لجريدة عمان:
2025-12-01@12:07:00 GMT

في سباق أسلحة الفضاء.. طلقة تحذير من روسيا

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ترجمة: قاسم مكي -

بيَّنت حرب أوكرانيا في جلاء الأثر العسكري لشبكة الأقمار الصناعية «ستارْلِنْك» وشبكات الاتصالات والاستخبارات الأخرى المرتكزة على الفضاء. ويبدو أن روسيا تعكف الآن على تصنيع أسلحة تهدف إلى تعطيل مثل هذه الأنظمة باستخدام تقنيات جديدة لحرب الفضاء.

تطوير روسيا تقنية أسلحة الفضاء يتموضع في قلب «التهديد الخطير للأمن القومي» الذي أشار إليه بطريقة غامضة يوم الأربعاء الماضي مايكل تيرنر النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، وفقا لمصادر الكونجرس.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه سيقدم إفادة لما تُسمى «عصابة الثمانية» المتشكلة من قادة الكونجرس حول التهديد الروسي.

على الرغم من تنويه مسؤولي الأمن القومي بأن القدرة الروسية لا تشكل خطرًا وشيكًا على الولايات المتحدة فإن تسليط تيرنر الضوء على خطط روسيا «العدائية» قد يكون له أثر في الأجل القصير على موافقة الكونجرس على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا. وللمفارقة فإن حرب أوكرانيا (ودور الشبكات الفضائية في معاونة كييف على الصمود أمام الهجوم الروسي الأوَّلي عام 2022) هما في الغالب ما دفعـا روسيا الى المسارعة بتطوير تكتيكاتها الفضائية الجديدة.

سمحت ستارلِنك والأنظمة الفضائية الأخرى لأوكرانيا بإيجاد نظام إلكتروني لإدارة المعركة. فمجموعات الأقمار الصناعية المستخدمة لأغراض تجارية يمكنها جمع المعلومات باستخدام مستشعرات بصرية وحرارية وغير ذلك. هذه المعلومات يمكن تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف المحتملة ثم إرسال معلومات الاستهداف إلى القوات الأوكرانية في الجبهة عبر ستارلنك واتصالات النطاق العريض الأخرى.

حذرت موسكو قبل أكثر من عام من أنها قد تتخذ إجراء ضد هذه الهجمات التي تقدم خدمات الأقمار التجارية. ففي خطاب أمام الأمم المتحدة في أكتوبر 2022 قال كونستانتين فورونتسوف وهو أحد كبار الدبلوماسيين الروس: «توظيف مجموعة الأقمار الصناعية الخاصة يشكل توجهًا بالغ الخطورة يتجاوز الاستخدام الحميد لتقنيات الفضاء الخارجي. لقد أصبح ذلك واضحا خلال آخر التطورات في أوكرانيا». وأضاف قائلا: «هذه البنية التحتية (الفضائية) شبه المدنية قد تصبح هدفًا مشروعًا للرد».

لم يقدم المسؤولون الأمريكيون معلومات تفصيلية عن القدرة الروسية الجديدة. لكن ربما يخطط الروس لاستخدام الأسلحة الموجهة بالطاقة أو النبضات الإلكترومغناطيسية في الفضاء والتي يمكن أن تعطل الشبكات التجارية والعسكرية. مثل هذه الأنظمة يمكنها على سبيل المثال مهاجمة «الشبكات الغرائبية» التي تسمح لستارلنك والشركات الأخرى بنقل الإشارات بين أقمارها الصناعية قبل إرسال البيانات إلى الأرض.

في عام 2021 اختبرت روسيا سلاحا مضادا للأقمار الصناعية يمكن أن يدمر القمر في مداره (ويخلِّف في أثناء ذلك حقلا مرعبا من الحطام.) ويمكن لروسيا نظريا إطلاق سلسلة من الأسلحة النووية المضادة للأقمار الصناعية لكي تجعل الفضاء منطقة محظورة. لكن مثل هذه المقاربة ستكون طائشة ومؤذية لها إضافة إلى انتهاكها معاهدة تحظر استخدام الأسلحة النووية في الفضاء. ويبدو أن التقنية الروسية الجديدة شيء أكثر تعقيدا.

