خبراء إعلام أميركيون: حظر إسرائيل قناة الجزيرة حجب للحقيقة وانتهاك لحرية الصحافة
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
واشنطن- مع مضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدما في تعهده بحظر قناة الجزيرة، بعد إقرار قانون جديد مؤخرا في الكنيست الإسرائيلي بموافقة أغلبية ساحقة بـ71 صوتا مقابل 10 أصوات، عبّر عدد من خبراء الإعلام الأميركيين عن قلقهم من هذه الخطوة، في وقت شككوا فيه بنجاح الإستراتيجية الإسرائيلية.
وكان كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية وعدد من أعضاء الكونغرس قد عبروا عن قلقهم من هذا القرار الإسرائيلي، في حين اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر أن بلاده لا تتفق مع كل شيء في تغطية الجزيرة، لكنه أقر بأن "الكثير مما نعرفه عما يحدث في غزة يأتي من مراسلي الجزيرة على الأرض"، في وقت منعت إسرائيل وجود مراسلين أجانب داخل قطاع غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحذر الخبراء الأميركيون من أن إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل قد يشكل سابقة خطيرة تهدد حرية الصحافة وتداول المعلومات، حول واحدة من أكثر الحروب ضراوة خلال الأعوام الأخيرة.
وغردت رشيدة طليب، النائبة ذات الأصول الفلسطينية بمجلس النواب على منصة "إكس" بقولها "في البداية قتلوا صحفيين يكشفون الحقيقة مثل شيرين أبو عاقلة، والآن يريدون إغلاق قناة الجزيرة تماما، لمنع العالم من رؤية جرائم الحرب التي ارتكبوها".
First they murdered journalists like Shireen Abu Akleh who were exposing the truth. Now they want to completely shut down Al Jazeera to stop the world from seeing their war crimes. https://t.co/WSYMxC7ban
— Congresswoman Rashida Tlaib (@RepRashida) April 2, 2024
التحكم في الرواية
أشار ستيفن ليفينغستون الأستاذ والمدير المؤسس لمعهد البيانات والديمقراطية والسياسة بجامعة جورج واشنطن بالعاصمة الأميركية، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن "قرار حظر قناة الجزيرة هو مجرد جانب آخر من جهود متعددة الجوانب من جانب الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على الرواية حول الحرب في غزة، إلا أن الفشل ينتظر هذه الجهود".
وأضاف أن "إسرائيل الآن معزولة دبلوماسيا، وتخضع لإدانة عالمية لخلقها الظروف المؤدية للمجاعة في غزة، والآن يبدو أنها تستهدف عمال الإغاثة، بمن فيهم الـ7 الذين كانوا يعملون في المطبخ المركزي العالمي".
ووضَّح في حديثه "لم يكن هذا حادثا معزولا، إذ سبق وقُتل ما لا يقل عن 196 شخصا من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ووفقا للأرقام الصادرة في الثاني من أبريل/نيسان 2024 عن لجنة حماية الصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 95 صحفيا وإعلاميا منذ بداية الحرب".
واعتبر ليفنغستون أن إسرائيل ترغب بالسيطرة على ما يصدر من داخل قطاع غزة، من الصحفيين "الذين يعملون كعيون وآذان على الأرض في غزة، وهو ما يهدد الرواية الإسرائيلية حول ما يجري"، مما دفع الحكومة الإسرائيلية لاستصدار قرار بحظر قناة الجزيرة.
كما تحدث البروفيسور مارك لاجوي، الأستاذ المساعد في الإعلام والعلاقات العامة بجامعة جورج واشنطن، للجزيرة نت، وقال "أنا، وبصفتي صحفيا أيضا، أشعر بقلق بالغ إزاء الحظر الإسرائيلي المحتمل لقناة الجزيرة. إن الصحافة الحرة والفعالة هي ركيزة للديمقراطية، وتضعف هذه الركيزة عندما يتم حظر وسائل الإعلام مع غياب أدلة ملموسة على ارتكاب مخالفات واسعة النطاق، ويشمل ذلك خصوصا وسائل الإعلام التي لديها وجهات نظر تختلف معها الحكومات".
وقال البروفيسور لاجوي "أنا أعرف العديد من الصحفيين المجتهدين والصادقين الذين يعملون في قناة الجزيرة، وتساهم قصصهم بشكل إيجابي في فهم العالم للشرق الأوسط".
محاولة إسكات
من جهتها قالت أستاذة الاعلام بجامعة ميريلاند البروفيسورة سحر خميس إنه "ليس من غير المألوف أن يتم إغلاق مكتب الجزيرة، أو على الأقل التهديد بالإغلاق كلما كانت هناك أي حالة نزاع".
وأشارت في حديثها مع الجزيرة نت أن "الجزيرة تميزت بتغطيتها الجريئة والشجاعة للكثير من الأحداث الجارية، وقد رأينا كيف أنها تقدم وجهة نظر ورواية بديلة حول الصراع في غزة، وفي كثير من الحالات تكشف عن أنواع مختلفة من المعاناة الإنسانية للمدنيين".
وعن رأيها بتغطية القناة قالت إن "تركيز الجزيرة على عرض تدمير المنازل وقتل المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ والنساء الحوامل، وتدمير المستشفيات والعديد من مراكز ومرافق اللاجئين، وكل هذه الصور التي يتم نقلها عبر الجزيرة، لا يتم التقاطها من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك وسائل الإعلام الغربية الشهيرة، وبالتالي فإن الجزيرة بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم وجهة نظر بديلة لما يجري بالفعل داخل غزة".
