نيوزيمن:
2025-06-15@09:04:30 GMT

في ذكرى تحريرها التاسعة.. عدن والنصر العظيم

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

تهل علينا الذكرى التاسعة لتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية بعد تضحيات جسيمة قدمها أبناء عدن والجنوب وفتحت الطريق لتحرير المحافظات الأخرى وفشل المشروع الإيراني في اليمن.

مثَّل تحرير العاصمة عدن في 27 من شهر رمضان 2015 دفعة كبرى للمحافظات الأخرى وتوالت الانتصارات وتهاوت المليشيات الحوثية لتكتب عدن النصر الأول على مشروع إيران الذي أسقط أربع عواصم عربية في تلك الفترة.

ودُشنت حملة كبرى إعلامية للاحتفال بالذكرى التاسعة لتحرير العاصمة والتذكير بالبطولات التي سطرها رجال المقاومة وبمشاركة فعالة للقوات الإماراتية جوا وبرا.

وأطلق ناشطون هاشتاجا على منصة "إكس" تحت وسم: #عدن_تنتصر_للعروبة.

ويأتي ذلك للاحتفال بالنصر الكبير وللإشادة بتضحيات الأبطال وإبراز ما تحقق بعد التحرير.

وعن ذلك يقول عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي أحمد الربيزي: "مثَّل انتصار عدن بدحر الغزاة المحتلين عام 2015م  في الـ27/ رمضان، إعادة اعتبار لتاريخ الجنوب أرضاً وإنساناً، الذي تعرض لانتكاسة كبيرة باحتلال يمني غادر في عام 1994م".

وأشار الربيزي إلى أن الانتصار على مليشيات الغزو الحوثي في 2015م كان تصحيحا لمسار التاريخ الجنوبي الحافل.

رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية الصحفي أصيل السقلدي بدوره قال في تغريدة له: "قبل تسع سنوات انتصرت عدن للعرب، وبالعرب انتصرت عدن، فقد اختلطت دماء المقاومين الجنوبيين بدماء أبطال التحالف العربي، وصنعوا نصرًا وسعادة عمّت كل أرجاء الوطن العربي".

وأشار السقلدي إلى "أنه الانتصار الكبير على الغازي الفارسي وأذياله الحوثيين".

الإعلامية الجنوبية سحر اليافعي غردت بالقول: "27 رمضان 2015 عدن كانت أول عاصمة عربية انتصرت على عملاء إيران وكسرت المد الفارسي في جزيرة العرب…".

وأشارت اليافعي إلى أن "الأمير محمد بن سلمان قال للحوثي عدن خط أحمر، وانتصرت المقاومة الجنوبية بدعم من صقور سلمان وبن زايد، وأثبتت عدن أنها عربية عاصمة الجنوب العربي".

وقال المحامي علي ناصر العولقي في تغريدة له عن ذلك: "كل الدماء التي سقطت في تحرير العاصمة عدن ستظل رمزاً للكرامة والعزة والعروبة، وستبقى تلك التضحيات العظيمة خالدة على مدى التاريخ".

وأشار المحامي العولقي أن انتصار عدن على مليشيات إيران هو انتصار لكل عربي حر غيور على دينه وعروبته.

أما الناشط السياسي بشير البريكي فقد قال: "عدن العاصمة العربية الوحيدة التي أفشلت طموحات الفرس وكسرت مشروعهم، وأعادت العزة والمجد للعرب".

وأضاف البريكي: "ستظل عاصمتنا الجنوبية عدن مدينة رائدة وسباقة في الأمجاد العربية وستبقى على الدوام محتفظة بسماتها المدنية التي ترفض كل أشكال العنف والفوضى والإرهاب.. عدن قبلة السلام".


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

النخب الحداثية التونسية وسرديّة الاستبدال العظيم

قبل طوفان الأقصى، كان تعبير "الاستبدال العظيم" (Le Grand remplacement) يرتبط بالسرديات اليمينية المتطرفة في الغرب بدءا من فرنسا بلد "الأنوار" و"الاستعمار". والاستبداد العظيم عند القائلين به يعني وجود مؤامرة لاستبدال السكان البيض المنتمين إلى التراث اليهو-مسيحي بسكّان جدد ينتمون أساسا إلى الدول العربية والإسلامية (أفارقة جنوب الصحراء)، الأمر الذي يهدد وجوديا "القيم الغربية" أو ما يسمى بـ"النمط المجتمعي الغربي".

