بوابة الوفد:
2025-12-09@09:49:20 GMT

لا تبك على الزمن الفائت

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

يمضى فلا يُبالى. سهم حُر. رصاص مباغت. برقٌ خاطف. قطار لا يتوقف فى أى محطات. تتقدم خُطى الزمن دوما للأمام. لا تتباطئ، ولا تتعثر، وكلما مرت سنوات طويلة اندهشنا كيف مرت بهذه السرعة. وهذا ما قد يجعل الإجابة المعروفة لآخر العمر إن سُئل سائل عن ما عاشه، هى أنه لبث « يوما أو بعض يوم».
لقد كانت الحياة أسرع مما نتخيل.

أطفالا حلمنا، ثم مراهقين اختبرنا الأحلام والأوهام، ثم شبابا واجهنا التحديات، ثُم انخطفنا سريعا، وانشغلنا بحيواتنا، وأفقنا فجأة على خريف زاحف تترجمه حبات دواء يومية، وأوجاع عظام متقلبة، ونظرات تقدير وتوقير لأننا كبرنا فى عيون الآخرين.
نحزن على سرعة الزمن، نندهش من كلمة «عمو» التى تقابلنا من فتيات وفتيان شباب نراهم كبارا، ننزعج من كلمة «حاج» التى يمنحنا إياها مَن لا يعرفنا. نُدرك يقينا أننا خرجنا من زمرة الشباب، فنتحسر ونحزن.
لكن ما المردود؟ ما نتاج الحزن سوى الحزن؟ ما بعد الندم؟ سكون؟ كيف ننظر للغد؟ بخوف؟ ثم ماذا بعد؟ لا شيء.
إن علينا أن نستوعب حركة الزمن برضا، ونقاوم وهن النفس بطاقة لا حدود لها. مَن قال إن الشباب مُقيد بعمر، ومّن أجزم أن أوان الألق فات؟ لا أوان يفوت ما دام الإنسان يتنفس، لأن الشيخوخة كما أقول دائما هى مجرد اختيار، وهناك دائما مًن يحققون أحلامهم وهم فى الستين والسبعين، وما بعد ذلك. فهذا هارلند ساندرز الذى نرى صورته فى كل مدينة فى العالم نجح مشروع حياته «كنتاكي» بعد تجاوزه الستين عاما وخروجه إلى التقاعد.
وذاك هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق الذى رحل قبل شهور بعد أن أتم المئة عاما، ظل يعمل حتى النهاية بحثا وكتابة وتفكيرا، وأخرج لنا وهو فى الثامنة والتسعين كتابا يحدثنا عن مستقبل الذكاء الاصطناعى.
وبلغ الطبيب الأمريكى هوارد تاكر، مئة وثلاثة أعوام، ومازال يعمل كاستشارى عظيم فى طب الأعصاب. وعاش المفكر برنارد لويس مئة واثنتين سنة، ولم يتوقف عطاؤه ولم تتعطل روحه عن التفكير والتحليل والعمل.
وكل هذا يدفعنا أن نقاوم الزمن، ببشاشة، وتفاؤل، ودأب مكررين أن الأجمل لم يأت بعد.
إننى أنصح أصدقائى الشباب الذى تجاوزوا الخمسين والستين عاما أن ينطلقوا، فرحابة الحياة تستوعب الانطلاق. أقول لهم: ابتسموا. استمتعوا بالموسيقى، تحركوا، وافعلوا ما لم تفعلوا، واذهبوا حيث لم تذهبوا من قبل. استحسنوا الجمال وتذوقوا الفن واستمتعوا بالمعرفة. لا تتورطوا فى معارك عبثية، ولا تجادلوا جهلاء أو كارهين، ادعوا لهم بالشفاء والهدى.
ضعوا دوما خططا لمشروعات مستقبلية فى العمل، والإبداع، والحياة، وارسموا خطواتكم القادمة لعشرين عاما، وثلاثين عاما وخمسين عاما، ولا تتخلوا عن الأحلام، فهى منبع الطاقات وهى الدالة على الحياة. وتذكروا أن الفنان العظيم يوسف وهبى عندما كتب مذكراته اختار لها عنوانا غريبا هو «عشت ألف عام» تدليلا على صخب وعظم ما رأى وشاهد وأنجز.
ابتسموا وتعلموا ثم انظروا إلى الغد، فلم يفت الأوان، ولن يفُت.
والله أعلم.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد قطار

إقرأ أيضاً:

روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعى ينظم مرور الشوارع بمدينة صينية.. فيديو

بدأت مدينة هانغتشو الصينية إحدى أبرز المدن التكنولوجية فى البلاد تجربة جديدة لدمج الذكاء الاصطناعى فى الحياة اليومية، من خلال تشغيل روبوت مرورى ذكى قادر على تنظيم حركة السير ورصد المخالفات وإصدار تعليمات وتوجيهات صوتية بطريقة تشبه ضباط المرور البشريين.

