عزيزى.. ستظل متربعًا على عرشها
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
سيظل القلب شغوفا بك والعقل يتجه إليك ويوجه كل الأحاسيس والمشاعر نحوك. ستظل أنت تاج الرؤوس ومهد المعرفة ومهما كثرت كل الوسائل التقنية، وطغت التكنولوجيا بكل وسائلها تظل أنت الوحيد الذى يحتضنك الجميع بين ذراعيه وبين جنبات الصدور، ستظل أنت الصديق الوفى وقت أن يحتاج إليك العقل تلتقطك الأيدى وتتلمسك برفق العاشق وتنظر إليك وتحملق فى سطورك لتنهل من كلماتك فعندما تنظر إليك العين وتبدأ فى النظر إليك تارة تضحك وتارة تبكى وتارة تستمع لصوت الجمل المدونة فى صفحاتك ونغترف جميعا من المعرفة الفياضة بصفحاتك لنعرف ما بداخلك من المعلومات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بين السطور عرشها عزيزى القلب
إقرأ أيضاً:
أفراح المصريين بالمتحف الكبير
يحتفل المصريون اليوم بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وهو الحدث الذى طال انتظاره، ويمثل علامة فارقة فى مسار الثقافة المصرية الحديثة. استعدت القاهرة لهذا الحدث العظيم منذ فترة طويلة، وعمّت الفرحة منذ أمس مختلف فئات الشعب، حيث تتم إقامة الشاشات العملاقة فى الميادين العامة لنقل وقائع الافتتاح مباشرة، حتى يتمكن كل مصرى من مشاركة اللحظة التى تجمع بين المجد القديم وروح الحاضر. ومن الواضح أن الدولة المصرية حريصة على أن يكون الافتتاح احتفالاً شعبياً بامتياز، يعيد إلى المصريين ثقتهم بقدرتهم على الإنجاز، ويؤكد أن حاضرهم امتداد طبيعى لعظمة ماضيهم.
وعلى مقربة من الأهرامات، أضاءت الأضواء الملونة الواجهات الحديثة للمتحف ورفرفت الأعلام فوق المبانى، لتخلق مشهداً يجمع بين التراث القديم والحداثة. وفى الشوارع والمنازل والمقاهى، يعيش المصريون أجواء من البهجة الوطنية. كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعى بالصور وتعليقات الفخر، وشارك الفنانون والكتَّاب والرياضيون برسائل محبة وتهنئة، بينما نظم عدد من المدارس والجامعات فعاليات فنية لتوثيق هذا اليوم التاريخي. لقد أثبت المصريون أن المتحف ليس مجرد مناسبة رسمية، بل لقاء وطنى شامل، يجمع الأجيال حول رمز يختصر فكرة الهوية والاستمرار.
ويُعد المتحف المصرى الكبير، الأكبر من نوعه فى العالم، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، أبرزها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، التى تُعرض لأول مرة مجتمعة فى مكان واحد. وقد شارك فى تصميمه وتنفيذه آلاف المهندسين والعاملين والخبراء المصريين، ليصبح أحد أكبر الإنجازات الثقافية فى القرن الحادى والعشرين.
وتأتى احتفالية افتتاح المتحف فى لحظة تسعى فيها مصر إلى ترسيخ صورتها كدولة مستقرة آمنة قادرة على البناء وسط منطقة تعصف بها الأزمات. ويؤكد المراقبون أن نجاح تنظيم هذا الحدث العالمى، بمشاركة رؤساء دول وشخصيات دولية، يعكس رسالة طمأنينة وثقة، ويشير إلى أن مصر استعادت موقعها الطبيعى على خريطة التأثير الحضارى والسياسي. كما يفتح المتحف آفاقاً واسعة أمام السياحة الثقافية التى تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطنى، حيث يتوقع الخبراء أن يجذب ملايين الزّوار سنوياً، مما يساهم فى توفير فرص العمل وتعزيز الاستثمار فى محيط الأهرامات.
هكذا يتحول افتتاح المتحف المصرى الكبير من مجرد حدث ثقافى إلى لحظة وطنية جامعة تعبر عن إرادة الاستقرار والتجدد. ففى ضوء الأهرامات الخالدة، وبين صدى الموسيقى وأفراح المواطنين، يطل المتحف الجديد بوصفه شعاع أمل فى المستقبل، ورسالة تقول: "إن مصر، التى بنت أهراماتها قبل آلاف السنين، ما زالت تبنى مجدها بإرادة لا تعرف الانكسار ولا الاستسلام".