الكتاب: تطوّر المرجعية الشيعية:من الغيبة إلى ولاية الفقيه
الكاتب: د. هيثم أحمد مزاحم
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان ،تاريخ الإصدار14 فبراير 2017، (عدد  الصفحات391من القطع الكبير)


يعرض د. هيثم أحمد في كتابه "تطوّر المرجعية الشيعية:من الغيبة إلى ولاية الفقيه"، النظريات المختلفة حول نشأة التشيّع وظهور الشيعة تاريخياً إذ يحاول الباحث التوفيق بين أبرز هذه النظريات مفنّداً بعض المزاعم والاتّهامات التي تنسب التشيّع إلى عناصر يهوديّة أو مجوسيّة.

فيتناول في الفصل الأول من الكتاب نشأة التشيع والشيعة في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بمقولات العديد من الفقهاء، إذ يقول  سعد الأشعري، صاحب كتاب "المقالات والفرق": "فأول الفرق الشيعية وهي فرقة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه المسمّون شيعة علي في زمان الرسول وبعده معروفون بالانقطاع إليه والقول بإمامته، منهم المقداد...، وسلمان...، وأبو ذر... وعمار بن ياسر...، وغيرهم ممن وافق مودته مودة علي بن أبي طالب، وهم أول من سمّوا باسم التشيّع من هذه الأمة".

ويذهب إلى هذا الرأي أيضاً الشيخ محمد جواد مغنية فيقول: "إن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيّع وأوجدها، ودعا إلى حب علي وولائه وأوّل من أطلق لفظ الشيعة على أتباعه ومريديه، ولولاه لم يكن للشيعة والتشيّع عين ولا أثر". ويؤيده السيد محمد حسين الطباطبائي قائلاً: "إن بداية نشوء الشيعة، والتي سميت لأول مرة بشيعة علي... وعرفت بهذا الإسم كان في زمن النبي الأكرم (ص)، فظهور الدعوة الإسلامية وتقدمها وانتشارها خلال ثلاث وعشرين سنة، زمن البعثة النبوية، أدت إلى ظهور مثل هذه الطائفة بين صحابة النبي الأكرم(ص)".

يجمع الرأي الفقه الشيعي على أنه في ظل غيبة الإمام المعصوم، لا يجوز إقامة حكم إسلامي، وتشكيل دولة إسلامية، لأن الإمام المعصوم هو الحاكم الشرعي، وولي الأمر الشرعي الفعلي.وينظّر السيد محمد باقر الصدر، وهو أحد كبار علماء الشيعة في القرن العشرين، لهذا الرأي معتبراً أن التشيّع وجد "في إطار الدعوة الإسلامية ممثلاً في هذه الأطروحة النبوية التي وصفها النبي (ص) بأمر من الله للحفاظ على مستقبل الدعوة"، والتي تمثلت في إعداد النبي للإمام علي إعداداً خاصاً لمواصلة قيادة الدعوة من بعده، وإسنادها إليه رسمياً. ويذكر السيد الصدر شواهد على إعلان الرسول وتخطيطه تتمثل في أحاديث الدار والثقلين والمنزلة والغدير وعشرات النصوص القرآنية والنبوية التي تدعم هذه الأطروحة.

ويعتبر الصدر أن التشيّع وجد "كنتيجة ضرورية لطبيعة تكوّن الدعوة وحاجاتها وظروفها الأصلية التي كانت تفرض على الإسلام أن يلد التشيّع"، مميّزاً بين ولادة التشيّع وولادة الشيعة. فالتشيّع في رأيه هو "أحد اتجاهين رئيسيين ومختلفين قد رافقا نشوء الأمة وبداية التجربة الإسلامية منذ السنوات الأولى، وكانا يعيشان معاً داخل إطار الأمة الوليدة التي أنشأها الرسول". وبعد وفاته(ص) أدى الاختلاف بين هذين الاتجاهين إلى انقسام عقيدي "شطر الأمة الإسلامية إلى شطرين قُدر لأحدهما أن يحكم فاستطاع أن يمتد ويستوعب أكثرية المسلمين بينما أقصي الشطر الآخر عن الحكم وقدّر له أن يمارس وجوده كأقلية معارضة ضمن الإطار الإسلامي العام، وكانت هذه الأقلية هي الشيعة".

