مو جودت في «الشارقة الدولي للكتاب»: السعادة اختيار
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد الكاتب والمفكّر العالمي مو جودت أن السعادة واجب يمارسه الإنسان يومياً بالاختيار الواعي، مشدداً على أن الرضا، والبحث عن الحقيقة، والقدرة على فهم المعلومات بعمق، هي مفاتيح أساسية لتحقيق السعادة والنجاح في عصر يمتلئ بالتحديات والمعلومات المتضاربة.
ودعا الشباب إلى تطوير مهاراتهم الجوهرية، والتميّز في مجالاتهم، وتعزيز علاقاتهم الإنسانية باعتبارها المهارة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدلها.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «النجاح والسعادة في عصر التحديات»، أدارها عبدالله الحمّادي، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، حيث شارك جودت رؤاه حول السعادة، والتطور الشخصي، والذكاء الاصطناعي، وتأثير المحتوى الرقمي على المجتمعات الحديثة.
علاقته بالقارئ
وانطلق جودت بالحديث عن انبهاره بتنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذكرياته مع معارض الكتب التي شكّلت مصدر إلهامه في طفولته، مؤكدًا أن علاقة القارئ بالكتاب علاقة لا يمكن أن تُستبدل مهما تطور العالم الرقمي، إذ يبقى الكتاب مساحة للتعمق، والتواصل مع الكاتب، واكتشاف المعرفة الدقيقة.
وأضاف أن الكتب تعطي القارئ الفرصة للتأمل والتفكير، فيما تبقى الموضوعات الحديثة كالذكاء الاصطناعي مرتبطة أكثر بالمصادر الرقمية لمواكبة السرعة الهائلة للتطور.
وأشار إلى تجربته الإنسانية المؤثرة بعد فقدانه ابنه، موضحاً أن ما تعلمه من هذه التجربة هو الصبر، والرضا، وأهمية التركيز على اللحظات القيمة في الحياة، وهو ما ألهمه لتأليف كتابه حول السعادة، بهدف نشر رسالة إيجابية وتعليمية، وتوسيع دائرة التأثير لتصل إلى ملايين القرّاء.
الذكاء الاصطناعي
أكد جودت أن محتوى الإنترنت قد يطغى عليه الضجيج أحياناً، مشدداً على أهمية الوعي، والبحث الدائم عن المعلومات الدقيقة، والتفكير النقدي. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تحقق فوائد كبيرة في مجالات مثل الطب والرياضيات والتكنولوجيا، لكن الطريقة التي يستخدمها البشر هي ما تحدد أثره، مشيرًا إلى أن المسؤولية تقع على الإنسان في توظيف هذه الأدوات بشكل إيجابي.
وتناول جودت جانباً من لقائه مع أنس بوخش في بودكاست حول الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه كان دائم الشغف بالتكنولوجيا منذ انضمامه إلى غوغل عام 2007، إلا أن ما يحدث اليوم يفوق كل التوقعات. وشرح أن الذكاء الاصطناعي بات يبتكر أنواعاً جديدة من الرياضيات، ويصلح منظومات حسابية معقدة، ويُسهم في اكتشاف علاجات لأمراض خطيرة مثل السرطان، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي ليس هو الخطر، بل طريقة توظيف البشر له. وأضاف: «من ينهي وظائف الناس هو المدير، وليس الذكاء الاصطناعي، ومن يصنع الأسلحة المدمرة هو الإنسان باختياره».
نصائح للشباب
وقدّم جودت نصائح عملية للشباب لمواجهة عالم سريع التطور، من بينها اختيار مجال يتقنون التفوّق فيه، والسعي ليكونوا ضمن أفضل 30% في تخصصهم، وتطوير القدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل، وامتلاك رؤية واضحة لمستقبلهم، مع التركيز على بناء علاقات إنسانية قوية، كونها مهارة لا يمكن للذكاء الاصطناعي منافستها. واختتم بالتأكيد على أن السعادة تبدأ بالبحث عنها بشكل واعٍ، مع تعزيز القيم التي تساهم في مجتمعات أكثر وعياً ورضاً. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السعادة معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة الدولی للکتاب الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الصغار يصنعون آلاتهم الموسيقية في «الشارقة الدولي للكتاب 2025»
الشارقة (الاتحاد)
تعرّف أطفال معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 44 خلال ورشة فنية بعنوان «مزمار الأصوات الناعمة»، على عالم الصوت والموسيقى بطريقة تفاعلية وممتعة، حيث قدّم الورشة المتخصص بيرني الذي وجّه الأطفال المشاركين خطوة بخطوة لصناعة آلة موسيقية نفخية بسيطة «فلوت» باستخدام أنابيب بلاستيكية وأربطة مطاطية.
في بداية الورشة، شارك بيرني مع الأطفال مقدمة سريعة عن آلة الفلوت، موضحاً كيف يصدر منها الصوت من خلال اهتزاز الهواء عند النفخ داخل الأنبوب، وكيف تتحكم فتحات الأصابع في تغير النغمات، ليقدّم بذلك مفهوم الصوت والموسيقى بشكل بسيط.
وأوضح، قبل الانتقال إلى صناعة آلة الفلوت، المعرفة النظرية وفهم العلاقة بين الهواء والحركة والنغمة.
وفي أجواء يغمرها الفضول والضحك والحماس، صنع الأطفال آلاتهم الخاصة، باستخدام أدوات بسيطة مثل الألواح الخشبية التي تستخدم في المثلجات، الأنابيب البلاستيكية للعصائر، والأربطة المطاطية، مكتشفين بأنفسهم كيف يمكن للأشياء اليومية أن تتحول إلى مصدر للإيقاع والنغمة.
وشرح مقدم الورشة خطوة بخطوة كيفية تركيب القطع، وكيف يختلف الصوت بحسب شدّ المطاط أو حجم الأنبوب، ليُظهر جوهر الموسيقى من خلال التجربة المباشرة.
تأتي الورشة ضمن سلسلة من الأنشطة التعليمية التي يحتضنها معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 لتشجيع الأطفال على الابتكار والتفكير العلمي من خلال اللعب والإبداع، حيث يجتمع العلم بالفن ليصنع تجربة تعليمية ممتعة تنمّي الحسّ الموسيقي لديهم وتعرّفهم على مبادئ الفيزياء بطريقة مبسطة.