المرتضى: الفراغ الرئاسي عقدة وأزمة أساسية والحلّ بالحوار
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
أكد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى أن "علينا ان نتذكر ان في لبنان أراضي محتلة، وان القانون والمواثيق الدولية تضمن لبلدنا حق المقاومة بشتى الوسائل"، لافتا إلى أن "مسألة صمود أهالينا في الجنوب باتت المثال والنموذج على الرغم من الجراح والخسائر والشهادة، وليس هناك جنوبي واحد لا يعرف ان الكيان الصهيوني وراء كل ما يجري، وان مقاومته أقل كلفة من مهادنته، لأنه لا يريد أقل من إلغاء النموذج اللبناني"، مبديا "الخوف من أن يدخل العدو إلى المناعة المجتمعية"، مشيرا إلى أن "خطته باتت مكشوفة في تأليب بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، لكن في المحصلة لن تؤتي خطته أكلها".
واعتبر أن "الحديث عن هدنة نسمعه في الاعلام، لكن لا مؤشرات حتى الآن تشي بقرب التوصل اليها، سوى وساطات الموفدين الدوليين إلى بيروت وهم يلقون بالجزرة من جهة، ويهددون بالعصا من جهة أخرى، وهذا لا يمشي مع لبنان. بالطبع الهدنة طويلة الأمد هي حل مرتقب، ويجب أن تبنى على توقف العدوان تماما في غزة وفي الجنوب اللبناني، وعندها يمكن ان نبني على الشيء مقتضاه، فنعرف ما هي المكاسب التي سيحصلها لبنان جراء أي هدنة محتملة".
وفي الملف الداخلي اللبناني، لجهة الشغور الرئاسي، وتحرك اللجنة الخماسية، أشار المرتضى إلى أن "لا جديد في حراك سفراء اللجنة الخماسية، فهي لم تقدم مشروعا للخروج من الأزمة، وهو يبدأ بالحوار بين الكتل وفقا لما دعا اليه مرارا وتكرارا رئيس مجلس النواب نبيه بري، أما الرفض المتكرر لهذه الدعوة من قبل البعض وتموضعهم وتقاطعهم لتعطيلها فلن يؤدي الا إلى مزيد من التعقيد والى تأخير حصول الاستحقاق".
تابع: "الفراغ الرئاسي في لبنان عقدة وأزمة أساسية والحل في الحوار، ولاسيما أن الفراغ حاصل في ظل الانقسام حول الملفات الاستراتيجية التي سيتنكب الرئيس مسؤولية مواجهتها. الحدود البرية، النفط والغاز، الوضع الاقتصادي، أزمة المصارف، الاصلاح، اعادة إعمار الجنوب، أزمة النزوح وما سوى ذلك من المشاكل الوجودية التي لا يبدو ان اغلب القوى السياسية في لبنان تريد مقاربتها، ونحن لا نريد أن تأتي التسوية على حساب لبنان فيفرض عليه الأمر الواقع الخضوع لبنودها عوضا عن ان يكون مستعدا لها، واستعداده لا يكتمل الا بالحوار وكل مبادرة بهذا الاتجاه مشكورة على الا تكون في البروتوكول إنما في المضمون".
وعما اذا كنا سنشهد استقرارًا نقديًا او اقتصاديَا قريبَا، اعتبر أن "تحديد المسؤوليات وتلمس طريق واقعية للخروج من الأزمة، هما الطريقان المتوازيان للخروج من أزمة الاستقرار النقدي".
أضاف: "نحن عمليًا في حال استقرار نقدي إنما في حال عدم استقرار اجتماعي واقتصادي، فما نفع تثبيت سعر الصرف إذا كان الوضع المالي والاجتماعي للمواطن متدهورًا؟ ما يحدث حتى الآن هو ضمادات للنزيف وليس وقفه، والاستقرار يبدأ بخطة تعافٍ تقوم على حوافز جديدة تضخ في شرايين الاقتصاد، تبدأ بالاستثمار وإصلاح النظام المصرفي وهناك كلام كثير، لكن كل شيء ينتظر التسوية، وهذا خطير لأن انتظارها قاتل بالنسبة اليها، وعلينا استكشاف اقتصاد أزمة يسمح لنا بالصمود على النحو الذي ابتدعه القطاع الخاص، وللأسف ما زال القطاع العام في لبنان يفتش عنه".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الفضة تسجل أعلى مستوى منذ 1980 وسط الإغلاق الحكومي الأمريكي وأزمة سيولة في لندن
ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم ، لتسجل مستويات قياسية جديدة هي الأعلى منذ أكثر من أربعة عقود، مدفوعة بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث.
وأوضح التقرير، ارتفاع جرام الفضة عيار 800 لتسجل 74 جنيهًا، بينما سجّل عيار 925 نحو 86 جنيهًا، وعيار 999 حوالي 93 جنيهًا، فيما استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهًا.
