هوكشتاين والسلّة الكاملة في السياسة والأمن والإقتصاد
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": جهتان في انتظار الهدنة لإنجاز خطوات سياسية أساسية تتعلق بلبنان، هما اللجنة الخماسية والموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين. لكن متى أعلنت الهدنة فسياق عمل كل منهما سيكون مختلفاً عن الآخر، أو لنقل إنّ الأولوية ستكون لعمل الموفد الأميركي المكلّف ملف الجنوب الأمني والسياسي، وصولاً إلى اختيار مرشح رئاسي يشكّل ضمانة للإستقرار في الجنوب.
هوكشتاين بدا أكثر تفهماً للحساسية اللبنانية تجاه موضوع الجنوب والعلاقة مع «حزب الله»، فحيّد مسألة انسحاب «قوات الرضوان» التي لم تعد مطروحة بوضوح. وليس هوكشتاين وحده من ينتظر الهدنة ومعه «الخماسية»، فالكل بات متعباً من حرب إسرائيل على غزة وجبهة الجنوب المشتعلة، ويريد التحضير للانتقال إلى المرحلة الثانية ومن دون شروط مسبقة. أنهكت حرب غزة كل الأطراف التي وجدت أنّ نتنياهو هو الوحيد الذي يريد استمرار الحرب لتحقيق مكاسب تعوّمه سياسياً. لقد حوّل الجنوب ساحة حرب مفتوحة بلا خطوط حمر ويتجاوزها إلى بعلبك. يسعى إلى استدراج «حزب الله» لحرب لا يريد الأخير الانخراط فيها. ويعلم هوكشتاين أنّ «حزب الله» لا يرغب في توسيع الحرب، وإلّا لكان فعلها. ويعلم أيضاً أنّ أجواء عين التينة اتسمت بالإيجابية في زيارته الأخيرة، وأنّ ما أخّر مفاوضاته إخفاق التوصل إلى هدنة. لو كان في جعبة «الخماسية» جديد لما كانت أرجأت استكمال خطوتها إلى ما بعد الأعياد، لكنها تراهن، كما غيرها على تطورات في المفاوضات الإيرانية الأميركية. زيارتها «حزب الله» ستتأثر حكماً بانفتاحه على دول الخليج التي عاودت الإنفتاح على سوريا مجدداً، وتمت دعوتها لحضور القمة العربية في البحرين. وهناك من يكشف عن خطوات لـ»حزب الله» في سوريا ستكون ذات انعكاسات على لبنان. هنا يبدأ الحديث الفعلي عن الرئاسة في لبنان إلا إذا قرّر نتنياهو حرف التطورات الى المجهول الذي يصعب التكهن به، لكن التكهّن أنّ مسيرة «الخماسية» تتعزز كلما حصل التقارب الإيراني السعودي والأميركي بخطوات على الأرض جائز، كما هو جائز عودة هوكشتاين بسلّة حل متى أعلنت الهدنة. البلد مفتوح على كل الإحتمالات. لآلام الجمعة العظيمة وقع في النفوس. يختلف هذا العام عن سابقه. للحزن مكان يتسع في القلوب، ولكن يبقى الأمل سمة الحياة، على أمل ولادة جديدة قريبة «المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووَطئَ الموتَ بالموت، ووهبَ الحياةَ للذين في القبور».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لأنها صناعة الإنجليز الذين لم يدخلوا السودان كمستعمرين ولكن تلبية لمطالبة الآلف من السودانيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الظلم والفقر والحكم القسري للخليفة عبد الله الذي أنقلب على وصايا الامام المهدي. دولة 56 هي التي بدأت بإنهاء حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي نقض عهد المهدي وانقلب على الخلفاء وكان ينتوي توريث ابنه بإيعاز من أخيه يعقوب. لم تكن دارفور نفسها خاضعة التعايشي آنذاك بل كانت أركان المهدية تقوم على جيش يتكون من مجموعة جيوش بولاءات مختلفة فحسب الوثائق البريطانية للعام 1891 في ارشيف السودان بجامعة درم البريطانية كان جيش الخليفة يتكون من 46 الف مقاتل منهم
8000 تعايشة
12000 رزيقات
3000 حمر وهولاء يعتبرونه الخليفة عبد الله قائدهم المباشر
10,000 جعليين
8000 من قبائل متفرقة من مديرية بربر
7000 من دنقلا وهولاء يعتبرونه الخليفة محمد شريف قائدهم المباشر
3000 من عرب كنانة وهؤلاء يعتبرون الخليفة علي ود الحلو قائدهم المباشر.
وطبعا الجميع يعلم أن تمردا قد قام في امدرمان ضد الخليفة في العام 1892 بقيادة الخليفة شريف ومجموعة من عمد بربر احتجاجا على الضرائب ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات التعسفية التي فرضت عليهم و المواطنين في مناطقهم. مجموعة من العمد كانت قد سافرت إلى مصر ونقلت احتجاجاتها وتذمر المواطنين وقد أخمد الخليفة عبد الله التمرد و حبس الخليفة شريف. هذة الوثائق طويلة ويمكن الرجوع لها في الرابط ادناه. ولكن الشاهد فيها إن الجلابة الذين يتم اتهامهم بإحتكار الامتيازات التاريخية هم في الواقع من كانت ترتكز عليهم الدولة المهدية ولكن والصراعات الداخلية التي حدثت نتيجة لسوء اداراة الخليفة عبد الله ورغبته في توريث الحكم هي ما عجلت بسقوط حكمه على يد الإنجليز لتتأسس دولة 56 على انقاض المهدية.
سبنا امام