مفتي الجمهورية: العلماء المسلمون المعتَمدون اعتبروا التنوع الفكري بين المذاهب الإسلامية ظاهرةً صحية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
توجَّه الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بخالص الشكر لرابطة العالم الإسلامي ولسعادة الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى على دعوته لمؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، وعلى الجهود المباركة والرؤية الثاقبة والعمل الدءوب لبناء أسس التواصل وإقامة الجسور بين مختلف المذاهب الإسلامية ومواجهة الأفكار الداعية للتشتت والتفرُّق بكافة السبل الممكنة.
جاء ذلك خلال رئاسته للجلسة الثانية على هامش المؤتمر والتي جاءت تحت عنوان: المشتركات الجامعة وبناء الجسور، والتي تحدث فيها كلٌّ من فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن الحسن باقشيش عضو مجمع خادم الحرمين الشريفين، وفضيلة الشيخ حجي إبراهيم توفا رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية إثيوبيا عن موضوع مواجهة الفكر المتطرف والإقصاء الطائفي.
كما تحدث كلٌّ من الشيخ بويار سباهيو رئيس المشيخة الإسلامية والمفتي العام لجمهورية ألبانيا، والدكتور كمال بوزيدي عضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية عن موضوع القيم الإسلامية المشتركة والخصوصية المذهبية.
وثمَّن الدكتور شوقي علام -خلال كلمته الافتتاحية للجلسة- موضوع المؤتمر، مشيرًا إلى أن المؤتمر يُعقَد حول قضيةٍ تشتدُّ حاجة الأمة إلى بحثها في ظل الظروف والمتغيرات الراهنة التي يعلمها الجميع، وذلك للتأكيد على أن العلماءَ المسلمين المعتَمدين قد اعتبروا التنوع الفكري بين المذاهب الإسلامية ظاهرةً صحيةً تعكس مدى مرونة وحيوية الفكر الإسلامي، ذلك أن هذا التنوع كان سببًا فاعلًا في تكوين حضارةٍ فكريةٍ وتشريعية قلَّما توجد في أمة من الأمم.
وأضاف أن اختيارَ عنوان المؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" قد جاء من إرادةٍ حقيقيةٍ لا تقف عند معالجة المشكلات الفكرية في تناول هذا التنوع المذهبي الإسلامي، فإننا كذلك نرى أنها تمتدُّ إلى نيةٍ صادقة لاستثمار هذا التنوع وإدارته بأسلوبٍ رشيدٍ ليكون أداةً فاعلة في دعم الحضارة الإسلامية المعاصرة بعمومها وخصوصها على المستويات المحلية والصعيد الإسلامي.
واختتم مفتي الجمهورية كلمته بتوجيه بالغ الشكر للمملكة العربية السعودية على استضافة هذا المؤتمر الجاد الذي يأتي في سياق تفعيل العمل الإسلامي المشترك.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التنوع الفكري العلماء المسلمون المذاهب الإسلامية المفتي المملكة العربية السعودية مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية بمكة المكرمة مفتي الجمهورية بین المذاهب الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
علماء: تدهور الفطريات الجذرية يدمر التنوع البيولوجي
أشارت دراسة جديدة إلى أن الشبكات الموجودة تحت الأرض من الفطريات، التي تدعم النظم البيئية على الكوكب، تتدهور بسرعة، وهي بحاجة إلى إجراءات عاجلة للحفاظ عليها، إذ توجد 9.5% فقط من المناطق الرئيسية للتنوع البيولوجي الفطري ضمن المناطق المحمية القائمة.
وتوجد الفطريات الجذرية على جذور النباتات، وتُساعد في تنظيم مناخ الأرض وأنظمتها البيئية، كما تُزوّد شبكاتها المعقدة النباتات بالعناصر الغذائية الأساسية، بينما تسحب أكثر من 13 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا إلى التربة، أي ما يعادل ثلث الانبعاثات العالمية من الوقود الأحفوري تقريبا.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3التنوع البيولوجي بين مخاطر التغير المناخي والأنشطة البشريةlist 2 of 3ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئيlist 3 of 3كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟end of listوقد يؤدي فقدان هذه الأنظمة البيئية إلى انخفاض في معدل امتصاص الكربون، وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وضعف قدرة النظام البيئي على الصمود في مواجهة الظروف المناخية القاسية، حسب الدراسة.
