بالتزامن مع غرق السفينة البريطانية (روبيمار) في المياه اليمنية بسبب استهداف المليشيا الحوثية لها بصاروخين، واستمرار هجماتها على السفن التجارية، يستمر أيضاً المحللون والمراقبون للشأن اليمني في متابعة مستجدات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وكذلك تطورات الموقف الأمريكي البريطاني تجاه الجماعة الحوثية التي لم تعد تخفي كونها ذراعاً لإيران في اليمن والجزيرة العربية.

التحليل التالي كتبه جريجوري د. جونسون، ونشره موقع معهد دول الخليج العربي في واشنطن، الثلاثاء، بعنوان: "لا خيارات جيدة: معضلة الولايات المتحدة في اليمن"، والكاتب هو زميل غير مقيم في هذا المعهد، وعضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، ومؤلف كتاب "الملاذ الأخير: اليمن، والقاعدة، والحرب الأمريكية في الجزيرة العربية". ويشغل حاليا منصب المدير المساعد لمعهد الصراع المستقبلي في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية. 

يستعرض الكاتب الحدود القصوى للتدخل الأمريكي ضد الحوثيين، وما الذي يشكل أولوية بالنسبة لواشنطن في اليمن، وكيف ينظر الأمريكيون للأطراف اليمنية المناهضة للمليشيا الحوثية... وغير ذلك.

نص التحليل:

رغم أن نهج "الردع والإضعاف" الذي تتبناه إدارة بايدن لم ينجح بعد، فقد يثبت أنه نهج قابل للتكيف ويمكن تعديله ليصبح استراتيجية رابحة.

في أوائل يناير/كانون الثاني، مع استمرار الحوثيين في هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، وجدت إدارة الرئيس جوزيف بايدن جونيور نفسها أمام قائمة من خمسة خيارات واسعة وغير مستساغة إلى حد كبير في ما يخص اليمن. تتراوح هذه الخيارات بين الوضع الراهن حيث تكتفي بالدفاع فقط طوال الوقت، وصولاً إلى شن ضربات عسكرية مباشرة على إيران.

استقرت إدارة بايدن في نهاية المطاف على نهج "الردع والإضعاف"، والذي، على الأقل حتى الآن، لم يسفر عن وقف هجمات الحوثيين. ومن المرجح أن هذا النهج، رغم أنه لم ينجح بعد، هو الأقل سوءاً من بين الخيارات الخمسة المتاحة، وقد يثبت أيضا أنه نهج قابل للتكيف، وهو أمر يمكن تعديله ليصبح استراتيجية ناجحة.

خمسة خيارات

كان الخيار الأول، وهو الخيار الذي ظلت الولايات المتحدة تسعى إليه طيلة أشهر، هو خيار "الدفاع فقط". في هذا السيناريو، ستواصل الولايات المتحدة القيام بما كانت تفعله منذ أسابيع: ستقوم السفن الحربية الأمريكية كجزء من عملية "حارس الازدهار" بدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن، للتصدي لأي هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة من قبل الحوثيين. بالطبع، تتمثل المشكلة الرئيسية في أسلوب الدفاع فقط، في أنه ببساطة لم يكن ناجحاً. فقد كانت الولايات المتحدة تسقط صواريخ وطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين، لكن الحوثيين استمروا في الهجوم، وكانت شركات الشحن تتجنب البحر الأحمر بشكل متزايد.

في 3 يناير/كانون الثاني، حاولت الولايات المتحدة، إلى جانب عدة دول أخرى، للمرة الأخيرة، بإصدار ما وصفه مسؤولو إدارة بايدن بـ"التحذير الأخير" للحوثيين لوقف هجماتهم. وفي غضون ساعات، رد الحوثيون بإطلاق قارب مسيّر على القوات الأمريكية في البحر الأحمر، وكانت الرسالة واضحة: إذا لم تفعل الولايات المتحدة شيئاً سوى لعب دور دفاعي في البحر الأحمر، فإن هجمات الحوثيين سوف تستمر.

