الحرة:
2025-10-09@13:36:24 GMT

من سيناديني أبي؟.. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

من سيناديني أبي؟.. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة

تتدفق الدموع بلا توقف من عيني أحمد الغفري، وهو يسترجع تفاصيل مقتل 103 من أفراد عائلته في غزة، بينما بقي عالقا في الضفة الغربية، بعيدا عنهم.

ولا يزال أحمد الذي فقد زوجته وبناته الثلاث، إضافة إلى أمه و4 من إخوته وأفراد آخرين من عائلته الممتدة، يحاول استيعاب الفاجعة غير قادر على تصديق ما حدث: "أشعر وكأنني في حلم.

وما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا".

وكان أحمد يعمل في موقع بناء في تل أبيب عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، ولم يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته تالا ولانا ونجلاء بسبب الحرب التي تلت ذلك، والحصار العسكري الذي فرضته إسرائيل على القطاع.

يقول أحمد لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه بقي على تواصل شبه يومي مع أسرته، حتى الثامن من ديسمبر، صباح يوم الهجوم الذي استهدف منزل عمه، حيث تحدث مع زوجته التي "كانت تعلم أنها ستموت"، يضيف: طلبت مني أن أسامحها على أي شيء سيء ربما فعلته بي. أخبرتها أنه لا داعي لقول ذلك. وكانت تلك آخر مكالمة بيننا".

وأدى هجوم كبير بالقنابل على المنزل الذي كان يؤوي العشرات من أفراد عائلته، إلى سقوط أكثر من 100 قتيل في المجموع. وبعد مرور أكثر من شهرين، لا تزال جثث بعضهم عالقة تحت الأنقاض.

وفي الأسبوع الماضي، احتفل أحمد بعيد ميلاد ابنته الصغرى، نجلاء التي كانت ستبلغ الثانية من عمرها، ويستحضر بألم، ووجهه، تحت الدموع، بلا حراك، أنه لم يكن هناك معهم. 

وصرح حامد الغفري، أحد أقارب أحمد الناجين، لـ"بي بي سي"، إنه عندما بدأت الضربات، نجا أولئك الذين فروا إلى أعلى التل، وقُتل أولئك الذين احتموا بالمنزل.

وأضاف: "لقد كان حزاما ناريا، كانت هناك غارات على المنازل الأربعة المجاورة لمنزلنا. كانوا يضربون منزلا كل 10 دقائق".

وتابع: "كان هناك 110 أشخاص من عائلة الغفيري، أطفالنا وأقاربنا.. لقد قُتلوا جميعا باستثناء عدد قليل منهم".

ويقول الناجون من القصف، إن أكبر الضحايا سنا، جدة تبلغ من العمر 98 عاما، فيما كان أصغرهم، طفل ولد قبل تسعة أيام فقط.

ووصف قريب آخر، وهو ابن عم يُدعى أيضا أحمد، انفجارين كبيرين ناجمين عن غارة جوية، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك أي تحذير مسبق".

وأضاف: "لو لم يكن بعض الناس قد غادروا هذه المنطقة بالفعل، أعتقد أن المئات كانوا سيقتلون. المنطقة تبدو مختلفة تماما الآن. كان هناك موقف للسيارات، ومكان لتخزين المياه، وثلاثة منازل، بالإضافة إلى منزل كبير. ودمر الانفجار منطقة سكنية بأكملها."

وقال حامد، إن الناجين عملوا حتى الساعات الأولى من الصباح لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

وقال ابن العم، أحمد: "كانت الطائرات تحوم في السماء، وكانت طائرات درون رباعية المراوح تطلق النار علينا بينما كنا نحاول سحبهم للخارج".

وبعد مرور شهرين ونصف، ما زال أفراد العائلة الناجين يحاولون الوصول إلى بعض الجثث المدفونة تحت الأنقاض. قامت الأسرة بجمع المال لاستئجار حفار صغير لإزالة الأنقاض.

وأشار أحمد لبي بي سي: "لقد انتشلنا أربع جثث الاثنين، بما في ذلك زوجة أخي وابن أخي محمد، اللذين تم انتشالهما أشلاء. لقد ظلا تحت الأنقاض لمدة 75 يوما".

وفيما يبقى أحمد عالق في أريحا ولم يزر أقاربه، يتساءل باستنكار "ماذا فعلت لأحرم من أمي وزوجتي وأولادي وإخوتي؟.. كانوا جميعا مدنيين".

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلي للتعليق عن استهداف منزل العائلة بغارات جوية، وقال في رده، إن القوات اتخذت "الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين" في حربه مع حماس.

ووقع قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في منطقة الشجاعية، على بعد بنايات قليلة جنوب منزل الغفيري، في الأيام التي سبقت مقتل عائلة أحمد وبعدها مباشرة.

