شارك وزراء وبرلمانيون في الجلسة الأولى لدورة أبوظبي للمؤتمر البرلماني لمنظمة التجارة العالمية المصاحب للدور الثالثة عشرة للمؤتمر الوزاري للمنظمة، التي نظمها المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوربي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أمس وحملت عنوان “أبوظبي وخارجها: تشكيل وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يخدم الجميع”.

وأعرب المشاركون في الجلسة عن شكرهم لدولة الإمارات وللمجلس الوطني الاتحادي على حسن الضيافة والتنظيم، مؤكدين أهمية دور المؤسسات البرلمانية والبرلمانيين في دعم عمل الحكومات، في تنفيذ القرارات التي تتبناها منظمة التجارة العالمية من أجل مصلحة شعوب العالم وتعزيز دورها في التعامل مع المسائل التي تحقق أهدافها، وأثنوا على عقد المؤتمر بعد توقف دام قرابة ست سنوات.

وأعرب معالي جواو أغيار ما تشادو السفير والممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية خلال الجلسة عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر لأهمية الدور الذي تعلبه المؤسسات البرلمانية .. وقال :” نحن نعيش في بيئة أصبحت مهمة لدى مختلف دول العالم، ونظام المنظمة هو الحامي للدول في ظل هذه التوترات والضغوط الجغرافية والسياسية، ويوجد هدف يجب العمل عليه لكي نضمن امتثال الأعضاء بالقواعد وتجنب حالات التجزئة، ولكن الوضع أصعب مما كان عليه منذ عشرين عاما، والعمل على تطوير نظام المنظمة أهم من أي وقت مضى، ولدينا الكثير من الاتفاقات الثنائية المتعلقة بالتجارة الحرة، و60 بالمائة من التجارة الخارجية تعقد حسب نظام المنظمة، ويجب أن نحرص على أن تبقى المنظمة لأهمية دورها للعالم ولأن العالم تغير بطريقة جذرية”.

وأشار ما تشادو إلى أن أجندة المؤتمر الوزاري تعالج وظائف المنظمة الثلاث ومن ضمنها المفاوضات، وتعددية الأطراف، وهيكلية المنظمة وتوسيع العمل ليشمل الجمارك والرسوم الجمركية لأن معظم التجارة هي رقمية.

وقال إن الاتحاد الأوروبي وأعضاء آخرين يرغبون في إطلاق نقاشات حول مواضيع مهمة للنظام العالمي، وعلينا أن نفهم بعضنا البعض قبل الخوض في هذه النقاشات، وكيف يمكن للتجارة أن تدعم استدامة البيئة، وتأثير السياسات للقطاع الصناعي على التجارة والاستثمار، وهذا يؤثر على تدفق الاستثمارات، وهذه البنود موجودة على جدول أعمال نقاشات المنظمة، لافتا إلى نظام تسوية النزاعات، والمنظمة الآن ليس لديها نظام فعال للتسوية، وسوف يتم الحديث عنه مستقبلا وما نريده هو تعزيز التقدم الذي قمنا به خلال العامين السابقين وأن نضع اللمسات النهائية.

وقال معالي دجاتميكو ويكاكسونو المدير العام وزارة التجارة في إندونيسيا: “ أشكر الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس الوطني الاتحادي على الاستضافة والتنظيم، فالعمل بين الاتحاد ومنظمة التجارة العالمية مهم في المساهمة في تنفيذ مخرجات المؤتمر الوزاري الثالث عشر، مشيرا إلى أن العمل ضمن تعدد الأطراف مهم جدا ويجب أن نعيد النظر في السياسات وأن نعالج عدم التوازن بين مخاوف أعضاء المنظمة، ويمكن الدخول في إصلاح عمل المنظمة، ومعالجة عدد من المسائل منها الأمن الجيد، والمواد الغذائية، وهي مسألة تم الحديث عنها وما زالت معلقة بعد أكثر من 11 عاما، وهناك أمر مهم جدا بشأن تقديم إعانات صيد السمك، فنحن بحاجة إلى دعم أصحاب المصلحة”.