الولايات المتحدة لديها مصفوفة من الأنظمة الاستخبارية والعسكرية في الفضاء بقدرات كثيرا ما يصفها المسؤولون بأنها «مذهلة.»

لكن هذه المستشعرات المدهشة والتقنيات الأخرى تحملها شبكة صغيرة من الأقمار الصناعية التي تقدم حفنة «أهداف كبيرة يسهل رصدها» كما ذكر الجنرال جون هايتن النائب السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة في عام 2017.

وفي عام 2021 قال لي الجنرال جون ريموند قائد القوة الفضائية وقتها: «يلزمنا بناء شبكة أكثر مرونة بالمزيد من الأقمار الصناعية.» لقد كانت الشركات التجارية مثل ستارلِنك والتي لديها أكثر من 5000 قمر صناعي هي التي قامت بتطوير شبكة يصعب استهدافها. وربما ذلك ما يقلق روسيا.

كانت «ستارلنك» التي تملكها شركة ايلون ماسك «سبيس اكس» مغيِّرة لِلَّعبة في الأسابيع الأولى للحرب في أوكرانيا. فالأقمار الصناعية التي قدمت إشارات إنترنت النطاق العريض ساعدت أوكرانيا إلى جانب أقمار التصوير التجارية على تحديد واستهداف الهجمات الروسية. وفي الساعات الأولى للحرب عطل هجوم إلكتروني روسي شبكة نطاق عريض أمريكية أصغر تتولى تشغيلها شركة اسمها «فيَاسات» لفترة وجيزة. لكن الشبكة عادت إلى العمل وانضمت إليها مجموعة من الشبكات الفضائية الأخرى.

قدمت أطباق ستارلنك لأوكرانيا الربط اللازم لخوض «حرب لوغاريثمات» القرن الحادي والعشرين. حاولت روسيا التشويش على البيانات القادمة من الفضاء وتزييفها لكن مهندسي ستارلنك وجدوا طرقا بارعة للحفاظ على تدفق البيانات. وفي 26 فبراير 2022 بعد يومين من اندلاع الحرب كتب ماسك على منصة إكس التغريدة التالية « خدمة ستارلنك الآن نشطة في أوكرانيا. المزيد من الأطباق (أجهزة المستخدمين) في الطريق».

أكَّد ماسك على تعهده هذا في مايو حيث كتب «ستارلنك قاومت حتى الآن محاولات التشويش وتزييف البيانات في الحرب الإلكترونية الروسية.» لكنه شعر بالقلق من دور ستارلنك وهدد بوقف الخدمة الحيوية التي تقدمها لأوكرانيا ما لم يُسدَّد له ثمنها قبل أن يقرر في أكتوبر 2022 الاستمرار في تزويدها بخدمة الاتصالات عبر ستارلنك دون مقابل.

في كتابه عن السيرة الذاتية لإيلون ماسك تطرق والتر ايزاكسون إلى تزايد قلق ماسك من دور ستارلنك في الحرب. (صدر الكتاب تحت عنوان «إيلون ماسك بقلم والتر ايزاكسون» في 12 سبتمبر الماضي - المترجم). فهو لم يكن راغبا في الاستجابة لطلب أوكرانيا بتقديم تغطية لعملياتها ضد القوات الروسية في القرم. أوضح ماسك ذلك لايزاكسون بقوله «لم يكن الهدف من ستارلنك المشاركة في الحروب. بل كان تمكين الناس من مشاهدة أفلام وبرامج نيتفليكس والترفيه وتلقي الدروس التعليمية عبر منصات الإنترنت وعمل أشياء سلمية وليس شن ضربات بالمسيرات».

ويبدو أن روسيا تبحث عن طرق جديدة تتحدى بها التفوق الفضائي للولايات المتحدة. لكن بالنظر إلى براعة المهندسين الأمريكيين في مساعدة الأصدقاء وتجنب الأعداء يمكن المراهنة بكل اطمئنان على أن دورة الضربات والضربات المضادة في الفضاء قد بدأت لتوِّها.

