أكد السفير مصطفي الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ وسفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر، أن توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات من شأنها تحسين ممارسات حوكمة الشركات للتخفيف من الآثار الضارة عالميًا على حقوق الإنسان والآثار البيئية، ومعالجة الآثار الضارة وتعزيز الممارسات التجارية المستدامة والمسؤولة في جميع أنحاء سلسلة القيمة العالمية.


جاء ذلك خلال كلمته في ندوة اتحاد الصناعات المصرية لشعبة الورق حول "أثر قانون توجيه العناية الواجبة للاتحاد الأوروبي للاستدامة الشركات "CSDDD " على الصادرات المصرية" والتي تعد الندوة الثانية في سلسة الندوات التي ينظمها الاتحاد بهدف التوعية لبناء قدرات الشركات المصرية للتوافق مع معايير الاستدامة وآلية تعديل حدود الكربون.


وأشار الشربيني إلى - أنه في عام 2022 - اقترحت المفوضية الأوروبية لأول مرة توجيه العناية الواجبة في استدامة الشركات، وفي 14 ديسمبر 2023 توصل المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق مؤقت يهدف إلى تحسين ممارسات حوكمة الشركات؛ مما سيتعين على الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي التأكد من أنها تلبي المعايير الأخلاقية والبيئية والعمالية العالية في جميع عملياتها، ويتطلب كذلك من الشركات دمج العناية الواجبة في السياسات وأنظمة الإدارة لتحديد المخاطر وسيتعين على الشركات تنفيذ أنظمة إدارة المخاطر وآلية التظلم ، كما سيتعين عليهم إعداد تقرير سنوي يصف جهود وأهداف العناية الواجبة ومراقبة فعالية تدابير العناية الواجبة.


وأوضح أن القطاعات التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها تنطوي على مخاطر عالية للتأثيرات السلبية على الاتحاد الأوروبي واحتمال كبير لانتهاكات حقوق الإنسان والمعايير البيئية، تشمل تجارة الجملة في المنسوجات والملابس والأحذية وتجارة الجملة في المواد الخام الزراعية والحيوانات الحية والأخشاب والأغذية والمشروبات والزراعة والغابات ومصايد الأسماك واستخراج الموارد المعدنية وتصنيع المنتجات الغذائية والمشروبات وصناعة المنسوجات والجلود والمنتجات ذات الصلة وتصنيع المنتجات المعدنية الأساسية والمنتجات المعدنية اللافلزية الأخرى ومنتجات المعادن المصنعة.


ولفت الشربيني إلى أنه يتم استبعاد الخدمات المالية مؤقتًا من التوجيه ومع ذلك، من المتصور وجود بند مراجعة للسماح بإدراج القطاع المالي النهائي في المستقبل، وينص الاتفاق على أن الالتزام يمكن أن يكون معيارا لمنح العقود والامتيازات العامة، مشيرا إلى أن اعتماد البرلمان الأوروبي بصورة مؤقته توجيه الاتحاد الأوروبي في ديسمبر2023 بشأن العناية الواجبة المستدامة للشركات أثار جدلاً حادًا ومخاوف من المصدرين حول تنظيم سلاسل التوريد للاتحاد الأوروبي، والذي بدوره سينعكس على نمو العلاقات الدولية والتحالف الاقتصادية للدول المصدرة للاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من توافق أهداف التوجيه مع القيم الأوروبية، فإن ذلك يثير مخاوف من احتمال خصخصة تكاليف الامتثال للأنظمة الاجتماعية والبيئية في شبكات التوريد المعقدة، لا سيما في بلدان ثالثة ذات آليات إنفاذ ضعيفة.


وأضاف الشربيني أن اندماج البلدان الناشئة والنامية في شبكات الإنتاج العالمية للبلدان الصناعية؛ أدى إلى تحقيق تقدم كبير لمئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ، وعلى سبيل المثال، تشير بيانات البنك الدولي إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض من حوالي ملياري شخص في عام 1990 إلى أقل من 650 مليون شخص في عام 2019، حتى مع نمو عدد سكان العالم من 5.3 مليار إلى 7.8 مليار نسمة.


