بوابة الوفد:
2025-05-10@09:11:38 GMT

لا تبك على الزمن الفائت

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

يمضى فلا يُبالى. سهم حُر. رصاص مباغت. برقٌ خاطف. قطار لا يتوقف فى أى محطات. تتقدم خُطى الزمن دوما للأمام. لا تتباطئ، ولا تتعثر، وكلما مرت سنوات طويلة اندهشنا كيف مرت بهذه السرعة. وهذا ما قد يجعل الإجابة المعروفة لآخر العمر إن سُئل سائل عن ما عاشه، هى أنه لبث « يوما أو بعض يوم».
لقد كانت الحياة أسرع مما نتخيل.

أطفالا حلمنا، ثم مراهقين اختبرنا الأحلام والأوهام، ثم شبابا واجهنا التحديات، ثُم انخطفنا سريعا، وانشغلنا بحيواتنا، وأفقنا فجأة على خريف زاحف تترجمه حبات دواء يومية، وأوجاع عظام متقلبة، ونظرات تقدير وتوقير لأننا كبرنا فى عيون الآخرين.
نحزن على سرعة الزمن، نندهش من كلمة «عمو» التى تقابلنا من فتيات وفتيان شباب نراهم كبارا، ننزعج من كلمة «حاج» التى يمنحنا إياها مَن لا يعرفنا. نُدرك يقينا أننا خرجنا من زمرة الشباب، فنتحسر ونحزن.
لكن ما المردود؟ ما نتاج الحزن سوى الحزن؟ ما بعد الندم؟ سكون؟ كيف ننظر للغد؟ بخوف؟ ثم ماذا بعد؟ لا شيء.
إن علينا أن نستوعب حركة الزمن برضا، ونقاوم وهن النفس بطاقة لا حدود لها. مَن قال إن الشباب مُقيد بعمر، ومّن أجزم أن أوان الألق فات؟ لا أوان يفوت ما دام الإنسان يتنفس، لأن الشيخوخة كما أقول دائما هى مجرد اختيار، وهناك دائما مًن يحققون أحلامهم وهم فى الستين والسبعين، وما بعد ذلك. فهذا هارلند ساندرز الذى نرى صورته فى كل مدينة فى العالم نجح مشروع حياته «كنتاكي» بعد تجاوزه الستين عاما وخروجه إلى التقاعد.
وذاك هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق الذى رحل قبل شهور بعد أن أتم المئة عاما، ظل يعمل حتى النهاية بحثا وكتابة وتفكيرا، وأخرج لنا وهو فى الثامنة والتسعين كتابا يحدثنا عن مستقبل الذكاء الاصطناعى.
وبلغ الطبيب الأمريكى هوارد تاكر، مئة وثلاثة أعوام، ومازال يعمل كاستشارى عظيم فى طب الأعصاب. وعاش المفكر برنارد لويس مئة واثنتين سنة، ولم يتوقف عطاؤه ولم تتعطل روحه عن التفكير والتحليل والعمل.
وكل هذا يدفعنا أن نقاوم الزمن، ببشاشة، وتفاؤل، ودأب مكررين أن الأجمل لم يأت بعد.
إننى أنصح أصدقائى الشباب الذى تجاوزوا الخمسين والستين عاما أن ينطلقوا، فرحابة الحياة تستوعب الانطلاق. أقول لهم: ابتسموا. استمتعوا بالموسيقى، تحركوا، وافعلوا ما لم تفعلوا، واذهبوا حيث لم تذهبوا من قبل. استحسنوا الجمال وتذوقوا الفن واستمتعوا بالمعرفة. لا تتورطوا فى معارك عبثية، ولا تجادلوا جهلاء أو كارهين، ادعوا لهم بالشفاء والهدى.
ضعوا دوما خططا لمشروعات مستقبلية فى العمل، والإبداع، والحياة، وارسموا خطواتكم القادمة لعشرين عاما، وثلاثين عاما وخمسين عاما، ولا تتخلوا عن الأحلام، فهى منبع الطاقات وهى الدالة على الحياة. وتذكروا أن الفنان العظيم يوسف وهبى عندما كتب مذكراته اختار لها عنوانا غريبا هو «عشت ألف عام» تدليلا على صخب وعظم ما رأى وشاهد وأنجز.
ابتسموا وتعلموا ثم انظروا إلى الغد، فلم يفت الأوان، ولن يفُت.
والله أعلم.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد قطار

إقرأ أيضاً:

بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم

أعلن الفنان مدحت صالح إلغاء حفله الذى كان من المقرر إقامته غدًا الجمعة بمدينة 6 أكتوبر بسبب ظروف طارئة لم بتم الإعلان عنها.

ونشر مدحت صالح منشور عبر حسابه الرسمي بموقع انستجرام عبر خاصية الإستوري، معلقًا: “بكل أسف بنعلن عن إلغاء حفل الفنان مدحت صالح الذى كان من المقرر إقامته غدًا الجمعة وذلك بسبب ظروف خارجة عن إرادتنا .. عارفين قد ايه كنتم متحمسين للحفلة دى وبنعتذر عن اى ازعاج ممكن يكون سببه الإلغاء”.

وكان أحيا مدحت صالح أحدث حفلاته ضمن حفلات موسم رأس السنة فى إحدى الفنادق الكبرى بالقاهرة على كورنيش النيل والذى يشهد حضورا جماهيريا كبيرا. 

أحدث أغاني مدحت صالح

وكانت احدث اغاني مدحت صالح هو تتر مسلسل “شهادة معاملة أطفال” الذى عرض فى شهر رمضان الماضي ٢٠٢٥ وحقق نجاحا كبيرا.

وفى شهر فبراير الماضي طرح مدحت صالح أحدث أغانيه بعنوان “بتغريني” عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات يوتيوب.

أبطال مسلسل شهادة معاملة أطفال

ومسلسل "شهادة معاملة أطفال" من بطولة محمد هنيدي وصبري فواز وسما إبراهيم ومحمود حافظ ونهى عابدين ووليد فواز وعلاء مرسي، من إخراج سامح عبدالعزيز وتأليف محمد سليمان عبدالمالك.

طباعة شارك مدحت صالح اغاني مدحت صالح حفلات مدحت صالح

مقالات مشابهة

  • بين حائك السجاد والتاجر.. منهج إيران والأميركيين في التفاوض
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم
  • مركز الأزهر للفتوى يحاور طلاب جامعة السويس حول الحرية وقيم الحياة
  • بعد 60 عاما من الاختفاء.. العثور على امرأة أميركية مفقودة على قيد الحياة
  • وزير إسرائيلي: الاعتقاد أن ترامب يعمل من أجلنا خطأ وعلينا الاعتماد على أنفسنا
  • علي جمعة يكشف عن أعمال ينبغي فعلها فى هذا الزمن المليء بالفتن .. تعرّف عليها
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • الشباب.. بين هواجس الحياة وفرص العمل
  • تقرير أممي: نزوح نحو 300 فرد في اليمن خلال الأسبوع الفائت
  • البحوث الإسلامية: الأزهر لا يقتصر دوره على التوجيه بعد وقوع المشكلات بل يعمل على تحصين الشباب