أما الخيار الثاني، وهو الخيار الذي اختارت الولايات المتحدة اتباعه في نهاية المطاف، فكان الضربات العسكرية المحدودة، أو نهج "الردع والإضعاف". في هذا السيناريو، ستنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات ضد أهداف الحوثيين في اليمن، لكن هذه الضربات ستقتصر على البنية التحتية لإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ومخازن ذخيرة الحوثيين. لن تضرب الولايات المتحدة جميع أهداف الحوثيين، ولن تستهدف قادتهم. كانت الفكرة، ولا تزال كذلك من نواحٍ عديدة، هي أن الولايات المتحدة يمكن أن تقلل من قدرات الحوثيين إلى درجة أن الجماعة لن تعود قادرة على تهديد الشحن البحري التجاري في البحر الأحمر. كانت الولايات المتحدة تراهن على أنها يمكن أن توجع الحوثيين إلى درجة اضطرارهم إلى وقف هجماتهم. المشكلة في هذا النهج هي أنه لن ينجح على الأرجح، على الأقل في شكله الحالي. لا يمكن ردع الحوثيين، وسيكون من الصعب للغاية إضعافهم إلى درجة افتقارهم إلى الإرادة أو القدرة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

أما الخيار الثالث الذي نظرت فيه الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني، فكان يتمثل في توجيه ضربات عسكرية موسعة، أو نهج "الردع والإضعاف والتدمير". في هذا السيناريو، ستقوم الولايات المتحدة بضرب الحوثيين، وتتبّع مجموعة واسعة من الأهداف العسكرية، بما في ذلك قيادة الحوثيين في اليمن. ومع ذلك، فإن مثل هذا النهج كان من شأنه أن يحد من خيارات الولايات المتحدة المستقبلية ويلزمها بصراع مفتوح مع الحوثيين. ومن خلال اختيار حزمة ضربات أكثر محدودية، يمكن للولايات المتحدة الاحتفاظ بهذا الخيار الأكثر توسعية في حالة فشل نهجها الأولي. وكان من شأن حزمة الضربات الأكثر اتساعاً أن تنطوي أيضاً على خطر إشعال نوع من الحرب الإقليمية الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران -بسبب احتمال سقوط قتلى إيرانيين في اليمن- وهو ما أرادت إدارة بايدن تجنبه.

أما الخيار الرابع، فهو ما يمكن أن يسمى نهج "الهزيمة". في هذا السيناريو، الذي أوصى به العديد من المحللين، ستدرك الولايات المتحدة أن الحوثيين يشكلون تهديدا دائما لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. ونتيجة لذلك، لن تقوم الولايات المتحدة بضرب الحوثيين عسكرياً فحسب، بل ستعمل بنشاط على هزيمة الجماعة، وفي المقام الأول من خلال دعم التحالف المناهض للحوثيين في الحرب الأهلية في اليمن. ومع ذلك، هناك العديد من المشكلات المصاحبة لهذا النهج. أولاً، لا يوجد تحالف واحد مناهض للحوثيين. والأطراف المناهضة للحوثيين منقسمة ولها تاريخ في قتال بعضها البعض. ثانيا، أي شخص تقريبا في التحالف المناهض للحوثيين الذي قد تتعاون معه الولايات المتحدة ملطخة أيديه بالدماء بسبب سنوات من القتال في اليمن، وسيثير مخاوف جدية متعلقة بحقوق الإنسان باعتباره شريكا للولايات المتحدة. ثالثا، وربما هي العقبة الأكثر أهمية، أن هذا من شأنه أن يلزم الولايات المتحدة بحرب عصابات طويلة ودموية في اليمن دون ضمان النجاح. ستكون الولايات المتحدة طرفا في الحرب الأهلية اليمنية.

أما الخيار الخامس الذي نظرت فيه الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير، فهو ضرب إيران مباشرة. في هذا السيناريو، كانت الولايات المتحدة ستتوصل إلى خلاصة مفادها أن إيران هي التي تمكّن الحوثيين من هذه القدرات، وبالتالي، فإن عليها إذا أرادت معالجة مشكلة هجماتهم في البحر الأحمر، الذهاب إلى مصدر المشكلة: إيران. المشكلة في هذا النهج هي أنه لا يخاطر فقط بحرب إقليمية أوسع مع إيران ووكلائها، ولكنه فقط يبتدئ مثل هذا الصراع.

