أوضحت الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، أن تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية بوجه عام وفي العملية الانتخابية بوجه خاص كمرشحة وناخبة وكذلك كُمنظمة ومراقبة، وتعزيز المساواة في الفرص بين النساء والرجال في العملية الانتخابية، أمر لا يهم النساء وحدهن بل هو مطلب مجتمعي عام.

منظمة المرأة العربية تعقد ورشة عمل بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي المرأة العربية والاتحاد الكويتي يختتمان مؤتمر "المرأة العربية والسلام والأمن" بالكويت

وأكدت الدكتورة فاديا خلال ورشة العمل الافتراضية التي أطلقتها منظمة المرأة العربية عبر تطبيق Zoom حول "إشراك القائمين على إدارة الانتخابات في تحقيق المساواة بين الجنسين"، وذلك بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبالتنسيق مع الشبكة العربية للمرأة في الانتخابات، وتستمر حتى يوم الخميس 29 فبراير/شباط 2024.

وأوضحت أن جميع المشاركين والمشاركات في الدورة متضامنون مع أهلنا في فلسطين ويطالبون بوقف الحرب وبوصول المساعدات وبأن تقوم المؤسسات الدولية بدورها تجاه ما يحدث من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن المنظمة بادرت بتوجيه خطابات للجهات الدولية المعنية للتنبيه بشأن خطورة ما يحدث منذ يوم الثامن من أكتوبر 2023 كما لفتت إلى قيام المنظمة بتنظيم مؤتمر موسع بالكويت الأسبوع الماضي حول فلسطين.

وقالت آنيت فونك، مديرة برنامج WoMENA بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، أن مشاركة النساء في البرلمان في المنطقة العربية ما زالت دون المستوى المأمول بالمقارنة بالنسب العالمية، مشيرة إلى أن الثقافة المجتمعية والقوالب الثقافية المميزة ضد المرأة  إلى جانب الافتقار الى المعلومات والتمويل هي أهم أسباب ضعف المشاركة السياسية للمرأة، معتبرة أن ورشة العمل الراهنة أداة مهمة لتعزيز المعرفة حول سبل وأدوات تعزيز مشاركة النساء في العملية السياسية للوصول الى حياة سياسية أكثر شمولا لكل الفئات وأكثر استدامة.

أما سهير عابدين، رئيسة اللجنة التوجيهية للشبكة العربية للمرأة في الانتخابات، أوضحت أن أهم ما يميز الشبكة أنها الوحيدة في المنطقة العربية التي تجمع ما بين مكونات مختلفة هي الإدارات الانتخابية ومنظمات المجتمع المدني والخبرات الفردية، مما وسع من نطاق عملها وتأثيرها.

وقامت بالتعريف بالشبكة العربية للمرأة في الانتخابات التي أُنشئت عام 2019 تحت مظلة المنظمة العربية للإدارات الانتخابية، وبالتعاون مع منظمة المرأة العربية بوصفها أحد مؤسسي اللجنة التوجيهية للشبكة.

وأوضحت أنها تود أن تستخدم هذا المنبر للإشارة ولفت الانتباه إلى الأوضاع في فلسطين، موضحة أنه في اليوم الثاني والأربعين بعد المائة من العدوان على قطاع غزة، هناك ما يتجاوز 30 ألف شهيدا في القطاع، و 70 ألف جريحا، وبين الشهداء ما يقارب 9 آلاف امرأة و 13 ألف طفلا، بالإضافة إلى 7 آلاف مفقود أغلبهم من النساء والأطفال.

وأشارت إلى وجود حالات اعتقال وتعذيب للنساء الفلسطينيات وتعرضهن للاغتصاب والإمعان في فصل الأمهات عن أطفالهن. إلى جانب 2مليون نازح فلسطيني يعيشون أوضاعا صعبة دون توفر الغذاء والماء والعلاج، وأكدت أنه رغم أن غزة تعاني من الاعتداءات منذ 17 عاماً لكن هذه الحرب الأخيرة هي الأشد قسوة. ولفتت إلى أن الحرب تمتد كذلك إلى الضفة الغربية والقدس حيث يتزايد عدد الشهداء وتزيد عمليات هدم المنازل والاعتداءات والقيود المشددة والاعتداءات الهمجية من المستوطنين وفصل جميع محافظات الضفة والقدس عن بعضها البعض، فضلا عن القرار الأخير بمنع دخول المصلين بما فيهم أهالي القدس إلى المسجد الأقصى. راجية أن ينتهي هذه البلاء وداعية بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.

