غارة إسرائيلية تحصد عائلة في جنوب لبنان
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
بيروت- كانت عائلة حسين برجاوي مجتمعة للعشاء عندما أصابت المنزل ضربة اسرائيلية، الأربعاء 14 فبراير 2024، في مدينة النبطية في جنوب لبنان، حاصدة عددا كبيرا من أفرادها.
فبرجاوي كان قد دعا ابنته وصهره وطفليهما الذين يقيمون في بلدة مجاورة، إلى منزله للعشاء.
وعثرت فرق الاسعاف في انقاض المنزل على جثث هذا الرجل وابنتيه أماني وزينب وشقيقته فاطمة وحفيده محمود عامر أبن زينب، فيما تواصل البحث الخميس عن جثة زوجته وابنة شقيقته.
وانتشل المسعفون من بين الأنقاض حسين علي عامر البالغ ثلاث سنوات حفيد حسين برجاوي، وهو على قيد الحياة.
وأوضح أمين شومر مختار بلدة السكسكية حيث تقيم عائلة ابنة برجاوي "علي عامر وزوجته وطفلاه (3 و4 سنوات) كانوا بضيافة أهل زوجته في النبطية. أصيب علي عامر إصابة حرجة ونقل على أثرها إلى المتشفى وأجريت له عمليات عاجلة. واستشهدت زوجته وابنه البالغ 4 سنوات. وانتشل ابنه محمود من تحت الانقاض حيا".
وتظهر لقطات مصورة الطفل وقد غطت الدماء وجهه.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ أكثر من أربعة أشهر تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والدولة العبرية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
لكن في لبنان كما في إسرائيل، تطال الضربات بشكل متزايد مناطق بعيدة نسبيا عن المنطقة الحدودية.
ففي الثامن شباط/فبراير أصيب مسؤول عسكري في حزب الله الموالي لإيران بجروح خطرة في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في النبطية الواقعة على بعد حوالى 12 كيلومترا بخط مستقيم عن الحدود الإسرائيلية مع أن المدينة بقيت بمنأى عموما عن القصف المتبادل في الأشهر الأربعة الأخيرة.
مساء الأربعاء، أتت الضربة على الطابقين السفلي والأول من المبنى الذي يقطنه حسين برجاوي وتبعثر الأثاث في الحي، على ما أفاد احد مصوري وكالة فرانس برس.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسنية اللبنانية أن الضربة نفذتها "مسيّرة (إسرائيلية) بصاروخ موجه".
- "لا وجود لأي هدف عسكري" -
وأغلقت المدارس والجامعات والإدارات أبوابها الخميس في المدينة بقرار صادر عن سلطات النبطية.
وقال طارق مروة (35 عاما) أحد جيران آل برجاوي "كالعادة ظننا للوهلة الأولى أن المنزل ربما يعود لأحد من حزب الله وعلمنا لاحقا أنه منزل حسين برجاوي وهو مدني وليس منظماً في أي حزب"
وأكد حمد بدير 67 عاما وهو صاحب متجر لتصليح اطارات السيارات مجاور للمنزل "من استھدف ھم مدنيون وكل الناس تعرف ذلك، لا وجود لأي ھدف عسكري، الضحايا ھم من النساء والاطفال".
ويعلن حزب الله عموما استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
لكن قتل عشرة أشخاص على الأقل الأربعاء ثمانية منهم مدنيون، في ضربات إسرائيلية ما يشكل أكبر حصيلة يومية منذ بدء تبادل القصف المتبادل قبل أربعة أشهر.
وفي الجانب الإسرائيلي، قتلت الأربعاء مجندة في صاروخ اطلق من لبنان ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عنه.
وتتحدث الأمم المتحدة عن "تصعيد خطر" يزيد المخاوف من اتساع رقعة الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إقليميا.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 256 شخصا في لبنان بينهم 180 عنصرا من حزب الله و38 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، تنفيذ عملية قصف جوي استهدفت بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل عنصر ثانٍ تابع لجماعة "حزب الله"، وذلك ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة على الحدود اللبنانية.
وفي بيان رسمي، أوضح الجيش أن الهجوم نُفذ في وقت سابق من اليوم، واستهدف موقعًا قال إنه يُستخدم من قبل عناصر المدفعية في "حزب الله"، مضيفًا أن العملية أسفرت عن "تحييد" أحد هؤلاء العناصر الذي كان ضالعًا في استهداف مواقع إسرائيلية قرب الحدود.
حركة حماس تٌبدي مرونة حول النقاط الخلافية مع إسرائيل
اللجنة الوزارية العربية تجدد دعمها لفلسطين وتندد بتعطيل إسرائيل لزيارتها إلى رام الله
وتأتي هذه الضربة في سياق التصعيد المتواصل بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي شهد في الأسابيع الأخيرة تبادلًا مكثفًا للقصف عبر الحدود، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فضلًا عن نزوح مئات العائلات من القرى الحدودية الجنوبية في لبنان.
وفيما لم يصدر تعليق فوري من "حزب الله" بشأن الهجوم، تواصل الحركة التزامها بسياسة الردّ على كل استهداف إسرائيلي، ضمن ما تصفه بـ"معادلة الردع المتبادلة". ويُذكر أن "حزب الله" كان قد أعلن، قبل أيام، عن مقتل عدد من عناصره في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من جنوب لبنان، متوعدًا بردّ "قاسٍ في الزمان والمكان المناسبين".
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الميداني يضع المنطقة على حافة مواجهة أوسع، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والانخراط المتزايد لـ"حزب الله" في دعم الفصائل الفلسطينية، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة النزاع نحو جبهات جديدة.