عربي21:
2025-07-04@08:55:29 GMT

الحمد لله على نعمة الهراوات

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

حين تعلم أن استعمال كلمة "فلسطين" تضعك في خانة اتهام قد يلقي بك في غيابة جب سجن بلا قرار، ستحمد بالتأكيد ربك على نعمة الهراوة التي ستنزل على رقبتك، لأنك شعرت أن دمك العربي تحرك في عروقك، ولم تجد بدا من المسارعة إلى الشارع هاتفا باسم المقاومة، تلبية لندائها، ولو بالحد الأدنى من التضامن والنصرة، نعم، في بلاد عربية إسلامية حكم على أحدهم عشرة أعوام من السجن، فقط لأنه غرد باسم فلسطين، والتهمة "دعم الإرهاب" في بلاد أخرى ينعم فيها المواطنون بمجرد هراوة عمياء يلقي بها عليك رجل أمن "مأمور" بزعم أنك مسست "هيبة الدولة" فقررت أن تتوجه لسفارة العدو في بلدك لتبصق عليها على الأقل، ولو على بعد كيلو متر، بعد أن منعت من الوصول إليها، وبين حكم السجن عشرة أعوام، وهراوة ـ مجرد هراوة ـ تداعب جزءا ما في جسدك، تشعر أنك تعيش في "نعيم" يوصلك إلى أن تقول بملء الفم: الحمد لله على نعمة الهراوات!

تلك هي الحالة التي أوصلك إليها نظام عربي رسمي، تسبب لك بشبه عاهة مستديمة أو شرخ بالغ في روحك، حين اصطف بكل صفاقة وصلف إلى جانب عدوان وحشي بشع تراه صبح مساء يبطش بإخوتك، ويمزق حياتهم بإجرام لم تشهده ولم يشهده أحد من العالمين في تاريخنا المعاصر، وبين هذا وذاك، تنداح على الرأس المتعب جملة من الأفكار، هي كالحجارة التي تنزل على الرأس المتعب.

.

ـ  فالهتاف للمقاومة ليس تمردا على الدولة القطرية والنظام المحلي العربي. ولا تحديا لـ "هيبة الدولة" كما يزعمون، بل هو تعبير عن شوق الضمير الجمعي العربي للبطل والملهم وبحث عن نموذج كريم يستحق الفخر، في زمن تسيّد فيه الإمعات والرويبضات والمأجورون من نخب الإعلام ومذيعي الفضائيات، والسؤال الجارح هنا: لو هتفوا لعمرو دياب..  أو إليسا.. أو ميسي.. يا ترى هل هذا يكون استقواء على الدولة ومسا بهيبتها؟ أنا أفهم ـ وفهمي متواضع وعلى قدي! ـ  أن من أول استحقاق هيبة الدولة أن تتساوق مع مشاعر شعبها، وتستجيب لنداء ضميره الجمعي الذي انتفض نصرة لغزة ومقاومتها، لا أن تقول شيئا في العلن وتفعل عكسه في السر!

الهتاف للمقاومة ليس تمردا على الدولة القطرية والنظام المحلي العربي. ولا تحديا لـ "هيبة الدولة" كما يزعمون، بل هو تعبير عن شوق الضمير الجمعي العربي للبطل والملهم وبحث عن نموذج كريم يستحق الفخر، في زمن تسيّد فيه الإمعات والرويبضات والمأجورون من نخب الإعلام ومذيعي الفضائيات..ـ حين يطالب العربي بتوفير الحماية لعربي آخر يتعرض للمذبحة والتجويع والإبادة، فهو يطالب في الوقت نفسه بتوفير الحماية لنفسه أيضا، فالخطر الذي يصيب غزة يمكن أن يصيبه أيضا والبشاعة التي يراها في غزة زلزلت كيانه وجعلته يشعر أنه في مهب الريح، ولهذا لا يلومن أحد خروج المظاهرات عن المألوف، هذا طبعا في البلاد التي يسمح بها بالتعبير عن الرأي، وجل بلادنا مقهورة مقموعة ممنوع فيها فتح الفم إلا عند طبيب الأسنان كما يقال.