وفي تحديث يومي بتاريخ 9 ديسمبر، قال الجيش إنه "حدد عددا من الإرهابيين المسلحين بصواريخ مضادة للدبابات" يقتربون من القوات في الشجاعية، ودعا إلى توجيه ضربة بطائرة هليكوبتر عليهم.

وقال أيضا، إن الطائرات المقاتلة قصفت أهدافا إرهابية في قطاع غزة، مع استمرار العمليات البرية.

وأصبحت منطقة الزيتون، حيث كان يوجد منزل العائلة، الآن محور العمليات الجديدة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.

وفي أريحا، لا يزال أحمد يتصل أحيانا بأقاربه الباقين على قيد الحياة في غزة. ولكن بعد أشهر من بقائه محاصرا بعيدا عن منزله، لم يعد متأكدا من رغبته في العودة، يقول: "لقد تحطم حلمي في غزة".

ويضيف: "إلى من سأعود؟ من سيناديني يا أبي؟ من سيناديني يا حبيبي؟ كانت زوجتي تقول لي إنني كنت كل حياتها. من سيخبرني بذلك الآن؟".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تحت الأنقاض

إقرأ أيضاً:

مشيرة إسماعيل: شخصية جوجو في «دموع في عيون وقحة» الأقرب لطبعي

استعادت الفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل ذكرياتها مع مسلسل «دموع في عيون وقحة»، مؤكدة أنه من أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما المصرية، لما قدّمه من توثيق لتضحيات رجال القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة.

إعلان نتائج مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الـ41 مشيرة إسماعيل: عشت أجواء الحرب وسط الجيش على الجبهة.. فيديو يحيي الفخراني عن فوز خالد العناني بمدير عام اليونسكو: إمكانياته تؤهله مهنياً وإنسانيا وزير التعليم العالي يهنئ خالد العناني: انتصار جديد للدبلوماسية المصرية وكفاءاتها الدولية إعلان جوائز مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الـ41 ليلى طاهر: قررت الاعتزال النهائي احترامًا لتاريخي الفني علاء مرسي: الانتماء الوطني جزء من تكوين كل فنان مصري.. فيديو علاء مرسي: «الطريق إلى إيلات» أهم أعمالي واستلامي جائزة من المشير طنطاوي شرف كبير.. فيديو فيلم "المنبر" يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي سوسن بدر: القائد يظل قائدًا والجبهة الداخلية هي السند الحقيقي لمصر

وقالت مشيرة إسماعيل، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج “تفاصيل” المذاع على قناة صدى البلد 2، إنها كانت تشاهد مؤخرًا المسلسل من جديد، مشيرة إلى أن الجمهور ما زال يتذكر الشخصية حتى اليوم، قائلة: «أنا الناس مسمياني جوجو، في أي مكان بروحه بينادوني كده، وده بيسعدني جدًا لأن الدور عايش في قلوب الناس».

وأضافت أن ترشيحها للدور جاء بشكل مفاجئ، حيث اختارها المخرج الكبير يحيى العلمي، موضحة: «الأستاذ يحيى العلمي قال لي إمضي فورًا حتى دون قراءة الدور، خاصة أن العمل كان يضم الزعيم عادل إمام والفنان الكبير صلاح قابيل».

وأشارت مشيرة إسماعيل إلى أن شخصية «جوجو» كانت قريبة جدًا من طبيعتها، موضحة أن طريقة كلامها وملابسها في العمل كانت تعكس شخصيتها الحقيقية، لافتة إلى أن الشخصية أحدثت وقتها موجة من الموضة بين الفتيات، خاصة اللون الزيتي الذي ارتبط بالمشهد الأخير في المسلسل.

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي: عملت على ترميم التداعيات التي حدثت في مصر بعد 2011 للإنطلاق نحو المستقبل.. أحمد موسى: رسائل طمأنة واضحة للمصريين
  • حنين داخل الركام.. كاتبة غزّية تكتب عن مدينتها التي لم تعد كما كانت
  • رانيا يوسف: تجربتي مع والدتي كانت سبباً في حماسي لمسلسل "لينك"
  • د. محمد بشاري يكتب: رحيل العلامة أحمد عمر هاشم: دموعُ العالِم وبصيرةُ الأزهري
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • أحمد عمر هاشم.. تفاصيل الهدية التي سترافق الراحل إلى مثواه الأخير
  • دموع الوفاء تُغرق ملعب بورتسودان.. حيث يلتقي البحر بالأرض يرقد (إيلا) في قبره لكن إرثه يبقى إلى الأبد
  • علي جمعة ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: بموته تنطفئ مصابيح كانت تُهدي الناس
  • يوسف القعيد: نجيب محفوظ رفض الذهاب لمكتبي أثناء زيارة أحد أقاربه بالمستشفى
  • مشيرة إسماعيل: شخصية جوجو في «دموع في عيون وقحة» الأقرب لطبعي