وأكدت البروفيسورة أنه "بناء على ما سبق، يمكننا بطبيعة الحال أن نتوقع لماذا سيكون لدى الحكومة الإسرائيلية نظرة سلبية عن الجزيرة، وشعور بعدم الارتياح حيال قيامها بهذا النوع من العمل وهذا الدور".
وتضيف "حتى لو قررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتب الجزيرة، فإن هذا لا يعني إسكاتها، لأنه لا يزال هناك العديد من الطرق والمنصات البديلة الأخرى مثل الجزيرة بلس "+AJ"، وأنواع أخرى من المنصات، التي يمكن من خلالها نقل الصورة إلى الجمهور حول العالم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الحکومة الإسرائیلیة وسائل الإعلام قناة الجزیرة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جيف بيزوس: الحقيقة المرة أن الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام
كتب جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست، أن تصنيف الصحفيين ووسائل الإعلام كان في انحدار منتظم في الاستطلاعات العامة السنوية بشأن الثقة والسمعة.
وأوضح بيزوس -في مقال له- أن وسائل الإعلام كانت تأتي دائما أعلى بقليل من الكونغرس، ولكن استطلاع غالوب لهذا العام هبط بها وبالصحفيين إلى ما دون الكونغرس، مما يعني أن مهنة الصحافة الآن هي الأقل ثقة على الإطلاق، ما يشير إلى خلل ما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: انتخابات مزلزلة تدفع أكثر دولة ديمقراطية استقرارا بآسيا نحو الفوضىlist 2 of 2غارديان: إسرائيل ستصبح دولة مارقة تحت حكم نتنياهوend of listويأتي المقال بعد رفض واشنطن بوست تأييد مرشح انتخابي، وهي ممارسة اعتادتها بعض الصحف الأميركية، وهو ما لاقى استياء واسعا.
وذكّر الكاتب بأن الانحياز في الانتخابات الرئاسية لا يرجح كفة على أخرى، ولن يقول ناخب متردد إنه "سيؤيد مرشحا بناء على رأي صحيفة ما"، وما يفعله التأييد في الواقع هو خلق تصور للتحيز وعدم الاستقلال، وإنهاء هذا التأييد قرار مبدئي، وهو خطوة ذات مغزى في الاتجاه الصحيح.
وأضاف: "أتمنى لو أجرينا هذا التغيير في وقت أبكر مما فعلنا، في لحظة أبعد عن الانتخابات والعواطف المحيطة بها".
تراجع بالمصداقيةوضرب الكاتب مثالا للصحافة بآلات التصويت، قائلا إن هناك معيارين لعملها، فلا يكفي أن تحسب الأصوات بدقة، بل يجب أن يكون الناس على ثقة بأنها تحسب الأصوات بدقة، و"نحن في الصحافة بالمثل، يجب أن نكون دقيقين، ويجب أن يُصدق الآخرون أننا دقيقون، غير أن معظم الناس يعتقد أن وسائل الإعلام متحيزة".
ونبه الكاتب إلى أنه من السهل أن نلوم الآخرين على "انحدار مصداقيتنا المستمر"، ولكن "عقلية الضحية هذه لن تساعد، والشكوى ليست إستراتيجية فعالة"، مما يعني أنه يتعين على الصحفيين العمل بجدية أكبر للسيطرة على ما يمكن السيطرة عليه لزيادة المصداقية.
وقال جيف بيزوس إن الافتقار إلى المصداقية ليست مشكلة صحيفة واشنطن بوست، بل إن الصحف الشقيقة تعاني من المشكلة نفسها، وهي مشكلة لا تواجه وسائل الإعلام فحسب، بل تواجهها الأمة أيضا لأن عديدا من الناس يتجهون إلى المدونات غير الرسمية، والمنشورات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من مصادر الأخبار غير الموثوقة التي يمكن أن تنشر بسرعة معلومات مضللة وتعمق الانقسامات.
وأشار إلى أنه بينما تعتبر الصحيفة ناجحة وتنال الجوائز، إلا أن جمهورها تقلص ليشمل النخبة فقط على عكس التسعينيات.
صوت مستقل وجدير بالثقةوأكد بيزوس أنه لن يسمح لواشنطن بوست بالاستمرار على هذا الطريق والسقوط في التفاهة، مشيرا إلى أن العالم يحتاج الآن -أكثر من أي وقت مضى- إلى صوت مستقل جدير بالثقة، وأفضل مكان لتحقيق ذلك هو عاصمة أهم دولة في العالم، غير أن الفوز في مثل هذه المعركة سيتطلب بعض التغييرات التي سيكون بعضها بمثابة عودة إلى الماضي، وبعضها الآخر بمثابة اختراعات جديدة.
وخلص مالك واشنطن بوست إلى أن التغيير لن يكون سهلا، ولكنه يستحق العناء، وقال "أنا سعيد للغاية لكوني جزءا من هذا المسعى. العديد من أفضل الصحفيين يعملون في واشنطن بوست، وهم يعملون بجد كل يوم للوصول إلى الحقيقة، وهم يستحقون أن نصدقهم".