ونوه سفير ميثاق المناخ الأوروبي، إلى أن الشركات التي يتبين أنها تنتهك اللائحة الجديدة ستخضع لعقوبات، ويمكن أن يؤدي عدم الامتثال لـتوجيهات الاتحاد الأوروبي إلى تكاليف تتعلق بسمعة المستورد وفقدان الوصول إلى المشتريات العامة في الاتحاد الأوروبي أو عواقب مالية تصل إلى 5٪ من صافي حجم الأعمال، موضحا أن عبء المسؤولية سيقع على عاتق الشركات التي تمارس أعمالها على المستوى الدولي، وهذا يعني أن مراقبة وتنفيذ اللوائح العامة سيتم تفويضها إلى الشركات، ومن المؤكد أن الشركات الخاصة هي المفتاح للامتثال، وقد يؤدي ذلك الى تحويل التجارة من البلدان ذات المخاطر العالية بالدول النامية إلى البلدان ذات الدخل المرتفع، وبالتالي يعيق اندماج البلدان النامية في الأسواق الدولية والتنمية الاقتصادية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفيرة الاتحاد الأوروبي: نقف إلى جانب مصر في حلول المياه المستدامة والمبتكرة

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر أنجلينا ايخهورست أن الاتحاد الأوروبي يقف بفخر إلى جانب مصر كشريك مخلص، وصديق ملتزم، وداعم قوي لحلول المياه المستدامة والمبتكرة. 


جاء ذلك فى الكلمة التى ألقتها السفيرة خلال اللقاء الموسع الذى عقد اليوم الخميس بجامعة الاسكندرية حول "رواد الأعمال في مجال المياه من الاتحاد الأوروبي - تمكين الجيل القادم من رواد الأعمال في مجال المياه" بحضور المهندس وليد حقيقي، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري المدير التنفيذي لأسبوع القاهرة للمياه، والدكتور عبد الحميد الزهيري، جامعة القاهرة والمنسق الوطني لمبادرة بريما، وأحمد الوكيل، رئيس غرفة تجارة الإسكندرية واتحاد غرف البحر المتوسط ، والدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، وعدد من سفراء الدول الأوروبية ولفيف من المسؤولين وخبراء المياه، لبحث مشكلات المياه والتحديات التى تواجه البلاد فى مجال المياه وافكار ومشروعات الشباب خاصة فى ظل تغير المناخ كمية والسعى لايجاد حلول لقضايا المياه وادارتها. 


وأضافت ايخهورست انه منذ عام 2007، حشد الاتحاد الأوروبي أكثر من 600 مليون يورو كمنح لدعم التدخلات المتكاملة في مجال المياه، مستفيدًا من استثمارات تجاوزت 3.5 مليار يورو. 


وقالت السفيرة ان هذه الجهود أدت إلى تحسين حياة أكثر من 25 مليون مصري بشكل مباشر، بما في ذلك أكثر من 50 ألف أسرة زراعية، مع المساهمة في القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتحسين تقديم الخدمات والأمن الغذائي.. مضيفة أن هذا الدعم المقدم من الإتحاد الأوروبي مكّن من إنشاء 11 ألف كيلومتر من شبكات المياه، وتحديث أكثر من 200 محطة معالجة، وتوسيع أنظمة الري والصرف الحديثة.


وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يعمل أيضًا على تعزيز مرونة مصر الزراعية والتنمية الريفية من خلال استثمارات مستهدفة في العلاقة بين المياه والغذاء والمناخ.. وحتى الآن، دعمت منح الاتحاد الأوروبي الزراعة الذكية مناخيًا بأكثر من 154 مليون يورو، ويشمل ذلك برنامجًا شاملاً للتنمية الريفية يتماشى مع مبادرة حياة كريمة ومبادرة NWFE، ويستفيد منه 400000 أسرة، ودعمًا مصممًا خصيصًا لصغار المزارعين لتبني الميكنة والمحاصيل المقاومة للمناخ.


وأعربت السفيرة عن سعادتها للتواجد اليوم في جامعة الإسكندرية، التى وصفتها بانها "منارة المعرفة والابتكار والمرونة".


وأضافت ان حدث اليوم لا يمثل ختاما للتدريب المؤثر فحسب، بل الأهم من ذلك، الإطلاق الرسمي لمبادرة "الاتحاد الأوروبي لرواد المياه" - وهو مسار طموح بدأ للتو. 


