الحمل فوق سن الأربعين.. هل هو آمن؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
تُراود العديد من النساء الرغبة في الأمومة في سن متقدمة، حيث يُغريهن سحر تربية الأطفال في مرحلة لاحقة من حياتهن، لكن الواقع، وفقا لصحيفة “تلغراف” البريطانية، يشير إلى أن تأخير الحمل حتى سن الأربعين “قد يعقد إنجاب الأطفال على مختلف المستويات، خاصة مع تناقص فرص الحمل الطبيعي”.
ويؤكد طبيب أمراض النساء والرئيس السابق لجمعية الخصوبة البريطانية، آدم بالين، على ذلك بقوله: “تصبح فرص الحمل الشهرية بعد سن الأربعين ضئيلة، حيث لا تتجاوز 5 بالمئة”.
ويضيف: “بالنسبة لزوجين في هذا العمر، فإن عاما من المحاولة سيتيح فرصة بنسبة 35-40 بالمئة للحمل في أفضل الأحوال”.
ويشدد بالين على أن الحمل الطبيعي بعد سن الـ45 نادر للغاية، ويعود ذلك إلى انخفاض معدلات التبويض، فالمبيض الأنثوي الطبيعي يحتوي على حوالي 1-2 مليون بويضة، لكنّ النساء لا يصنعن بويضات جديدة، بل يفقدن عددا منها مع كل دورة شهرية.
ووفقا لبالين، فإن بلوغ سن 35 عاما يعني الدخول في مرحلة “الأمومة المتقدمة”.
وتؤكد الأرقام ذلك، حيث أظهر تقرير صادر في يونيو 2023 من قبل هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA) في المملكة المتحدة، أن دورات التلقيح الاصطناعي والتلقيح من متبرع زادت بنسبة 10 بالمئة بين عامي 2019 و2021.
ووجد التقرير، حسب الصحيفة البريطانية، أن من بين النساء اللاتي تبلغ أعمارهن 40 عاما أو أكثر، غالبا ما يتم استخدام بويضات متبرعة، للخضوع إلى عملية التلقيح الصناعي.
ووفق “تلغراف”، يعد هذا الأمر الأكثر شيوعا بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهم بين 45 و50 عاما، كما كان متوسط معدلات الحمل عن طريق التلقيح الاصطناعي 6 بالمئة فقط للنساء اللاتي تتراوح أعمارهم بين 43 و50 عاما عن طريق بويضاتهن.
الحمل بعد الأربعين
في حال الرغبة في الحمل بعد سن الأربعين، تنصح أخصائية الإنجاب ورئيسة جمعية الخصوبة البريطانية، أليسون مردوخ، باتباع خطوات محددة تحت إشراف الطبيب لزيادة فرص النساء في تحقيق ذلك.
وتقول مردوخ: “إذا كنت أكبر سنا ولديك أي شيء في تاريخك الصحي قد يقلل من فرص الحمل، فاطلبي المشورة المبكرة”.
وتضيف: “من الناحية العملية، على سبيل المثال، إذا كنتِ مصابة بعدوى في قناتي فالوب، فلا تتركي الأمر وقتا طويلاً لمعرفة ما إذا كانت مسدودة. وإذا كنت رجلا، قم بإجراء فحص عدد الحيوانات المنوية”.
وتشدد مردوخ على أهمية الصحة العامة لكلا الشريكين، وتنصح باتباع نظام غذائي مُتوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، والتقليل من شرب الكحول، وعدم التدخين، وإنقاص الوزن إذا لزم الأمر.
من جانبه، ينصح بالين إلى جانب اتباع نظام غذائي جيد، بتناول الفيتامينات المتعددة قبل الحمل، التي يجب أن تشمل حمض الفوليك.
لكنه يقول: “الأمر كله يتعلق بصحة البويضات، ففي حين أن جودة الحيوانات المنوية تبدأ في الانخفاض اعتبارا من سن الأربعين، فإن انخفاض الخصوبة يكون أبطأ بالنسبة للرجال، وجودة البويضة أكثر أهمية من الحيوانات المنوية”.
