باحثة بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية توضح تأثير الصيام علي صحة الذاكرة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قالت الدكتورة آيات فرغلي هاشم، الباحثة بقسم الزيوت والدهون، معهد الصناعات الغذائية والتغذية، بالمركز القومي للبحوث إن ضعف الذاكرة يعتبر من أبرز المشاكل والظواهر الشائعة في الوقت الراهن، حيث أن ضعف الذاكرة أو النسيان أو عدم التركيز هي مرادفات لمعني واحد وهو أحد أشكال فقدان الذكريات مثل نسيان بعض أسماء الأشخاص أو الأماكن أو حتي أماكن تواجد بعض الأغراض الشخصية.
وأوضحت أنه مما لا شك فيه أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي الي انتشار ظاهرة ضعف الذاكرة ومن أهمها علي - سبيل المثال لا الحصر - تقدم العمر والعوامل الوراثية وزيادة الدهون في الجسم والأمراض التي تؤثر علي الدماغ، وفيما يخص زيادة الدهون في الجسم فانها تعمل ايضا علي انخفاض تدفق الدم الي المخ الذي بدوره يؤدي الي ضعف الذاكرة.
وأوضحت أن الصيام – الفريضة العظمي - له دور مؤثر في حماية الدماغ وتحسين مستويات الدهون والجلكوز في الجسم لانخفاض معدل تناول الغذاء، كما ان للصيام دور فعال في حماية الذاكرة من الضعف لدي السيدات بعد انقطاع الطمث الذي يؤثر علي الذاكرة مع الوقت وذلك لمنعه بعض أمراض التمثيل الغذائي في هذه المرحلة من العمر.
وأضافت أنه بالتمعن في عالم الابحاث العلمية والدراسات يتضح لنا وجود علاقة عكسية بين الذاكرة ومستوي الأنسولين في الدم بمعني أن مستوي الانسولين المنخفض يحسن من كفاءة الذاكرة.
جدير بالذكر ان الصيام يساهم في انخفاض معدل تدهور الخلايا العصبية المصاحب لتقدم العمر وهذا التدهور يؤدي الي العرضة لأمراض المخ مثل مرض الشلل الرعاش والزهايمر، ومن الفوائد العظيمة للصيام ان له قدرة كبيرة علي تحفيز انتاج خلايا عصبية جديدة وزيادة القدرة العقلية والادراكية بشكل ملحوظ.
وأكدت الابحاث والدراسات في هذا المجال أن الصيام يساعد الجسم علي التخلص من السموم المتراكمة في الخلايا والجزيئات التالفة التي تؤدي للاصابة بالأمراض العصبية.
ويؤكد المتخصصين ان الصيام له دور في زيادة البروتين المعروف بـBAG3 الذي يساهم في رفع كفاءة التنظيف الخلوي الذاتي للخلايا العصبية من بروتين تاو السام وبالتالي يمنع تلف هذه الخلايا.
ومن أهم النصائح والتوصيات التي من شأنها تقليل خطر التعرض لضعف الذاكرة والحفاظ علي صحة الدماغ، ضرورة اتباع نظام غذائي صحي بعيد عن السكريات والدهون وممارسة الرياضة بصفة دورية.
ومع حلول شهر رمضان يمكن تحسين وحماية الذاكرة بالصيام والتركيز على تناول العناصر الغذائية المفيدة في وجبتي الافطار والسحور. ومن افضل الوجبات الغذائية المفيدة لذاكراتنا هي التي تحتوي علي نسبة عالية من أحماض أوميجا-3 الدهنية مثل الأسماك، ومن الوجبات المميزة والمرتبطة بشهر رمضان تناول الفواكه المجففه (الياميش) التي تعد من أهم المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة والمفيد لصحة الذاكرة، كذلك يجب تناول البيض حيث أنه يحتوي علي فيتامين دال المهم لصحة الدماغ والاكثار من تناول الخضروات والفواكه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ضعف الذاکرة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف ارتباطا غير متوقع بين الدوالي ومشكلات الذاكرة
كوريا ج – كشفت دراسة حديثة عن علاقة مثيرة للاهتمام بين الإصابة بالدوالي الوريدية وزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف.
وتعتمد هذه النتائج على تحليل بيانات طبية شاملة من نظام التأمين الصحي الكوري الجنوبي، حيث تم تتبع الحالة الصحية لنحو 400 ألف مشارك لمدة تجاوزت 13 عاما.
وتظهر الدوالي الوريدية، تلك الأوردة المتضخمة والمتعرجة التي تظهر غالبا في الساقين، كعلامة على ضعف الدورة الدموية الوريدية.
وتتراوح تقديرات انتشارها عالميا بين 2% إلى 73% حسب المنطقة الجغرافية، وقد تمتد تأثيراتها إلى ما هو أبعد من المظهر الجمالي وعدم الراحة الجسدية، حيث تشير الدراسة الجديدة إلى أن التغيرات الوعائية المصاحبة للدوالي تشبه تلك المرتبطة بالشيخوخة وأمراض التنكس العصبي، ما يفتح الباب أمام فرضية جديدة حول عوامل خطر الخرف.
وعند متابعة المشاركين على المدى الطويل، لوحظ أن المصابين بالدوالي الوريدية كانوا أكثر عرضة بنسبة 13.9% للإصابة بالخرف بمختلف أنواعه. وتكشف البيانات التفصيلية أن هذه الخطورة تزداد بشكل ملحوظ بين فئات معينة، خاصة الرجال المدخنين الذين يستهلكون الكحول بانتظام. لكن المفاجأة كانت في عدم وجود ارتباط واضح بين الدوالي وأنواع محددة من الخرف مثل مرض ألزهايمر أو الخرف الوعائي عند تحليل البيانات بدقة.
ومن النتائج اللافتة أن علاج الدوالي لم يظهر تأثيرا كبيرا على خطر الخرف العام، لكنه ارتبط بانخفاض ملحوظ في حالات الخرف الوعائي تحديدا. وهذا الاكتشاف يثير تساؤلات مهمة حول الآليات المحتملة التي تربط بين صحة الأوردة ووظائف الدماغ، وإن كانت الدراسة تحذر من التعميم المفرط نظرا لطبيعتها الرصدية التي لا تسمح بإثبات علاقات سببية مباشرة.
وتواجه هذه الدراسة بعض القيود المهمة، أبرزها عدم القدرة على تحديد شدة حالات الدوالي بدقة، واقتصار العينة على فئة عمرية معينة (40 سنة فما فوق)، بالإضافة إلى احتمال تأثير عوامل أخرى لم يتم قياسها مثل التاريخ العائلي للخرف أو الاختلافات في نمط الحياة بين المناطق الحضرية والريفية.
وعلى الرغم من هذه التحفظات، تقدم الدراسة رؤى قيمة تضيف بعدا جديدا لفهمنا لعوامل خطر الخرف، وتؤكد على أهمية الاهتمام بصحة الجهاز الوريدي كجزء من النهج الشامل للحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم في العمر. كما تبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث المعمقة لفك الشيفرة البيولوجية التي قد تربط بين هذه الحالة الوريدية الشائعة وصحة الدماغ على المدى الطويل.
نشرت الدراسة في مجلة PLOS One.
المصدر: نيوز ميديكال