حزب إسباني ينضم للمطالبين بمنع إسرائيل من المشاركة في أولمبياد باريس
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
طالب حزب سومار المشارك في الائتلاف الحكومي بضرورة منع إسرائيل من المشاركة في الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة باريس خلال الصيف المقبل على غرار قرار منع روسيا من المشاركة في الأولمبياد.
وكان البرلمان الإسباني ناقاش أمس العلاقات الدولية لإسبانيا مع باقي العالم وخاصة القضايا الرئيسية مثل العلاقات مع المغرب والجزائر وحرب أوكرانيا وحرب الإبادة في فلسطين.
وذكرت تاقرير صحيفة أن حزب سومار" المشارك في الائتلاف الحكومي تقدم بمقترح، ينص على ضرورة منع إسرائيل من المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس. وشدد الفريق البرلماني لهذا الحزب في المقترح الذي تقدم به على ضرورة “احترام المعايير الدولية، فقد تم منع روسيا من الألعاب بسبب الحرب ضد أوكرانيا، ويجب منع إسرائيل بسبب حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني".
وجاء في نص المقترح أن الميثاق الأولمبي ينص على أن اللجنة الأولمبية يمكنها طرد الفرق والوفود إذا لم تطبق الدول المتنازعة الهدنة خلال الدورة الأولمبية.
وأوضح الحزب في تصريحات للصحافة أن هذا "ليس إجراءً ضد الرياضيين، الذين سيتمكنون من المشاركة في الألعاب تحت علم دولي كما حدث في مناسبات أخرى، بل ضد الدولة الإسرائيلية نفسها".
ووفق مصادر إعلامية دولية عمليا، فقد بدأت أحزاب يسارية وعدد من الجمعيات الحقوقية في أوروبا الاستعداد لحملة ضد مشاركة إسرائيل في الألعاب الأولمبية المقبلة في فرنسا. ويبدو أن هذه الحركة تحتاج الى دعم من دول لأنها تمتلك القرار بطرح المقترح في اللجنة الأولمبية ليأخذ بعدا أكبر.
وتتخوف فرنسا من نتائج سلبية للمشاركة الإسرائيلية في الألعاب الأولمبية في باريس، حيث ستكون العاصمة تغلي بالتظاهرات ضد إسرائيل علاوة على التظاهرات ضد الإسرائيليين في الملاعب. ومما سيزيد من حدة التظاهرات هو وجود جاليات مسلمة كبيرة في فرنسا تتعاطف مع القضية الفلسطينية. في الوقت ذاته، تراجعت صورة إسرائيل لدى الرأي العام الفرنسي بصورة ملفتة نتيجة الجرائم التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.
وتخشى السلطات الفرنسية من أن تشهد الألعاب الأولمبية المرتقبة أكبر الاحتجاجات في تاريخ كل الملتقيات سواء الثقافية أو الرياضية أو السياسية، بالنظر لحجم الأقليات المسلمة المقيمة في فرنسا، وأيضا لحجم التأييد الذي تحظى به القضية الفلسطينية في فرنسا خاصة وفي باقي الدول الأوروبية على خلفية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.
وكان نواب معارضون في فرنسا قد طالبوا في شباط / فبراير الماضي اللجنة الأولمبية الدولية بفرض عقوبات على إسرائيل في أولمبياد باريس 2024، التي ستستضيفها بلادهم صيف العام الجاري.
جاء ذلك في رسالة أرسلها 26 نائبًا من حزبي "فرنسا الأبية" و"الخضر" المنتميين لتحالف نوبيس اليساري، إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.
وذكر تقرير للأناضول، أن النواب أدانوا في رسالتهم إلى باخ "جريمة الحرب غير المسبوقة التي ترتكبها إسرائيل" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار النواب إلى بيانات صادرة عن الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تتحدث عن مقتل نحو 10 آلاف مدني، بينهم 560 طفلاً، خلال عامين تقريبًا جراء الحرب في أوكرانيا.
النواب الفرنسيون طالبوا بتطبيق نفس العقوبات المفروضة على روسيا وبيلاروسيا على إسرائيل في أولمبياد باريس 2024.