ووفق “تلغراف”، في حال تبين أن عدد البويضات منخفض لدى النساء، فإن استكشاف خيار التلقيح الصناعي من الأمور المتاحة، حيث تتلخص بشكل أساسي في استخدام بويضات المرأة نفسها، من خلال تحفيز المبيضين لإنتاج البويضات وتخصيبها خارج الرحم، ثم زرع الجنين، أو الحصول عليها من متبرعة، وأيضا يتم التخصيب مرة أخرى خارج الرحم.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التلقيح الصناعي ليس حلا مؤكدا لنجاح الحمل، حسب الصحيفة التي نقلت عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن عمليات التخصيب للنساء باستخدام بويضاتهن نجحت بنسبة 11 بالمئة لمن تتراوح أعمارهن بين 40-42 عاما، و5 بالمئة لمن تتراوح أعمارهن بين 43-44 عاما، و4 بالمئة لمن تزيد أعمارهن عن 44 عاما.
مخاطر الحمل فوق سن الأربعين
على الرغم من أن التقدم في السن لا يعني دائما أن الحمل أكثر صعوبة، فإن هناك مخاطر مرتبطة به، حيث تقول مردوخ: “هناك معدل أعلى للإجهاض بسبب عمر البويضات”.
وتضيف: “في الغالب يتم فقدان الحمل قبل الأسبوع 24، ويكون السبب غالبا مشاكل الكروموسومات (الصبغيات) في الجنين”.
كما أن النساء الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة ببعض مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد الأسباب التي تجعل النساء فوق سن الأربعين أكثر عرضة للمعاناة من تسمم الحمل وسكري الحمل، وفق مردوخ، مشيرة إلى أن “هناك أيضا فرصة أكبر للإصابة بالمشيمة المنزاحة (نزيف مهبلي)، حيث تغطي المشيمة عنق الرحم جزئيا أو كليا، مما قد يزيد من خطر الولادة المبكرة وولادة جنين ميت”.
رغم ذلك، يقول جيفري أحمد، استشاري أمراض النساء في مستشفى تشيلسي وويستمنستر، والذي قام العام الماضي بتوليد طفل لأم تبلغ من العمر 57 عاما، إن ولادة طفل لأم تبلغ من العمر 40 عاما هو مخاطرة، لكن من المهم إبقاء الأمور تحت السيطرة.
ويضيف: “بشكل عام، ترتفع مخاطر كل شيء مع تقدمك في العمر، لذا تعامل مع كل شيء بحذر، خاصة إذا كنت لائقا وبصحة جيدة. والغالبية العظمى من النساء اللاتي يحملن في سن الأربعين سيمررن بعملية حمل وولادة صحية تماما”.
كيف يؤثر العمر على الولادة؟
حسب الصحيفة، فإن الأمهات الأكبر سنا أكثر عرضة للخضوع لعملية قيصرية أو تدخل من نوع ما أثناء المخاض، حيث يرجع السبب في ذلك إلى أنه مع التركيز الأكبر على المخاطر المحتملة، يتم التخطيط لأي تدخلات عاجلة بشكل مسبق.
ويحذر أحمد قائلا: “يُنصح الآن بشكل روتيني بتخفيض المخاض للنساء في سن متقدمة”، مضيفا أن فترة الحمل الموصي بها للأمهات الأكبر سنا تتراوح الآن بين 39 و40 أسبوعا كحد أقصى.
ويوضح: “ستوصي الكثير من المؤسسات أيضا بمراقبة المخاض بطريقة أكثر دقة، مع احتمالية أقل للولادة الطبيعية”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سن الأربعین إذا کنت
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن تسمم الحمل وأعراضه ومخاطره
قال الدكتور عمرو حسن أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني إن تسمم الحمل الخطر الذي قد يهدده الأم والجنين ويؤثر على صحتها وصحة الجنين الذي تحمله، موضحا أنه من الضروري أن تعرف الزوجة أن تسمم الحمل يحدث عند نوعيات معينة من الزوجات.
وتابع قائلاً : من الممكن اكتشاف حدوث الحالة فور حدوثها، بل والأفضل – بالطبع الحرص على الوقاية من حدوث هذه الحالة.