وعالميًا، صعدت الأوقية إلى نحو 52 دولارًا، وهو أعلى مستوى للفضة منذ عام 1980، فيما تجاوز الذهب حاجز 4100 دولار للأوقية مسجلًا رقمًا قياسيًا جديدًا.
ويرجع هذا الصعود إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
أزمة سيولة في لندن تدفع الأسعار للانفجارووفقًا لتقرير «بلومبرج»، فإن شح السيولة في سوق لندن تسبب في تفاقم ما يُعرف بـ«الضغط القصير» على مراكز الفضة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بوتيرة غير مسبوقة وأطلق موجة من عمليات البحث العالمية عن السبائك الفعلية لتغطية الطلب.
وأشار التقرير إلى أن الفجوة السعرية بين سوقي لندن ونيويورك دفعت بعض المتداولين إلى نقل سبائك الفضة جوًا عبر الأطلسي للاستفادة من فارق الأسعار الكبير، في خطوة غير معتادة عادة ما تُخصّص لنقل الذهب فقط بسبب تكلفتها المرتفعة.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد الضبابية
يأتي هذا الارتفاع في وقتٍ يدخل فيه الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثالث، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب تسريح عدد من الموظفين الفيدراليين، ما عمّق الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول موازنة الحكومة.
ويرى مراقبون أن الإغلاق مرشح للاستمرار، في ظل تمسك الديمقراطيين بمطالبهم بتمديد دعم التأمين الصحي ورفضهم التصويت على إعادة فتح الحكومة دون تفاوض مباشر.
تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
على الصعيد الدولي، أبدت الإدارة الأمريكية انفتاحًا حذرًا على التفاوض مع الصين، لكنها اعتبرت القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة «عقبة رئيسية» أمام الحوار.
وكانت الصين قد أعلنت مؤخرًا رسومًا جديدة على السفن الأمريكية وفتحت تحقيقات ضد شركة كوالكوم، ما أثار مخاوف من عودة حرب تجارية قد تؤثر على نمو الاقتصاد العالمي.
النفط يتراجع مع تفاقم الحرب التجارية
تراجعت عقود خام نايمكس الأمريكي بأكثر من 3 دولارات للبرميل يوم الجمعة، لتسجل أدنى مستوى في أربعة أشهر ونصف قرب 58 دولارًا، قبل أن ترتد قليلًا إلى 59.75 دولارًا.
ويرجع الهبوط إلى المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي بفعل الحرب التجارية وزيادة الإمدادات من منتجي «أوبك» وخارجها، إلى جانب تراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد تقدم المفاوضات بشأن هدنة في غزة.
توقعات إيجابية للفضة ومخاطر محدودة على المدى القصير
قال بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية، إن أسعار الفضة مرشحة للارتفاع على المدى المتوسط بدعم من تدفقات الاستثمار الخاص والطلب الصناعي القوي، لكنه حذّر من تقلبات مرتفعة ومخاطر تصحيح قصيرة الأجل مقارنة بالذهب.
في المقابل، ارتفع الذهب بنحو 53% منذ بداية العام، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية، وتزايد استثمارات صناديق المؤشرات، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، فضلًا عن حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن الرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية.
وتُظهر أدوات «CME FedWatch» أن الأسواق تتوقع بخبرة شبه مؤكدة خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، يليه خفض مماثل في ديسمبر، بينما ينتظر المستثمرون خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء لتأكيد الاتجاه.
الفضة: النسخة عالية الحساسية من الذهب
من جانبه، قال ساكسو بنك في تقرير بحثي إن الفضة باتت تُعد «النسخة عالية بيتا من الذهب»، أي أنها تتحرك في الاتجاه نفسه ولكن بحدة أكبر في المكاسب والخسائر.
وتوقع البنك أن تواصل الفضة صعودها نحو 100 دولار للأوقية بحلول عام 2026، مدعومة بالطلب الصناعي والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
ويرى محللون أن مستوى 50 دولارًا يمثل حاجزًا نفسيًا قويًا في السوق، لكنه ليس سقفًا نهائيًا، خاصة مع وصول إلى الذهب 4100 دولار للأوقية.
المشهد العام: الفضة تعود إلى صدارة المعادن
يؤكد مركز «الملاذ الآمن» أن الفضة تعيش مرحلة تاريخية جديدة، يجتمع فيها الطلب الصناعي القياسي والعجز في المعروض والتحول إلى الطاقة النظيفة مع ضعف الدولار الأمريكي.
وفي وقتٍ يتجه فيه المستثمرون تقليديًا إلى الذهب، تبدو الفضة اليوم اللاعب الأقوى في مشهد المعادن النفيسة لعام 2025، مع توقعات بمزيد من المكاسب إذا استمرت السياسات النقدية التيسيرية والاضطرابات الاقتصادية العالمية.