الروبوت الجديد، الذي أُطلق عليه هانغشينغ رقم 1، يبلغ ارتفاعه 1.8 متر، وتم وضعه عند تقاطع طريق بينشينغ وطريق تشانغه فى منطقة بينجيانج، ليبدأ أداء مهامه أمام المارة والسائقين الذين فوجئوا بوجود رجل مرور آلى يتحرك ويتفاعل بطريقة متطورة.

يعمل الروبوت ضمن منظومة المدينة الذكية، ويستخدم كاميرات عالية الدقة ومستشعرات متقدمة، إضافة إلى إشارات حركية يستطيع من خلالها محاكاة إيماءات رجل المرور البشرى، مثل التوقف أو السماح بالمرور أو التنبيه إلى الازدحام، مع إصدار صافرة رقمية متزامنة مع نظام الإشارات الضوئية.

مرحلة التشغيل التجريبى للروبوت هانغشينغ رقم 1

أطلقت سلطات مدينة هانغتشو تجربة تشغيل الروبوت بداية من الأول من ديسمبر، وفق ما نقلته شبكة CCTV، حيث تم اختبار قدراته فى واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا؛ ويستطيع الروبوت، بفضل حساسات الذكاء الاصطناعى، رصد مخالفات السير بشكل لحظى، مثل:

عدم ارتداء الخوذ لسائقى الدراجات

تجاوز خطوط التوقف

العبور في غير الأماكن المخصصة للمشاة

وعند حدوث مخالفة، يصدر الروبوت تنبيهًا صوتيًا مهذبًا لتصحيح السلوك دون تدخل بشرى مباشر. ويعمل الجهاز ببطارية قابلة للتبديل تسمح له بالعمل 6 إلى 8 ساعات متواصلة، قبل عودته إلى محطة الشحن الخاصة به.

وتؤكد التقارير أن ضابطًا بشريًا يقف بالقرب من الروبوت خلال التجارب الأولى، للتعامل مع الحالات التي تحتاج تدخلًا إضافيًا، خاصة بعدما أظهرت التجارب الأولية في أكتوبر بعض التحديات المتعلقة بالظلال وحركة الرياح وتأثيرها على تحديد مواقع الأجسام.

نظام مراقبة متكامل لتعزيز السلامة المرورية

يعتمد الروبوت على نظام برمجى متكامل يقوم بتحليل الصور وإرسال البيانات إلى نموذج ذكاء اصطناعى قادر على رصد التجاوزات فى وقتها، ويتم تحويل المخالفات إلى قاعدة بيانات خاصة بالسلطات المرورية.

وتوضح التقارير أن النظام يتعلم تدريجيًا من بيانات ساعات الذروة، مما يسمح بتحسين دقة القرارات وتجنب الأخطاء، لتتحول المدينة تدريجيًا إلى بيئة مرور أكثر ذكاءً وأمانًا.

كما تم دمج الروبوت مع منصة City Brain فى هانغتشو، وهى منصة رقمية تدير حركة المدينة بالكامل، الأمر الذى يمنحه القدرة على:

التنبؤ بالمستجدات المرورية

التعامل مع الإشارات المعطلة

إطلاق التنبيهات فى حالات الطوارئ

تعديل سلوكه وفق الظروف المحيطة

تطوير مستمر وقدرات مستقبلية للروبوت المروري

يشير المطورون إلى أن هانغشينغ رقم 1 سيحصل على تحديثات متواصلة تُمكّنه من أداء مهام أكثر تعقيدًا، وقد تشمل التحديثات المقبلة دمج نماذج لغوية متقدمة تتيح له:

الرد على أسئلة المواطنين

تقديم إرشادات مرورية أو توعوية

المشاركة في حملات السلامة العامة

دعم المنظومة المرورية خلال الأزمات

وتعمل الصين على توسيع استخدام الروبوتات البشرية فى المهام المدنية، بعد توقيع شركة UBTech Robotics اتفاقيات لنشر روبوتات Walker S2 على الحدود، وهو ما يفتح الباب أمام مستوى جديد من الأتمتة فى المدن الذكية.

مقالات مشابهة

  • 63 يوما في الظلام… كيف أعاد رجل واحد تعريف الزمن داخل كهف جبال الألب؟
  • روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعى ينظم مرور الشوارع بمدينة صينية.. فيديو
  • غيدي المدينة الكينية التي خبّأتها الغابة ونسِيَها الزمن
  • وداعاً للمس.. إطلاق أول هاتف في العالم يعمل ذاتياً دون أي تدخل بشري
  • د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل
  • بعد 14 عاما من تعليقها.. عودة التجنيد تفجر منصات ألمانيا
  • زيت تركي بطعم التاريخ.. معصرة حجرية تقاوم الزمن في أرتفين
  • أحمد موسى : الرئيس السيسي عايز يعمل 500 مدرسة يابانية في مصر
  • وزيرالخارجية: معبر رفح يعمل بشكل متواصل من الجانب المصري والمشكلة في إسرائيل
  • يلتقي الزمنان وتبقى السماء شاهدة !!!!!