ويضيف الصدر أن التشيّع هو الاتجاه الذي يؤمن بالتسليم المطلق للنص الديني مقابل الاتجاه الآخر الذي يرى إمكانية الاجتهاد والتغيير في النص الديني وفقاً للمصالح في مختلف مجالات الحياة. لذلك التزم أنصار الاتجاه الشيعي بالنص الديني على إمامة علي وخالفه أنصار الاتجاه الثاني. أما الشيعة ـ في رأيه ـ فقد "ولدوا منذ وفاة النبي مباشرة متمثلين في المسلمين الذين خضعوا عملياً لأطروحة زعامة الإمام علي(ع) وقيادته التي فرض النبي(ص) الابتداء بتنفيذها من حين وفاته"، حيث رفضوا نتائج السقيفة من تجميد لأطروحة زعامة علي وإسناد السلطة إلى غيره وهو ما قام به الاتجاه الثاني.

ويستدلّ أصحاب هذا الرأي على مقالتهم هذه بأن اسم الشيعة كان يطلق في عهد الرسول على بعض الصحابة واختص بأربعة منهم هم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن أسود، وكانوا يتصرفون في حياة النبي باعتبارهم شيعة علي وكان ذلك يعرف عنهم إذ خاطب النبي علياً بقوله: "يا علي أنت وأصحابك في الجنة". ولا تخفى صلات هؤلاء الأربعة بالإمام علي في حياة النبي وبعد وفاته، فكانوا يرون فيه المرجع الروحي والديني والقائد السياسي، الأمر الذي تجلَّى في موقفهم الرافض لنتائج السقيفة ومطالبتهم بالخلافة لعلي واعتصامهم في بيت فاطمة.

ويغوص الباحث هيثم مزاحم في أعماق التاريخ، في دراسته لظهور الجماعات الشيعية، وفكرة أو عقيدة الأئمة الإثني عشر والتي صارت جزءاً من "قانون الإيمان"؛ بحيث يتعذر الاستغناء عنها. وقد كانت للفقيه وظائفه في حضور الإمام باعتباره مبلَغاً عنه. إنما عندما غاب الإمام؛ فإن وظيفته صارت ضرورية، وإن غلب عليها البُعد الديني والاجتماعي للحفاظ على وجود الجماعة وتضامُنها وسط الظروف الصعبة والمتمثلة في وجود السلطة السياسية خارج متناول الجماعة، ووجود جماعات دينية واجتماعية أخرى مُعارضة أو غير متلائمة معها.

وقد كان من الطبيعي بعد القرن الثالث الهجري، وقد صارت للفقيه أدوارُه البارزة؛ أن تظهر مدارس وحوزات عند المشاهد والمزارات المقدسة للتعليم والتربية وتحمل العلم المذهبي وتوارُثه. وفي تلك الحوزات نشأت التقاليد العلمية الأولى منذ القرن الخامس الهجري، متأثرة بالطبع بالآليات والأواليات التي سادت في الثقافة الإسلامية جديدها وموروثها عن التقاليد التربوية الكلاسيكية.

وما نوقشت في الحوزات بدايةً أمورٌ أساسيةٌ مباشرة؛ بل جواز وحدود التعامُل مع السلطان غير الشيعي. ومع أنَ "التقية" على اختلاف تفسيراتها وتأويلاتها ظلت هي العنوان؛ فالواقع أنَ هذه الرؤى الهادئة والمهدَئة، ما واجهت  تحدياً حقيقياً إلا عند سقوط الخلافة العباسية على يد المغول(656هـ/ 1258م)، وبدء ظهور سلطات شيعية زمنية، أي أنها تتبنى العقيدة الشيعية عنواناً في غيبة الإمام.

والفصل الثاني يبحث في عقيدة الإمامة لدى الإثني عشرية القائمة على الاعتقاد بالنّص والوصية والعصمة. أما الفصل الثالث فيدرس عقيدة الغيبة والمهدوية لدى الشيعة الاثني عشرية ويعرض نظرية الشيعة حول غيبتي الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر، الصغرى والكبرى.

أمّا الفصل الرابع فهو يعرض لنشأة علم أصول الفقه ومفهوم الاجتهاد في مدرسة أهل البيت منذ الأئمّة المعصومين وخصوصاً بعد الغيبة الكبرى وتطوّر علم أصول الفقه مع الشيخ المفيد والشريف المرتضى. ويخصص الفصل الخامس لدراسة دور الشيخ الطوسي وفقهاء مدرسة الحلة والفقهاء الذين تلوهم في تطور الاجتهاد و أصول الفقه وصولاً إلى مرحلة الفقهاء المتأخرين.. ويعرض الفصل السادس لظهور الحركة الأخبارية الشيعية في العصر الصفوي والتي شنّت حملة شعواء على الفكر الاجتهادي وأصول الفقه، ممّا أدى إلى صراع شديد بين الأخباريين والأصوليين.

