تركيا تختصر الزمن: إنذار زلزالي في 8 ثوانٍ فقط
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
يعمل مرصد "قنديلي" ومعهد أبحاث الزلازل في جامعة "بوغازايتشي" (البوسفور) التركية على تطوير نظام للإنذار المبكر بالزلازل ليكون أسرع وأشد دقة.
وبحسب بيان الجامعة الذي أصدرته، الاثنين، دخل نظام الإنذار المبكر للزلازل الذي ينفذه مرصد "قنديلي" مرحلة جديدة في أعماله.
وأصدر نظام الإنذار المبكر للزلازل أول إنذار بعد 8.
ويمثل النظام أهمية بالغة من أجل اعتماد بنية تحتية قادرة على رصد الموجات الزلزالية الأسرع انتشارا خلال ثوانٍ معدودة وإصدار الإنذار فورا في المناطق ذات الخطورة العالية.
وقد جرى تحديث بنية نقل البيانات في محطات الرصد في مرمرة، ليتم خفض زمن وصول الإشارات إلى مرصد "قنديلي" إلى 0.2 ثانية فقط.
كما تُنقل البيانات الآنية إلى برامج خاصة بالإنذار المبكر، تقوم بتحليل موقع الزلزال وتقدير قوته بصورة لحظية وإطلاق الإنذار فورا.
وطوّر مرصد "قنديلي" ومعهد أبحاث الزلازل تطبيقا خاصا لنظام شركة آبل (iOS) بالتعاون مع شركة برمجيات بهدف إيصال إنذارات الزلازل للمستخدمين، وتتم في الوقت الحالي تجربة أداء النظام على حوالي 2500 جهاز من خلال اختبار تأثيره في الزلازل الحقيقية.
ويعد المرصد خطة تطوير شاملة لتمكين النظام من العمل بفاعلية على مستوى تركيا كاملة.
وتشمل الخطة إنشاء محطات جديدة في جميع أنحاء البلاد، وتطوير تطبيق لنظام أندرويد، وتعزيز بنية البرمجيات بحيث يتمكن النظام من إرسال الإنذارات إلى عدد كبير من المستخدمين في اللحظة نفسها.
وبإتمام هذه الخطوات، من المتوقع زيادة قدرات تركيا في مجال الإنذار المبكر للزلازل بشكل كبير، ووصول النظام إلى شريحة واسعة من المستخدمين.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: هل هناك صح وخطأ؟
من يملك الرد، أو الحكم أوالتقييم، تقييم الخطأ من الصواب، هل نستطيع إصدار الأحكام أو نملك مفاتيحها؟، هل نحن في الزمن الخطأ؟، أم أننا نحن الخطأ في الزمن الصح؟ أشياء كثيرة تدور حولنا لا صلة لنا بها، ولا علاقة لها بنا، نشعرُ بالاغتراب أحياناً، ونُصاب بالدهشة وربما الصدمة عندما نقف على مواقف بعينها تصدر عن آخرين نعرفهم، أو يعيشون بيننا، لكنهم لا يشبهوننا ولا نشبههم، نحن نلتقي كبشر ونختلف في السلوك والقناعات والقيم والمثل والأخلاق، لا نتساوى بقدر ما نختلف، ولا نختلف بقدر ما نلتقي، لأن لقاءاتنا محدودة أو تكاد تكون معدومة.
هي الصدف تضعنا أمام آخرين طلعوا علينا في هذا الزمان، بعضهم نعرفه وأكثرهم نجهلهم، بعضهم ليسوا هم الذين قاربت بيننا وبينهم الأيام، وآخرين اقتربنا منهم كثيراً لكنهم أصبحوا آخرين في زمن الصّدف الغريبة، والتواصل عبر الشاشات، والمصالح الشخصية، والمفاجآت التي قطعت علينا حتى ذاكرة الوقت، فلم نعُد نصدق أن ما نراهُ اليوم في صورة جديدة هو الذي كان معنا في صورنا القديمة.
الذي يصير في منطقة الوعي التي نعبرُ نحوها هو شعور بالاغتراب في الزمن الجديد، كثيراً ما نتساءل لماذا؟ وكيف؟ ولمَ؟ يحدث كل ذلك، أفراد يقاسموننا هذه الحياة أصدقاء وصديقات عرفناهم وغيرهم لا نعرفه أصبحوا اليوم وجوه جديدة أخذتهم الحياة المادية الزائفة، صاروا يركضون خلف موضة الترند صاروا يهدرون الوقت في الحديث الفارغ، يطرحون موضوعات تافهة، ويروجون لبضائع بعضها تقليد، وبعضها قديم، وبعضها فيه من عيوب التصنيع ما فيه، ويصورون للناس أنها أفضل ما في السوق، وهي عكس ذلك، ولا رادع لهم.
هذا هو الواقع الذي نعيشه ونعايشه وأصبح مفروضاً علينا شئنا ذلك أم أبينا، نحن في زمن الصورة ليست تلك المسماة فوتوغرافية لأن هذه أيضاً أصبحت من الزمن القديم، الآن الساحة أصبحت للتصوير الحيّ والمباشر، حتى الصور القديمة ابتكروا لها برامج تجعل منها جديدة ومتحركة، صار بإمكان المرء أن يسترجع صوره القديمة مع أهله الراحلين وتحركهم الآلة وكأنهم معه، ألم أقل إننا نعيش في زمن الدهشة الذي لم يُحسن كثيرون التعامل مع ما جاء به من تطورات في وسائل الاتصال والتواصل.
من هنا يشعر بعضنا في الاغتراب لأن ما حوله ليس الذي اعتاده، هناك ألوان ومتلونون، وهناك حكايات لا يمكن لمخيلة الإنسان العادي أن تستوعبها، تغيّر كثيرون ممن نعرف صار همّهم الظهور على حساب العلاقات الإنسانية الجميلة، أصبحت الأسئلة كثيرة، والإجابات مفقودة.