والآن.. مع كل ملامح الصورة الخاصة بتسمم الحمل.
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل مرض يصيب الحوامل فقط ، ويتميز بأعراض ثلاثة هي: ارتفاع في ضغط الدم، وتورم بالجسم، ووجود زلال بالبول.. وللمرض أثار خطيرة على الحامل وعلى الجنين.
ماذا يحدث للحامل؟
يرجع المرض إلى تقلص شديد في الأوعية الدموية في جميع أعضاء الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط واضطراب في وظائف هذه الأعضاء..
وتعد الكلي من الأعضاء التي تتأثر تأثرًا مباشرًا بالمرض فتضطرب وظيفتها في تنقية الجسم من السموم والفضلات الناتجة من عمليات الهضم والتنفس بل وقد تتوقف تمامًا عن العمل في الحالات المتقدمة وتكون من أهم أسباب وفاة المريضة..
وكذلك يتأثر الكبد فتختل وظائفه العديدة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصدر الطاقة وميكانيكية العمل في كل خلايا الجسم، ويتأثر المخ في ارتفاع الضغط وتتقلص أوعيته الدموية وفي ارتفاع نسبة المواد السامة الحبيسة داخل الجسم فتصاب الحامل بأعراض عصبية ونفسية فتفقد الوعي تدريجيًا وقد تصيبها التشنجات وعندئذ يقال أن المرأة أصيبت بالاكلامسيا وهو من أخطر المضاعفات التي تصل نسبة وفاة الأم فيها إلى 10%.
ومن أهم الأعراض هو التورم الذي يصيب المرأة ويبدأ غالبًا في القدمين والساقين ثم ينتشر تدريجيًا حتى يصيب الجسم واليدين والوجه.. ومن الطبيعي أن يؤدي تقلص الشرايين إلى ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى مضاعفات عديدة أولها على القلب الذي قد يصاب بالهبوط لعدم قدرته على مقاومة هذا الارتفاع الشديد، كما قد تنفجر الأوعية الدموية الموجودة في الأعضاء الهامة مثل: الكلى والكبد والمخ والعين أحيانًا..
ماذا يحدث للجنين؟
يؤثر المرض على المشيمة وهي العضو الهام الذي يربط الجنين بجدار الرحم وتقوم بالوظائف الحيوية التي تؤدي إلى نمو الجنين فتمده بالغذاء والأوكسجين وتتولى إخراج كل ما هو ضار من أنسجته..
تصاب أوعية المشيمة بالتجلط وتفقد وظيفتها تدريجيًا فيبطئ نمو الجنين ويولد صغيرًا ضعيفًا وفي بعض الأحوال الشديدة ولا سيما حالات الاكلامسيا التي تحدث فيها التشنجات تنفصل المشيمة عن الرحم ويؤدي هذا إلى وفاة الجنين فورًا.
كيف يتم تشخيص تسمم الحمل ؟
تسمم الحمل مرض ليس له أعراض هامة في مراحله الأولى فيما عدا حدوث التورم في القدمين والساقين، وقد يؤخذ هذا على أنه شيء عادي يحدث أحيانًا في الحمل الطبيعي.
وهذا من جوانب خطورة المرض؛ لأن الأعراض هي التي تحمل المريض على الذهاب للطبيب لذلك فإن التشخيص لا يتم إلا بقياس ضغط الحامل وتحليل البول للزلال فإن الحامل التي لا تذهب للفحص الطبي قد يتسلل إليها المرض بدون أي شكوى ثم تفاجأ بمضاعفاته الشديدة لأول مرة.
ومن الغريب أنه إذا مات الجنين داخل بطن الأم فإن أعراض المرض تختفي وتشفى منه.
أسباب تسمم الحمل :
وبالرغم من آلاف الأبحاث العلمية فإن السبب المباشر للمرض غير معروف، لذلك فقد وصفت عشرات النظريات المختلفة، بل وسمى المرض بعشرات الأسماء المرتبطة بهذه النظريات.
ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأبحاث قد كشفت الكثير من جوانبه المختلفة وأصبح من المحتمل اكتشاف سببه المباشر في وقت قريب.