شهد سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، اليوم انطلاق فعاليات مؤتمر عجمان الدولي السابع للبيئة، والذي أُقيم برعاية صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، تحت شعار “مدينة محايدة مناخياً 2050″، بتنظيم دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، ويستمر لليوم (الأربعاء) في مركزالشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض، بجامعة عجمان.

وكرّم سمو ولي عهد عجمان، على هامش المؤتمر، الفائزين الأربعة بفئات جائزة حميد بن راشد الدولية للاستدامة، بدورتها الثانية، بحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، والتي استحقتها معالي مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة (درع الشخصية البيئية)، ووزارة الطاقة والبنية التحتية التي نالت المركز الأول عن الممارسات والمبادرات والأبحاث المتعلقة بالاستدامة (فئة المؤسسة التي تطبق الممارسات الخضراء والمستدامة)، وكذلك حصدت المركز الأول أيضاً، وزارةالطاقة والبنية التحتية، قطاع التنوع البيولوجي والحياة البحرية، عن البحث الخاص بعلاقة نبات المانغروف وتغيّر المناخ (فئة أفضل بحث بيئي)، فيما حصل مارسلين جيروم، من جامعة خليفة بأبوظبي على المركز الأول، عن البوستر الخاص لالتقاط الكربون وعلاقته بالنفايات الورقية (فئة أفضل ملصق بحثي بيئي).

وتسلّم سموّ ولي عهد عجمان، هدية تذكارية، من قِبل رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، مُقدمة من اللجنة المنظمة لمؤتمر عجمان الدولي السابع للبيئة، الذي حظي بمشاركة واسعة من الزوّار خلال اليوم الأول الذي جمع مشاركين من 15 دولة، وعشرات الخبراء الدوليين،والأساتذة الأكاديميين، والمختصين في مجال البيئة، من قطاعات الطاقة والنفط والغاز والصناعات التحويلية والبلديات، وشركات الاستشارات والمقاولات والوكالات البيئية والقطاع الخاص، مما شكّل فرصة مهمة للتلاقي وتوسيع العلاقات البحثية، وتبادل الأفكار والخبرات، التي ستتم في إطار أعمال المؤتمر الدولي الذي يتضمّن حزمة متنوعة من المحاور المهمة لمواجهة التحديات البيئية.

وبدأ حفل الافتتاح بوصول سموّ ولي عهد عجمان إلى جامعة عجمان، وكان في استقباله، رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان،وسعادة عبد الرحمن محمد النعيمي، مدير عام دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، وعدد من المسؤولين.

ونيابةً عن معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغيّر المناخي والبيئة، ألقى سعادة مروان عبد الله الزعابي، الوكيل المساعد لقطاع المناطق بالوزارة، كلمة المؤتمر، قال فيها: إن التأثيرات التي أحدثها الإنسان سعت على مدار عقود طويلة نحو نقل المجتمعات من البدائية إلى الحداثة والتحضر، ولكن بينما كان الإنسان في خضم هذا السباق، تضررت البيئة والمناخ والموارد الطبيعية بشكل وصل بنا إلى حد لا يمكن السماح بتخطيه، وهو ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأصبح العالم اليوم في سباق جديد لمنع تلك الكارثة من الحدوث لما لها من تأثيرات هائلة على حياة ومستقبل البشر.

وأضافت معاليها، أن مؤتمر الأطراف COP28 الذي اختتم أعماله في دبي منتصف ديسمبر الماضي، كان أكثر مؤتمرات الأطراف شمولاً على الإطلاق، ومن خلال اتفاق الإمارات التاريخي، الذي حظي بموافقة جميع الدول، نستطيع القول إن دولة الإمارات قد تركت بصمة مؤثرة في مساعي العالم للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض والإبقاء عليها في حدود درجة ونصف مئوية فقط، وهو ما سيحدث من خلال بذل الجهود التي يأتي على رأسها ضمان انتقال عادل ومنصف للطاقة للجميع، مع مساعدة الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية على مواجهة تلك التغيرات والتكيف معها مع استمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت، أن الحل هو تحويل حياتنا الحديثة التي تغلب عليها طابع الاستهلاكية واستنزاف الموارد الطبيعية إلى حياة عصرية متحضرة، ولكن الأهم أن تكون مستدامة؛ أي تحويل مُدُننا إلى مدن مستدامة محايدة مناخياً، وهذا هو شعار مؤتمر عجمان الدولي السابع للبيئة، وهو شعار يأتي مواكباً لتوجهات دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وأوضحت معاليها، أن تحويل مُدُننا إلى مدن محايدة مناخياً، ليس فقط في تحويل البنىّ الأساسية والتحتية وبناء مساكن خضراء وإعادة تدوير المياه وغيرها من الحلول التي أؤمن بأنكم جميعاً تعرفونها، ولكن الأهم هو تحويل الإنسان من أجل خلق مجتمعات مستدامة.