ولذلك، عرف الغرب -سواء في الفضاء اللائكي الفرنسي أو في غيره من الفضاءات العلمانية- تضييقات كبيرة استهدفت المسلمين على أساس الهوية. وهي تضييقات ازدادت حدةً بعد الطوفان الذي أظهر قوة الارتباط الاستراتيجي بين أغلب الدول الغربية والكيان الصهيوني، خاصة في مستوى النخب اليمينية الحاكمة. وقد جاء طوفان الأقصى حاملا معه مفهوما جديدا للاستبدال العظيم، وهو مفهوم أظهر زيف الأساطير الصهيو-إمبريالية المُعولمة/المعرّبة، بدءا من القانون الدولي وحل الدولتين، مرورا بـ"الجيش الأكثر أخلاقية في الشرق"، وانتهاءً بسرديات الأنظمة العربية ونخبها الوظيفية المحتكرة للقضايا "القومية" الكبرى.

رغم اختلاف السياسات الغربية تجاه الأقليات الدينية والعرقية، ورغم اختلاف نماذج العلمنة وهامش الحريات الفردية والجماعية الممنوحة للمسلمين، يبدو أن طوفان الأقصى قد أوجد استقطابا ثنائيا حادا في سياسات الدول الغربية. فمن جهة أولى يمكننا أن نتحدث عن أَوْربة أو أمركة النموذج اللائكي الفرنسي بالتضييقات المُمنهجة على المسلمين، خاصة منها أولئك الذين يجهرون بمناصرة المقاومة الفلسطينية أو برفض أن تُمحى هوياتهم الدينية بدعوى رفض الانفصالية وتهديد السلم الاجتماعي والقيم الغربية، ومن جهة ثانية نشهد تمردا شعبيا ورسميا (مثلما هو الشأن في إسبانيا وغيرها) على السردية الصهيونية وسائر السرديات المشتقة منها أو المتحالفة معها. فالطوفان -كما يظهر في عمليات سبر الآراء الموثوقة- قد حرّر جزءا كبيرا من الرأي العام الغربي من السردية الأحادية للصهيونية (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب) وأثبت للغربيين بالصورة والصوت أن الكيان الصهيوني ليس إلا شكلا استعماريا لا يختلف في تصرفاته اللا إنسانية عن الاستعمار الغربي، بل هو يتفنن في التفوق عليه دون حسيب أو رقيب من الهيئات الأممية والقوى العظمى.

الأغلب الأعم من النخب "الحداثية" لم يستطيعوا التحرر من قبضة اليمين الغربي ومن "العنصرية الثقافية" أو "العنصرية التفاضلية" التي تحكم خطاباته في مستوى تعامله مع "الإسلام السياسي"
إنّ ما يعنينا في هذا المقال ليس الرأي العام الغربي ولا موقف النخب الغربية، بل يعنينا أن نكشف البنية العميقة لوعي أغلب النخب الحداثية بمختلف مرجعياتها وسردياتها الكبرى (السرديات الوطنية الليبرالية والقومية والماركسية) انطلاقا من علاقاتها الخفية بسردية الاستبدال العظيم بالمعنى اليميني المتطرف. فمبلغ علمنا أنه لا أحد من الدارسين قد اعتبر مواقف النخب الحداثية المشككة في الثورات العربية والرافضة للإسلام السياسي -خاصة في شكله الإخواني- والمتحالفة موضوعيا مع محور الثورات المضادة لوأد "الانتقال الديمقراطي"؛ مجرد مواقف مشتقة من سردية الاستبدال العظيم الغربية، أو بصورة أوضح مجرد "تعريب" لمنطق تلك السردية. ولا نعلم أيضا أن هناك من ربط بين نظرية الاستبدال العظيم عند اليمينيين في الغرب -بدءا من فرنسا- بالسردية الصهيونية القائلة بأن مطلب الفلسطينيين -والعرب عموما- حتى بعد قمة بيروت سنة 2002 (أي القمة العربية التي تبنت خيار التطبيع، أو الأرض مقابل السلام كما اقترح ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز) هو "رمي اليهود في البحر"؛ وليس إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس (وهو ما قبلت به حماس ذاتها ولكنها ظلت تصنّف حركة إرهابية في الكيان وفي العديد من الدول الغربية).