وقال “علينا أن نتحدث عن نظام تسوية النزاعات وهذه هي الأولوية الأساسية لأن هذه مسألة أصبحت الآن تزداد وتكبر، وهناك الكثير من الأعضاء ينتظرون القرار النهائي في هذا النظام، ولابد من التفكير في كيفية سد أو تقليص الفجوة الرقمية، وهذه فرصة لتحقيق هدف معالجة عدم التوازن في مسألة الاتفاقات التجارية، وعلى المنظمة أن تقدم منفعة للجميع بين الدول النامية والمتطورة”.

وقال معالي خوان أنطونيو كولوما كوريا رئيس مجلس الشيوخ التشيلي: “بلادي لديها أكبر عدد من الاتفاقات مع منظمة التجارة العالمية، ومنذ العديد من السنوات اعتقدنا أن التجارة هي الحل للفقر والكثير من المشاكل، ولكن الآن هناك العديد من المسائل يجب حلها لتعزيز الثقة، مضيفا أن تشيلي هي دولة نامية وليس كاملة النمو ولكننا نمضي قدما، وتم مناقشة هذه الاتفاقات في البرلمان التشيلي”.

وأشار إلى أن السيناريو العالمي يتغير، مضيفا أنه يعمل كبرلماني لأكثر من ثلاثين عاما، والمنظمة أدت دورا وعملت جيدا خلال السنوات الماضية، متسائلا كيف يمكن أن نسوي النزاعات على مستوى المنظمة، وذلك من خلال إيجاد آليات لحل وتسوية النزاعات، فلا يمكن للتجارة أن تتوقف لأنه لا يوجد سبيل لحل النزاعات.

وقال “الموضوع المتجدد هو الأمن الغذائي وهي ليست فقط مشكلة لدولة واحدة ولكنها عالمية تؤثر في جميع الدول، وتؤثر فينا عالميا، والآن العالم متشابك والمشاكل نتشاركها جميعا، وهذا الموضوع يسمح لنا بإصلاح السياسات الخارجية ومن عمل المنظمة، فالعالم يعتمد على بعضه البعض أكثر من أي وقت مضى، ومنذ عشر سنوات عندما كنا نتحدث عن الأمن الغذائي كان هناك من ينظر إلى الطرف الآخر، وعلينا أن نمضي قدما بهذه القرارات وتنفيذها لأن المشاكل تتفاقم وعلينا أن نتخذ التدابير حالا ونرفع التحديات”.

كما تطرق إلى موضوع التعريفات الجمركية، وقال :”علينا أن نجد المعايير الملائمة لمواجهة التحديات الجديدة بالنسبة إلى الجريمة المنظمة، وأن نحصل على الدعم لدعم المسؤوليات المتبادلة لمراقبة الجمارك، وهناك الكثير من الممارسات التي تؤذي التجارة ولا بد من معايير جمركية تحمي التجارة، مؤكدا أن دور البرلمانيين أساسي ويكمل دور الحكومات في اتخاذ القرارات، والبرلمانات هي محرك الاقتصاديات العامة ومصدر إلهام للتغيير الإيجابي”.

وطرح المشاركون في الجلسة عددا من الأسئلة تناولت: ما هي الجهود التي يمكن أن تبذلها نحو عالم أكثر سلام، والتوترات التي يشهدها العالم وكيف حافظت المنظمة على موقعها، وكيف تعلب المنظمة أدوارا استباقية وهي مهمة بالنسبة للعالم، وتعددية الأطراف والفهم متعدد الأطراف، وإيجاد آليات حل منازعات بديلة للتجارة وغيرها، وتطوير القائمة لمناصرة عمل المنظمة، والحاجة إلى التوافق للتوصل إلى قرارات محددة حول المسائل التنموية، ومتى ستبدأ المنظمة بالمضي قدما في حل العديد من المسائل العالقة، والأزمات والتحديات التي تواجه العالم وما يتوجب على البلدان عمله لتعزيز التعاون، وما هو دور البرلمانيين لتمثيل الشعوب لدى المنظمة والعمل من أجل مصالح الشعوب، وأن تساهم البرلمانات في تقرير المصير، والخطط المطبقة في المنظمة سيما في مسارات صنع القرارات والتي تتطلب وقتا طويلا، وعدم المساواة بين أعضاء المنظمة، وتأثيره على عمل المنظمة فضلا عن البطء في التكيف مع التحديات الحديثة.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وفد منظمة الصحة العالمية يقف على نظام توزيع الإمداد الدوائي بالسودان

