سؤال دائماً ما طُرِح من الكثيرين، وهو لماذا لا يتحرّك الشارع العربي، على التحديد، كما يحدث في شوارع الدول الغربية، وأساساً، أوروبا والولايات المتحدة واليابان، ودول أخرى. وهي شوارع تحركت فيها ضمائر شعوبها، بالاحتجاج على ما يُرتكب من إبادة ومجازر وتدمير في غزة. فضلاً عن إدانة الكيان الصهيوني، والتضامن مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والتشديد على ضرورة وقف الحرب على شعب غزة، وتجريم قتل المدنيين وتدمير المساكن والمستشفيات والمدارس والمساجد.
ويذهب البعض، بنيّة طيبّة، أو بنيّة مدغولة، في التهجّم على الشعوب العربية، واتهامها بالتخاذل، أو اللامبالاة، أو موت ضمائرها، ومشاعرها، أو التخلي عما يوجبه الإسلام، من فرض النصرة. وذلك بمعنى أن الشعوب العربية لا تستحق الاحترام والحب، أو الثقة بها، أو الأمل في صنعها للمستقبل المنشود.
هؤلاء، لا يحاولون أن يجدوا الأسباب التي تحول دون النزول إلى الشوارع، كالعلاقة بالبطش الذي يتعرّض له الإنسان العربي في أكثر الدول العربية. ولكن هذه الحجّة ثمة من لا يعتبرها مقبولة في تفسير الظاهرة، ولا يجد فيها ولو بعض العذر للجماهير في عدم نزولها إلى الشوارع.
على أن ثمة إجابة، إلى جانب هذه الحجّة، وهي تقدير للموقف، بالنسبة إلى سبب عدم النزول إلى الشارع، وهو: أن نزول الجماهير إلى الشوارع في الدول العربية، عموماً، له أحد احتمالين: إمّا أن يؤدّي إلى سقوط النظام، وإمّا الانتهاء بمذبحة بين قوات الأمن والجماهير، ابتداءً، حين تكون بضع مئات أو بضع عشرات الآلاف.
هذا هو الفارق بين الوضع والأنظمة ونتائج النزول إلى الشوارع بين الحالتين؛ حالة الشوارع في المدن الغربية حيث ينتهي النزول إلى الشوارع في الغرب، حتى لو جاوز مئات الآلاف، بعودة إلى البيوت آمنين، ليكرّروا النزول إلى الشوارع في الغد، كأن شيئاً لم يكن أمس. هنا، النزول إلى الشارع في الغرب، لا يمسّ النظام، ولا يشعر النظام أن أركانه أخذت تهتز.
وهو ما لا يحدث مثله في أيّ بلدٍ عربيّ، وذلك حين تمتلئ فيه الشوارع بمئات الألوف، أو الملايين، أو حين تنسدّ الشوارع بالجماهير التي لها قضايا أخرى مع النظام، هي مهمّة جداً بالنسبة إليها، الأمر الذي يجعل النزول إلى الشارع بمثابة قرار إعلان ثورة.
ثم هنالك الرابط الذي يجعل الجماهير، ترى غزة جزءاً منها، وتعتبر نفسها جزءاً من غزة، بما يضاعف من الاحتقان، ومن مخاطر الصدام الداخلي.
وأخيراً، إنّ المقصود من طرح الأسباب أعلاه، هو طرح الإشكال من جهة، ووقف جلد الذات، والتهجّم على الجماهير، التي تظل هي الأمل في التغيير، والنهضة، والوحدة والتحرير، وإذكاء روح التضامن، والتناصر بين الشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم، من جهة أخرى.
الأخبار اللبنانية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الدول العربية تظاهرات غزة الاحتلال الدول العربية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشوارع فی
إقرأ أيضاً:
طفل يلوّح بأداة حادة في الشارع.. والداخلية تكشف الحقيقة (فيديو)
كشفت وزارة الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر طفلاً يحمل قطعة زجاجية ويقوم بالتلويح بها في أحد شوارع محافظة المنوفية، ما أثار قلق عدد من الأهالي.
وبعد الفحص والتحري، تبين أن الواقعة تعود إلى خلافات سابقة بين الطفل الظاهر في الفيديو ونجل الشخص مقدم الشكوى، بسبب لهو الأطفال، وهي واقعة تم تحرير محضر بشأنها في مركز شرطة قويسنا، ولا تزال قيد التحقيق.
وتبين أن القطعة التي كان يحملها الطفل في الفيديو ليست زجاجية كما أشيع، بل قطعة بلاستيكية استخدمها لتهديد نجل الشاكي على خلفية تلك الخلافات. وقد تم ضبط الطفل المذكور بصحبة والده، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأرشد عن الأداة المستخدمة التي ظهرت في المقطع.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة.