رعى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن سعد بن عبدالعزيز محافظ الخرج مساء أمس الأحد الحفل السنوي لفرع جمعية "إنسان" بالمحافظة، بحضور عدد من شركاء إنسان وعدد من مسؤولي المحافظة، في قاعة الورود للاحتفالات.

 وفور وصول سموه لمقر الحفل، عزف السلام الملكي، ثم بدأ الحفل بتلاوة آيات من كتاب الله الكريم، تلا عرض مرئي عن حملة الجمعية الإعلامية لهذا العام "لأني إنسان" عقبها ألقى مدير فرع جمعية إنسان في محافظة الخرج صالح بن محمد العمري، كلمةً بهذه المناسبة رحّب فيها بتشريف محافظ الخرج واستعرض فيها إنجازات الجمعية للعام الماضي ومستهدفات العام الحالي لعدد من مشاريع ومبادرات الجمعية.

 

 بعد ذلك شاهد الحضور عرض مرئي لإنجازات فرع الجمعية بالمحافظة والخدمات التي تقدّمها للمستفيدين وأبرز البرامج والفعاليات لأبناء وأسر إنسان، التي شملت مجالات الإسكان، وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والسلة الرمضانية وزكاة الفطر وأنواع الكفالة وزكاة المال. 

 كما شكر سمو محافظ الخرج لدعمه المستمر لأعمال الجمعية ورعايته الكريمة لحفل الجمعية السنوي بالمحافظة . 

 وفي ختام الحفل كُرّم كبار الداعمين لبرامج الفرع، كما كُرّم الأفراد والجهات المانحة والداعمة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: محافظ الخرج حفل جمعية إنسان محافظ الخرج

إقرأ أيضاً:

أبعاد التغيير

 

 

يعقوب بن محمد الرحبي **

لا شك أنَّ لكل إنسان الحق في أن يفكر ويتدبر، وله حرية الإيمان والاعتقاد بما يشاء. القرآن يخاطب البشرية قائلًا: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)؛ أي لا تُكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بيّنٌ واضحٌ جليٌّ، دلائله وبراهينه لا تحتاج إلى إكراه أحد على الدخول فيه. ويقول تعالى: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر)، ويُفسَّر ذلك بأن من أراد الله له الإيمان آمن، ومن أراد الله له الكفر كفر.

وهذا لغير المسلم، فما بالك بأخيك المسلم؟

في الحقيقة، أنت لست مسؤولًا عن غيرك لتفرض آراءك وأفكارك عليه، أو لتصدر أحكامًا بالكفر أو الضلال أو الإلحاد على غيرك بمجرد اختلافه معك في التفكير أو المعتقد. ومما لا شك فيه أنَّ كل إنسان يجب أن يسعى لإحداث تقدم وتغيير في حياته، ويرتقي بمستواه الإنساني. هذه فطرة وهاجس داخل كل البشر. لهذا.. دع قلبك ينبض بالحب، وعقلك يقودك للصواب، وسلوكك يسود بالمحبة، إذا أردت أن تُحدث تغييرًا سواء في نفسك، أو في غيرك، أو في مجتمعك.

وهناك 3 أبعاد للتغيير ينبغي أن تؤدي دورًا كبيرًا ومحوريًا في تغيير مسار حياتك؛ بل وحياة الأمة وشعوبها دون استثناء. والذي أراد أن يضع بصمة، فليضع بصمة الحب والسلام. والتغيير الذي يجب أن يحدث في جميع الأبعاد الثلاثة، حتى يكون التغيير شاملًا ومؤثرًا، هو كالتالي:

البعد الأول: الفكر، وهو بمثابة السائق الذي يقود المركبة إلى بر الأمان، فيحدد وجهتها. فإذا تغير الفكر، ورفض الإملاءات والقيود، وتمرد على الانقياد والطاعة المطلقة للموروث، ارتقى الإنسان وأصبح مبدعًا. حينها تتغير وجهة حياتك ويتغير مصيرك.