ديفيد اجنيشس روائي وصحفي يكتب عن الشؤون الخارجية لصحيفة واشنطن بوست

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية روسيا: أوروبا استبعدت نفسها من المفاوضات بشأن أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أوروبا بعرقلتها جميع الاتفاقات السابقة استبعدت نفسها من مفاوضات السلام الأوكرانية.

وقال لافروف للصحفي الروسي بافيل زاروبين: "فشلت أوروبا في التوصل إلى اتفاق التسوية الأولي في فبراير 2014، ولم تحرك ساكنا عندما احتلت المعارضة جميع المؤسسات الحكومية صباح اليوم التالي لتوقيع الوثيقة. 

كما فشلت أوروبا في تنفيذ اتفاقيات "مينسك".. وبالطبع، كانت آخر مرة في أبريل 2022، عندما انهارت اتفاقيات إسطنبول، بناء على طلب رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، وفي ظل عدم مقاومة إن لم نقل موافقة كاملة من أوروبا".

وأضاف لافروف معلقا على المشاركة المحتملة للدول الأوروبية في المفاوضات: "هذا الأمر لم تتم مناقشته عمليا".

كان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أكد أنه لا يمكن في هذه المرحلة مراعاة موقف أوروبا من مفاوضات التسوية الأوكرانية، متابعا: "الحديث والنقاش يتركز في هذه المرحلة على مفاوضات روسيا مع الولايات المتحدة، وسنرى ما سيحدث بعد ذلك".

وفي وقت سابق، جرى اتصال هاتفي،  بين د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، و سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وذلك في إطار التشاور المستمر بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واستعرض الوزيران خلال الاتصال مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، حيث أكد الجانبان اعتزازهما بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده من تطور متواصل في مختلف المجالات.

 وأكد الوزير عبد العاطي الحرص على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي، وبما يشمل متابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المشتركة ومجمل الجوانب الاقتصادية في العلاقات الثنائية.

كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية المستمرة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، مؤكدا اهمية المضي قدماً في تنفيذ كافة بنود الخطة التي أُطلقت خلال قمة شرم الشيخ للسلام، والتي توفر مساراً عملياً لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفي هذا السياق، استعرض الوزير عبد العاطي التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة دعماً للشعب الفلسطيني. كما تناول الاتصال المشاورات الجارية حول مشروع القرار بمجلس الأمن بشأن التطورات في غزة والترتيبات الأمنية، في ضوء المداولات الجارية داخل المجلس.

وأكد الوزير عبد العاطي أهمية أن يسهم القرار في تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في السودان، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار تمهيداً لإطلاق عملية سياسية مستدامة تضمن وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها.

كما تطرق الاتصال إلى تطورات الملف النووي الإيراني، حيث تبادل الوزيران الرؤى حول سبل خفض التوتر في المنطقة ودعم مسار الحلول الدبلوماسية. وأكد الوزير عبد العاطي أهمية استمرار التعاون القائم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية، بما يتيح فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيرانى.

طباعة شارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوروبا مفاوضات السلام الأوكرانية رئيس الوزراء البريطاني

مقالات مشابهة

  • سباق مراكز البيانات في الفضاء.. خيال علمي أم واقع يقترب؟
  • روسيا تدين هجمات أوكرانيا على ناقلات ومنشآت النفط
  • انتصار روسيا واستسلام أمريكا في أوكرانيا
  • روسيا تدين هجمات أوكرانيا على ناقلات النفط
  • وزير خارجية روسيا: أوروبا استبعدت نفسها من المفاوضات بشأن أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • مسؤول فرنسي سابق: روسيا زعيمة عالم ما بعد الغرب .. ننكر هزيمتنا في أوكرانيا وسندفع ثمن التهور
  • حرب روسيا على أوكرانيا.. دعهم يتحاربون واجلس وراقب
  • الكرملين: روسيا تسعى نحو السلام في أوكرانيا
  • روسيا تؤكد استلامها خطة واشنطن النهائية للسلام بشأن أوكرانيا