التصعيد العسكري مستمرّ….فماذا عن المفاوضات؟!
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
يستمرّ التصعيد العسكري الاسرائيلي الى حدّ قياسي في إطار المعركة التي يخوضها "حزب الله" على الجبهة الجنوبية للبنان، وهذا التصعيد يهدف الى تحقيق جملة أهداف قبل الوصول الى تسوية نهائية، وهذه التسوية تخضع لاعتبارات عميقة تحتاج الى الكثير من التحليل لتوقّع مسارها الاقليمي والدولي.
اليوم بات شكل التصعيد الاسرائيلي مختلفاً عن الأسابيع الفائتة، إذ إن العدوّ كان يسعى في مرحلة سابقة الى نوع من التصعيد لكسر إرادة "حزب الله" السياسية، بمعنى آخر كان يريد الوصول الى ما يمكن تظهيره كتنازل جدّي للحزب مستنداً الى فكرة أنه لا يريد الحرب من أجل تخطّي قواعد الاشتباك.
لكن التصعيد اليوم بات يأخذ طابعاً اعلاميًا، إذ أصبحت الترجيحات تميل إلى أن إسرائيل نفسها عاجزة عن الذهاب إلى حرب شاملة مع "حزب الله"، لكن الحكومة الاسرائيلية ترغب بتثبيت واقعها أمام الرأي العام، وعليه باتت عمليات الاستهداف التي تقوم بها اسرائيل على اعتبارها تصعيداً غير مضبوط السقوف، هي مجرّد شكليات لا تصيب أي من القواعد الأساسية لـ"حزب الله" أو أي من أهدافه الاستراتيجية، لذلك فإن "الحزب" يردّ بطريقة أكثر عنفاً من السابق لكنها لا تتوازى بالشكل مع التصعيد الاسرائيلي، بل تبدو أدنى منه مستوى. ولكن في الحقيقة هي عملية رد استراتيجية تستهدف القواعد العسكرية المحميّة من القبّة الحديدية حيث يُثبت "الحزب" بشكل دائم أنه قادر على اصابة أي موقع عسكري اسرائيلي ويُدخل في معركته صواريخ وأسلحة جديدة تُظهر القوة وتردع العدوّ أكثر فأكثر.
ولعلّ الرسائل التي يوصلها "حزب الله" هي للجانب الاميركي اكثر من كونها لاسرائيل، إذ إن إثبات قوة الردع والقدرة على إلحاق الضرر بإسرائيل هو أمر بالغ الأهمية ويؤدي الى تحقيق وظيفته بالنسبة للاميركيين الذين بلا شكّ سيصبحون أكثر ميلاً الى عدم توسيع رقعة الحرب والى الضغط على اسرائيل لعدم القيام بأي عملية عسكرية كبرى تجاه لبنان وهذا ما يريده الحزب فعلياً لطالما أنه يسير ضمن قناعة عدم انزلاق المعركة نحو التوسعة.
على الجانب الاخر، تحدثت مصادر عسكرية مطّلعة أن الساعات المُقبلة هي الاكثر حساسية وأشدّها صعوبة بالنسبة الى الواقع القائم في قطاع غزّة، إذ اعتبرت المصادر أن الأميركي لا يزال يناور في مسألة توقّع وقف إطلاق النار ويلعب على عامل الوقت، وأن هذه المرحلة ستكون حاسمة بشأن تقرير إمّا الدخول في هدنة ووقف إطلاق النار أو استمرار الحرب.
تسير المفاوضات اليوم تحت ضغط النار والتجويع، حيث تعتمد إسرائيل سياسة الجوع كسلاح رئيسي وتضغط بمنع دخول المساعدات والطعام الى غزة لاحراج المقاومة ودفعها للتنازل والتخلّي عن شروطها.وتقول المصادر أن المفاوضات لا تزال مستمرة ومن المتوقّع بين لحظة واخرى الوصول الى اتفاق صريح. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
قاسم: سنحمي وطننا ومستعدون لأقصى تضحيات
صراحة نيوز -أكد أمين عام حزب الله اللبناني نعيم قاسم اليوم الجمعة، أن الحزب “سيدافع عن نفسه وأهله وبلده”، مشددًا على أنه “مستعد للتضحية إلى أقصى الحدود” في مواجهة الضغوط والتهديدات الإسرائيلية.
وقال قاسم، خلال مهرجان أقامه الحزب بعنوان “نَجيع ومِدادٌ” تكريمًا للعلماء الذين وصفهم بـ”الشهداء على طريق القدس”، إن حزب الله تربى على حب الوطن والإيمان بحرية الاختيار والتعبير وإقامة الدولة، مشيرًا إلى أن الالتفاف الشعبي حول الحزب يعود لالتزامه بمشروعه وخطابه الديني والسياسي.
وأضاف أن “الطاغوت يسعى لمواجهة المقاومة لأنها تطرح مشروعًا يقوم على العزة والكرامة”، لافتًا إلى أن المستكبرين يريدون فرض رؤيتهم الاستعمارية، فيما استطاع حزب الله – وفق قوله – تقديم تجربة مؤثرة ونموذج وطني أثار غضب خصومه.
وبيّن قاسم أن التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر عام 2006 مثّل نموذجًا ناجحًا للعلاقة مع القوى المسيحية، مؤكدًا أن الحزب لم يكن يومًا معزولًا، بل تعاون مع مختلف الأطراف لبناء الدولة وتحرير الأرض.
وأشار إلى أن الحزب يواجه محاولات لتشويه صورته، مؤكدًا أن “كل السهام ستتكسر”، وأن المقاومة ستبقى ملتزمة بخدمة اللبنانيين والدفاع عنهم، معتبرًا أن الخلاف السياسي يجب أن ينظم وفق الدستور والقانون وفي إطار تحسين شروط الدولة.
وقال قاسم إن الاعتداءات الإسرائيلية ليست مرتبطة بوجود سلاح المقاومة، بل تهدف – بحسب تعبيره – لفرض مشروع توسعي، مؤكدًا أن حدود التعامل مع إسرائيل يجب أن تبقى عند حدود الاتفاق فقط.
وأضاف أن الولايات المتحدة “لا علاقة لها بالسلاح أو بالاستراتيجية الدفاعية في لبنان”، معتبرًا أن الضغوط الهادفة إلى نزع سلاح الحزب وإضعافه تستهدف إلغاء وجوده بالكامل.
وأكد أن حزب الله “لن يستسلم”، وسيواصل الدفاع عن لبنان وأهله، مشددًا على أن المشاركة المدنية الأخيرة في لجنة الميكانيزم تمثل “سقطة إضافية” لأنها – وفق قوله – منحت العدو تنازلاً مجانيًا.
وختم قاسم بالقول إن “التماهي مع إسرائيل يعني ثقب السفينة”، محذرًا من أن الجميع سيدفع الثمن إذا ماتت الوحدة الداخلية.