أمّا الفصل السابع فيبحث في نشوء نظرية النيابة العامة للفقهاء عن الإمام الغائب المعصوم، وخروجها على نظيرة التقيّة والانتظار التقليدية التي وسمت معظم أئمة الشيعة وعلمائهم. كما يدرس نشأة مفهوم المجتهد الأعلم ومرجع التقليد.

الفصل الثامن يبحث مسألة المرجعيّة الدينيّة لدى الإثني عشرية والطروحات الداعية إلى تطويرها وتحويلها إلى مؤسسة حديثة على غرار الفاتيكان الكاثوليكيّة، وخصوصاً ما طرحه آية الله مرتضى مطهري والشيخ محمد رضا المظفر والشيخ محمد جواد مغنية من آراء وبرامج لتطوير الاجتهاد والمرجعية وإصلاح الحوزة الدينية ومناهجها التدريسية.

وخصص الفصل التاسع لعرض نظرية آية الله محمّد باقر الصدر عن "المرجعية الرشيدة". أما الفصل العاشر فيبحث آراء آية الله محمد حسين فضل الله في "المرجعية – المؤسسة" وولاية الفقيه.

الغيبة الكبرى و نائب الإمام

في المذهب الشيعي الإثني عشرية، الإمامة يجب أن تتركز في ذرية واحدة من الزعماء الشرعيين من الطائفة، أي ذرية علي، الشاملة، لعلي وولديه الحسن والحسين كذلك المتحدرين من الحسين من ابنه زين العابدين.

غيبة الإمام المعصوم الذي هو صاحب الحق الوحيد في ملء منصب "الإمامة" الزمني (أي الرئاسة الدنيوية) لا تسمح دينياً ما دام حياً و منتظراً أو موجوداً، بإشغال منصب "الإمامة بأي شخص آخر، فغيبة الإمام أو اغتصاب حقوق الأئمة الذين سبقوه لا تلغي حقهم الشرعي والإلهي في الولاية الزمنية.رابع أئمة الشيعة الذي قتل أبوه في كربلاء وله 23 عاماً، و رأى الناس يبايعون يزيداً ويداه ملطختان بدم أبيه الشهيد، وقد اعتبر "أول إمام اتخذ من الزهد المطلق منهجاً لحياته فلا يشارك في حرب أو نقاش ولا يتدخل في أمر من الأمور". الإمام الخامس محمد الباقر (676 – 737م) ورث الزهد عن أبيه. الإمام السادس جعفر الصادق (699 – 765) تفرغ للعلم و خدمته وكرس جهده في تأسيس المذهب. الإمام السابع موسى بن جعفر (الكاظم) (765 – 799) كان رجلاً مسالماً وصورة أخرى من علي زين العابدين في زهده. علي بن موسى الرضا، ثامن الأئمة (770 – 818). الإمام التاسع محمـد بن علي الجواد. الإمام العاشر علي بن محمـد الهادي. الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري توفي عن عمر يناهز 28 عاماً. أما آخر الأئمة الاثني عشر ابنه المهدي. فهو ابو القاسم محـمد بن الحسن المهدي. الذي ولد فيه عام 265 هجرية، ولم يره أحد، في غيبته الصغرى. فقد اختفى الطفل وهو في التاسعة من عمره. فأعلن بأنه لم يمت ولكنه احتجب عن رؤية الناس، باعتكاف يرجع منه في آخر الأزمان.

وظلت فكرة عودة هذه الشخصية ذات الطابع الميتافيزيقي الغيبي إلى الظهور قوية عند الشيعة، لكن الإسلام السني نفسه بعيداً عن التأثر بها. فالاعتقاد في المهدي كشخص شبه إلهي، بإرشاد وهداية من الله، انتشر أكثر من مرة في صفوف الجماهير البائسة التي يملأها عدم اليقين بالمستقبل السياسي. وكلما كان مصير المسلمين يتفاقم بالأخطار كلما كانوا يميلون إلى الاعتقاد بقدوم هذا المخلص و كلما اتبعوا بتسارع كبير جميع أولئك الذين كانوا يدعون بأنهم المهدي. . إلا أن علم الفقه (اللاهوت) السني على الرغم مما لقيته قضيته المهدي من نجاح في الانتشار بين الجماهير، لم يعر الاعتقاد بها. أما الشيعة، فإنها على العكس تبنت الاعتقاد في الإمام المحتجب قائم الزمان. إن غيبته لم تمنعه في نظرها من أن يكون العامل الصادق الوحيد .

