أكد طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، جاهزية المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2024" لاستقبال الضيوف والزوار من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، مبيناً أن المهرجان يستضيف أعمال 400 مصوراً عالمياً لعرض أكثر من 90 معرضًا فرديًا وجماعيًا، تروي 2500 حكاية فريدة في دورة هي الأكبر منذ انطلاق المهرجان من حيث مساحات المعارض وحجم المشاركين والفعاليات.

 

وأوضح البيان الصادر منذ قليل عن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن “طارق سعيد علاي” قد أجرى صباح اليوم جولة تفقدية للاطلاع على التجهيزات النهائية للمهرجان واستعداداته اللوجستية لاستقبال جمهوره وضيوفه في مركز إكسبو الشارقة، في الفترة ما بين 28 فبراير الجاري و 5 مارس المقبل، حيث توسعت فعاليات المهرجان هذا العام على مساحة 32,888 متراً مربعاً. 

 وقال “علاي”: إن ضيوف وزوار "اكسبوجر 2024" على موعد مع دورة متميزة  من فعاليات المهرجان  وما تحمله الصور فيها من رسائل وحكايات التقطها مصورون بارزون من أماكن مختلفة من العالم، وعلى مستوى الخطابات التي تروي تجارب المصورين، وورش العمل والندوات التي تقدم فن التصوير بطريقة تنفع الجمهور وتساعدهم على التعمق في هذا الفن السامي والنبيل. 

وأضاف: يتجسد نجاح المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في جذب أكثر من 20 ألف زائر خلال فعاليات نسخته السابعة، ويستكمل المهرجان مسيرته الفنية الفريدة، من خلال استعراض المواهب العالمية في أكثر من 200 فعالية يقدمها أكثر من 150 خبيرًا من صنّاع الصورة، تشمل أكثر من 79 جلسة حوارية ونقاشات جماعية عن صناعة الصور والأفلام، و25 فيلمًا، وأكثر من 66 ورشة عمل وجلسة تقييم للسير الفنية، إلى جانب جولات إرشادية على المعارض، وحفلات توقيع كتب، بالإضافة إلى المعرض التجاري بمشاركة 18 علامة من كبرى شركات التصنيع وتجارة التجزئة، وغيرها من الفعاليات.

كما يسطر  "اكسبوجر"، في نسخته الثامنة فصلاً جديداً في نموه المستمر، فمنذ انطلاقته عام 2016، يتوسع المهرجان في كل عام، ليعزز مكانته كمنصة عالمية لخبراء وهواة فن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وجميع محبي الفنون البصرية، وذلك تأكيداً على التزامه بتقديم مساحة إبداعية واسعة ومتنوعة لمجتمع فن التصوير، ويوفر المهرجان المزيد من المعلومات والتفاصيل حول نسخة العام الجاري. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اكسبوجر 2024 المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة مركز إكسبو الشارقة أکثر من

إقرأ أيضاً:

كيف يتم استلاب عقولنا؟ من التنوير الإعلامي المضلل إلى التبعية الطوعية

كيف يتم استلاب عقولنا؟ من التنوير الإعلامي المضلل إلى التبعية الطوعية

محمد الحسن محمد نور

الهيمنة في زماننا لم تعد تعتمد على المدافع والجيوش وحدها لتركيع الشعوب، بل اعتمدت أكثر على صنع مفاهيم جديدة تعيد تعريف القيم ذاتها التي كانت ذات يوم سلاحًا في وجه الظلم، فتحوّلها إلى أدوات طيّعة لخدمة الجلاد.

الاستلاب يبدأ من حيث لا ينتبه الناس عادةً: من الشعارات البراقة التي تتصدر ميثاق الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية، والتي تبدو في ظاهرها دعوة نبيلة للحرية والعدالة وحقوق الإنسان، لكنها في الواقع قد تم تحويرها فأصبحت غطاءً ناعمًا لتدخلات سافرة، ووسائل فعالة لتفكيك المجتمعات وإخضاعها.

فـ”حقوق الإنسان” التي يُفترض أنها قيمة كونية سامية، تُستخدم بانتقائية مريبة. لا يُرفع هذا الشعار حين يُسحق الفلسطينيون تحت القصف، ولا حين يُقتل الأطفال في دارفور، بل يُستدعى فقط حين يتعلق الأمر بدولة خرجت عن الطوق الغربي.

أما “حقوق المرأة”، فقد تحوّلت إلى حملة منظمة لفك الارتباط بين المرأة وأدوارها الطبيعية في الأسرة والمجتمع، تحت ستار “التمكين”، بينما تُستغل المرأة ذاتها وتذل بعرضها واستباحتها في الإعلانات والأفلام الإباحية دون اعتراض من المدافعين عن حقوقها.

و”حقوق الطفل” لم تمنع قصف المدارس ولا تهجير الأسر، بل أصبحت أداة لضرب النظم التعليمية التقليدية وفرض مناهج مشبوهة وتطبيقها في الدول الضعيفة.