ـ الشعب العربي بات يعيش حالة من الرعب المزلزل.. فما الذي يضمن أن لا يتعرض لعدوان مشابه لما تعرض له أهلنا في غزة؟ خاصة وإن العدو الصهيوني المجرم يهتف ليل نهار "الموت للعرب" وليس للفلسطينيين فقط. ولهذا حين يخرج هذا الشعب للاحتجاج فهو ينتصر لنفسه أولا قبل أن ينتصر لغزة.

ـ أما حكاية الإستقواء على الدولة. فتلك حكاية معقدة، فالدولة ليست حكومات وأجهزة. بل هي أيضا أرض وشعب. ومن حق هذا الشعب أن يأمن على. نفسه  وعلى إخوانه في أقطار العرب. ومن حقه أن يشعر بقوه نظامه في توفير الحماية له من الأخطار التي لا يخفيها عدو متغطرس أحمق لا يحترم عهودا ولا مواثيق.

ـ في حكاية رفع السقوف. وسخونة الشعارات التي يرفعها المتظاهرون في شوارع مدن العرب..

ما جرى في غزة لم يبق لا سقوفا ولا محرمات. فقد فاق العدوان كل تصور. ولم يبق عقلا في رأس عاقل عربيا كان أم أجنبيا، فضلا عن أن النظام العربي نفسه خرق ومزق كل سقف متوقع في الاصطفاف مع العدو وحماية ظهره، ومده بأسباب المنعة واستدامة العدوان؟

ـ الجموع التي تخرج إلى الشوارع في الأردن وغيره تحركها حرقتها على جراح غزة ومعاناتها ودعما لمقاومتها. محاولات "تجيير" هذا الحراك لصالح جماعة أو حزب هو تقزيم ومسخ للعقل الجمعي العربي الواعي. وبنفس القدر تحميل الجماعة أو الحزب "وزر" الحراك. إهانة لمشاعر الناس وتبرئة للعدو من جرائمه.

ـ الشعب العربي في مشارقه ومغاربه بات اليوم خائفا من المستقبل، فهو من جهة يشعر بواجب الانتماء لقطعة الأرض التي يعيش عليها، ويعرف أن أمنه من أمنها، والحفاظ على هذا الأمن يساوي الحفاظ على روحه وأرواح أهله، وفي الوقت نفسه يشعر أنه أمام عدو شرس يهتف صباح مساء "الموت للعرب" لا للفلسطينيين فقط، وفوق هذا يستبيح قبلته الأولى، ويرتكب أبشع ما سجله التاريخ المعاصر من مذابح وإبادة جماعية وفصل عنصري، ومع هذا لا يجد من نظامه الرسمي إلا التواطؤ مع العدو والتنسيق معه، بل إنه يجرم المقاومة وكل ما يمت إليها بصلة، ويصنفها في خانة "الإرهاب" فأنى له أن تنسجم روحه مع نفسها؟ وأنى له أن يطيع ولي أمر، لم يراع من استحقاقات الولاية شيئا، فلا أطعم من جوع ولا آمن من خوف؟

ومع هذا، نقول: الحمد لله على نعمة الهراوة، وذاك درك من "النعم" أوصلنا إليه نظام عربي رسمي، بات اليوم عاريا حتى من ورقة التوت، فأنى يطالب المواطن المسكين بالولاء والانتماء له؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة الرأي احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیبة الدولة على الدولة على نعمة

إقرأ أيضاً:

خارجية النواب: خطاب 3 يوليو 2013 لحظة فاصلة في مسار الدولة المصرية

وصفت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، خطاب 3 يوليو 2013، أنه لحظة فاصلة وتاريخية في مسار الدولة المصرية.

وقالت «عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب»، إن خطاب 3 يوليو 2013 كان بمثابة شهادة وفاة لجماعة الإخوان الإرهابية.