وشددوا على ضرورة عدم رفع العقوبات إلا إذا قررت إسرائيل إعلان وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وقالوا إن اللاعبين الإسرائيليين يجب أن يتنافسوا بصفة "رياضيين محايدين" دون حمل شعارات وأعلام بلادهم، تمامًا مثل الروس والبيلاروسيين.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أعلنت في وقت سابق أن الرياضيين الروس والبيلاروسيين يمكنهم التنافس في أولمبياد باريس 2024 بصفة "رياضيين محايدين"، بينما لن يُسمح للرياضيين الذين يدعمون حرب روسيا ضد أوكرانيا بالمشاركة في الألعاب الأولمبية.
وخلَّفت الحرب المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أخضع إسرائيل، في سابقة منذ عام 1948، لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إسرائيل الأولمبياد فرنسا اسبانيا إسرائيل فرنسا أولمبياد مطالب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الألعاب الأولمبیة المشارکة فی الألعاب فی أولمبیاد باریس اللجنة الأولمبیة من المشارکة فی إسرائیل فی فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
محمد الحسن محمد نور
حين ننظر إلى المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط من منظور القرار الأمريكي في واشنطن، فإن السؤال الأكثر إلحاحًا لا يدور حول أخلاقية دعم هذا الطرف أو ذاك، بل حول حساب الربح والخسارة في معادلة معقدة. لماذا تظل الولايات المتحدة متمسكة بدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا، حتى عندما تتجاوز تصرفاتها حدود القانون الدولي وتسبب إحراجًا دبلوماسيا لواشنطن؟
الجواب لا يكمن في نقطة واحدة، بل في شبكة من المصالح المتشابكة التي تشكل عقيدة استراتيجية راسخة. فإسرائيل، برغم مساحتها الصغيرة، هي أكثر من مجرد دولة حليفة؛ إنها حاملة طائرات غير قابلة للغرق، ومختبر ميداني للتكنولوجيا العسكرية المتطورة، ووكيل موثوق لتنفيذ عمليات تحفظ واشنطن لنفسها تبعاتها المباشرة. هذا الدور التشغيلي الفريد يعطي لإسرائيل قيمة لا تُقدَّر بثمن في منطقة يعتبر الاستقرار فيها شحيحًا والولاءات متقلبة. ولكن تبقى هذه العلاقة محكومة بحسابات البراغماتية الصرفة، فالدعم الأمريكي لا ينبع من عاطفة أبدية، بل من تقاطع مصالح يُعاد تقييمه باستمرار تحت ضوء المتغيرات الإقليمية.
وفي الجهة المقابلة من هذه المعادلة، تقف المملكة العربية السعودية كعملاق جيوسياسي يطرح نفسه بديلاً استراتيجيا جذابًا لأمريكا. وربما مرعبًا لإسرائيل. فبرغم أن مساحة إسرائيل لا تقارن بمساحة السعودية الشاسعة، وبرغم أن ثروة الأخيرة الهائلة تجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يُستهان به كما أشار ترمب، إلا أن المقارنة الحقيقية ليست في الجغرافيا أو الثروة وحدهما.
فالسعودية تمتلك ما هو أثمن: نسبة عالية من الاستقرار الداخلي والإقليمي، وغياب الأعداء المباشرين الذين يحيطون بإسرائيل من كل حدب وصوب، ونفوذ ديني وثقافي يمتد لقلب العالم الإسلامي. والأهم من وجهة النظر الأمريكية، أن شراكة السعودية لا ترهق أمريكا بالحروب العديمة الجدوى، ولا تفرض عليها الدخول في صراعات مباشرة؛ بل تقدم نفسها كقوة مستقرة قادرة على إدارة ملفاتها الأمنية بنفسها، وتكون ركيزةً للاستقرار الإقليمي بدلاً من أن تكون بؤرة للصراع الدائم. هذا الواقع يطرح سؤالاً وجوديًا في أروقة تل أبيب: هل تخشى إسرائيل أن تكون السعودية بديلاً لها في يوم ما؟ الخشية حاضرة وبقوة، ولكنها ليست خشية من زوال، بل خشية من إعادة ترتيب للأولويات.
فالقلق الإسرائيلي العميق لا يتعلق باحتمال أن تتخلى واشنطن عن دعمها بين عشية وضحاها، بل بأن يتقلص دورها من حليف استراتيجي لا غنى عنه، إلى مجرد أداة واحدة ضمن عدة أدوات في صندوق أدوات السياسة الأمريكية. إن صعود التحالف الأمريكي-السعودي ليكون المحور المركزي في المنطقة يعني ببساطة أن القيمة التفاوضية لإسرائيل ستهبط، وأن قدرتها على الحصول على دعم غير مشروط لأجندتها الأمنية ستنخفض.
