بشجاعتهم قبل عدّتهم، وبشغفهم لإبلاغ الحقيقة وإقامة الحجة على زعماء العالم لا لزيادة أعداد المتابعين، واتخذوا الكاميرا والكلمة أداة للمجد دون السلاح، وما أجبن عدوّهم وأخوفه من سلاحهم، فارتقوا متمثلين قول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
من رام وصل الشمس حاك خيوطها
سببًا إلى آماله وتعلقا
فتجشموا للمجد كلّ عظيمة
إني رأيتُ المجد صعبَ المرتقى
هكذا استسهلوا كل صعب، وبلغوا المجد بإخلاصهم، بل أعادوا تعريفهم للصحافة في عالم خامل حولهم... فمضى الراصدون بشرف كما قد مضى أكثر من 230 صحفيًّا قبلهم، وانطوت صفحة أنس الشريف وزملائه الثلاثة، تاركين الأمانة لمن بعدهم، بعد أن ضحّوا بأرواحهم في سبيل نقل الحقيقة، انطوت صفحتهم بخاتمة كانت هي أسمى أمنياتهم.
** أكاديمي بقسم الإعلام الجماهيري- جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى
رابط مختصر