#سواليف

منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى صباح اليوم، أعدمت قوات الاحتلال بدم بارد 4 فلسطينيين في محافظة القدس، بينهم 3 أطفال لم يتجاوز أصغرهم سن الـ13، بعد إطلاق الرصاص عليه بينما كان يلهو مع أقرانه أمام منزله في مخيم شعفاط شمال القدس.

كان الطفل رامي الحلحولي (13 عاما) أول من ارتقى في المخيم الذي تشتعل ساحته منذ نحو عام ونصف العام، ويشهد بشكل شبه يومي اقتحامات قوات الاحتلال التي يتخللها استهداف عشوائي للسكان وممتلكاتهم.

طلب رامي من والدته قليلا من المال ليشتري الحلويات بعد الإفطار ويتناولها مع أصدقائه، لكن بمجرد خروجه للهو في محيط المنزل، أطلق الجنود الرصاص عليه بادعاء استخدامه ألعابا نارية ضدهم وتعريض حياتهم للخطر، توقف قلب رامي بعدما نزف لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة اشتباكات بعد اقتحام الاحتلال مخيم شعفاط 2024/03/13

الذنب: الاقتراب من الجدار
وكانت اليد الخفيفة على الزناد بانتظار 5 شبان في بلدة الجيب شمال غرب القدس، وقال أحد سكان القرية (ب. غ) للجزيرة نت إن 5 شبان كانوا في مركبة في المنطقة التي تفصل القرية عن شارع رقم 436 الاستيطاني، وبمجرد اقتراب المركبة من الجدار العازل كان جنود الاحتلال بانتظارها فأطلقوا النار فورا على من بداخلها.

“أصيب السائق وبمجرد ترجل الشبان الأربعة الآخرين لإسعافه، تم استهدافهم بإطلاق النار عليهم أيضا واعتقالهم، وبعد تفتيش المركبة وعدم العثور بداخلها على شيء تمت إعادة الشبان إلى حاجز الجيب وسُلّموا للإسعاف الفلسطيني”، وفق المصدر ذاته.

وادعت شرطة الاحتلال أن قوات “حرس الحدود” أطلقت النار على 5 فلسطينيين كانوا يعتزمون إلقاء زجاجات حارقة على شارع 436 الذي يربط مستوطنة جفعات زئيف بحي راموت الاستيطاني بالقدس. وأسفر هذا الاعتداء عن ارتقاء الطفل عبد الله عساف (16 عاما) والشاب زيد خلايفة (23 عاما).

أما الجريمة الأحدث، فنفذت صباح اليوم الأربعاء عند ما يعرف بحاجز “النفق” بين مدينتي القدس وبيت لحم، بعد إطلاق الجنود النار على قاصر ادّعوا أنه نفذ عملية طعن أدت إلى إصابة شخصين بجروح متوسطة وطفيفة.

تأجيج يميني
وفي ظل هذا التصعيد، سألت الجزيرة نت الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي محمد هلسة إذا ما كانت إسرائيل تنوي بعمليات الإعدام المتتالية إشعال مدينة القدس في رمضان.

وأجاب هلسة أن ذلك لم يعد محصورا في إطار النيات، بل إن السلوك الإسرائيلي اليومي يخدم فكرة تأجيج المشهد لخدمة اليمين القومي الذي يتغذى على الاستفزاز وإشعال النيران، لأن الهدوء لا يخدم أجندته في فرض ما يريد، بل يحتاج مثل هذه المشاهد ليتذرع بمزيد من القيود والإجراءات التي تحد من حركة الفلسطينيين وتمنعهم من الوصول للمسجد الأقصى في مثل هذه الأيام.

واستدرك هلسة أنه عندما اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارا بالسماح بدخول المصلين إلى المسجد مثل الأعوام السابقة، أعقب هذا القرار بجملة أن “تقييم الوضع سيجري أسبوعيا من حيث جوانب الأمن والسلامة، وأن القرارات ستتخذ وفقا لذلك”.

والآن سيخدم هذا مطامح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في فرض القيود، إذ سيتذرع بالحوادث التي وقعت على الحواجز المختلفة، ليقول إننا حذرنا من أن وصول الفلسطينيين للقدس سيشعل المنطقة، وسيستخدم ذلك لخدمة روايته وأجندته.


بن غفير سيخلق التصعيد
لكن وفي حال لم تقع هذه الحوادث، فإن هلسة أكد أن أجندة اليمين تتغذى على إشعال النيران، وبالتالي إن لم تكن هناك حالة تصعيد سيسعى بن غفير جاهدا لخلقها وافتعالها بذريعة محاربة التهديدات والمخاطر الأمنية.

وبما أن الأنظار تتجه نحو الجمعة الأولى من شهر رمضان أشار الأكاديمي هلسة إلى أن هذا الوزير المتطرف الذي يسيطر على جهاز الشرطة سيحرص وشرطته على خلق نقاط وبؤر احتكاك مع الفلسطينيين، ليقول إنه حدث ما حذرنا منه ويجب منع الفلسطينيين من الوصول إلى القدس والأقصى.

وأضاف هلسة أن بن غفير “سيتخذ ذريعة من كل شاردة وواردة ومن أي احتكاك بسيط على أبواب الأقصى، أو رفع العلم الفلسطيني هنا وهناك، ليخلق حالة من المواجهة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وفي ظل حالة الهوس الأمني التي تسود الجندي والشرطي والانتشار الكبير في مناطق التماس ومرور المسلمين للأقصى سيحدث الاحتكاك”.