تعديل الخيار الثاني

لم يكن أي من هذه الخيارات جذابا بشكل خاص، وكان الكثير منها يحمل مخاطر تصعيد كبيرة. قررت إدارة بايدن في النهاية انتهاج الخيار الثاني، وهو الضربات العسكرية المحدودة. لم يكن هذا بسبب الشعور بأنه سيحقق النتائج المرجوة -إنهاء الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمرــ بل لأنه يتناسب مع ثلاثة معايير رئيسية: أولا، سمح للولايات المتحدة بالتحرك، ثانيا، حافظت على خيارات المستقبل، وثالثا، وربما هو الأكثر أهمية، كان هذا الخيار الأقل سوءاً من بين جميع الخيارات المطروحة على الطاولة.

وبعد ما يقارب شهرين من الضربات العسكرية، من الواضح أن نهج الردع والإضعاف لا يجدي نفعا، على الأقل حتى الآن. ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى تعديل نهجها لإجبار الحوثيين على وقف الهجمات في البحر الأحمر. وفي تعديل نهجها، ستكون هناك ثلاثة أمور أساسية: التحرك العسكري المستدام، وقف شحنات الأسلحة الإيرانية، ومحاسبة إيران على أفعالها.

أولاً، ستحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة نوع الضربات العسكرية المحدودة التي نفذتها منذ يناير/كانون الثاني ضد أهداف الحوثيين. من غير المرجح أن تؤدي هذه الضربات بمفردها إلى إنهاء هجمات الحوثيين، ولكن بالتوافق مع الإجراءات المذكورة أدناه، فإن لديها فرصة أفضل لتحقيق النتيجة المرجوة.

ثانياً، ستحتاج الولايات المتحدة إلى وقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن. إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من القيام بذلك، فلا أهمية لمدى إضعاف قدرات الحوثيين، حيث ستكون الجماعة قادرة على التجدد وإعادة التزود بالأسلحة. لكن وقف شحنات الأسلحة أسهل بكثير من حيث القول أكثر من الفعل. فإيران مستمرة في إرسال شحنات الأسلحة إلى الحوثيين منذ ما يقارب عقداً من الزمن، وبعضها يصل إلى اليمن عن طريق البحر والبعض الآخر عبر الحدود البرية ثم يتم تهريبها عبر البلاد إلى مناطق الحوثيين. ستحتاج الولايات المتحدة إلى مساعدة القوات البحرية المتحالفة، وخاصة من أوروبا، وكذلك الدول الإقليمية مثل عمان، للحد بشكل كبير من تدفق الأسلحة إلى الحوثيين.

أخيراً، وهذا هو الأهم، يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتعريض الأهداف الإيرانية للخطر. على سبيل المثال، في أوائل فبراير (الجاري)، شنت الولايات المتحدة هجوما سيبرانيا على السفينة الإيرانية بهشاد، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تساعد الحوثيين وتزودهم بمعلومات استخباراتية عن الأهداف. تراجعت بهشاد نحو جيبوتي في أعقاب الهجوم السيبراني، ولعدة أيام، كان هناك انخفاض في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

إيران هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين على الحوثيين، والطريقة الوحيدة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هي أن تثبت الولايات المتحدة لإيران أنها ستدفع ثمن مساعدتها ومساندة الحوثيين. وبالفعل، أدى الإجراء الأمريكي ضد وكلاء إيران في العراق وسوريا إلى قيام إيران بكبح جماح وكلائها. يمكن للولايات المتحدة أن تكون مبدعة، فهي لا تحتاج إلى الرد فقط من خلال الأعمال العسكرية، أو حتى شن هجمات مباشرة على الأراضي الإيرانية، لكنها تحتاج إلى توسيع ردها للضغط على إيران التي تقوي الحوثيين.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی ینایر کانون الثانی الضربات العسکریة للولایات المتحدة فی هذا السیناریو فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین شحنات الأسلحة إدارة بایدن الحوثیین فی هذا النهج وقف هجمات فی الیمن

