اليمن العظيم لا يعرف الملل في المسيرات المليونية المساندة لغزة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
ينظر الأحرار في العالم للخروج الجماهيري اليمني المتواصل يوم الجمعة من أكل أسبوع بإعجاب منقطع النظير، مؤكدين أن اليمن يتصدر شعوب الأمة في نصرته لغزة بكل الوسائل المتاحة.
ووجه القيادي في حركة حماس أسامة حمدان التحية لليمن قيادة وشعباً ومجاهدين، على وقوفهم العظيم المساند لغزة، مشيراً إلى أن الحراك والجهد الشعبي في اليمن رسالة للأمة بأنها تستطيع أن تفعل الكثير من أجل الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي حمدان في لقاء خاص مع قناة “المسيرة” الخميس 8 فبراير 2024م إن “انتصار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لغزة جاء من واقع قيمي وأخلاقي ومبادئ وقناعات، وأن حديث السيد القائد لا يعني التزامًا عاديًا بل ذوبانًا في القضية الفلسطينية وهو ما يخشاه العدو”.
ويخرج الشعب اليمني في مسيرات مليونية يوم الجمعة من كل أسبوع، معلنين وقوفهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني، ومنددين بالجرائم المتوحشة للكيان الصهيوني في قطاع غزة، وهو خروج لا مثيل له في بقية دول العالم، ويحركه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله.
من جانبه يقول موسى أبو مرزوق: “حماكم الله يا يمن العروبة والإسلام تواصل الخروج المليوني لمساندة غزة وفلسطين منذ 7 أكتوبر بدون كلل أو ملل يناصرون بالقول والفعل.. إنه اليمن العظيم.
ويعبر الكثير من الناشطين والإعلاميين العرب والأجانب عن انبهارهم لهذا الخروج، مشيرين إلى أن اليمن لا يكل ولا يمل، وأنه يقدم نموذجاً للعالم يجب أن يحتذى به، وله الكثير من الرسائل والدلالات.
وتؤكد الناشطة العراقية بدور السالمي أن اليمن دائماً في الصدارة، وأن شعب اليمن يبقى متصدراً الموقف في كل فترة من تاريخه العريق، منذ عصور الأنبياء وحتى يومنا هذا، ويظل اليمن رمزًا للصمود والإرادة.
وعبر الإعلامي التونسي حسام الهمادي عن اعجابه الكبير للمشاهد التي يراها كل جمعة من اليمن والتي تناصر فلسطين، لافتاً إلى أنه يشعر بالخزي، لعدم خروج مسيرات كبرى مشابهة في بلاده.
بدوره يقول الكاتب والإعلامي اليمني على جاحز إن الملل يقف عاجزاً في اليمن، مشيراً إلى أن أكثر ما يجعلك تشعر بالرهبة والاجلال وأنت تنساب كقطرة في طوفان يتدفق إلى ميدان السبعين، هو تضاعف المسارعة والاستجابة واشتداد الحماس والتفاعل والغضب اليمني كل جمعة أكثر من سابقتها.
ويضيف: “هنا في اليمن يجد للملل والكلل نفسه غريباً ويقف عاجزاً من العبور إلى نفوس الناس التي تستشعر بالفعل أنها تنطلق في مسار جهادي، وتحمل الوعي العميق بتأثير حضورها البالغ في سياق معركة مقدسة مع العدو”.
ويواصل حديثه : “لا أبالغ حين أقول إن الكثيرون يختنقون بعبراتهم، بل وتفيض أعينهم لا إرادياً عندما تنطلق الهتافات الجماعية المزلزلة، وبخاصة عند أداء النشيد الوطني الذي لامثيل لعمق دلالاته التي تجدها دائماً مواكبة للموقف تجاه قضايا الأمة والوطن، ويشع مشاعر رجولة وغيرة وتحرر”.
وكان السيد القائد عبد الملك الحوثي قد أكد في خطابه الأخير الخميس إن الحضور الواسع في المظاهرات والتفاعل الحقيقي في أوساط شعبنا العزيز على نحوٍ واسع، يحسب له العدو ألف حساب.
وقال السيد إنه عندما يُطلق الصاروخ الباليستي، أو المجنح، أو البحري، عندما يُطلَق فهو يعبِّر عن شعب بأكمله، أطلقه شعب، يجسِّد الموقف هذا إرادة شعبٍ بأكمله؛ ولذلك الأمريكي يحسب ألف حساب لهذه الحالة في البلد: للموقف الشعبي، والجهوزية العسكرية، والتوجه الجاد، والإرادة الصادقة، وإلَّا لكان رد الأمريكي مختلفاً عمَّا يجري.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
كل الساحات يمنية وكل البنادق فلسطينية .. قراءة في الهتافات المليونية
شهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء اليوم الجمعة، مشهداً مليونياً عظيماً وحاشداً ، “نصرة لغزة .. مسيراتنا مستمرة، وعملياتنا متصاعدة”، عبّرت بوضوح عن تجذر الموقف الشعبي اليمني في دعم القضية الفلسطينية والمواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني، كانت هذه المسيرة لوحة مكتملة الأركان من المواقف السياسية والهتافات الثورية والمطالب المبدئية التي تمثل موقفاً ثابتاً وراسخاً في ضمير الشعب اليمني.
