بالرغم من كل الاشارات السلبية التي تسيطر على المشهد السياسي العام المرتبط بالحرب في غزة، الا ان المؤشرات الديبلوماسية لا تزال ايجابية وتؤكد  ان الوصول الى هدنة خلال شهر رمضان لا مفر منه ولا يمكن لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تجنبه مهما حاول، وكل ما يحصل اليوم يأتي في اطار تحسين الشروط التفاوضية مع حماس لتكون التسوية مرضية امام الرأي العام الاسرائيلي.



وبحسب مصادر مطلعة فإنه حتى لو كانت النية الاسرائيلية تهدف الى تجنب الوصول الى هدنة قريبة، فإن زيارة هوكشتاين الى تل ابيب ومن ثم الى لبنان توحي بأن الرغبة الخاصة، السياسية والانتخابية للرئيس الاميركي جو بايدن تحديدا، هي بالذهاب الى هدنة والسعي الى تكريسها كوقف نهائي لاطلاق النار، وعليه فإن ثقل واشنطن الديبلوماسي سيصب من اجل تحقيق هذه الغاية.

وترى المصادر ان زيارة هوكشتاين الى لبنان تعني ان واشنطن تضع لبنان ضمن سلم اولوياتها وهي التي تهتم ديبلوماسياً بالتفاوض غير المباشر مع "حزب الله"، وهذا يحسم فكرة عدم قدرة نتنياهو وحكومته على شن حرب مفتوحة ضد لبنان لان يقع ضمن النفوذ الاميركي النسبي ولا يشبه غزة بأي شكل من الاشكال حتى ان المصالح داخله مقعدة ولا يمكن لاسرائيل تجاوزها لاسباب متعددة لا مجال لذكرها هنا.

وتعتبر المصادر ان الهم الاميركي الاساسي هو ان يتم فرض هدنة في لبنان في حال حصلت في غزة، اذ ان واشنطن تجاوزت فكرة السعي لهدنة في الجنوب قبل الوصول الى هدنة في الداخل الفلسطيني، وعليه فإن هوكشتاين الذي بات يعتبر نفسه المنسق الاول للواقع السياسي والتسووي المرتبط بالساحة اللبنانية، يضع المسؤولين اللبنانيين في جو الافكار المطروحة من اجل تسريع الحل، ويحاول الحصول على اجوبة مبدئية من قبل "حزب الله".

احدى اهم الاسئلة التي يرغب المبعوث الاميركي الحصول على اجوبة لها، هي هل ستفتح الجبهة اللبنانية مجددا في حال فتحت الجبهة الفلسطينية بعد الهدنة المفترضة؟ ام ان "حزب الله" سيلتزم بوقف نهائي لاطلاق النار؟ من الواضح ان الحزب ملتزم بتطور الاوضاع في غزة وعليه لا وقف نهائي لاطلاق النار في جنوب لبنان قبل حصول الامر نفسه في غزة، وهذا ما يضغط على الاميركي للتوصل لتسوية نهائية شاملة.

يعتبر الاميركيون ان الانجازات التكتيكية التي حققتها اسرائيل لا بأس فيها لكن استمرار الحرب قد يسبب لها خسارة استراتيجية كبرى كما سيعيد خلط حسابات واشنطن في المنطقة وهذا ما لا تريده، وبعيدا عن دعم الادارة الاميركية المفتوح لاسرائيل، الا ان الواقع هو ان واشنطن غير راضية عن استمرار الحرب وستسعى الى ايقافها في المرحلة المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الى هدنة فی غزة

إقرأ أيضاً:

زيارة ترامب للخليج.. وعهد جديد من التبعية

زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج لم تكن سوى استعمار سافر، ونهب منظم لثروات المنطقة. لقد كانت تعاملاً مع “ولايات” تابعة، وليست دولاً ذات سيادة. المشهد الذي ظهر فيه حكام الخليج وأمراء الصحراء وهم يستقبلونه بحفاوة بالغة، ويغدقون عليه بالترليونات، لم يكن سوى مشهد استسلام وخضوع.
المقارنة التاريخية مع تعامل المغول مع الدول الخاضعة لهم ليست مجرد تشبيه، بل هي حقيقة واقعة. فالمغول، الذين عرفوا بصرامتهم وقوتهم، كانوا يفرضون ضرائب باهظة على المناطق التي احتلوها، تماماً كما فعل الرئيس ترامب عندما استلم “الضرائب والخراج” من دول الخليج. هذه الزيارة لم تكن لقاء بين دول ذات سيادة، بل كانت زيارة “مستعمر” إلى “مستعمراته”.
قرارات دول الخليج تتماشى بشكل كامل مع السياسة الأمريكية، وهذا دليل قاطع على فقدانها للسيادة. لا يمكن لدول ذات سيادة حقيقية أن تتبع سياسة خارجية تابعة لدولة أخرى. التحدي الذي أطرحه هو: لا يمكن لأي من هذه الدول أن تتجرأ على الخروج عن السياسة الأمريكية في أي من قراراتها.
حكام الخليج وأمراء الرملة والصحراء لم يغدقوا على الرئيس ترامب بالترليونات احتراماً له، بل خوفاً منه. لقد اشتروا الحماية بالذهب، وباعوا كرامة شعوبهم بالرخيص. دول الخليج ليست سوى “ولايات” تابعة للولايات المتحدة، وزيارة الرئيس ترامب كانت بمثابة استعراض للقوة، وتأكيد على تبعية هذه الدول.
هذا التحليل يكشف حقيقة العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين. نحن أمام شكل جديد من الاستعمار، حيث تستخدم القوى الكبرى نفوذها الاقتصادي والعسكري للسيطرة على الدول الأخرى. ما حدث في الخليج لم يكن تحالفاً استراتيجياً بين دول ذات مصالح مشتركة، بل كان استعماراً سافراً ونهباً للثروات.
زيارة الرئيس ترامب للخليج كانت وصمة عار في جبين حكام الخليج، ودليلاً قاطعاً على فقدانهم للسيادة. ولكن، ماذا استفادت الأمة العربية والإسلامية من هذه الزيارة؟ وماذا جنت القضية الفلسطينية من هذا اللقاء؟ هل تحققت أي مكاسب استراتيجية للعرب والمسلمين؟ أم أن المستفيد الوحيد كان أمريكا وإسرائيل؟
الواقع يؤكد أن أمريكا حصلت على عقود تسليح بمليارات الدولارات، ووظفت جزءاً كبيراً من أموال النفط الخليجي في اقتصادها. بينما حصلت إسرائيل على دعم غير مسبوق، وتأييد لسياساتها التوسعية في المنطقة. هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي العربي؟ أم أنها كانت تهدف إلى تأمين مصالح أمريكا وإسرائيل على حساب العرب والمسلمين؟
أين ذهبت مليارات الدولارات التي أنفقت على هذه الزيارة؟ هل ساهمت في دعم القضية الفلسطينية؟ هل ساهمت في حل مشاكل الأمة العربية والإسلامية؟ أم أنها ذهبت إلى جيوب الشركات الأمريكية والإسرائيلية؟
هل كانت هذه الزيارة بداية لعهد جديد من التعاون العربي الأمريكي، أم أنها كانت بداية لعهد جديد من التبعية والاستسلام؟ هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى توحيد الأمة العربية والإسلامية، أم أنها كانت تهدف إلى تفتيتها وتشتيتها؟
هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة، أم أنها كانت تهدف إلى تأجيج الصراعات والحروب؟ هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، أم أنها كانت تهدف إلى تصفيتها؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات قليلة. ولكن، الشيء الوحيد الذي يمكن تأكيده هو أن زيارة الرئيس ترامب للخليج كانت كارثة على الأمة العربية والإسلامية، وكانت نصراً لأمريكا وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد زيارة ترامب إلى المنطقة؟!
  • حمدان بن محمد يتوجه غداً الاثنين إلى سلطنة عُمان في زيارة رسمية
  • صحفي يكشف الحقيقة: لا دخول لليمنيين إلى الكويت والحديث عن فتح التأشيرات "مجرد وهم"
  • الانتخابات البلدية طويت والأنظار متجهة إلى زيارة أورتاغوس والتمديد لليونيفيل
  • التصعيد الإسرائيلي.. لتأجيل زيارة أورتاغوس أم استباقاً لطروحاتها؟
  • المبعوث الاميركي إلى سوريا يلتقي الشرع
  • زيارة ترامب للخليج.. وعهد جديد من التبعية
  • أعنف هجوم منذ الهدنة.. غارات إسرائيلية مكثفة تهز جنوب لبنان
  • الصفدي يبدأ اليوم زيارة عمل إلى باريس
  • هذا ما تقوله حماس عن زيارة عباس وأهدافها