إقرأ أيضاً:

انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟

يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ من عبدالله عبدالملك

تعهد الحوثيون في اليمن، السبت، باستئناف الهجمات على السفن الأميركية إذا انضمت القوات الأميركية إلى حرب إسرائيل على إيران. وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الحركة اليمنية عن عمليات تضامنية مع إيران، حيث اكتفت في الماضي بالحديث أن عملياتها البحرية تهدف للتضامن مع قطاع غزة أو للدفاع عن نفسها.

وقال الحوثيون في بيان “في حال تورط الأميركيين في الهجوم والعدوان على إيران إلى جانب العدو الإسرائيلي فإن القوات المسلحة ستستهدف سفنهم وبوارجهم الحربية في البحر الأحمر”.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي إن الحوثيين المدعومين من إيران “استسلموا” وأن أمريكا ستوقف الضربات على المتمردين بعد أن وافقوا على وقف مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وهي عملية كبيرة للولايات المتحدة اسمتها “الحارس الخشن” وبدأت في منتصف مارس/آذار وانتهت في مطلع مايو/أيار.

لكن يبدو أن التوتر في المنطقة سيؤدي لعودة الحرب والضربات على اليمن ربما بشكل أكبر وأكثر قوة، وبعد الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/حزيران، أعلن الحوثيون عن وقوفهم مع طهران، مما أثار سخطًا واسعًا في الشارع اليمني، الذي يرى أن الجماعة تسعى مجددًا لإقحام البلاد في حروب جديدة يدفع فاتورتها الشعب اليمني. وفي 15 يونيو/حزيران أعلن الحوثيون شن عملية بعدد من الصواريخ الباليستية على إسرائيل بالتنسيق مع الجيش الإيراني. وهو الإعلان الأول من نوعه بشأن العلاقة المتزايدة بين الطرفين.  جاء هذا التبني بعد ساعات من تعرض العاصمة صنعاء لضربات إسرائيلية استهدفت قادة حوثيين، بمن فيهم رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري، وسط تعتيم على نتائج العملية.

يكشف ذلك مرحلة جديدة من الحرب والدخول في صراعات جديدة بعيدة عن المزاعم الرئيسية للحركة بالدفاع عن القضية الفلسطينية وتبنيها والتي عادة ما لقت دعماً محلياً واسعاً، لكن الوقوف في الحرب مع إيران وجرّ البلاد لوضع جديد قد لا يلقى أي شعبية ويتنافى مع نفي الحوثيين أنهم ليسوا وكلاء لإيران في المنطقة.

 

الحاجة الضرورية

لكن يبدو الأمر بالنسبة للحوثيين أعقد من ذلك، وقال مسؤول حوثي كبير في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن “اتخاذ قرار عودة العمليات العسكرية في البحر الأحمر كان صعباً، إذ نعرف التكلفة الباهظة التي سندفعها من الهجمات الأمريكية إذا عادت لكن إذا سقط النظام في إيران أو تم اضعافه فإن الدور التالي سنكون نحن”. مضيفاً: سنستخدم ورقتنا في إغلاق مضيق باب المندب قبل إحراقها.

تطورت العلاقة بين الحوثيين وإيران بشكل ملحوظ على مر السنين، من دعم محدود إلى تحالف استراتيجي ضمن “محور المقاومة”. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أظهر الحوثيون أنفسهم كقوة إقليمية كبيرة، وحولوا الاهتمامات المحلية لتصبح اهتماماً إقليمية متزايداً من قِبل الجماعة، ومع تضرر معظم محور المقاومة في لبنان والعراق بما في ذلك الوكيل الرئيس لإيران حزب الله، وانهيار النظام السوري بشار الأسد وسيطرة الثوار السوريين يبدو أن إيران انكفأت على نفسها وأصبحت أضعف.