ومن جهته، أكد المهندس موسى المعايطة، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، ورئيس المنظمة العربية للإدارات الانتخابية - بالاردن، علي أهمية دعم هذه الشبكة لتعزيز دور النساء في الانتخابات ليس فقط كمرشحات وناخبات وإنما كذلك في إدارة العملية الانتخابية ومراقبتها.

وشارك في ورشة العمل 35 مشارك ومشاركة من أعضاء الشبكة العربية للإدارات الانتخابية وممثلي الإدارات الانتخابية في 12 دولة عربية هي (الأردن – تونس – السودان – الصومال - عمان - فلسطين – لبنان – ليبيا – مصر - موريتانيا – اليمن - الجزائر).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المرأة العربية العملية الانتخابية النساء منظمة المرأة العربیة العملیة الانتخابیة فی الانتخابات فی العملیة النساء فی

إقرأ أيضاً:

المرأة اللبنانية طائر فينيق.. عاشت تحديات الحرب وانتفضت على الأزمات

بيروت "العمانية" – "فانا": واجهت المرأة اللبنانية أقسى التحديات، لا بل أصعبها، خلال نهاية 2024 وبداية 2025، فقد شهدت جمهورية لبنان بين شهر أكتوبر 2023 وأواخر شهر نوفمبر 2024 تصعيدًا في الأعمال العدائية الإسرائيلية، أسفر عن شهداء وجرحى وحالات نزوح جماعي، وتفاقم أوجه الضعف الاجتماعي والاقتصادي بين السكان. تحديات متعددة ومعقدة، ازدادت سوءًا بسبب الحرب والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، ترافقت مع غياب الدعم على كل المستويات.

فقد عانت النساء في لبنان خلال الحرب نقصًا في الخدمات الأساسية، وتعرضن للعنف، وافتقرن إلى الرعاية الصحية والنفسية، لكن رغم التحديات، انتفضن ولعبن دورًا حيويًا في العمل الإغاثي ودعم المجتمع في أوقات الأزمات، ما عزز من تماسك المجتمع وإعادة البناء، وجعل المرأة تستحق وصفها بطائر "الفينيق".

لقد كانت قوة المرأة اللبنانية ومرونتها وقيادتها خلال الحرب لافتة، لكن الاعتراف بجهودها ومساهماتها ليس كافيًا ويتطلب معالجة العوائق التي تحدّ من مشاركتها في صنع القرار، لإطلاق العنان لإمكاناتها العالية خلال جهود التعافي في المستقبل القريب.

فالمرأة في لبنان كانت ولا تزال تواجه تحديات كبيرة، فعلى الرغم من التطورات الإيجابية في بعض المجالات، وتمتعها بحقوق مدنية متساوية مع الرجل، نجد مشاركتها في القوى العاملة منخفضة، فهي تواجه تحديات مثل التمييز في الأجور والتوظيف، بخاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية. كل ذلك أوجد حراكًا نسويًا فاعلًا يسعى إلى تحقيق المزيد من المساواة والعدالة.

من رحم التحديات والأزمات أطلت نعمت عون وتسلمت رئاسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة". وأكدت في الدورة الـ 69 لمؤتمر "وضع المرأة" في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، "التزام استكمال ورشة الإصلاحات وحملات التوعية فيما يخص حقوق المرأة، التي بدأتها الحكومة بتعيين خمس وزيرات لتولي حقائب وزارية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على حياة المرأة".

وأملت في أن "يكون للمرأة حصة وازنة في التعيينات التي تتجه الحكومة لإقرارها، ما يشكل فرصة حقيقية لتعزيز موقعها في مراكز القرار". كما دعت "الأمم المتحدة إلى دعم جهود لبنان في إزالة العوائق التي تقف في وجه المرأة والفتاة اللبنانية"، مشددة على طموحها في "إعادة لبنان إلى دوره الريادي في المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط".