بمعنى ما، فإن الأطروحات اليمينية في الغرب هي "تهويد" للوعي السياسي، وهو ما يفسر جزئيا انتقال عداء اليمين إلى المسلمين حصريا بعد أن كان في بداياته متهما بـ"معاداة السامية". وإذا كانت أسطورة "التراث اليهو-مسيحي" -مضافا إليها سردية الحداثة المشتركة للغرب وإسرائيل في مقابل العرب- قد سمحت لليمين بتعديل مواقفه السلبية من "اليهود" والانخراط الفاعل في الدفاع عن المشروع الصهيوني باستهداف كل الأصوات المناهضة له من المسلمين وغيرهم، فإن الأمر يختلف إذا ما أردنا فهم مواقف أغلب النخب الحداثية من جهة تقاطعها موضوعيا مع سردية الاستبدال العظيم -بشكليها الصهيوني والغربي- وتنكّبها عن الإمكانات التحررية الهائلة التي فتحها "الطوفان العظيم" للعقل قبل الأرض.

وإذا كان العديد من رموز النخب الحداثية في تونس قد أخذوا مسافة نقدية من سردية "الاستبدال العظيم" القائمة على "العنصرية العرقية" والمرتبطة بهجرة الأفارقة من جنوب الصحراء إلى تونس ورفضوا الانخراط في الخطابات الشعبوية -بما في ذلك خطاب سلطة "تصحيح المسار"- المحرّضة على الأفارقة بدعوى حماية التركيبة الديموغرافية للبلاد، فإنّ الأغلب الأعم من النخب "الحداثية" لم يستطيعوا التحرر من قبضة اليمين الغربي ومن "العنصرية الثقافية" أو "العنصرية التفاضلية" التي تحكم خطاباته في مستوى تعامله مع "الإسلام السياسي"، خاصة في شكله الإخواني.

إذا كانت العنصرية الثقافية في مجالها التداولي الأصلي لا تنفصل عن العنصرية العرقية ولكنها تحاول إدارتها بمفردات "ثقافية" أساسها التمايز الجوهري بين الحضارات أو الثقافات، فإن تلك العنصرية في الخطابات "الحداثية" التونسية لا ترتبط باختلاف العرقيات وتفاضلها، بل ترتبط باختلاف السرديات ووجود علاقة تراتبية نهائية وغير قابلة للمراجعة بينها. ولكنّ غياب المحدد العرقي لا يعني انفصال أغلب الخطابات الحداثية التونسية عن مرجعيتها الغربية الاستعلائية والإقصائية، بل يعني فقط تضخم المحدد "الثقافوي" واحتلاله موقع المحدد الأبرز للصراعات الاجتماعية في مختلف المجالات.

فـ"الإسلامي" -خاصة الإخواني- هو النقيض الموضوعي للحداثي، وليس شريكه أو نظيره، وهو الخطر الوجودي الأهم على "النمط المجتمعي التونسي" وعلى مكاسب المواطنين/المواطنات وحرياتهم الفردية والجماعية. وهو طرح لم يستطع "طوفان الأقصى" ومركزية "حماس" فيها أن يعدّله في مستوى العلاقة بحركة النهضة أو في مستوى مراجعة الموقف الداعم لانقلاب السيسي وللأنظمة القمعية التي تدعي "الممانعة"، أو في مستوى التحالف الموضوعي مع محور التطبيع والثورات المضادة.

كنا في مقال سابق (الحرب على غزة أو الاستبدال العظيم) قد بيّنا ما نعنيه بهذا التعبير (كسر السياج الطائفي بين السنة والشيعة، خلق جماعات ضغط مؤيدة للحق الفلسطيني في الغرب، نسف الأساطير المؤسسة للعولمة في لحظتها المتصهينة، كشف الطابع الوظيفي لما يسمى بالدول الوطنية ونخبها الدينية والعلمانية على حد سواء، نزع القداسة الزائفة عن محتكري القضايا الكبرى، مساءلة تراث سايكس بيكو وفضح عملائه من "أصحاب القضايا الصغرى".. الخ). وقد أثبتت مسارات الطوفان أن التعويل عليه لخلخلة الوعي السياسي عند أغلب النخب العربية -بإسلامييها وعلمانييها- هو رهان خاسر.