وأوضحت ان هذه المبادرة تربط بشكل فريد بين ريادة الأعمال والخبرة الفنية والتمويل الأساسي - مما يُسهم في سدّ فجوة جوهرية قائمة منذ فترة طويلة في قطاع المياه في مصر. هدفنا هو تمكين الأفكار المبتكرة وترجمتها إلى حلول واقعية قابلة للتطوير.


وأكدت السفيرة الأوروبية انه لا تزال ندرة المياه أحد أهم التحديات وأكثرها تعقيداً التي تواجهها مصر اليوم.. مشيرة الى ان تغير المناخ والنمو السكاني السريع والتوسع العمراني يزيد من تعقيد هذه التحديات. 


وتابعت "ومع ذلك، إلى جانب هذه التحديات، تكمن فرصة هائلة - الفرصة التي تحملونها، أنتم شباب مصر، بإبداعكم ومرونتكم وروحكم الابتكارية". 


وأضافت ايخهورست انه لطالما أثارت العودة إلى الإسكندرية ارتباطًا عميقًا بالبحر وروح أهلها النابضة بالحياة، وهنا، لا يُعد الماء مجرد عنصر، بل هو روح المدينة، يُشكل تاريخها وثقافتها ومستقبلها، إذ انه عند الوقوف على شاطئ البحر المتوسط، يشعر المرء بوضوح بأهمية كل قطرة ماء للاقتصاد المحلي والصحة العامة والحياة اليومية . 


وأكدت أن رؤية طاقة وشغف شباب الإسكندرية اليوم تُلهمها بشدة، وتُؤكد من جديد المهمة المشتركة لضمان حلول مستدامة ومبتكرة لإدارة المياه.


وقالت إن الاتحاد الأوروبي يدرك هذه الإمكانات ويلتزم بالاستثمار فيها، كما يُقرّ الاتحاد الأوروبي بنهج الترابط المائي كعنصر أساسي للاستقرار الإقليمي والنمو المستدام والقدرة على التكيف مع تغير المناخ .


وقالت ايخهورست انه وبمساهمة من الاتحاد الأوروبي تبلغ حوالي 325 مليون يورو، يدعم الاتحاد الأوروبي الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر المتوسط ​​(PRIMA) الذى يعد أكبر برنامج مشترك وأكثرها طموحًا في تاريخ التعاون البحثي والابتكاري الأورومتوسطي.


واوضحت ان البرنامج يهدف إلى المساهمة في معالجة تحديات الأمن الغذائي وندرة المياه.. مذكرة بانه منذ عام 2019، شارك 123 مستفيدًا مصريًا في PRIMA وحصلوا على 17 مليون يورو.


وقالت انه ومع ذلك، تظل مهمتنا ملحة؛ كما هو الحال في العديد من أنحاء أوروبا وشمال أفريقيا، تُمثل ندرة المياه تحديًا مشتركًا لنا، مما يتطلب حلولًا موحدة وتفاهمًا متبادلًا؛ ولذلك، فإن دعمنا ليس ماليًا أو فنيًا فحسب؛ فنحن نستثمر في مستقبلكم وأفكاركم ونجاحكم. 


وذكرت ان مبادرة "رواد المياه من الاتحاد الأوروبي"تُطلق مسارًا جديدًا وديناميكيًا، مسارًا يُمكّن رواد الأعمال الشباب مثلكم من الحصول على التمويل، والاستفادة من الدعم التنموي، وإقامة شراكات قوية.


وتابعت "تتمثل رؤيتنا في بناء منظومة عمل نابضة بالحياة وموجهة نحو الأعمال، بالتعاون مع الحكومة المصرية، لتمكين الشركات الناشئة التي يقودها الشباب، والشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) من الازدهار."


وقالت موجهة حديثها للشباب" إن نجاحكم كرواد أعمال ومبتكرين جزء لا يتجزأ من ضمان الإدارة المستدامة لموارد مصر المائية الثمينة".