بدوره، ألقى معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، كلمة ضيف الشرف، أكد فيها أن المؤتمر يأتي بهدف تعزيز المبادرات النوعية في عجمان، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك لتشمل المدن المحايدة كربونياً ومستقبل التكيف مع الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي والطاقة المتجددة والحياد الكربوني، بما يدعم جهود الدولة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050،ويسهم في الاتفاق التاريخي لمؤتمر الأطراف “كوب 28” الذي استضافته الدولة للتصدي للتغيرات المناخية، والذي شكّل نقطة تحول استثنائية لمسيرة العمل المناخي عالميا .

وثمّن التزام حكومة عجمان المستمر بحماية البيئة وجهودها الحثيثة للمساهمة في مواجهة التغير المناخي والتحول نحو الاقتصاد الأخضر،حيث يأتي توجيه صاحب السمو رئيس الدولة بتمديد عام الاستدامة للعام الجاري بهدف تعزيز الوعي بقيم الاستدامة.

وقال معاليه: “نحثّ جميع الدول أن تحذو حذو دولة الإمارات في دعم الجهود الرامية لتحقيق مستقبل أفضل لكوكب الأرض، وإيمانًا منّا بأن الاستدامة هي السبيل الأمثل، عملت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر على تعزيز العمل المناخي ودعم الجهود المحلية والعالمية الرامية للحد من الاحتباس الحراري، بما يرسخ الجهود الدؤوبة للدول لتحقيق مستقبل عادل وآمن للجميع وصولا إلى التنمية الشاملة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا”.

وأكد أن المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر سوف تسهم بتوفير خبرات وإثراء النقاشات لتعزيز الجهود الملموسة لمواجهة التحديات، لافتاً إلى أنه سيتم البناء على القرارات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في “كوب 28” بما فيها الإمكانات الإحلالية للدورة الصناعية الرابعة والانتقال إلى عملية التكيف الخالية من الكربون، والانتقال من مرحلة بناء الشراكات إلى البدء في دراسة احتياجات كل دولة لوضع الخطط المناسبة لها.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

صوت الهامش الذي وصل للعالم.. «سلوى بكر» تفوز بجائزة البريكس

في لحظة تستحق الاحتفاء، تُتوَّج الكاتبة المصرية سلوى بكر بجائزة «البريكس» الدولية المرموقة، لتضيف محطة جديدة إلى مسيرتها الأدبية التي امتدت لعقود، وتكرّس حضورها واحدًا من أهم الأصوات الروائية النسوية في العالم العربي، فوز بكر ليس مجرد تكريم مستحق لكاتبة لها حضورها الواضح، بل هو احتفاء برؤية أدبية ومشروع سردي كامل انشغل طويلاً بالهامش، وبالإنسان العادي، وبالأسئلة الكبرى حول الحرية والعدالة والذاكرة والهوية.

مسيرة بدأت من الواقع.. وذهبت أبعد من الخيال

وُلدت سلوى بكر في القاهرة عام 1949، ودرست المسرح والصحافة، قبل أن تبدأ رحلتها في عالم الأدب عبر جملة من الأعمال التي جمعت بين قوة الملاحظة ورهافة الرواية الفنية، اشتغلت في بداياتها كصحافية وناقدة مسرحية، وهو ما انعكس بوضوح على تكوين شخصيتها الإبداعية: وعي اجتماعي حاد، وقدرة على رصد التفاصيل الصغيرة داخل البنية الكبرى للمجتمع.

ظهرت بكر في زمن كان الأدب النسوي العربي يبحث عن هوية جديدة، فكانت واحدة من القليلات اللاتي قدمن مشروعًا مختلفًا: أدب ينطلق من التاريخ، من الشارع، من الحارة، من العوالم المنسية، وينسج صورًا شديدة الإنسانية لأبطال لا نسمع أصواتهم إلا في كتاباتها.

أدب يلتقط الهامش.. ويعيد تعريفه

ارتبط اسم سلوى بكر على مدى سنوات بروايات ومجموعات قصصية شكلت علامات مثل: «زينات في جنازة الرئيس»، «البشموري»، «كوكو سودان كباشي»، «من خبر الهناء والشفاء»، «نونة الشعنونة».

وفي كل هذه الأعمال نلمس الخيط الأساسي الذي يمر عبر مشروعها الإبداعي: إعادة الاعتبار لصوت المهمشين؛ سواء كانوا نساءً، فقراء، مساجين، مسنّين، أصحاب مهن بائدة، أو حتى مجموعات منسية في التاريخ المصري.