يظهر الإعلان الأخير الطبيعة المتطورة للرعاية الإيرانية-الحوثية تحولًا من الدعم السري إلى الترابط الاستراتيجي. فالعلاقة تطورت من شحنات الأسلحة السرية إلى “تحالف استراتيجي” أكثر وضوحًا، حيث تخدم تصرفات الحوثيين، مثل هجمات البحر الأحمر، مباشرة استراتيجية “الدفاع الأمامي” لإيران. هذا التطور يشير إلى زيادة في التكامل العملياتي والفني، يتجاوز مجرد توريد الأسلحة، إلى اعتباره “مصير مشترك” يتهدد الحوثيين وإيران.

يعكس هذا التحالف اعتمادًا متبادلًا؛ فإيران تحتاج إلى الحوثيين كأصل استراتيجي لإبراز القوة والضغط على الخصوم، بينما يحتاج الحوثيون إلى إيران للحصول على الأسلحة المتقدمة. كما يسمح هذا التحالف لإيران بنشر المخاطر، حيث يمكنها الانخراط في مواجهة غير مباشرة دون إسناد مباشر، مما يوفر ميزة الإنكار المعقول، على الرغم من أن هذا يتضاءل بشكل متزايد في ظل التطورات الأخيرة. هذا يعني أن أي اضطراب كبير في قدرات إيران، كما يتضح في الضربات الإسرائيلية، سيؤثر حتمًا على الحوثيين، لكن الروابط التشغيلية الراسخة والاعتماد المتبادل يعني أن العلاقة لا يمكن قطعها بسهولة. قد يتكيف الحوثيون بزيادة الإنتاج المحلي أو تنويع شبكاتهم، لكن التوافق الاستراتيجي يظل قائمًا.

 

أزمة التسليح؟!

يمتلك الحوثيون ترسانة عسكرية كبيرة، وقد أكد خبراء أن قدراتهم “لا تزال على حالها، مع إنتاج محلي وطرق تهريب متنوعة من الصين وأمريكا اللاتينية وروسيا إلى القرن الأفريقي”. ويحافظون على روابط أمنية مع الميليشيات الشيعية في العراق وحركة الشباب في الصومال، بالإضافة إلى علاقات دبلوماسية راسخة مع روسيا والصين.

على الرغم من ذلك، من المتوقع أن تتأثر قدراتهم بالضربات الإسرائيلية على إيران بشكل غير مباشر. فقد ألحقت الضربات أضرارًا جسيمة بمنشآت تخزين الصواريخ الإيرانية، مثل تدمير عدة مبانٍ في قاعدة صواريخ رئيسية تابعة للحرس الثوري الإيراني في كرمانشاه، والتي كانت مركزًا لتخزين الصواريخ التي تنقلها طهران إلى الميليشيات التابعة لها. هذا يشير إلى أن الحوثيين سيضطرون إلى الاعتماد بشكل أكبر على سلاسل الإمداد القائمة لديهم لشن هجمات البحر الأحمر، وهناك عدم يقين بشأن مصدر شحنات الصواريخ المستقبلية.

لمواجهة ذلك يشير المسؤول الحوثي إلى أن الحركة درست مسارات بديلة للحصول على الأسلحة في حال عدم تمكن إيران من إرسال المزيد من الأسلحة، “لكن بالتأكيد أن العمل على الإنتاج المحلي سيتزايد مع احتمالية الوصول إلى قطع الغيار والمواد الأساسية من مسارات جديدة بعيداً عن الاعتماد على إيران، بما في ذلك انتاج أسلحة جديدة من الدفاعات الجوية”.

 

المصير المشترك

بعيداً عن مزاعم دعم القضية الفلسطينية للحصول على التأييد المحلي والعربي، يقدم الحوثيون أنفسهم باعتبارهم أداة إيرانية لإغلاق مضيق باب المندب، كجزء أساسية في سياق بناء الصورة غير القبالة للخدش كقوة إقليمية ودرة تاج “محور المقاومة”. لكن هذا التدخل الجديد سيفتح صندوق الشرور على الجمهورية اليمنية ودول المنطقة.

وسيدفع اليمن كما العادة الثمن الباهظ على الرغم من معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين أصبحت لا تطاق.