مع الدخول في الغيبة الكبرى، أسدل الستار على المرحلة الثانية من تاريخ الشيعة، وهي التي انتهت بتوقف مسيرة الأئمة، حيث ظلت الطائفة الشيعية بغير إمامة أو زعامة منذ زمن الغيبة وإلى الآن.

في هذه الغيبة الكبرى، يذهب المثال، الإمام المعصوم الموازي للعالم وفق الفقه الشيعي، وبالمقابل تتطلب الضرورة الدخول جزئياً في التاريخ وهو دخول يتم عبر نائب الإمام.

أصبح مستحيلاً إمكانية التعيين الإلهي وفق نظرية الإمامة المعصومة في زمن الغيبة الكبرى، وكذلك الأمر بالنسبة لقيام حكم إسلامي على أساس مذهب أهل البيت (ع).ويجمع الرأي الفقه الشيعي على أنه في ظل غيبة الإمام المعصوم، لا يجوز إقامة حكم إسلامي، وتشكيل دولة إسلامية، لأن الإمام المعصوم هو الحاكم الشرعي، وولي الأمر الشرعي الفعلي. غير أن غيبة الإمام المعصوم الذي هو صاحب الحق الوحيد في ملء منصب "الإمامة" الزمني (أي الرئاسة الدنيوية) لا تسمح دينياً ما دام حياً و منتظراً أو موجوداً، بإشغال منصب "الإمامة بأي شخص آخر، فغيبة الإمام أو اغتصاب حقوق الأئمة الذين سبقوه لا تلغي حقهم الشرعي والإلهي في الولاية الزمنية. ومن هنا يستحيل شرعاً وفق هذا المنصب "تعيين خليفة آخر غير معصوم، مع وجود الإمام الخليفة المعصوم، الذي هو حي موجود، فمركز (الخلافة/ الإمامة) ليس شاغراً، بل هو مشغول بـ (الخليفة/الإمام، الثاني عشر).

لقد أصبح مستحيلاً إمكانية التعيين الإلهي وفق نظرية الإمامة المعصومة في زمن الغيبة الكبرى، وكذلك الأمر بالنسبة لقيام حكم إسلامي على أساس مذهب أهل البيت (ع). "مما يفضي في ضوء المنظور المادي لغيبة الإمام الثاني عشر ـ إلى تعليق قيام الدولة الإسلامية إطلاقاً والعمل من أجل دولة مدنية عادلة، يغتصب فيها "الحاكم" حق الإمام المنتظر وحده لا حق الأمة، فهو مغتصب تجاه الإمام، وعادل تجاه الأمة. يفضي ذلك إلى تحول "الإمامة" فعلياً إلى مرجعية روحية بحتة مقاربة لمرجعية "البابا" الراهنة لـ "الكاثوليك" بغض النظر عن ولاءاتهم السياسية، حيث يكون ولاء الشيعة الديني في إطار ذلك للإمام، وولاءه "السياسي" للدولة العادلة مع الحكم عليها بأن تبقى رغم عدالتها مغتصبة بحق الإمام الإلهي في الولاية الزمنية .

في عصر غيبة الإمام المعصوم الذي يمتلك الشرعية المطلقة في تشكيل الحكومة الإسلامية، وممارسة السلطة الفعلية على الأمة، وفق، الخط السياسي للإمامة المعصومة، طرحت على الشيعة مسألة البحث في إيجاد مخرج لأزمة الحكم التي كانت موجودة قبل غيبة الإمام المعصوم بسبب وجود حكم قائم هو نظام الخلافة الخارج على الإمامة المعصومة، باعتباره حكماً غير شرعي من وجهة نظرها ـ والتي استمرت بعد غيبته، نظراً لاستحالة قيام دولة إسلامية يتولى السلطة الفعلية من قبله. من هنا طرح الفقهاء الشيعة السؤال التالي : في ظل عدم مشروعية العمل لإقامة حكم إسلامي على مذهب آل البيت (ع) أي وفق خط الإمامة المعصومة، ما هي الوضعية الممكنة للأسياد الزمنيين لكي يستنبطوا صيغة للتعايش مع الوضع القائم استناداً إلى الهوية المذهبية الشيعية الاثني عشرية، في انتظار أن تتحقق الحكومة الإسلامية المثالية مع مجيء المهدي المنتظر؟