بكُتُبها كانت تفكك صورة المجتمع المصري عبر شخصيات واقعية، ذات معاناة ملموسة، لكنها تمتلك من القوة الداخلية ما يجعلها أيقونات سردية تقاوم القهر والظلم، وتخلق عالمًا خاصًا بها. لقد منحت بكر للمرأة تحديدًا مساحة جديدة، ليس بوصفها ضحية فقط، بل باعتبارها فاعلًا تاريخيًا وثقافيًا.

«البريكس».. لحظة دولية لكاتبة محلية الجذور عالمية الرؤية

جائزة «البريكس» تُعد واحدة من الجوائز الأدبية الدولية التي تركز على الأعمال ذات الأثر الثقافي والإنساني الواسع، وتمنح عادة للكتّاب الذين يعكسون في أعمالهم رؤى إنسانية عابرة للحدود، فوز سلوى بكر يدخلها إلى دائرة الاعتراف العالمي الأوسع، ويضع الأدب العربي عمومًا، والمصري خصوصًا، على خريطة جديدة من الاهتمام الدولي.

يُجمع النقاد على أن حصول بكر على الجائزة لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة تراكم طويل من العمل الجاد والكتابة المخلصة، فقد استطاعت طوال سنوات أن تحافظ على خط إبداعي ثابت، متسق، له بصمته المميزة التي تجمع بين الخيال والتاريخ والواقع الاجتماعي.

براعة في السرد.. واقتراب من روح الناس

تنتمي لغة سلوى بكر إلى المدرسة التي تمزج بين البلاغة والتقشف التعبيري، حيث لا مكان للزخرفة المفتعلة ولا للإفراط اللغوي، لغتها صافية، مرنة، مرتكزة إلى نبرة إنسانية خافتة لكنها مؤثرة، تعتمد على التخييل الشعبي، وعلى التراث المصري والعربي، وتدمج بين التاريخي واليومي، بين الشخصي والجماعي.

ولعل ما يميّز كتابتها هو قدرتها على منح البطولة لغير الأبطال، وتحويل التفاصيل الهامشية إلى وقائع روائية كبرى، وإعادة قراءة التاريخ من زوايا غير مألوفة.

اعتراف عالمي.. ومسؤولية جديدة

فوز بكر بهذه الجائزة يعيد التذكير بحقيقة مهمة: أن الأدب العربي، حين يكون صادقًا ومجددًا ومتصالحًا مع جذوره، يصبح قادرًا على الوصول إلى العالمية دون التنازل عن هويته، ومن هنا، يرى كثير من النقاد أن هذه الجائزة لا تُحسب لسلوى بكر وحدها، بل للأدب المصري والعربي بأكمله.

كما تُلقي الجائزة على الكاتبة مسؤولية مضاعفة، فهي الآن أمام جمهور عالمي جديد سيقرأ أعمالها بعين مختلفة، ويتفاعل مع شخوصها وقضاياها، ويكتشف من خلالها جزءًا آخر من الواقع المصري والعربي.

تواصل سلوى بكر اليوم حضورها الثقافي عبر الكتابة والمشاركة في الندوات والملتقيات الفكرية، وتحتفظ بقدرة استثنائية على مواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية، دون أن تفقد حساسيتها الفنية.

ومع فوزها بجائزة «البريكس»، تفتح صفحة جديدة في مسيرتها، تعزز قيمة الأدب الذي ينتصر للإنسان، ويمتح من الواقع لكنه لا يستسلم له.

طباعة شارك الكاتبة المصرية سلوى بكر جائزة «البريكس الأدب النسوي زينات في جنازة الرئيس

مقالات مشابهة

  • راشد بن حميد: دماء شهدائنا لا تُنسى
  • حميد بن عمار: أوسمةُ فخر على صدر الوطن
  • راشد بن عمار: قلوب مخلصة للإمارات
  • حميد بن راشد يوجه بإطلاق أسماء شهداء الوطن على شوارع قريبة من مساكن أسرهم بعجمان
  • صوت الهامش الذي وصل للعالم.. «سلوى بكر» تفوز بجائزة البريكس
  • حميد بن راشد: يوم الشهيد مفخرة عظيمة لأبناء الإمارات
  • رئيس جامعة الأزهر يهنئ حازم منتصر بجائزة أرصوي الدولية للعلوم والفنون
  • عمار بن حميد يطّلع على مشاريع الطرق المستقبلية في إمارة عجمان
  • عمار بن حميد يطّلع على مشاريع الطرق المستقبلية في عجمان
  • الإعلان عن الفائزين بجائزة حمدان–الألكسو للبحوث التربوية