الدنمارك – وفي في الدنمارك امس الثلاثاء 2 أبريل الملحن العراقي الكبير كوكب حمزة أثر وعكة صحية لم تمهله طويلا.

ولد كوكب حمزة في ناحية القاسم في محافظة بابل عام 1944 وبعد دراسته الثانوية التحق بقسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، وبعد تخرجه في المعهد، بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في البصرة، وكانت أول أغنية سجلها لإذاعة بغداد هي “مر بيه” التي غنتها المطربة غادة سالم، ولكنها لم تلق نجاحا كبيرا.

وبعد ذلك قرر كوكب خلق أغنية عراقية جديدة تواكب الأغنية العربية وحينها قال “بدأت أنظر إلى رتابة الأغنية العراقية التي كانت مخنوقة بالمقام والموال والبستة، على العكس من تطور الأغنية المصرية الهائل، واستنتجت بأنني لا يمكن ان أخلق أغنية حديثة بأدوات قديمة”. لذلك اتجه إلى دراسة الفولكلور خلال وجوده في البصرة، حيث لحن أغنية “يا نجمة” التي غناها حسين نعمة والتي تعتبر أولى أغانيه الشهيرة، التي كانت مزيجاً من الغناء العراقي الفولكلوري والموشح الأندلسي، تلتها أغنية “القنطرة بعيدة” و أغنية “يا طيور الطايرة” التي غناها سعدون جابر وأغاني عديدة وكثيرة.

اشتهر كوكب كملحن منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت أغانيه انسجاماً مع حركة التطور تحمل ملامح جديدة في أسلوب البناء الموسيقي والآفاق التعبيرية في الالحان وأصوات جديدة خالفت المألوف في شكل الاغنية. وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان “آمال”.

اضطر كوكب لمغادرة العراق يوم 21 تموز 1974، بسبب مواقفه السياسية وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومن ثم إلى الاتحاد السوفياتي، بعدها درس الموسيقى في أذربيجان وتنقل ما بين كردستان وسوريا وأمريكا، حتى استقر به المطاف في الدنمارك عام 1989.

وقد أصدر في المهجر مقطوعة موسيقية بعنوان “وداعاً بابل” عام 1992 ثم قدم أغنية أخرى بعنوان “الجراد يغزو بابل”. بعد مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب ودراسة الموسيقى، تعرف هناك على فاطمة القرياني التي قدمت بعض أغانيه وكذلك أسماء لمنور.
وقد أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في عالم الفن الموسيقي العراقي والعربي، لقب (مكتشف النجوم) فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل حسين نعمة ورياض أحمد وستار جبار وسعدون جابر وعلي رشيد، والمطربة المغربية أسماء لمنور.
لقد ترك كوكب حمزة بصمته في عالم الموسيقى العراقية والعربية، حيث كانت أغانيه وألحانه تحمل روح الفن الأصيل والإبداع، وكان يعتبر من أعمدة الفن العراقي والملحنين المتميزين الذين ساهموا في إثراء التراث الفني العراقي. لقد تميزت أعمل الملحن كوكب حمزة بالجودة والإبداع، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة للمشهد الفني العراقي، الذي فقد أحد أبرز رموزه ومواهبه، وسوف يتذكر جمهوره ومحبيه وزملائه إرثه الفني الذي سيظل خالدا وسيبقى محفورا في ذاكرتهم.

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: کوکب حمزة

إقرأ أيضاً:

“إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا

صراحة نيوز – بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت الفرقة الليبية مساء الثلاثاء 30 تموز 2025 على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي – رأس العين، عرضها المسرحي المونودرامي “إلى أين؟”، في تجربة مسرحية مزجت بين القلق الوجودي والتساؤلات العميقة التي يعيشها الإنسان العربي المعاصر.
المسرحية، التي كتبها الكاتب العراقي علي العبادي، مقتبسة عن نصه “حقائب سوداء”، وأخرجها الليبي عوض الفيتوري الذي تولى أيضًا تصميم السينوغرافيا، بينما قام بتجسيدها على الخشبة الفنان حسين العبيدي، يرافقه موسيقيًا الفنان أنس العريبي، الذي أضفى بعدًا شعوريًا ساهم في تعزيز التوتر الدرامي والانفعالي للنص.
وفي إطار مونودرامي متماسك، يقف “الممثل – المسافر” ليحمل حقائبه المادي والرمزية، باحثًا عن إجابة لسؤال وجودي يتردد طيلة العرض: “إلى أين؟”. فالمسرحية لا تكتفي بعرض مشهد فردي عن الرحيل، بل تحوّله إلى سؤال جماعي يمسّ كل من اضطر أن يغادر، أن يهاجر، أن يُهجّر، أو أن يرحل مجبرًا من وطن بات غير قابل للسكن، بفعل الحروب والدمار والنكبات المتتالية، وحتى الإحتلال في العالم العربي.
الحقائب في العرض ليست مجرد أدوات، بل رموزٌ لما نحمله في دواخلنا: ذكريات، أحلام، خصوصيات، جراح، وآمال. المسرحية تفتح مساحة للتأمل في دوافع السفر؛ أهو بحث عن الأمان؟ أم عن الذات؟ أم محاولة مستميتة للهرب من واقع خانق؟
العرض الليبي جاء متقنًا في استخدامه للضوء والظل، للصوت والصمت، للحركة وللسكون، حيث مزج المخرج بين عناصر النص والفرجة والموسيقى والإضاءة، ليصوغ منها كولاجًا بصريًا وصوتيًا نابضًا يعكس نبض الشارع العربي، ويطرح الأسئلة التي قد لا تجد أجوبة، لكنها تُحكى، تُصرخ، وتُهمس على خشبة المسرح.
ويُشار إلى أنّ الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما العربي، التي تُقام ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، تستضيف عروضًا من مختلف الدول العربية، تشكّل فسحة للتعبير الفردي الحرّ، وتحاكي هواجس المجتمعات بعيون فنانيها.

مقالات مشابهة