و هنا تعددت الإجابات على هذا السؤال، مما أفرز اختلافاً في مواقف الفقهاء إزاء المشروع السياسي الإسلامي، من وجهة نظر الشيعة الإمامية في العصر الحاضر. فهناك رأي الفقهاء الذي أقر بصيغة الولاية العامة للفقيه مع عدم الالتزام بأي دور للأمة، وهي الصيغة التي تشكل الأساس الفقهي للجمهورية الإسلامية في إيران. و هناك رأي آخر، أقر بصيغة ولاية الأمة على نفسها، مع دور محدود للفقهاء، و هي الصيغة التي يدافع عنها العلامة الإمام محمد مهدي شمس الدين.

إقرأ أيضا: قراءة فقهية وتاريخية وسياسية لنظام ولاية الفقيه.. دور الثورة الإيرانية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب التشيع الديني كتاب دين تشيع عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإثنی عشر من الغیبة ا الفصل علی بن فی زمن

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر المصانع والمشاريع الكبرى على صحة الإنسان والبيئة؟!

تُعدّ المصانع والمشروعات الكبرى في سلطنة عُمان أحد أهم محركات النمو الاقتصادي، ومكوّنًا رئيسيًا في مسار التنمية المستدامة. ورغم هذا الدور الحيوي، إلا أن الأنشطة الصناعية قد تُشكل مصدرًا لضغوط بيئية وصحية ناتجة عن انبعاثات الهواء، وتلوث المياه والتربة، ما ينعكس على صحة السكان خاصة في المناطق القريبة من مواقع التصنيع. ويؤكد المختصون أن معالجة هذه التحديات باتت ضرورة ملحّة لضمان توازن بين التطور الصناعي وحماية صحة الإنسان وصون البيئة.

نظام مركزي للمراقبة

وقال الدكتور عمران بن محمد الكمزاري مدير دائرة جودة البيئة بهيئة البيئة: إن الهيئة تولي مراقبة جودة الهواء والمياه اهتمامًا استراتيجيًا عبر تنفيذ دراسات ورصد ميداني مستمر.

وأضاف: "نفذت هيئة البيئة خلال الفترة 2023–2024 مشروعًا لرصد جودة المياه الجوفية في مختلف المحافظات، إلى جانب مشروع متابعة جودة المياه المعالجة، كما تقوم الهيئة بمتابعة أداء الشركات من خلال تقارير الأداء البيئي للتحقق من امتثالها للمعايير واللوائح".

وأوضح الكمزاري أن هناك دراسات متخصصة تناولت مستويات التلوث الناتج عن الأنشطة الصناعية، من بينها دراسة مستويات الرصاص في الهواء الجوي في جميع محافظات سلطنة عمان، ودراسة حول أنواع وكميات الوقود المستخدم في مصادر الاحتراق، إضافة إلى دراسة المكونات الكيميائية ومصادر الدقائق العالقة PM2.5 وPM10 ومدى سميتها.

وأشار إلى أن التعامل مع النفايات السائلة يتم عبر إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصناعي، فضلًا عن تطبيق القوانين البيئية مثل قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث (114/2001)، وقانون حماية مصادر مياه الشرب (115/2001)، ولائحة التصاريح البيئية (107/2023)، التي تنظم مختلف الأنشطة الصناعية وتضمن الامتثال البيئي.

مراقبة الانبعاثات

وأكد الكمزاري أنه يتم مراقبة الانبعاثات من المصانع باستخدام أجهزة تعرف بـ CEMS(Continuous Emission Monitoring Systems)، وهي أجهزة رصد مستمر تقيس الملوثات مباشرة من مصادر الانبعاث مثل المداخن. وتسعى الهيئة لإنشاء نظام مراقبة مركزي ولحظي يجمع بيانات الانبعاثات من جميع المصادر الثابتة في السلطنة لضمان مراقبة دقيقة وتحسين جودة الهواء بالإضافة إلى ذلك، تنتشر محطات مراقبة جودة الهواء في مختلف المناطق، ومنها المدن الصناعية، لرصد وتحليل جودة الهواء بشكل مستمر.