 

 

 

يمن مونيتور21 يونيو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام السعودية تجدد التزامها بدعم السلام في اليمن مقالات ذات صلة السعودية تجدد التزامها بدعم السلام في اليمن 21 يونيو، 2025 إصابة شخصين في تبادل لإطلاق النار بصبر الموادم في تعز 21 يونيو، 2025 هيئة بحرية تحذر من تصاعد التهديدات الأمنية في الخليج ومضيق هرمز وتأثيرها على الشحن العالمي 21 يونيو، 2025 مدير شركة الغاز بتعز لـ”يمن مونيتور”: انفراجة في أزمة الغاز ونتابع بقية المقطورات المحتجزة 21 يونيو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مدير شركة الغاز بتعز لـ”يمن مونيتور”: انفراجة في أزمة الغاز ونتابع بقية المقطورات المحتجزة 21 يونيو، 2025 الأخبار الرئيسية انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟ 21 يونيو، 2025 السعودية تجدد التزامها بدعم السلام في اليمن 21 يونيو، 2025 إصابة شخصين في تبادل لإطلاق النار بصبر الموادم في تعز 21 يونيو، 2025 هيئة بحرية تحذر من تصاعد التهديدات الأمنية في الخليج ومضيق هرمز وتأثيرها على الشحن العالمي 21 يونيو، 2025 مدير شركة الغاز بتعز لـ”يمن مونيتور”: انفراجة في أزمة الغاز ونتابع بقية المقطورات المحتجزة 21 يونيو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك السعودية تجدد التزامها بدعم السلام في اليمن 21 يونيو، 2025 إصابة شخصين في تبادل لإطلاق النار بصبر الموادم في تعز 21 يونيو، 2025 مدير شركة الغاز بتعز لـ”يمن مونيتور”: انفراجة في أزمة الغاز ونتابع بقية المقطورات المحتجزة 21 يونيو، 2025 الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا ضربت إيران 21 يونيو، 2025 الريال اليمني ينهار إلى أدنى مستوى تاريخي أمام الدولار 21 يونيو، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 21 ℃ 28º - 19º 33% 0.53 كيلومتر/ساعة 28℃ الأحد 29℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 28℃ الأربعاء 30℃ الخميس تصفح إيضاً انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟ 21 يونيو، 2025 السعودية تجدد التزامها بدعم السلام في اليمن 21 يونيو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬498 غير مصنف 24٬217 الأخبار الرئيسية 16٬683 عربي ودولي 7٬896 غزة 10 اخترنا لكم 7٬388 رياضة 2٬572 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬421 كتابات خاصة 2٬183 منوعات 2٬112 مجتمع 1٬954 تراجم وتحليلات 1٬965 ترجمة خاصة 195 تحليل 25 تقارير 1٬715 آراء ومواقف 1٬621 ميديا 1٬540 صحافة 1٬501 حقوق وحريات 1٬423 فكر وثقافة 955 تفاعل 859 فنون 506 الأرصاد 483 بورتريه 68 صورة وخبر 41 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن أخر التعليقات ليلى علي عمر الاحمدي

أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...

علي الشامي

نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...

موطن غلبان

قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...

أحمد ياسين علي أحمد

المتحاربة عفوًا...

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تدعو إيران للدخول في محادثات فورية مع أمريكا وإسرائيل لإيجاد حل دبلوماسي
  • انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟
  • مسؤول روسي: الولايات المتحدة دخلت مرحلة حرب أهلية
  • كيف قرأ اليمنيون بيان الحوثيين الأخير حول مساندة إيران؟ (تقرير)
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية بحال تدخل واشنطن في الحرب بين إسرائيل وإيران
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد تأييدها للقوات المسلحة في الرد على أي عدوان أمريكي لإيران
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • قوات صنعاء: سنستهدف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في العدوان على إيران
  • معركة في البحر الأحمر؟ تحذيرات دولية من تصعيد الحوثيين وسط صراع إيران وإسرائيل
  • تحسبا لرد إيراني.. الولايات المتحدة تعيد تمركز طائراتها بالشرق الأوسط