المسألة الأخطر في نظر هذا الأكاديمي أن الجندي الذي أطلق النار على الطفل رامي الحلحولي في مخيم شعفاط مساء أمس الثلاثاء لم ترمش له عين، لأنه يشعر أن غطاء رسميا ودينيا وقوميا ومجتمعيا يحميه، فلن يُسأل ولن يلاحق.

وهذا ينسحب على كل أفراد الشرطة المنتشرين في المدينة والمتسلحين بتوجيهات بن غفير باتباع سياسة اليد الخفيفة على الزناد، التي يتلوها تمجيد شخصي منه بأدائهم، وهذا السلوك الانتقامي يعم في مستويات الدولة كافة، وفق هلسة الذي أضاف أن أجواء الحرب توفر فرصة للانتقام من الفلسطيني الأعزل الذي يريد أن يصل إلى القدس ليؤدي عباداته في المسجد الأقصى.

تكريم القاتل
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن بن غفير قوله إن الشرطي الذي قتل الطفل رامي الحلحولي -أمس الثلاثاء- لا يستحق التحقيق معه، وسأعمل على منحه وساما.

من جانبه، استهل الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات حديثه للجزيرة نت بالقول إن الوزير المتطرف بن غفير يريد أن يشعل ساحة القدس والمسجد الأقصى في شهر رمضان عبر “شيطنة” هذا الشهر والتحريض على المصلين في المسجد.

ورغم أن جهازي الشاباك والجيش الإسرائيلي يريدان لجم حالة الاحتقان وتجنب فتح جبهة جديدة، فإن الوزير المتطرف والمفوض العام للشرطة يصران على إقحام أولى القبلتين في المواجهة وتحويل الحرب إلى حرب دينية.

وأشار عبيدات إلى أن يوم الجمعة المقبل سيكون الاختبار الأكبر لما ستكون عليه الحال في القدس بقية الشهر الفضيل، وفي حال استفزت الإجراءات المشددة المصلين، فإن الأوضاع ستنفجر من بوابة المسجد الأقصى والمدينة المقدسة.

المصدر : الجزيرة

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بن غفیر

إقرأ أيضاً:

لازاريني: لا أجد الكلمات لوصف البؤس والمأساة التي يعاني منها سكان غزة

#سواليف

حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( #أونروا )، #فيليب_لازاريني، الأربعاء، من أن “هناك ضغطا متعمدا لجعل #غزة غير صالحة للعيش للفلسطينيين”.

وقال لازريني خلال لقاء متلفز، إن “هناك هدفا سياسيا وراء ذلك، وأحد هذه الأهداف هو #تهجير_السكان”.

وأضاف أنهم “يريدون من السكان أن يستسلموا ويطلبوا الخروج من #غزة”.

مقالات ذات صلة موظف سابق في مايكروسوفت: الشركة تهتم بالربح المادي على حساب الدم الفلسطيني 2025/04/25

وأوضح مفوض “أونروا”، أن ” #الجوع يتفشى في غزة، وبدون دخول المساعدات، فلن يموت الناس فقط بسبب القصف، بل سيموتون أيضا بسبب #نقص_الغذاء”.

وأشار إلى أن “كل يوم إضافي من #الحصار هو يوم إضافي من #المعاناة، وهو بدون شك وصمة عار على ضميرنا الأخلاقي الجماعي”.

وشدد على أنه “لا يجد الكلمات الكافية لوصف البؤس والمأساة التي يعاني منها سكان غزة”، مضيفا أنه “بدون أدنى شك، ما شهدناه خلال 19 شهرا، وخاصة خلال الشهرين الماضيين، يُظهر أن المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح حرب”.

وقال لازاريني: “أعتقد أننا سندرك في السنوات المقبلة كم كنا مخطئين، وكم كنا على الجانب الخطأ من التاريخ، لقد سمحنا، ونحن نشاهد، بحدوث #فظائع هائلة”، مستدركا: “إنه أمر فظيع للغاية، لا سيما في بلداننا التي قلنا فيها: لن يتكرر هذا أبدا”.

وأكمل:”نحن معتادون على أنواع مختلفة من سوء التغذية، الناتجة عن التغير المناخي، أو الجفاف، أو النزاعات، لكن في غزة، فالأمر لا يتعلق بأي من ذلك، بل هو من صنع الإنسان منذ البداية وحتى ما نشهده اليوم”.

وكان الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد توقف دام شهرين في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طيلة فترة التهدئة.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبمساندة أميركية وأوروبية، ترتكب قوات الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • أيمن الرقب: بن غفير مهووس بالاستعراض ويبحث عن استفزاز الفلسطينيين
  • علم فلسطين يتسبب باشتباك بين غفير و”حريديم” قرب القدس- (فيديو)
  • محتجون يهاجمون “بن غفير” ويصفعون زوجته
  • بعد انقضاء المهلة التي منحتها.. وزارة الاتصالات تنفذ حملة ميدانية لمصادرة معدات “ستارلينك” المحظورة
  • علم فلسطين يتسبب باشتباك بين غفير و”حريديم” قرب القدس - (فيديو)
  • لازاريني: لا أجد الكلمات لوصف البؤس والمأساة التي يعاني منها سكان غزة
  • سرايا القدس تنعي الشهيد الفلسطيني رامي زهران
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا خلال ساعات بمجازر إسرائيلية في شمال وجنوب غزة
  • استشهاد 51 فلسطينيا خلال ساعات بمجازر إسرائيلية في شمال وجنوب غزة