البعد الثاني: القلب، وهو بمثابة الوقود في المركبة، فهو يمنح الطاقة للحركة. فتغيير الفكر وحده لا ينفع دون انفعال القلب، مثل المركبة التي لا تصلح للحركة حتى مع وجود سائق. بالقلب تفهم وتقرأ كل شيء حولك، ومن خلاله تكتشف أن السعادة في محبة كل الناس، والرضا والقبول بالآخرين مهما اختلفت آراؤهم وأفكارهم ومعتقداتهم. حينها تفهم سر الوجود والغاية منه.

البعد الثالث: السلوك، وهو مرتبط بمهارات سلوكية مُعينة يحتاجها الإنسان كي يصل إلى هدفه الذي حدده له العقل وحركه القلب. فالسائق الجالس داخل المركبة يعرف أين يذهب ومعه وقود، لكنه لن يستطيع تحريك السيارة بشكل سليم دون أن يتعلم مهارات وفن القيادة.

ولهذا، فإنَّ الإنسان يعيش بفكره وعقله وسلوكه لا بجسده. فإذا اختل أحد هذه الأبعاد الثلاثة، فقدَ الهدفَ وتاه في الدروب وتخلى عن إنسانيته. بهذه الأبعاد أنت إنسان عظيم، فلا تدع نفسك تسوقك للبطش بغيرك أو الاعتداء عليه وتخرج عن إنسانيتك. ليس شرطًا أن يسير كل الناس وفق مسارك أو توجهاتك أو أن يؤمنوا بأفكارك؛ لأنه إنسان من حقه أن يعيش ويمارس حقوقه كإنسان ويفكر ويؤمن بما يشاء، بشرط ألا يتعدى على حقوق الغير.

أنت لست معنيًا بدين أحد، ولا بتقييم أحد، وعلاقتك مع الآخرين تكون من خلال القيم الإنسانية، ولا تعنيك معتقداتهم. والقرآن يقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود: 118). ويقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99).

لو أصبحت هذه الثقافة سائدة في المجتمعات الإسلامية، وتغير الخطاب الديني وارتقى إلى هذا المستوى، لعاش الجميع في محبة فعلى كل مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمفكرين والعلماء والأدباء والأساتذة والأكاديميين والمعلمين، أن يغرسوا ثقافة الحب والسلام والروح الوطنية والإنسانية والبعد كل البعد عن تراكمات الماضي وما يلوث صفو هذه الأمة من التعصب للمذهبية والطائفية والحزبية، وأن نسمح للأجيال أن يفكروا بعقولهم لا بعقول غيرهم وأن يصنعوا لهم مستقبلا يتحلى بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة ويحملوا في قلبهم الرحمة والمحبة للناس، وعلى كل مسؤول أو موظف في أي موقع من مواقع العمل أن يعمل بضمير وإخلاص وإتقان وأمانة وبروح وطنية مخلصة للارتقاء بهذه الأُمَّة.

** كاتب وقاص عُماني، عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

مقالات مشابهة

  • ما حكم لعن إنسان؟.. دار الإفتاء: لا يجوز إلا في هذه الحالات
  • العيسوي: الديوان الملكي سيبقى ملتقى أبناء الوطن.. والأردنيون أوفياء لقيادتهم ويدافعون عن أمنهم الوطني
  • أبعاد التغيير
  • محافظ أسيوط يشهد تسليم تعويضات مالية لسكان عرب المدابغ ضمن خطة تطوير المناطق غير الآمنة
  • تحرك في البحيرة لكشف ومكافحة الآفات الزراعية بالمحافظة
  • محافظ المهرة يترأس اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية ويشدد على رفع الجاهزية
  • محافظ سوهاج يبحث مع وفد "المالية" و"E-Finance" تطوير النظام المالي والتحول الرقمي بالمحافظة
  • وكيل التضامن الاجتماعي ببني سويف: أعتز بتكريم المحافظ وممتن للفترة التي قضيتها معه
  • محافظ الأقصر يبحث خطة مشروع القطار السريع ومحطاته بالمحافظة
  • طريقة احتساب مجموع الأيام التي يكون فيها مستفيد حساب المواطن خارج المملكة