وقام علماء من جمعية حماية الشبكات تحت الأرض "سبان" (Spun) بإنشاء أول خرائط عالية الدقة للتنوع البيولوجي للنظم البيئية الفطرية تحت الأرض. ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر" أن 90% من بؤر التنوع البيولوجي للفطريات الجذرية تقع في أنظمة بيئية غير محمية.
وقال الدكتور توبي كيرز، المدير التنفيذي لمؤسسة "سبان"، إن تلك الفطريات الأساسية "ظلت في الظلام، على الرغم من الطرق غير العادية التي تدعم بها الحياة على الأرض".
وأشار إلى أن الفطريات تُعيد تدوير العناصر الغذائية، وتُخزن الكربون، وتدعم صحة النبات، وتُكوّن التربة. وعندما نُعطّل هذه العناصر الحيوية في النظام البيئي، يتباطأ تجديد الغابات، وتفشل المحاصيل، ويبدأ التنوع البيولوجي فوق الأرض بالتفكك.
وقبل 450 مليون سنة، لم تكن هناك نباتات على الأرض، وبفضل هذه الشبكات الفطرية الجذرية، استعمرت النباتات الكوكب وبدأت تدعم الحياة البشرية.
وقال كيرز إنه "إذا كانت لدينا شبكات فطرية صحية، فسوف نحصل على إنتاجية زراعية أكبر، وأزهار أكبر وأجمل، ويمكننا حماية النباتات من مسببات الأمراض".
إعلانوأطلقت شركة "سبان" هذه المبادرة في عام 2021 بالتعاون مع عدة منظمات دولية وباحثين من جميع أنحاء العالم لرسم خريطة للشبكات غير المدروسة من الفطريات.
وباستخدام تقنيات التعلم الآلي على مجموعة بيانات تحتوي على أكثر من 2.8 مليار تسلسل فطري تم أخذ عينات منها من 130 دولة، تمكن العلماء من التنبؤ بتنوع الفطريات الجذرية على نطاق كيلومتر مربع واحد عبر الكوكب.
واكتشف الباحثون أن 9.5% فقط من هذه البؤر الحيوية للتنوع البيولوجي الفطري تقع ضمن المناطق المحمية القائمة، مما يكشف عن فجوات هائلة في مجال الحفظ.
يُمثل هذا البحث أول تطبيق علمي واسع النطاق لمبادرة رسم الخرائط العالمية، التي "تتجاوز مجرد أدوات علمية، بل يُمكنها أن تُسهم في توجيه مستقبل الحفاظ على البيئة"، حسب الدكتور مايكل فان نولاند، الباحث الرئيسي في الدراسة.
وقال نولاند: "نظرا لتأثير هذه التكافلات الفطرية على صحة النظم البيئية للأرض ووظائفها، فإن الاستمرار في تجاهلها قد يُمثل فرصة ضائعة للغاية"، مشيرا إلى أن الفطريات تستجيب بشكل سلبي للضغوط البشرية، وبدون معالجة الخسارة المحتملة لهذه الفطريات الحيوية، فقد نفقد قدرتنا على تطوير حلول مناخية طبيعية جديدة، وباعتبارها ضرورية للإنتاجية الزراعية وصحة الإنسان.
من جهتها، قالت الدكتورة ريبيكا شو، كبيرة العلماء في الصندوق العالمي للطبيعة، إن الحفاظ على الفطريات الفطرية وحمايتها يمكن أن يساعد في حل بعض أعظم التحديات التي يواجهها العالم، والمتمثلة في انخفاض التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، وانخفاض إنتاجية الغذاء.
ويضم فريق "سبان" الدولي أكثر من 400 عالم و96 مستكشفا تحت الأرض من 79 دولة، ويقوم بأخذ عينات من النظم البيئية الجوفية الأكثر بعدا والتي يصعب الوصول إليها على وجه الأرض، بما في ذلك منغوليا وبوتان وباكستان وأوكرانيا.