هذه المفاهيم، بمجرد أن تُنتزع من سياقها وتُعاد تعبئتها بخطاب جديد، تُصبح أسلحة ناعمة لتغيير ثقافة المجتمعات من الداخل. فحين يُعلّم الطفل العربي أن “مجتمع الميم” هو مجرد اختلاف طبيعي، أو أن “الأسرة النمطية” باتت شكلًا قديمًا للتعايش، فإننا لا نبني وعيًا حرًا، بل نعيد تشكيل الإنسان وفق النموذج الذي يريده الغرب الذي ثبت فشله هناك، ويراد تصديره وتطبيقه هنا.

ثم تأتي المرحلة الأخطر: التسمية الخادعة. فالكلمات ليست محايدة، بل محمّلة بمضامين أيديولوجية. “فالمجاعة” التي يتسببون فيها، يسمونها “فجوة غذائية”، لتحول المأساة من كونها جريمة إلى مجرد إشكال إداري. وحين يُسمى الاحتلال العسكري بـ”عملية أمنية”، يتساوى الجلاد بالضحية. الكلمات هنا لا تصف الواقع، بل تُعيد تصنيعه ليتوافق مع رواية الأقوى.

بل إن حتى المصطلحات الجغرافية ليست بريئة. فمصطلح “الشرق الأوسط” ليس توصيفًا مكانيًا، بل هو تصور استراتيجي اختاره المستعمر ليُقصي الانتماء العربي والإسلامي، ويضع المنطقة في هامش تابع للمركز الغربي.

تتعمق الخدعة حين تُقلب الأدوار في الوعي العام. فالمحتل يُقدّم كمن يسعى للسلام، والمقاوم يُوصف بالإرهابى، واللاجئ يُختزل في توصيف قانوني بارد دون التطرق لجريمة التهجير التي دفعته للهروب.

الإعلام لا يكذب صراحة، بل يُعيد ترتيب عناصر الحقيقة بطريقة تجعل الظالم مقبولًا، والمظلوم مشكوكًا فيه. وحين يُقتل الصحفي الفلسطيني، يُقال إنه “كان في منطقة خطرة”، وكأن وجوده هناك هو الجريمة، لا استهدافه.

هذا هو “السحر الأسود” للمصطلحات: لا يُنكر الحقيقة، بل يُلبسها لباسًا جديدًا، فتبدو كأنها لم تكن.

ولكي تكتمل هذه العملية، يتم تدجين العقل الجمعي بالتكرار. عبارة مثل “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” تُردد آلاف المرات حتى تصبح بديهية، بينما تُحجب عن الوعي عبارات مثل “حق الفلسطيني في الحياة”، أو “حق العودة”، وكأنها لم تُكتب يومًا في المواثيق ذاتها.

وهكذا يُنتج الإعلام وعيًا مزيفًا يجعل المتلقي يشاهد المذابح دون أن يرتجف، ويسمع الصرخات دون أن يغضب، بل قد يتعاطف مع الجلاد إذا بكى في مؤتمر صحفي!

ما يحدث ليس مجرد تضليل عابر، بل هندسة ممنهجة للوعي، تُمارسها مراكز أبحاث، وتمولها دول، وتنفذها منصات إعلامية عملاقة. والهدف ليس مجرد السيطرة على العقول، بل على الخيارات. حين يُدجن العقل، تصبح التبعية قناعة، والاستسلام حكمة، والتطبيع ضرورة، والارتهان للخارج “شراكة استراتيجية”.

في مواجهة هذا الواقع، لا يكفي أن نكون ضد الاحتلال، بل يجب أن نكون ضد اللغة التي تبرّره. لا يكفي أن ننتقد سياسات الغرب، بل أن نفكك أدواته الناعمة التي يستعملها لاختراق وعينا.

إن أول خطوات التحرر تبدأ من تحرير المصطلح، واستعادة المعنى الحقيقي للكلمات. فالكلمة قد تقتل حين تُستخدم بذكاء، وقد تُحرر حين تُستعاد من براثن التزييف.

كما قال علي شريعتي: “أخطر أنواع الاستعمار هو الذي لا يكتفي بسرقة ثرواتك، بل يسرق عقلك، ثم يجبرك أن تسمي هذه السرقة تقدماً”.

الوسومالأمم المتحدة الاستعمار الاستلاب المنظمات الدولية حقوق الإنسان حقوق الطفل حقوق المرأة دارفور علي شريعتي محمد الحسن محمد نور

مقالات مشابهة

  • الإعلامي حسام الغرايبة محاور باقتدار
  • ائتلاف إدارة الدولة يشدد على توحيد المواقف لحماية أمن العراق وتوحيد الخطاب الإعلامي
  • الإعلامي محمد الغيطي أول الحاضرين لـ العرض الخاص لفيلم في عز الضهر
  • أكثر من 4 آلاف مدرب سعودي معتمد من مؤسسة التدريب التقني في عام 2024
  • "صحتي" يسجل أكثر من 400 ألف فحص لسرطان الثدي والقولون في 2024
  • قرار مفاجئ لحكومة عدن ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة
  • فهم التضليل الإعلامي والتعرف على أدوات التحقق من الأخبار.. في دورة تدريبية للأكاديمية السورية
  • أكثر من 29 ألف حاج مستفيد من 6 مراكز لخدمة ضيوف الرحمن بمنطقة الرياض
  • البنك المركزي :أكثر من( 118) مليار دولار ديون العراق الخارجية والداخلية
  • كيف يتم استلاب عقولنا؟ من التنوير الإعلامي المضلل إلى التبعية الطوعية