دورة أبوظبي للمؤتمر البرلماني لمنظمة التجارة العالمية تناقش تشكيل نظام تجاري متعدد الأطراف يخدم الجميع
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
شارك وزراء وبرلمانيون في الجلسة الأولى لدورة أبوظبي للمؤتمر البرلماني لمنظمة التجارة العالمية المصاحب للدور الثالثة عشرة للمؤتمر الوزاري للمنظمة، التي نظمها المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوربي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أمس وحملت عنوان “أبوظبي وخارجها: تشكيل وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يخدم الجميع”.
وأعرب المشاركون في الجلسة عن شكرهم لدولة الإمارات وللمجلس الوطني الاتحادي على حسن الضيافة والتنظيم، مؤكدين أهمية دور المؤسسات البرلمانية والبرلمانيين في دعم عمل الحكومات، في تنفيذ القرارات التي تتبناها منظمة التجارة العالمية من أجل مصلحة شعوب العالم وتعزيز دورها في التعامل مع المسائل التي تحقق أهدافها، وأثنوا على عقد المؤتمر بعد توقف دام قرابة ست سنوات.
وأعرب معالي جواو أغيار ما تشادو السفير والممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية خلال الجلسة عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر لأهمية الدور الذي تعلبه المؤسسات البرلمانية .. وقال :” نحن نعيش في بيئة أصبحت مهمة لدى مختلف دول العالم، ونظام المنظمة هو الحامي للدول في ظل هذه التوترات والضغوط الجغرافية والسياسية، ويوجد هدف يجب العمل عليه لكي نضمن امتثال الأعضاء بالقواعد وتجنب حالات التجزئة، ولكن الوضع أصعب مما كان عليه منذ عشرين عاما، والعمل على تطوير نظام المنظمة أهم من أي وقت مضى، ولدينا الكثير من الاتفاقات الثنائية المتعلقة بالتجارة الحرة، و60 بالمائة من التجارة الخارجية تعقد حسب نظام المنظمة، ويجب أن نحرص على أن تبقى المنظمة لأهمية دورها للعالم ولأن العالم تغير بطريقة جذرية”.
وأشار ما تشادو إلى أن أجندة المؤتمر الوزاري تعالج وظائف المنظمة الثلاث ومن ضمنها المفاوضات، وتعددية الأطراف، وهيكلية المنظمة وتوسيع العمل ليشمل الجمارك والرسوم الجمركية لأن معظم التجارة هي رقمية.
وقال إن الاتحاد الأوروبي وأعضاء آخرين يرغبون في إطلاق نقاشات حول مواضيع مهمة للنظام العالمي، وعلينا أن نفهم بعضنا البعض قبل الخوض في هذه النقاشات، وكيف يمكن للتجارة أن تدعم استدامة البيئة، وتأثير السياسات للقطاع الصناعي على التجارة والاستثمار، وهذا يؤثر على تدفق الاستثمارات، وهذه البنود موجودة على جدول أعمال نقاشات المنظمة، لافتا إلى نظام تسوية النزاعات، والمنظمة الآن ليس لديها نظام فعال للتسوية، وسوف يتم الحديث عنه مستقبلا وما نريده هو تعزيز التقدم الذي قمنا به خلال العامين السابقين وأن نضع اللمسات النهائية.
وقال معالي دجاتميكو ويكاكسونو المدير العام وزارة التجارة في إندونيسيا: “ أشكر الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس الوطني الاتحادي على الاستضافة والتنظيم، فالعمل بين الاتحاد ومنظمة التجارة العالمية مهم في المساهمة في تنفيذ مخرجات المؤتمر الوزاري الثالث عشر، مشيرا إلى أن العمل ضمن تعدد الأطراف مهم جدا ويجب أن نعيد النظر في السياسات وأن نعالج عدم التوازن بين مخاوف أعضاء المنظمة، ويمكن الدخول في إصلاح عمل المنظمة، ومعالجة عدد من المسائل منها الأمن الجيد، والمواد الغذائية، وهي مسألة تم الحديث عنها وما زالت معلقة بعد أكثر من 11 عاما، وهناك أمر مهم جدا بشأن تقديم إعانات صيد السمك، فنحن بحاجة إلى دعم أصحاب المصلحة”.