بصرف النظر عن المزايدات الكلامية، فإن النخب العربية بمختلف أيديولوجياتها قد خذلت الطوفان ونأت بسردياتها عن أن تكون جزءا من القوى المشكلة للاستبدال العظيم
فإذا كان الغرب ونخبه الثقافية والفنية والسياسية يتغير بصورة لا تخفى، فإن الأمر يتخلف عند نخبنا وأنظمتنا. فأغلب الإسلاميين ما زالوا أسرى التسييجات الطائفية التراثية، كما أنهم -في أطروحاتهم السياسية- ما زالوا يفكرون بمنطق مذهبي يتزيّا -بدرجات مختلفة من النجاح- بمفردات العقل السياسي الحديث وبرهانات الوعي الديكولونيالي الذي يخرجهم من دور "البدل" الإسلامي لـ"مبدل منه" علماني؛ باعتباره سقف تحركهم في إطار منظومات الاستعمار الداخلي. أمّا "الحداثيون" فإن أغلبهم ما زال يعيش وهم "التفكير الحر"، وهم في الحقيقة مجرد أصداء لأصوات صهيو-إمبريالية تحدد لهم قضاياهم وحلول تلك القضايا، بل تحدد لهم التناقض الرئيس والتناقض الهامشي واقعيا لا خطابيا، أي تجعلهم مجرد متاريس لعرقلة أي مشروع تحرري مواطني جامع.

بصرف النظر عن المزايدات الكلامية، فإن النخب العربية بمختلف أيديولوجياتها قد خذلت الطوفان ونأت بسردياتها عن أن تكون جزءا من القوى المشكلة للاستبدال العظيم. وإذا ما أردنا استعمال المجاز الذي لا يضادد الحقيقة، فإننا سنقول إن تلك النخب لم تر في أريكة السنوار حصانَ نابليون الذي يبشّر بعالم جديد لا مكان فيه، ولم تر في السنوار ذاته "روح العالم.. متمركزا على نقطة واحدة.. لكي يمتد على العالم كله ويهيمن عليه" (من رسالة هيغل إلى صديقه نيتامير، ونحن ننقلها من مقال هاشم صالح الصادر في موقع الأوان بعنوان: من هيغل ونابليون إلى هابرماس وبوش).

ونحن نزعم أن جذر الاختلاف النوعي بين الوعي الغربي ووعي نخبنا العربية يتموضع في هذه النقطة الرمزية بالذات: لقد رأى الكثير من الغربيين في المقاومة ورموزها مشروعا إنسانيا يضادد العولمة المتصهينة، ولم يروا فيها مقاومة إخوانية، بينما نظر العرب -بإسلامييهم وعلمانييهم- إلى المقاومة انطلاقا من سردياتهم الكبرى المفوّتة، فلم يروا إلا ظلها وعجزوا عن نفعها بشيء يتجاوز سقف المزايدات الخطابية والادعاءات الذاتية الموجهة للاستهلاك الداخلي ولتحسين شروط التفاوض مع السلطات، أو لاسترضاء الرأي العام أو القوى الإقليمية والدولية انتظارا لأية ترتيبات سياسية جديدة تعيد هندسة ميراث سايكس-بيكو. وهو ما نجزم بأنه سيجعل من الأغلب الأعم من النخب الحالية جزءا من المبدل منه لا من "البدل" العظيم المنذور لنسف المرحلة الإمبريالية المتصهينة.. ولو بعد حين.

x.com/adel_arabi21

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد “قطة الشاشة” زبيدة ثروت.. أميرة الرومانسية التي أحبها عبد الحليم ورفضتها العائلة (تقرير)
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
  • انتصار قضائي لحملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا.. تبرئة كوربين وماكدونيل
  • النخب الحداثية التونسية وسرديّة الاستبدال العظيم
  • اللجنة المنظمة تدعو للخروج الواسع صباح غدٍ لإحياء ذكرى يوم الولاية
  • بن حبتور يهنئ البروفيسور دوغين بيوم روسيا ومرور قرن على العلاقات اليمنية – الروسية
  • الأهلي والنصر يفتتحان بطولة الفقيد الحاج في ماوية بتعز
  • عن “إمبراطورية غزة العظمى”
  • دراسة: الغفوة أثناء النهار قد تزيد احتمالات الوفاة
  • الكرامة يواجه الوثبة في أبرز مباريات المرحلة التاسعة من الدوري الممتاز