يمانيون / تحليل / خاص
موقف جماهيري مبدئي لا تهزه العواصف
أظهرت المسيرة أن الشعب اليمني لا يتعامل مع القضية الفلسطينية كرد فعل لحظي، بل كموقف عقائدي مبدئي لا يقبل التفاوض أو المساومة، وتأكيد الجماهير على “الاستمرار في الاستنفار والتحشيد” و”الجاهزية لأي تصعيد” يعكس قناعة راسخة بأن دعم فلسطين لم يعد مجرد تعاطف بل التزام نضالي لا رجعة عنه.
هذا الموقف تعزز من خلال الهتافات التي تكررت في المسيرة مثل: (في غزة آيات الله.. تتجلى برجال الله – ويا غزة هذه جبهتكم .. والبحرية بحريتكم ) وهي شعارات لا تُظهر فقط التضامن، بل تؤكد وحدة الجبهة والمصير المشترك، وتضفي بُعداً روحياً على المعركة مع العدو.
تفويض شعبي مطلق لقيادة الثورةأحد الجوانب الهامة في المسيرة والمستمرة في كل مسيرة، كان إعلان الحشود تفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ، في اتخاذ ما يراه من قراراته الاستراتيجية ضمن إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، هذا التفويض لا ينفصل عن الثقة الشعبية المتزايدة في العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، خصوصاً بعد إعلان ضرب سفينتين انتهكتا قرار الحظر البحري اليمني.
إن هذا التفويض يعكس أيضاً التماهي الكبير بين الشعب والقيادة ، والثقة المتبادلة التي تبنى عليها القرارات الميدانية والمواقف الاستراتيجية.
عمليات عسكرية تعزز صدق الموقف الشعبيلم تكن هتافات الجماهير محصورة في إطار الخطاب التعبوي، بل جاءت متزامنة مع عمليات عسكرية فعلية قامت بها القوات اليمنية ضد أهداف بحرية مرتبطة بالعدو الصهيوني، وهذا ما عزز من مشروعية الخطاب الشعبي، وجعل الهتاف يتكئ على فعل حقيقي، لا مجرد تمنٍ.
وقد حمل الهتاف : (باب المندب باب العزة.. بحر ساحله في غزة) ، في طياته رسالة رمزية واستراتيجية، تفيد بأن الجغرافيا اليمنية باتت جزءاً من خريطة المعركة مع العدو الإسرائيلي، وأن الممرات الدولية لم تعد مفتوحة أمام المعتدين دون رد.
البراءة من الخذلان العربي والإسلاميبيان المسيرة لم يكتفِ بتوجيه الرسائل إلى العدو الصهيوني، بل حمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية على الأطراف العربية والإسلامية المتخاذلة، مستنكراً الصمت المريب والخذلان المستمر، وهو ما عبّرت عنه الجماهير بشعار: (من يخذل شعب فلسطين.. ليس من الله أو الدين) وكذلك شعار:( اليهود أشد عداء.. هم ووحوش الغاب سواء)
هذه الرسائل تعكس وعياً شعبياً متقدماً بأن الخطر لا يأتي فقط من الخارج، بل من الداخل العربي الذي فقد جزءاً كبيراً من مناعته الأخلاقية والسياسية تجاه فلسطين.
الثبات الشعبي رغم المعاناةمن اللافت أن بيان المسيرة لم يغفل الإشارة إلى المعاناة التي يعيشها اليمن ذاته، من حصار اقتصادي وعدوان مستمر، ولكنه مع ذلك قدّم هذه المعاناة كأرضية تعزز الثبات، لا كذريعة للتراجع، بل جاء التعبير عنها في سياق الإصرار على المضي قدماً، واليقين بأن النصر يأتي بالصبر والبصيرة.
خاتمةالمسيرة جاءت تجسيداً لخط استراتيجي تتبناه جماهير واعية ومؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية، ترى أن مواجهة العدو الصهيوني ليست خياراً سياسياً، بل تكليف إلهي، وواجب جهادي، واستحقاق إنساني.
والأهم من ذلك، أن هذه الحشود المليونية تُبرهن للعالم أن الموقف اليمني ليس معزولاً، بل يتقاطع مع موجة متصاعدة من الوعي التحرري في المنطقة، عنوانها: أن غزة ليست وحدها، وأن القدس ليست بعيدة، وأن الموقف الشعبي هو خط الدفاع الأول في معركة الأمة الكبرى ضد الاحتلال والتطبيع.