وقال “علينا أن نتحدث عن نظام تسوية النزاعات وهذه هي الأولوية الأساسية لأن هذه مسألة أصبحت الآن تزداد وتكبر، وهناك الكثير من الأعضاء ينتظرون القرار النهائي في هذا النظام، ولابد من التفكير في كيفية سد أو تقليص الفجوة الرقمية، وهذه فرصة لتحقيق هدف معالجة عدم التوازن في مسألة الاتفاقات التجارية، وعلى المنظمة أن تقدم منفعة للجميع بين الدول النامية والمتطورة”.
وقال معالي خوان أنطونيو كولوما كوريا رئيس مجلس الشيوخ التشيلي: “بلادي لديها أكبر عدد من الاتفاقات مع منظمة التجارة العالمية، ومنذ العديد من السنوات اعتقدنا أن التجارة هي الحل للفقر والكثير من المشاكل، ولكن الآن هناك العديد من المسائل يجب حلها لتعزيز الثقة، مضيفا أن تشيلي هي دولة نامية وليس كاملة النمو ولكننا نمضي قدما، وتم مناقشة هذه الاتفاقات في البرلمان التشيلي”.
وأشار إلى أن السيناريو العالمي يتغير، مضيفا أنه يعمل كبرلماني لأكثر من ثلاثين عاما، والمنظمة أدت دورا وعملت جيدا خلال السنوات الماضية، متسائلا كيف يمكن أن نسوي النزاعات على مستوى المنظمة، وذلك من خلال إيجاد آليات لحل وتسوية النزاعات، فلا يمكن للتجارة أن تتوقف لأنه لا يوجد سبيل لحل النزاعات.
وقال “الموضوع المتجدد هو الأمن الغذائي وهي ليست فقط مشكلة لدولة واحدة ولكنها عالمية تؤثر في جميع الدول، وتؤثر فينا عالميا، والآن العالم متشابك والمشاكل نتشاركها جميعا، وهذا الموضوع يسمح لنا بإصلاح السياسات الخارجية ومن عمل المنظمة، فالعالم يعتمد على بعضه البعض أكثر من أي وقت مضى، ومنذ عشر سنوات عندما كنا نتحدث عن الأمن الغذائي كان هناك من ينظر إلى الطرف الآخر، وعلينا أن نمضي قدما بهذه القرارات وتنفيذها لأن المشاكل تتفاقم وعلينا أن نتخذ التدابير حالا ونرفع التحديات”.
كما تطرق إلى موضوع التعريفات الجمركية، وقال :”علينا أن نجد المعايير الملائمة لمواجهة التحديات الجديدة بالنسبة إلى الجريمة المنظمة، وأن نحصل على الدعم لدعم المسؤوليات المتبادلة لمراقبة الجمارك، وهناك الكثير من الممارسات التي تؤذي التجارة ولا بد من معايير جمركية تحمي التجارة، مؤكدا أن دور البرلمانيين أساسي ويكمل دور الحكومات في اتخاذ القرارات، والبرلمانات هي محرك الاقتصاديات العامة ومصدر إلهام للتغيير الإيجابي”.
وطرح المشاركون في الجلسة عددا من الأسئلة تناولت: ما هي الجهود التي يمكن أن تبذلها نحو عالم أكثر سلام، والتوترات التي يشهدها العالم وكيف حافظت المنظمة على موقعها، وكيف تعلب المنظمة أدوارا استباقية وهي مهمة بالنسبة للعالم، وتعددية الأطراف والفهم متعدد الأطراف، وإيجاد آليات حل منازعات بديلة للتجارة وغيرها، وتطوير القائمة لمناصرة عمل المنظمة، والحاجة إلى التوافق للتوصل إلى قرارات محددة حول المسائل التنموية، ومتى ستبدأ المنظمة بالمضي قدما في حل العديد من المسائل العالقة، والأزمات والتحديات التي تواجه العالم وما يتوجب على البلدان عمله لتعزيز التعاون، وما هو دور البرلمانيين لتمثيل الشعوب لدى المنظمة والعمل من أجل مصالح الشعوب، وأن تساهم البرلمانات في تقرير المصير، والخطط المطبقة في المنظمة سيما في مسارات صنع القرارات والتي تتطلب وقتا طويلا، وعدم المساواة بين أعضاء المنظمة، وتأثيره على عمل المنظمة فضلا عن البطء في التكيف مع التحديات الحديثة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أبوظبي.. مركز رائد للسينما العالمية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكثر من 180 إنتاجاً سينمائياً عالمياً ضخماً تم اختيار إمارة أبوظبي وجهة رئيسة لتصوير عدد من أبرز مشاهدها خلال السنوات الأخيرة، بدعم «هيئة الإعلام الإبداعي»، وبفضل ما تحتضنه العاصمة الإماراتية من تنوع في المواقع داخل المدينة، وفي وجهاتها الطبيعية والسياحية المتعددة، إضافة إلى وجود العديد من الكفاءات المحترفة، والمرافق عالمية المستوى، بالإضافة إلى برنامج الحوافز المعزّز، الذي تقدمه «لجنة أبوظبي للأفلام» الذي يوفّر استرداداً نقدياً بنسبة تبدأ من 35 % من تكاليف الإنتاج.
