بوابة الوفد:
2025-08-12@01:35:18 GMT

الجمعة الأخيرة وخاتمة الشهر

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

لا شك أنه مع إشراقة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان تختلط المشاعر وتختلف ما بين شكر الله على نعمة الصيام والقيام والتوفيق للطاعة، وما بين ترقب نهاية الشهر الفضيل من محب لا يريده أن ينتهى، وآخر يحمد الله أن أعانه على أداء الفريضة، غير أن هذا وذاك أحوج ما يكونان إلى حسن الخاتمة، فالأعمال بخواتيمها.

وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع مكانته العظيمة وعظيم فضل الله تعالى عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر يسأل الله (عز وجل) حسن الخاتمة ويعمل لها، فعن سيدنا أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: «كانَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُكثِرُ أن يقولَ: يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبى على دينِك، فقلتُ: يا رسول الله آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ الله يقلِّبُها كيفَ يشاءَ».

ويحذرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) من الغفلة أو الركون إلى ما مضى من العمل، والتقاعس عن الطاعة، لأن الإنسان لا يدرى متى وكيف تكون خاتمته، فيقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا».

وكان الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه) يقول: لا تُنزلوا الموحدين المطيعين الجنة، ولا الموحدين المذنبين النار حتى يقضى الله تعالى فيهم بأمره.

ومن ثمة فإنى أنبه على عدة أمور:

أولها: أن بعض الناس إذا مضت ليلة السابع والعشرين ودخل فى الأيام الأخيرة من الشهر بعدها ربما لم يكن فى تعبده بنفس الجد قبلها أو على نحو ما كان فى ليلتها، ظنًا منه أن ليلة الخير قد مضت، ولم يعلم أنها قد تكون ليلة الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين أو الثلاثين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ» (صحيح البخارى)، وحتى لو كانت ليلة القدر يقينا قد مضت فإن فضل الله وأبواب رحمته ما زالت مشرعة، وإنه سبحانه وتعالى أخفى رحمته فى طاعاته، فمن يدرى فى أى ساعة تقبل، وبأى عمل تُرْحَم، هذا سره وفضله.

الأمر الثانى: هو أهمية الطاعة وفضلها فى ليلة العيد، فالذكر فى أوقات الغفلة له شأن عظيم، لا يعرفه إلا الأتقياء الأصفياء المقربون.

الأمر الثالث: أن من علامات قبول الطاعة التوفيق للطاعة بعدها، ومن ذلك تبييت النية على صيام ست من شوال، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ» (صحيح مسلم)، وكان أحد الصالحين يقول كلما وفقنى الله (عز وجل) إلى طاعة ثم وفقنى إلى شكره سبحانه على هذا التوفيق، استشعرت أن هذا الشكر نعمة جديدة تحتاج إلى شكر جديد.

 

أ. د. محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجمعة الأخيرة أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

كيفية الاحتفال بالمولد النبوي .. الطريقة الشرعية الصحيحة

توضح دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعد من أجلّ القربات وأعظم مظاهر التعبير عن المحبة والفرح بمقدمه الشريف، وهو أمر يرتبط بأصل من أصول الإيمان.

 وقد ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وهو ما يرسخ مكانة حب الرسول في قلب كل مسلم.

وترى الإفتاء أن إحياء ذكرى المولد النبوي يتجلى في صور متعددة، منها الاجتماع على ذكر النبي، والمدائح النبوية، وقراءة سيرته العطرة، والتأسي به، وإطعام الطعام، والصدقة على المحتاجين، والتوسعة على الأهل والأقارب، وكل ذلك إعلانٌ عن الفرح بمولده وشكر لله على نعمة بعثته.

وقد ذهب جمهور العلماء إلى استحباب تعظيم يوم مولده الشريف عبر الصيام، والإكثار من الذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، وسائر العبادات، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار.

 ويستشهد التاريخ بعادات أهل مكة قديمًا، حيث كانوا يزورون موضع مولده في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، ويجتمعون بالشموع والمشاعل والاحتفال البهيج، معتبرين ذلك اليوم من أعظم أعيادهم الدينية.

كما ردت الإفتاء على من ينكرون الاحتفال بحجة البدعة، مؤكدة أن ذلك من "البدع الحسنة" التي تتضمن تعظيم النبي الكريم، واستشهدت بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه»، وهو دليل على تشريف هذا اليوم والشهر الذي وقع فيه ميلاده الشريف.

ويشير الإمام ابن الحاج المالكي إلى أن الأزمنة والأمكنة تكتسب فضلها بما خصها الله به من عبادات، وأن شهر ربيع الأول ويوم الإثنين من الأوقات التي تستحق التعظيم والاحترام، لما فيهما من بركة ميلاد خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم.

وبذلك تؤكد الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد تقليد، بل هو تعبير عن الحب الصادق والوفاء لرسول الله، واتباع لسنته في اغتنام الأوقات الفاضلة بزيادة الأعمال الصالحة والخيرات.


 

طباعة شارك المولد النبوي دار الإفتاء الاحتفال محبة الرسول الصيام الذكر ربيع الأول كيفية الاحتفال بالمولد

مقالات مشابهة

  • فضل المحافظة على الوضوء.. 8 فوائد لا تحرم نفسك منها
  • لقاء في ريف حجة تهيئة للاحتفاء بالمولد النبوي
  • حكم من يخفى عيوب السلع عند البيع.. الإفتاء تجيب
  • دار الإفتاء توضح حكم شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف
  • أنس الشريف يهز القلوب للمرة الأخيرة بوصية مؤثرة
  • هذا ما كان يفعله النبي في الحر الشديد.. تعرف عليه
  • حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف.. الإفتاء تجيب
  • رسميا.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين
  • دعاء لمن يُريد السفر للعمل .. ردّد 10 كلمات وابدأ في تجهيز حقائبك
  • كيفية الاحتفال بالمولد النبوي .. الطريقة الشرعية الصحيحة