وأضاف: "تم تقييم المشاريع الكبرى في سلطنة عمان من حيث مدى توافقها مع مبادئ التنمية المستدامة من خلال منهجية متكاملة تشرف عليها هيئة البيئة بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى وتشمل دراسات تقييم الأثر البيئي، حيث تُعد هذه الدراسات شرطًا أساسيًا قبل تنفيذ أي مشروع كبير. كما تقوم الهيئة بقياس مجموعة من المؤشرات لمعرفة مدى التوافق مع مبادئ الاستدامة من خلال وجود استراتيجية عمان للبيئة تتوافق مع "رؤية عمان 2040"، كما تخضع المشروعات لبرامج رصد بيئي دوري لضمان استمرار التزامه بمعايير الأداء البيئي". موضحا أنه تتبنى العديد من المصانع في سلطنة عمان مبادرات بيئية مبتكرة تهدف إلى الحد من تأثيراتها البيئية، وذلك تماشيًا مع "رؤية عمان 2040" التي تركز على الاستدامة والاقتصاد الدائري ولعل أبرزها إعادة استخدام المياه الصناعية لأغراض مثل التبريد أو الري، مما يقلل من استهلاك المياه العذبة ويحد من التأثير البيئي. واختتم حديثه قائلا: "يمكن للقطاعين العمل معًا لتحسين الأثر البيئي والصحي للمشاريع من خلال الالتزام بالمعايير المحددة في القوانين واللوائح البيئية والحفاظ على البيئة، وتنفيذ برامج التوعية".

حلول مستدامة

يقول فيصل الحوسني مدير مصنع فجر للمياه: في إطار التزام مصنع فجر للمياه المعدنية بمسؤولياته البيئية والاجتماعية، وحرصه على دعم أهداف التنمية المستدامة، تبنّى المصنع مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تقليل تأثير عملياته التشغيلية على البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية تشمل إدارة الموارد المائية بكفاءة، فيولي أهمية قصوى لإدارة الموارد المائية باعتبارها جوهر عمله، حيث تم تطبيق أنظمة متقدمة لترشيد استهلاك المياه في مختلف مراحل الإنتاج، وإعادة استخدام ومعالجة جزء من المياه الناتجة عن العمليات التشغيلية لتقليل الفاقد، إلى جانب الحد من النفايات البلاستيكية، وذلك لتحقيق مفهوم الاقتصاد الدائري، اعتمد المصنع مجموعة من الحلول المستدامة، من أبرزها استخدام عبوات بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%، وخفض كمية البلاستيك المستخدم في التصنيع دون التأثير على جودة المنتج، والتعاون مع شركات إعادة التدوير المحلية لجمع العبوات المستعملة وإعادة تدويرها بشكل آمن وفعّال.

ويضيف: ضمن جهوده للحد من الانبعاثات الكربونية وتقليل استهلاك الطاقة التقليدية، قام المصنع بتركيب أنظمة ألواح شمسية لتوليد جزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية، واستبدال جميع وحدات الإضاءة التقليدية بأخرى تعتمد على تقنية LED الموفرة للطاقة، وخفض الانبعاثات الكربونية وتحسين النقل، إضافة إلى تحديث أسطول النقل ليصبح أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتحسين الجداول اللوجستية لتقليل الرحلات المكررة وخفض البصمة الكربونية الناتجة عن النقل والتوزيع، مشيرا إلى ضرورة التوعية البيئية والمسؤولية المجتمعية، لذا بادرنا بتنفيذ برامج توعوية موجهة للمستهلكين حول أهمية إعادة التدوير وترشيد استهلاك الموارد، والتعاون مع المدارس والجهات المحلية لتنظيم فعاليات تثقيفية تسهم في نشر ثقافة الاستدامة وحماية البيئة.

من جهته يقول سالم بن حميد الحكماني رئيس مجلس إدارة شركة سدرة العالمية للصناعات الدوائيه: من المعلوم تأثير المصانع على البيئة سواء من ناحية تلوث الهواء والمياه والتربة، إضافة إلى تأثيرها على التنوع البيولوجي، مشيدا بالجهود التي تبذل من كافة الجهات حيال ذلك، حيث وضعت سياسات وخطط بيئية شاملة لتحقيق التنمية التنمية المستدامة وحماية البيئة، وكونها مسؤولية مجتمعية كان لزاما علينا المشاركة في ذلك، حيث قدمت شركة سدرة العالمية للصناعات مقترح الجواز البيئي بمقاييس ومعاير دولية تحافظ على البيئة والبصمة الكربونية.

ويضيف: من ضمن المبادرات أيضا مبادرة التخلص والاستفادة من شجرة المسكيت بتحويلها من شجرة ضارة على البيئة والمجتمع إلى شجرة ذات قيمة مضافة واستخراج الأدوية البيطرية والمكملات الغذائية منها، وبهذا نكون قد تخلصنا منها بطريقة علمية، كما شاركنا في اجتماعات ومؤتمرات محلية ودولية في هذا المجال، داعيا كافة شرائح المجتمع للمساهمة في الحفاظ على البيئة.