أكشن رياضي
وشهدت أبوظبي مؤخراً تصوير عدد من الأفلام العالمية الجديدة، التي من المقرر أن تعرض في صالات السينما المحلية والعربية والعالمية خلال الأشهر المقبلة، حيث من المقرر أن تستضيف العاصمة الإماراتية العرض الإقليمي الأول لفيلم الأكشن الرياضي F1 The Movie، بطولة براد بيت وإخراج جوزيف كوزينسك، ومن إنتاج جيري بروكهايمر، وتوزيع «وارنر براذرز بيكتشرز» ليعرض على شاشات السينما 25 يونيو 2025، وذلك بالتزامن مع إطلاقه رسمياً في منطقة الشرق الأوسط 26 يونيو 2025.
3 مراحل
وتستقبل أبوظبي نجوم F1 The Movie من جديد، بعدما صور الفريق العديد من المشاهد في العاصمة الإماراتية، بالتزامن مع «جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1»، التي تُعتبر من أبرز مواقع التصوير الرئيسة لمشاهد الفيلم، حيث استمرت فترة إنتاج وتصوير فيلم F1 لمدة 29 يوماً على 3 مراحل منفصلة، شملت مواقع مختلفة، بما فيها «حلبة ياس مارينا» و«مطار زايد الدولي» و«استوديوهات twofour54 - المنطقة الإبداعية ياس»، وشارك مع فريق التصوير طاقم عمل محلّي مكوّن من 284 شخصاً، بالإضافة إلى شركة الإنتاج المحلية «إبيك فيلمز»، و15 متدرباً محلياً شاباً، استفادوا من تجربة التصوير إلى جانب نخبة من أشهر المواهب السينمائية العالمية.
13 يوماً
وشهدت أبوظبي مؤخراً انتهاء تصوير مشاهد من الجزء الثالث من الفيلم التشويقي العالمي المنتظر Now You See Me: Now You Don’t - «الآن تراني: الآن لا تراني»، الذي من المقرر أن يعرض على شاشات السينما في نوفمبر المقبل، ويشارك في بطولته جيسي آيزنبرغ، وودي هارلسون، ديف فرانكو، إيسلا فيشر، جاستس سميث، دومينيك سيسا، أريانا غرينبلات، وروزاموند بايك، ومورغان فريمان، حيث صوّر فريق عمله لمدة 13 يوماً في عدد من أبرز معالم العاصمة الإماراتية، منها جزيرة ياس، متحف اللوفر أبوظبي، جسر الشيخ زايد، صحراء ليوا، «كلايم أبوظبي»، «عالم فيراري» «حلبة مرسى ياس».
أثر اقتصادي
وحول استقطاب صنّاع السينما العالمية لتصوير أفلامهم في أبوظبي، قال محمد ضبيع، المدير العام لـ«هيئة الإعلام الإبداعي» بالإنابة: نتطلّع إلى الترحيب مجدداً بفريق عمل الفيلم المرتقب F1 The Movie، بعد أن استضفنا خلال الـ3 السنوات الماضية، 3 مراحل تصوير مميزة في مواقع أبوظبي الاستثنائية، ما شكّل قيمة مضافة لمنظومة الإبداع، وأحدث أثراً اقتصادياً إيجابياً في أبوظبي، كما أن استضافة العرض الإقليمي الأول للفيلم، يجسّد مشهداً ختامياً مثالياً نحتفي من خلاله بشراكتنا الرسمية الأولى مع «آبل أوريجينال فيلمز».
وتابع: كما نفخر بدعم وتسهيل إنتاج العمل السنيمائي الضخم Now You See Me: Now You Don’t، الذي استفاد صناعه من مزايا وتسهيلات برنامج الحوافز المٌعزّز، الذي تقدّمه «لجنة أبوظبي للأفلام»، مشيراً إلى أن الفيلم أسهم في إبراز العديد من معالم إمارة أبوظبي الخلابة، والتي تم اختيارها بعناية بفضل دعم الشركاء، «ميرال ديستنيشنز» وشركة الإنتاج المحلية «إيبك فيلمز»، مؤكداً أن مشاركة 175 شخصاً من أفراد طاقم العمل المحلي المؤهلين، و6 مواهب شابة شغوفة من المجتمع الإبداعي المحلي، في عمليتي إنتاج وتصوير الفيلم، تعكس القوة المتنامية لصناعة السينما في أبوظبي.
رؤى إبداعية
من جهته قال سمير الجابري، رئيس «لجنة أبوظبي للأفلام»: في الوقت الذي نواصل فيه الجهود لتعزيز مكانة أبوظبي مركزاً رائداً للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، تأتي استضافة العروض الأولى للإنتاجات السينمائية العالمية، لتجسّد فرصة للاحتفاء بقيم التعاون المشترك التي تدعم الرؤى الإبداعية لصناع السينما من العالم العربي، وبوليوود، وهوليوود، ضمن بيئة إنتاج عالمية المستوى، وحاضنة للإبداع والابتكار.
وأضاف: لقد تألقت مجموعة من أبرز معالم أبوظبي الأيقونية كخلفية رئيسة في الإعلان الرسمي للجزء الثالث من فيلم Now You See Me: Now You Don’t، حيث يأخذ الفيلم المشاهدين في جولة بصرية مبهرة بين أبرز معالم العاصمة الإماراتية، حيث تتناغم عناصر الخدع السينمائية المتقنة مع مشاهد الحركة والمطاردات، في حبكة تشويقية تنبض بالحيوية، وتُسلّط الضوء على جمالية المدينة وتنوّع مشاهدها الحضرية والثقافية، لافتاً إلى أن الأعمال السينمائية العالمية مثل F1، Now You See، التي يتم تنفيذها وتصويرها في أبوظبي، تأتي نتيجة للتعاون المثمر بين «هيئة الإعلام الإبداعي»، و«لجنة أبوظبي للأفلام»، و«ميرال»، وذلك لترسيخ مكانة أبوظبي وجهة رائدة للسينما العالمية.
سائق سباقات
تدور أحداث فيلم F1 The Movie حول سائق السباقات السابق «سوني هايز» الذي يؤديه براد بيت، الذي كان أحد ألمع نجوم الفورمولا 1 في التسعينيات، قبل أن يتسبب حادث مروّع بنهاية شبه مؤكدة لمسيرته. وبعد مرور 30 سنة، يبدأ «سوني» رحلته كسائق سباقات مستقل يتنقّل من فريق إلى آخر، إلى أن يتواصل معه زميله السابق «روبن سيرفانتس» الذي يجسده خافيير بارديم، مالك فريق فورمولا 1 المُتعثر، والذي يحتاج إلى عودة «سوني» إلى حلبات سباق الفورمولا لمنحه فرصة أخيرة لإنقاذ فريقه، وتحقيق الحلم بأن يكون الأفضل عالمياً.
مهمة جديدة
في إطار من التشويق، يعود «دانيال أطلس» وفريقه الشهير في Now You See Me: Now You Don’t، حيث يتعين عليهم الانخراط في مهمة جديدة تتمثل في سرقة ألماسة نادرة. يتولى إخراج الفيلم روبن فلايشر، فيما تولى كل من سيث غراهام سميث ومايكل ليسلي وبول ويرنيك وريت ريس، كتابة السيناريو، عن قصة من تأليف إريك وارن سينجر، مستوحاة من الشخصيات التي قدمها كل من بواز ياكين وإدوارد ريكورت في الجزء الأول من الفيلم الذي عرض عام 2013.