وفد من منظمة الصحة العالمية زار الصندوق القومي للإمدادات الطبية ببورتسودان للاطلاع على نظام توزيع الإمداد الدوائي ودعم إعادة الإعمار بعد الحرب بتمويل البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي..

التغيير: الخرطوم

زار وفد من منظمة الصحة العالمية، الإثنين، الصندوق القومي للإمدادات الطبية في بورتسودان، للوقوف على نظام الإمداد الدوائي وسلسلة التوزيع، في إطار دعم إعادة الإعمار وتعزيز الإمداد الطبي بعد الحرب بتمويل من البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي عبر منظمتَي الصحة العالمية واليونيسف.


وقالت الإمدادات الطبية، في بيان الثلاثاء، إن الوفد تلقى شرحاً من مدير المكتب التنفيذي، شيخ الدين عبد الباقي، ومدير الإدارة العامة للتوزيع د. إنعام دبلوك، ورئيس قسم الاستلام بإدارة تخطيط المخزون، أبوذر عوض الكريم، حول إجراءات التوزيع بدءاً من استلام الأصناف ودخول العهدة وتوجيهها لفروع الصندوق بالولايات وصولاً إلى المرافق الصحية، إضافة إلى عرض مفصل للمعوقات والتحديات التي تواجه عمليات التوزيع.

وأوضح البيان أن الوفد زار مخزن الأدوية برئاسة الصندوق واطلع على طرق العمل والأداء، وآليات نقل الأدوية إلى الغرف المحورية التي أنشأها الصندوق في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والخرطوم، قبل توزيعها إلى جميع الولايات والمرافق الصحية.

ويواجه النظام الصحي في السودان تحديات كبيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل 2023 وما صاحبها من انقطاع سلاسل التوريد وتضرر البنية التحتية الصحية، مما دفع منظمات الأمم المتحدة لدعم خطط الحكومة لإعادة تأهيل منظومة الإمداد الطبي.

الوسومالانهيار الصحي حرب الجيش والدعم السريع منظمة الصحة العالمية

مقالات مشابهة

  • الهيئة المنظمة للاتصالات تنشر نظامَي الترخيص وإدارة الترددات في الجريدة الرسمية
  • الإنتربول: تهريب الحيوانات الحية بلغ مستويات قياسية في عام 2025
  • أكاديمية الأزهر العالمية تناقش ضوابط التأويل في ضوء أسرار التنزيل
  • توقعات بنمو "التجارة العالمية" 7% إلى 35 تريليون دولار في 2025
  • فاطمة الحمادي لـ«الاتحاد»: «FIDA» يستهدف استقطاب الشركات العالمية للانطلاق من أبوظبي إلى العالم
  • وفد منظمة الصحة العالمية يقف على نظام توزيع الإمداد الدوائي بالسودان
  • شعبة الجمارك: ميكنة كاملة لدورة الصادر وتكامل مع الخطوط الملاحية ومحطات الحاويات
  • الصين تؤكد هيمنتها على الصادرات بفائض تجاري يتجاوز تريليون دولار
  • أليسون بيكر: محمد صلاح مهم لليفربول ونتمنى حسم مستقبله بما يخدم الجميع
  • أبوظبي تحتضن احتفالية مجلة TIME لتكريم الشخصيات الأكثر تأثيراً حول العالم