نائبة: مصر كانت على حافة الهاوية.. وخطاب 3 يوليو أنقذ الدولة من الانزلاققيادي بـ مستقبل وطن: خطاب 3 يوليو أعاد ضبط البوصلة الوطنية ووحد المصريينرشاد عبد الغني: خطاب 3 يوليو نقطة تحول لتلاحم الشعب ومؤسساته الوطنيةقيادي بـ"المؤتمر": خطاب 3 يوليو أعاد للدولة توازنها وأنقذها من الفوضى

وشددت النائبة هناء أنيس رزق الله، علي أن خطاب 3 يوليو أنقذ الدولة المصرية ومؤسساتها من الفوضي، ما اعتبرت الخطاب بأنه خارطة طريق لبناء دولة قوية، مبنية على نسيج مؤسساتي متكاتف مع شعبها.

لحظة مفصلية في استعادة الوطن 
وأضافت «عضو أمانة المرأة المركزية بحز الشعب الجمهوري»، أن الخطاب كان بمثابة لحظة مفصلية في استعادة الوطن وتثبيت مؤسسات الدولة"، وأنه شكّل إجماعًا وطنيًا حضره الأزهر والكنيسة والشباب، مكّن الدولة من تعديل مسار ثورة يناير وبناء الجمهورية الجديدة

وأشارت الي أن الخطاب كان “علامة فارقة" أعادت كرامة الدولة واصطفاف الشعب خلف إرادته، وأن الرسالة خرجت من وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي لترجمة إرادة الملايين في الشارع.

أوضحت أن الخطاب مثّل "إعلانًا عالميًا" لبداية مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية، وأنه كان ردًّا على محاولات تفكيك الدولة، مشيرةً للدور المحوري للقوات المسلحة في حماية الوطن

ووصفت النائبة هناء أنيس رزق الله، أن الخطاب أعاد تأسيس الجمهورية الجديدة، وصدّ اختطاف المؤسسات، مع اتخاذ إجراءات انتقالية مثل تعطيل مؤقت للدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية، كما أن الخطاب كان بمثابة "وثيقة إنقاذ وطنية" أنهت الانقسام وساهمت في الانتقال السلمي للحكم واستعادة مؤسسات الدولة، كما راعته مشاركة الأزهر والكنيسة والشباب.

استجابةً لإرادة ملايين المصريين
وشددت علي أن الخطاب جاء استجابةً لإرادة ملايين المصريين في 30 يونيو، وكان رسالة إجماع وطني، شملت خطوات واضحة للتحول الديمقراطي، معتبرة أن البيان "ذكرى الخلاص والنجاة من مؤامرة هدم الدولة"، وأنه منع الاقتتال الأهلي وأطلق بداية لنهضة البناء والتنمية

وأكدت علي أن البيان جاء لتجسيد لإجماع إرادة الشعب في الشوارع، وأنه شكل نقطة الانطلاق نحو إنجازات لمصر في الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الإرهاب وإعادة مكانتها إقليميًا.

وأردفت الي أن جميع المواقف تقارب في التأكيد علي أن خطاب 3 يوليو 2013 كان رد فعل مؤسساتي على غضب شعبي (ثورة 30 يونيو)، أدى إلى انحياز الجيش للدولة والشعب.

واختمت قائلة: أن الخطاب جاء تصحيح مسار الثورة الأولى، واستعادة شرعية الدولة، ومكافحة الإرهاب، وتحسين البنية التحتية وإنجاز مشاريع قومية.

طباعة شارك حزب الشعب الجمهوري النائبة هناء أنيس رزق الله لجنة العلاقات الخارجية مجلس النواب خطاب 3 يوليو 2013

مقالات مشابهة

  • يحمل "5 رسائل".. ماذا يعني شعار سوريا الجديد؟
  • سوريا تكشف عن هوية بصرية جديدة.. فما الرسائل التي تحملها؟
  • خارجية النواب: خطاب 3 يوليو 2013 لحظة فاصلة في مسار الدولة المصرية
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي: ندعم القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومي
  • محمد موسى: 3 يوليو يوم انتصر فيه الجيش لإرادة الشعب
  • كوردستان.. مطالبات بصرف رواتب الفئة التي أفنت أعمارها في خدمة الدولة
  • عطيفي يطلع على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الأمل العربي
  • موعد وتفاصيل حفل عبير نعمة في بيروت
  • الانتخابات المقبلة إبقاء الخونة والسراق والقتلة جاثمين على صدر الشعب