ويوضح: تكمن أهمية المشاركة المجتمعية في هذا المجال من خلال الحفاظ على البيئة للحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة، إضافة إلى تعزيز الوعي البيئي، المشاركة المجتمعية تساعد على تعزيز الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات على حد سواء.

كما دعا أصحاب المصانع الالتزام بالأنظمة والقوانين المعمول بها في عمان ،وعلى كافة شرائح المجتمع المشاركة في الحفاظ على البيئة، إضافة إلى مشاركة الشباب في الجهود المبذولة لحماية البيئة، مشيرا إلى ضرورة استمرار الجهود المبذولة لحماية البيئة في سلطنة عمان، وأن نتمكن من تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

أهمية الوعي الصحي

تقول الدكتورة شمسة بنت محمد الحوسنية رئيسة قسم الصحة البيئية بوزارة الصحة: يُعد القطاع الصناعي إحدى ركائز التنمية الحديثة، إذ يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات، غير أن هذا التقدم، رغم ضرورته، لا يخلو من آثار جانبية تمس صحة الإنسان والبيئة، حيث يُعتبر التلوث الصناعي من أبرز مصادر تلوث الهواء الخارجي الذي يهدّد الحياة وجودة البيئة على حد سواء، مضيفة: "تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تلوث الهواء يتسبب في نحو سبعة ملايين وفاة مبكرة سنويًا حول العالم نتيجة أمراض القلب والرئة والسكتة الدماغية والسرطان، ما يجعله أحد أخطر التحديات البيئية والصحية المعاصرة، وتنبعث من المصانع والمشاريع التنموية الكبرى جسيمات دقيقة (PM2.5, PM 10)، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، إضافة إلى المركبات العضوية المتطايرة، وهي مكونات خطيرة تتسلل إلى أجسامنا مع كل نفسٍ نتنفسه. وتؤكد الدراسات أن هذه الملوثات ترتبط مباشرة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة كالربو والتهاب الشعب الهوائية، وبأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى السرطانات، خصوصًا سرطان الرئة والمثانة، أما الأطفال، فهم الفئة الأكثر هشاشة، إذ يؤدي تراكم المعادن الثقيلة في أجسامهم إلى اضطرابات في النمو العصبي وضعف في القدرات الإدراكية والتحصيل الدراسي.

وتشير الدكتورة إلى أن إرشادات جودة الهواء العالمية لمنظمة الصحة العالمية (2023) أن التعرض المزمن حتى لمستويات منخفضة من الملوثات قد يؤدي إلى ارتفاع الوفيات المبكرة بنسبة 15–20%، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 30% في المناطق الصناعية، وتدهور وظائف الكبد والكلى والجهاز العصبي نتيجة تراكم الملوثات، ويُعد الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والمصابون بالأمراض المزمنة والعاملون في المصانع والمقيمون قرب المناطق الصناعية الأكثر عرضة للخطر بسبب ضعف المناعة الطبيعية لديهم.

وبيّنت أن الوعي الصحي والبيئي يمثل أحد أهم سبل الوقاية، فكلما ازدادت معرفة المجتمع بمصادر التلوث ومخاطره، ازدادت قدرته على حماية نفسه، وتنصح الجهات المختصة السكان القاطنين بالقرب من المناطق الصناعية بمتابعة مؤشرات جودة الهواء اليومية، والحد من الأنشطة الخارجية خلال فترات التلوث المرتفع، إضافة إلى استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل والمدارس، وتجنّب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق بالقرب من المصانع أو أثناء ارتفاع نسب الملوثات.

وتؤكد الدكتورة على أن زراعة الأشجار والنباتات المحلية حول الأحياء السكنية والمناطق الصناعية تسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل الجسيمات العالقة، وقد أطلقت الجهات المعينة حملات توعوية مثل “خلك حريص» و«بيئتنا مسؤوليتنا» لنشر الوعي بين السكان حول أهمية الحفاظ على نقاء الهواء والحد من الملوثات.

