لجريدة عمان:
2025-06-24@08:52:39 GMT

إسرائيل وثمن الدم !

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

من يتابع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع غالانت، وحتى تصريحات يائير لبيد زعيم المعارضة حيال الموقف الواحد الذي يعبرون عنه بثقة عمياء تستند إلى فائض القوة المادية، أي الموقف الذي يصر على شيئين أساسيين؛ تدمير حماس والقضاء عليها نهائيًا، وإعادة المخطوفين الإسرائيليين، سيجد في الحقيقة أن ذلك الوهم الذي تقتل إسرائيل يوميًا من أجله ما بين 150 إلى 250 مدنيًا فلسطينيا في غزة والضفة، هو ذاته الوهم الذي يتحرك العالم كله من أجله، وعلى رأسه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية للبحث عن أفضل الطرق لإنقاذ ما تبقى من المخطوفين الإسرائيليين لدى حماس في القطاع.

هذا التصوُّر الخطير الذي يستند إلى معايير القوة المادية، والذي تنخرط فيه الولايات المتحدة وأوروبا ودول في المنطقة العربية بحثًا عن نجاة للمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس بأية وسيلة، دون أي اعتبار أخلاقي لجريان الموت اليومي الذي يطاول حياة المدنيين الأبرياء في غزة والقطاع هو في تقديرنا ما سيعزز باستمرار استحالة أن يصل جدار الدم والغرور الإسرائيلي لأي حل مهما تصوّر القادة السياسيون لإسرائيل إمكانية لنصرهم الموهوم في هذه الحرب التي لم يسبق لها مثيل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في تقديرنا لن تجدي أبدًا ولن تثمر تلك الرحلات المكوكية الخائبة والمتعددة إلى الشرق الأوسط من طرف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يفعل الشيء ذاته في كل مرة ويتوقع نتائج مختلفة، متخيلًا أن مقاييس فائض قوة التفوق الإسرائيلي وغطرستها هي التي ستكون حاسمة!.

إن ما تفعله إسرائيل اليوم بالفلسطينيين من مجازر جسدت وقائع فظيعة لجرائم حرب لم يسبق لها مثيل في كافة حروب البشر السابقة، وسط تفرج العالم الحديث وقواه الحية، لهو في تقديرنا جدار الدم الذي ستغرق تحته إسرائيل وستتورط إلى ما لانهاية، وستتفاجأ الدولة العبرية في كل مرة بأن الخسائر الموجعة التي ستلحق بها ستكون خسائر بلا ضفاف، بل ولن يكون في وسع أي قوة في العالم إنفاذها من المصير المميت الذي تسير إليه عبر جدار الدم هذا وتعجز باستمرار عن القفز من فوقه بحثًا عن النجاة. لن تفلح وساطة الصفقات التي تسعى لها دول كبيرة وكثيرة في العالم والمنطقة، ولن يفلح فائض قوة السلاح المهول ودفن المدنيين تحت الأنقاض، ولن تفلح تهديدات قادة إسرائيل وغرورهم المقيت في القدرة على سحق المقاومة الفلسطينية، وستتفاجأ إسرائيل في كل يوم جديد منذ 7 أكتوبر الماضي بما يجعلها أكثر وجعًا وجنونًا ومضيًا في طريق دفع الثمن الباهظ للدم الذي تورطت فيه ولا تزال، وهي ورطة لن تستطيع معها إسرائيل سوى الغرق والتخبط في مستويات العجز الدنيا من ذلك الجدار/ القبر الذي تحفره لنفسها منذ ثلاثة أشهر.

إن ردود الفعل السياسية والعسكرية في العالم على جرائم الإبادة الإسرائيلية ستعكس في تقديرنا معطيات من شأنها توريط إسرائيل في مأزقها أكثر فأكثر، مهما توهمت خلاف ذلك، فتلك المعطيات هي الأكثر تعبيرًا عن حكمة الدرس البشري لسنن الجريمة والعقاب، إذ إن ما نراه اليوم من ردود فعل على هذه الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة هو أشبه بكرة الثلج التي ستكبر في أكثر من اتجاه ومكان لتورط إسرائيل أكثر فأكثر في مأزق لن تنجو منه.