وأضافت ان هذا الجهد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشراكة الاستراتيجية والشاملة الأوسع بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وهي إطار عمل متين تنتقل من خلاله أوروبا من التعاون التنموي التقليدي إلى شراكات ذات منفعة متبادلة؛ حيث تُحدد هذه الشراكة بالقيم والمصالح المشتركة، والالتزام المشترك بالاستثمار والابتكار التحويلي.


وشددت على ان مبادرات مثل مبادرة الاتحاد الأوروبي لرواد المياه تجسد طموحنا المشترك لوضع مصر كمركز إقليمي رائد للحوكمة المتكاملة للمياه والتكيف مع المناخ.


وأكدت أن تعاون الاتحاد الاوروبي فى هذا الصدد يتماشى بسلاسة مع المبادرة الوطنية للمياه والغذاء والطاقة في مصر، التي تعزز التنمية المستدامة وتعالج التحديات المترابطة للأمن المائي واستدامة الغذاء وكفاءة الطاقة. 


وأوضحت ان الجهود الأوروبية الجماعية تدعم أهداف المبادرة الوطنية للمياه والغذاء والطاقة، مما يضمن اتساق استراتيجياتنا التنموية ويعظم أثر كل مورد مُستثمر.


وأكدت على الدور المحوري للشباب في قيادة هذا التغيير. . مشددة على ان الشباب المصريين هم مفتاح الابتكار في إدارة المياه والتكنولوجيا والحوكمة. 


وقالت ايخهورست إن الاستثمار في بناء قدرات الشباب اليوم يضمن حلولاً مستدامة للمياه للمستقبل.. معربة عن إعجابها الصادق بكل رائد أعمال ومبتكر.


وأضافت "أفكاركم وتفانيكم وشغفكم هي حجر الزاوية لمستقبل مصر المائي. أشجع كل واحد منكم على مواصلة مسيرتكم الريادية، وقيادة الابتكار، وإلهام الآخرين، وأن يصبحوا سفراء للإدارة المستدامة للمياه". 


وأكدت ايخهورست انه من خلال رعاية ريادة الأعمال التي يقودها الشباب، وتعزيز المهارات التقنية، وتوطيد الشراكات الاستراتيجية، يمكننا تحويل تحديات ندرة المياه إلى قصص نجاح ملهمة.


ووجهت - فى نهاية كلمتها- الحديث للشباب قائلة " أفكاركم مهمة. مبادراتكم حاسمة. وأصواتكم تستحق أن تُسمع - ليس فقط اليوم، بل في تشكيل سياسات الغد.. كونوا سفراء للمياه. كونوا في عائلاتكم، ومجتمعاتكم، ومهنكم - من يقودون الحوار حول الحفاظ على المياه، والتكيف مع تغير المناخ، والابتكار".


وكانت السفيرة الأوروبية قد استهلت كلمتها بالتعبير - باللغة العربية- عن سعادتها
بالتواجد في الاسكندرية التى وصفتها بانها "المدينة الجميلة التى تحمل تاريخا عريقاً وثقافةً غنيةً و تاريخ مشترك يربط ما بين مصر و أوروبا". .. مستشهدة بأغنية النجمة المصرية العالمية داليدا " إسكندرية أحسن ناس"، وبأغنية المطربة فيروز "شط اسكندرية".

طباعة شارك سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر جامعة الاسكندرية مجال المياه من الاتحاد الأوروبي قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري

مقالات مشابهة

  • سفيرة الاتحاد الأوروبي تتفقد سوق مزارعي الإسكندرية
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي: نقف إلى جانب مصر في حلول المياه المستدامة والمبتكرة
  • صرف الإسكندرية تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يُؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في طرابلس
  • أعشاب البحر.. مخازن الكربون التي تتعرض للتآكل
  • رئيس شركة المستقبل لصناعات الأنابيب لـ«الاتحاد»: «اصنع في الإمارات» تدعم توسع الشركات الوطنية وتعزز الابتكار
  • 7.38 تريليونات دولار القيمة السوقية للشركات التي ترافق ترامب خلال زيارته للمملكة 
  • سفير أنقرة بالقاهرة: طابع استراتيجي للشركات التركية في مصر
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي
  • الشركات الصناعية الوطنية في معارض سوريا التخصصية: كفاءة بالمنتجات ‏ومنافسة للشركات الخارجية في مختلف القطاعات