كما تبذل سلطنة عُمان جهودًا حثيثة في مجال الحد من التلوث الصناعي، حيث تعمل هيئة البيئة على تطبيق القوانين المنظمة لانبعاثات المصانع والمشروعات الكبرى ضمن اشتراطات الترخيص البيئي، إلى جانب توسيع شبكة محطات مراقبة جودة الهواء في المناطق الصناعية والحضرية، كما تتجه السلطنة نحو الطاقة النظيفة والتحول الأخضر، تحقيقًا لأهداف رؤية عُمان 2040 والحياد الكربوني، من خلال تشجيع استخدام التقنيات الحديثة الصديقة للبيئة وتبنّي مبدأ الإنتاج الأنظف في المصانع.

وتضيف: وتشارك مختلف الجهات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الصحة في تنفيذ برامج مشتركة للتوعية بالمخاطر البيئية على صحة الإنسان، وربط قضايا البيئة بالتخطيط الصحي والوقاية المجتمعية، موضحة إلى أن التنمية الصناعية لا ينبغي أن تكون على حساب صحة الإنسان. فـالهواء النقي حق أساسي لكل إنسان، كما تؤكد منظمة الصحة العالمية. والتوازن بين الاقتصاد والصحة مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الحكومة والقطاع الصناعي والمجتمع، لضمان أن يكون الازدهار الصناعي طريقًا نحو مستقبل صحي ومستدام، لا عبئًا بيئيًا على الأجيال القادمة. فالمصانع النظيفة والهواء النقي ليسا خيارين متناقضين، بل هما ركيزتان لمستقبل واحد آمن ومستدام.

استياء مواطنين

وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم المتزايد من الآثار البيئية السلبية التي باتت تؤثر على حياتهم اليومية وصحتهم، يقول خالد المعمري: التلوث الناتج عن المصانع يؤدي إلى انخفاض جودة الهواء والماء، مما ينعكس على جودة الحياة، فالخطر ليس اليوم فقط، بل على الأجيال القادمة أيضا، مشيرا إلى أنه يسبب ارتفاعا في حالات الربو والتهابات الصدر بين سكان المناطق القريبة من المصانع، ودعا إلى ضرورة التخطيط الصحيح لمثل هذه المصانع وأن تكون بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان.

وتوضح رحمة البلوشية أن عددا من المناطق القريبة من مواقع المصانع تشهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات التلوث البيئي، مما ينتج عنه أضرارا مصاحبة للبيئة وللصحة، كما دعت إلى تشجيع أصحاب المصانع في عمل مبادرات خضراء من أجل التقليل من الآثار السلبية.

ويقول سالم العجمي: "إن الدخان المنبعث من المصانع يؤثر على صحة الإنسان بشكل سلبي، ويعانون من مشاكل في التنفس، ويجب اتخاذ إجراءات صارمة للحد من الانبعاثات الصناعية، ومن المهم إيجاد توازن بين التنمية الصناعية والحفاظ على صحة الإنسان وسلامة البيئة". واقترح أن يتم الاستثمار في الطاقة المتجددة بدلاً من المصانع الملوِّثة، من خلال تقنيات مثل الطاقة الشمسية أو الرياح دون الإضرار بالبيئة أو صحة المواطن.

ويؤكد سعيد المعمري أهمية إنشاء نظام للمراقبة البيئية يُمكّن المواطنين من الإبلاغ عن بسهولة، كما ينبغي تعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية عن انبعاثات المصانع، بالإضافة إلى ضرورة زيادة الوعي العام بالمخاطر المرتبطة بالتلوث الصناعي من خلال إقامة برامج توعية للمجتمعات المحلية تتناول المخاطر وتعلم البرمجة البيئية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات تشجير لتنظيف البيئة. وأشار المعمري إلى أنه يجب التركيز على المشاريع الصديقة للبيئة.

مقالات مشابهة

  • الزيدية.. صناعة فارسية: كتاب جديد يعيد قراءة التراث والصراع العربي–الفارسي
  • بسبب تسرب المياه.. تلف 400 كتاب ووثيقة بمكتبة الآثار المصرية داخل متحف اللوفر
  • وهم إسرائيل الكبرى
  • ما الذي يحتاجه المنتخب المصري لعبور الأردن في كأس العرب؟..تفاصيل
  • مفهوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • كيف تؤثر المصانع والمشاريع الكبرى على صحة الإنسان والبيئة؟!
  • الشيعة في حماية الأخ الأكبر
  • ساعة بلا كتاب قرون من التأخر.. شعار معرض القاهرة للكتاب.. ونجيب محفوظ شخصية العام
  • قصور الثقافة تصدر كتاب التراث الشعبي بين النص والعرض لمحمود كحيلة
  • قادة الشيعة.. عجز الاختيار