ولهذا، نرى أن إسرائيل تعمل جاهدة على إبقاء ملفات المنطقة ساخنة ومفتوحة، وتقاوم أي محاولة لترتيب الوضع الإقليمي على نحو يقلل من أهميتها العسكرية والاستخباراتية لواشنطن – من مقاومة الاتفاق النووي الإيراني 2015، مرورًا بالضغط لإفشال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وصولاً إلى عرقلة أي تقارب سعودي-إيراني حقيقي. إنها تدرك أن نفوذها مرتبط باستمرار حالة الطوارئ والصراع، فيما تقدم السعودية نفسها كضامن للاستقرار والطاقة والعلاقات الاقتصادية الواسعة، وهي سلع تزداد قيمتها في عالم تتزايد فيه المنافسة مع الصين وروسيا. وإذا حدث هذا التحول وأصبحت الرياض الشريك الأول لواشنطن، فإن المشهد سيتغير جذريًا.
فالسؤال المصيري هو: إذا تحول ميزان القوة لصالح السعودية، هل يزيد هذا من نفوذ أمريكا أم ينقصه؟ الإجابة معقدة وتحتوي على تناقضات.
على المدى القصير، قد يوسع هذا التحول من نفوذ أمريكا، إذ ستمتلك واشنطن بوابة مباشرة إلى قلب العالم العربي والإسلامي عبر شريك قوي ومستقر، قادر على تحقيق استقرار أوسع قد يخفف من حاجة الولايات المتحدة للتدخل المباشر المكلف.
لكن على المدى الطويل، قد تأتي الخسارة من حيث لا تُحتسب. فاستبدال حليف عسكري منضبط مثل إسرائيل، يتحرك كذراع تنفيذي سريع وحاد، بشريك كبير ذي أجندة وطنية مستقلة مثل السعودية، يعني أن واشنطن قد تفقد السيطرة على تفاصيل المشهد. قد تتبع الرياض سياسات اقتصادية أو تقاربًا مع منافسي أمريكا مثل الصين، أو تتبنى مواقف متصلبة في ملفات مثل إيران أو اليمن تتعارض مع الحسابات الأمريكية الدقيقة.
والأخطر من ذلك داخليًا، أن أي تحول في الدعم التاريخي لإسرائيل سيشعل حربًا سياسية ضارية داخل الولايات المتحدة بين المحافظين الإنجيليين والليبراليين وأصحاب المصالح، مما يُضعف قدرة واشنطن على تطبيق سياسة خارجية متسقة وقوية، وهو أكبر هدية يمكن تقديمها لمنافسيها على الساحة العالمية.
في الختام، إن اللعبة الكبرى التي تدور رحاها في الشرق الأوسط اليوم ليست بين السعودية وإسرائيل فحسب، بل هي اختبار حقيقي لذكاء الاستراتيجية الأمريكية نفسها. فالنفوذ الحقيقي لا يكمن في الانحياز الأعمى لحليف واحد، مهما بلغت قوته، بل في الفن الدقيق لإدارة التوازن بين جميع القوى في الساحة، وجعل كل طرف يشعر أنه في حاجة إلى الوسيط الأمريكي بطريقة مختلفة. المصلحة الأمريكية العليا ليست في دعم إسرائيل لأنها الأقوى عسكريًا، ولا في التحول إلى السعودية لأنها الأغنى، بل في منع أي منهما من أن تصبح قويةً لدرجة الاستغناء عن واشنطن، أو أن تشعر بالأمان لدرجة السير في طريق مستقل. الخطر الذي يتهدد النفوذ الأمريكي ليس من منافس خارجي يظهر فجأة، بل من تحول التنافس الخفي بين حلفائه إلى صراع مفتوح، يُجبر واشنطن على الاختيار فتخسر أحد رهاناتها.
وفي النهاية، الولايات المتحدة لا تخسر عندما يتقاتل أعداؤها… بل عندما يتصالح حلفاؤها.
الوسومأمريكا إسرائيل إيران الشرق الأوسط الصين الملف النووي الإيراني دونالد ترامب روسيا سوريا محمد الحسن محمد نور واشنطن