وأعادت نعمت عون التأكيد في الاجتماع الأول للجمعية العامة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، التي تشكلت عقب استلامها رئاستها، أن "العمل سيستمر للبناء على التقدم المحقق وتعزيز المكتسبات التي تحققت"، مشددةً على "الدور المحوري الذي ستلعبه الهيئة باعتبارها الجسم الموحد لكل الجهود والمبادرات المتعلقة بحقوق المرأة في لبنان. وستكون الهيئة المظلة التي تنسق وتوجه السياسات، وتدعم جميع المبادرات الوطنية لضمان تحقيق التأثير المنشود في مجال حقوق المرأة وحقوق الإنسان". كما شددت على "أهمية تعزيز الدور الاستراتيجي للهيئة في صنع السياسات والتنسيق بين مختلف الجهود المتعلقة بشؤون المرأة، وذلك بالتعاون والتكامل مع جميع الجهات والمؤسسات المعنية".

وفي خطوة لافتة، وعلى هامش الانتخابات البلدية والاختيارية للعام 2025، سُجل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع منظمة "فيفتي-فيفتي"، وبدعم من حكومة كندا، اتفاقية "سلمة" (سوا من أجل المساواة) وُقعت في بيروت، وتهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى زيادة تمثيل النساء بشكل ملموس في المجالس البلدية في لبنان. تسعى الاتفاقية إلى ضمان تمثيل النساء بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة في المجالس البلدية، بالإضافة إلى الطلب من الأعضاء المنتخبين في المجالس البلدية تحقيق المناصفة الجندرية في رئاسة ونيابة رئاسة البلدية، بحيث يكون الرئيس ونائبه من الجنسين. تشكل الاتفاقية تدبيرًا استراتيجيًا لتوفير بيئة انتخابية أكثر إنصافًا وشمولًا قبل الانتخابات البلدية والاختيارية.

وقد حظيت الاتفاقية حتى الآن بدعم واسع، حيث وقّعتها 105 جهات معنية، في مؤشر واضح للزخم المتزايد تجاه تحقيق المساواة بين الجنسين في الحكم المحلي. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات في لبنان نسب فوز النساء في الانتخابات البلدية والاختيارية لسنة 2025، كاشفة عن تفاوت لافت في تمثيلهن بين المجالس والمناصب المحلية. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغت نسبة النساء الفائزات في المجالس الاختيارية 16.40 بالمائة، وهي النسبة الأعلى مقارنة بباقي المواقع، تليها المجالس البلدية بنسبة 10.37 بالمائة.أما في ما يخص المخاتير، فقد سجلت النساء أدنى نسبة تمثيل، حيث لم تتجاوز 2.42 بالمائة.

والنساء في لبنان كن وما زلن في الصفوف الأمامية للاستجابة للأزمات، كقياديات، وأول المستجيبات، وصانعات سلام في أوقات الأزمات، ومع ذلك، لا يزلن مستبعدات عن القرارات الرئيسية التي تؤثر على حياتهن ومستقبلهن، فالمساواة بين الجنسين ليست مجرد حق من حقوق الإنسان، بل هي المفتاح للبنان أكثر عدلاً. وعلى الرغم من التحديات، هناك جهود متواصلة لتحسين وضع المرأة في لبنان، ولكن الأمر يتطلب المزيد من العمل على المستوى التشريعي والمجتمعي لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر عدالة ومساواة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية توجه المحافظات بتيسير مشاركة صاحبات الحرف اليدوية في المعارض
  • المرأة اللبنانية بين الحروب والأمل: طائر الفينيق لا يستسلم
  • المرأة اللبنانية طائر فينيق.. عاشت تحديات الحرب وانتفضت على الأزمات
  • تعزيزًا لدور المرأة في الاستحقاقات المقبلة.. مفوضية الانتخابات تبحث مع هيئة أممية سبل التعاون
  • المرأة اللبنانية تتحدى الأزمات وتطالب بمزيد من المساواة والتمثيل السياسي
  • المرأة العربية تُطلق منصة رقمية لتبسيط الحقوق القانونية للنساء
  • رئيسة القومي للمرأة تبحث مع سفير دولة كندا تعزيز العلاقات الثنائية
  • مجلس المفوضين يصادق على أنظمة الحملات الانتخابية
  • 15 منظمّة عربية تُطلق الشبكة العربية لاستقلال القضاء
  • مفوضية الانتخابات:البطاقة الانتخابية “محصنة إلكترونياً”