ها هي الولايات المتحدة الأمريكية تجد نفسها مجبرةً على إسقاط مشروع قانون تقدم به الجمهوريون لدعم إسرائيل دون غيرها بما قيمته 14 مليار دولار أمريكي، وقريبًا جدا مع بدايات مارس القادم ستكون حسابات حمى الانتخابات الأمريكية مقياسًا واضحًا لتقدير الربح والخسارة حيال موقف الإدارة الأمريكية الحالية من إسرائيل وهي تتورط معها في جدار الدم الفلسطيني. كما أن الأصوات الحرة التي تواجه إسرائيل في أكثر من مكان؛ من جنوب إفريقيا إلى إسبانيا إلى النرويج تعكس بوضوح؛ كيف أصبحت إسرائيل اليوم عارية من الغطاء الأخلاقي المزيف الذي طالما سوقت به دعمًا خدع كثيرين في هذا العالم، لكن مع مجازر إسرائيل التي تبث يوميًا على الهواء من قطاع غزة حيث يراها العالم أجمع عبر كافة الوسائط وهي تفعل ذلك بحق المدنيين الفلسطينيين بما لا يقبله الضمير الإنساني؛ فإن الثمن الوحيد الذي يتعين على إسرائيل أن تدفعه مرغمة هو فقط ثمن الدم أي العقاب الذي ستتفاجأ إسرائيل به في نهاية المطاف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رقم لم يكن في الحسبان.. الكشف عن عدد العقول النووية الإيرانية التي اغتالتها إسرائيل

عالم نووي إيراني (وكالات)

في واحدة من أخطر العمليات الاستخباراتية التي تم الكشف عنها مؤخرًا، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم السبت، بأن إسرائيل نفذت سلسلة اغتيالات نوعية استهدفت 17 من كبار العلماء الإيرانيين العاملين في البرنامج النووي، باستخدام طائرات مسيّرة وعبوات ناسفة زرعت بعناية في سياراتهم ومنازلهم، وبعضهم تم القضاء عليهم داخل شققهم الخاصة دون سابق إنذار.

ومن بين الأسماء التي تأكد مقتلها في هذه العمليات الدقيقة:

اقرأ أيضاً الضربة من الداخل.. خطة إسرائيلية جريئة لتفجير منشأة نووية إيرانية دون إطلاق رصاصة 21 يونيو، 2025 9 أيام فقط.. الكشف عن حصيلة مخيفة لضحايا القصف الإسرائيلي في إيران 21 يونيو، 2025

فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية

أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية

مهدي طهرانجي، الرئيس السابق لجامعة "آزاد"

مطلبي زاده، أحد الأسماء البارزة في تطوير البنية النووية

إيثار طبطبائي، الذي اغتيل مع زوجته داخل شقتهما بطهران في عملية وُصفت بأنها "استهداف مباشر ومفاجئ".

وبحسب التقارير، فإن هذه العمليات لم تكن وليدة اللحظة، بل نتجت عن سنوات من التخطيط، والتغلغل الأمني، واختراق الدوائر الحساسة في الداخل الإيراني. جهاز "الموساد" الإسرائيلي أشرف على إدخال معدات متطورة من خلال شركات تجارية محلية لم تكن على علم بأنها جزء من عملية استخباراتية مركبة.

مصادر أمنية وصفت العملية بأنها "ضربة استباقية موجهة بدقة"، نفذها عناصر تم تدريبهم على مهمات شديدة الحساسية، شبيهة بتلك التي استهدفت قيادات في حزب الله اللبناني مؤخرًا.

الهجمات، التي وقعت في فجر يوم 13 يونيو وما تلاه، تركت إيران في حالة صدمة، بينما لم تصدر أي تعليقات رسمية حاسمة من طهران حتى الآن، وسط اتهامات صريحة لإسرائيل بشن حرب سرية لتفكيك العقل النووي الإيراني قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
  • تركيا تجدد دعمها لوحدة اليمن وجهود الحل السياسي
  • صحة غزة تحذّر: أكثر من 48% من المواد المخبرية باتت على وشك النفاد
  • ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
  • الأنيميا المنجلية.. ألم يولد مع الإنسان ومسؤولية العالم تتجدد
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • إيران.. أكثر من 400 قتيل منذ بدء الحرب مع إسرائيل
  • رقم لم يكن في الحسبان.. الكشف عن عدد العقول النووية الإيرانية التي اغتالتها إسرائيل